أَما إِلى اللَّهِ أَخلَفَت ميعادي
أَما إِلى اللَّهِ أَخلَفَت ميعادي / وَجَفَتني فَأَثكَلَتني فُؤادي
ما جَزائي مِمَّن جَعَلتُ بَكَفَّي / هِ عَناني فيما هَوى وَقِيادي
أَن جَفاني بَعدَ الوِصالِ وَقَد كا / نَ حَياتي وَمنيَتي وَسَدادي
أَحمَدُ اللَّهَ ذا الجَلالِ عَلى إِسخا / نِ عَيني وَكُربَتي وَسُهادي
قطعتني قَصفٌ قَسَمتُ لحَيني / بَعدَ وَصلٍ مِثلَ الظَّلوم المُعادي
إِذ وَنارُ الهَوى عَلى القَلبِ مِنّي / تَتَلَظَّى عَلَيهِ ذاتُ اِتِّقادِ
أَحرَفَت صِحَّتي بِسقمي وَرشدي / بِضَلالي وَأَسرَعَت في فَسادي
تَرَكَتني صَبَّاً بِها مُستَهاماً / ساهِراً ما أَلَذُّ طَعمَ الرُّقادِ
تَرَكتني كَأَنَّ في الجَفنِ مِنّي / وَعَلى ما اِفتَرَشتُ شَوكَ القتادِ
تَرَكتني إِلى المَماتِ قَريحاً / تَرَكتني أَهذي بِها وَأُنادي
تَرَكتني وَلَيسَ بي مِن حراكٍ / كاسِفَ البالِ شُهرَةً في بِلادي
كَم إِلى كَم أَقولُ إِن ظَهَرَت لي / قُلت جدي الوصال حَتَّى التَّنادي
فَإِذا ما بَدَت تَغَيَّرَ لَوني / لِشَقائي فَصارَ مِثلَ الرَّمادِ
وَأَراها عَلي قَد رَفَعَت ظُلماً / فَدَتها أَترابُها بِسَوادِ