المجموع : 4
كُلُّ حيٍّ لاقي الحمام فمودي
كُلُّ حيٍّ لاقي الحمام فمودي / ما لحيّ مؤمِّل من خُلودِ
لا تهابُ المنونُ شيئا ولا تر / عى على والدٍ ولا مولودِ
يقدحُ الدَّهرُ في شماريخَ رَضوى / ويحطُّ الصُّخورَ من هبودِ
ولقد تترك الحوادثُ والأيامُ / وهياً في الصخرةِ الصيخودِ
يَفعلُ الله ما يشاء فيمضي / ما لفعل الإله من مَردُودِ
وأرانا كالرزع يَحصده الدَّهـ / ـرُ فمِن بين قائم وحَصيدِ
وكأنّا للموت رَكبٌ مُخبّو / ن سِراعاً لِمنهل مَورود
أينَ رَبُّ الحِصنِ الحَصينِ بسُور / اء ورَبُّ القصر المُنيفِ المَشيد
شادَ أركانهُ وبَوبّهُ با / بي حَديدٍ وحَفَّهُ بِجنُودِ
كانَ يُجبى إليه ما بينَ صَنعا / ء فَمِصرٍ إلى قرى بَيروُدِ
وَتَرى خَلفه زرافات خيلٍ / جافلاتٍ تَعدوُ بِمثلِ الأسُودِ
فرمى شخصهُ فأقصده الدَّهـ / رُ بسهم من المنايا سَديدِ
ثُمَّ لم يُنجهِ من الموتِ حصنٌ / دُونه خَندقٌ وبَابا حديدِ
ومُلوكٌ من قبله عَمروا الأر / ض أُعينوا بالنّصر والتأييدِ
وعزيزٌ بالتاج مُعتصبٌ أشـ / ـوسُ يحمي الذمارَ جَمُّ العديدِ
فَلوَ ان الأيام أخلدن حيّاً / لعلاءِ أخَلدن عبدَالمجيدِ
إن عبد المجيد يوم توَلّى / هَدَّ رُكناً ما كانَ بالمهدودِ
ما درى نَعشهُ ولا حاملوه / ما على النعش مِن عفافٍ وجودِ
غيبوا في الصعيد حزماً وعزماً / ولزازَ الخَصم الألدِّ العنيد
وَيحَ أيدٍ حثت عليه وأيدٍ / دَفنته ما غيّبتْ في الصعيدِ
هَدّ رُكني عبد المجيد وقد كنـ / ـتُ بركنٍ أُبوءُ منه شديدِ
كادت النفسُ أن تفيض عليهِ / إذ غدا حَشو رَيْطة وبرودِ
فبعبد المجيد تامور نفسي / عثرت بي بعد انتعاش جدودِي
وبعبد المجيد شلّت يدي اليمـ / ني وشلّت به يمينُ الجودِ
وسقاهُ ماءُ الشَّبيبة فاهتز / اهتزاز الغُصن النَّدي الأُملودِ
وسَمَت نَحوه العيونُ وما كا / ن عليه لزائدٍ من مزيدِ
فإذا ما ذكرته عرضت لي / غُصّة في اللّها وحبل الوريدِ
وكأنَّي أدعوهُ وهو قريبٌ / حينَ أدعوهُ من مكانٍ بَعيدِ
فلئن صار لا يُجيبُ لقد كا / نَ سَميعاً لنا إذا هو نُودي
كانَ لي عصمةً فأودى به الدهـ / ـر فيا حَسرةَ الفريد الوحيدِ
يا فتىً كانَ للمقاماتِ زيناً / لا أراه في المحفل المشهودِ
خنتكَ الوُدَّ لم أمت كَمداً بعـ / ـدك إني عليكَ حقُّ جليدِ
غير أني أبكيكَ ما حنت النيـ / ـيبُ وحُثت عَيرانةٌ بقيودِ
لو فَدى الحيُّ ميتاً لفدت نَفـ / ـسَكَ نَفسي بطارفي وتليدي
فبرغمي كنت المقدَّم قبلي / وبكرهي دُليتَ في مَلحودِ
كُنتَ لي عِصمةً وكنتَ سماءً / بك تحيا أرضي ويخضر عُودي
تلبس الكاشحَ العدوُ على الضغـ / ـن وتجزي بضعفِ وُدِّ الودودِ
عادَ عبد المجيد رُزآً وقد كا / نَ رجاء لريب دهرٍ كنودِ
حينَ تَمَّت آدابه وتَردَّى / برداءٍ من الشبابِ جديدِ
لهف نفسي أمَا أراكَ وما عنـ / ـدك لي أن دَعوتُ من مردودِ
ولئن كُنتُ لم أُمُت من جَوىَ الحُز / نِ عليه لأبلغنَ مَجهودي
لأقيمنَّ مأتماً كنجُوم ال / ليلِ زُهراً يلطمنَ حُرَّ الخدودِ
مُوجعات يبكينَ للكبد الحـ / ـرّى عليه وللفُؤاد العميدِ
ولعينٍ مطروفةٍ أبداً قا / ل لها الدهرُ لا تقري وجُودي
كُلّما عَزك البكاءُ فأنفد / ت لعبدِ المجيدِ سجلاً فعودي
لفتى يَحسُنُ البكاءُ عليه / وفتىً كان لامتداحِ القصيد
لا سلامٌ على الشّباب ولا حـ
لا سلامٌ على الشّباب ولا حـ / ـيى الإلهُ الشبابَ من معهودِ
قد لبستُ الجديد من كل شيء / فوجدتُ الشّباب شرَّ جديدِ
صاحبٌ ما يزال يدعو الى العي / ب وما من دعا له برشيدِ
ولنعم المُنيب والوازعُ الشيـ / ـبُ ونعم المُفادُ للمستفيدِ
ما أُرجيّ وقد خلت ليَ سِتّو
ما أُرجيّ وقد خلت ليَ سِتّو / نَ وسِتٌّ سلبنني مجلودي
حُلنَ عنّي وقد تعرقنَ لحمي / وبرينَ العِظامَ بَريَ العودِ
أرناتٍ صُفرِ المَناخر والأشـ
أرناتٍ صُفرِ المَناخر والأشـ / ـداقِ يَخضدنَ نشأَةَ اليعضيدِ