المجموع : 6
حي يا برق برقتي اجياد
حي يا برق برقتي اجياد / واسق عهد الحبيب صوب عهاد
أو فكلها إلى دموعي تنهل / فتروى بها الربوع الصوادي
دمن قد عدت عليها من الد / هر على غرة الخليط عوادي
فاستقلوا بكل بيضاء تحميها / على العاشقين سمر الصعاد
وتغنت حداتهم يوم ساروا / سعدت غربة النوى بسعاد
من رأى قبلها ظباء كناس / تتهادى في ذمة الاسا
وشموساً طوالعاً في خدور / وغصوناً تميس في الابراد
بينهم غضة الشبيبة هيفاء / كغصن الاراكة المياد
ذات خد تكاد تندي رياض / الحسن فيه مطلولة الأوراد
ورد خد بورد ثغر فيا طيب / نعيم الرواد والوراد
يا ابنة الصيد ما لقومك لاجا / ز مغانيهم ملث الغوادي
تبعوا مسقط الغمام وفي وجهك / لا الغيث نجعة المرتاد
كل واد اقمت فيه خصيب / فلم استبدلوا بواديك واد
سعد البدو في جوارك حتى / حسد الحاضرون حظ البوادي
حسد الأعصر الخوالي لعصر / زانه بالكمال فضل الجواد
ماجد طيب الارومة طابت / بشذى ذكره اقاصي البلاد
فاضل كامل الصفات عديم / المثل والند واحد الآحاد
جوهر لاح بالغري سناه / مستنيراً كالكوكب الوقاد
قل لباغ احصاء غرّ مساعيه / اتحصى النجوم بالتعداد
يستطيل اليراع في كفه تيهاً / وفخراً على القنا المياد
ترجمان البيان ينصع منه / ببياض المعنى سواد المداد
مستنيراً كأنه مستمد / من أناسي أعين بسواد
وعد الدهر بالعجيب بنيه / فرأيناه صادق الميعاد
فشباب القريض بابن شبيب / عاد بعد الشيب خير معاد
أنت يا فارس البراعة جليت / ولثمت بالغبار جيادي
بمقال قيد الأوابد طبقت / به مفصل النهى والسداد
وبيان بديعه بمعاني الفضل / في منطق البلاغة بادي
وعقود هي القلائد حسناً / فائقات قلائد الاجياد
ومجال القياس قد ضاق حتى / ما اطقنا اطراء قس اياد
نفثة بابلية تملك السمع / ارتياحاً وتستخف النادي
قدرتها يد اللباقة في السر / د فاحكم بصنعة السراد
كسقيط الندى انسجاماً وقد / جادت بها فكرة كسقط الزناد
يا صفي العلى صفا بك عيشي / حين أصفيت لي زلال الوداد
أنا ما عشت شاكراً لك نعمى / نلت فيها أمنيتي ومرادي
طالباً للمزيد منك وأدهى / حيل المستزيد شكر الأيادي
دمت مستقبل السعادة حالي الحال / ماضي الشبا رفيع العماد
عطف الدل قده فتأود
عطف الدل قده فتأود / فانثنى الغصن وهو يثني على القد
ان روت بانة حديث التثني / فإلى قده المهفهف يسند
نفثت مقلتاه سحراً حلالا / في قلوب بشعر صدغيه تعقد
ما الذي ينقم العواذل في حب / مليح غض الشبيبه أغيد
أشقيق الخدود أم نرجس الأجفان / أم أقحوان ثغر منضد
ثعلي الجفون كم من قتيل / قد رماه بنبلهن فاقصد
رشأ ينتمي إلى العرب لكن / سيف الحاظه المراض مهند
عجباً للعيون تجرح لبى / ولها القلب بالملاحه يشهد
قد أراقت دمي وشاهد قتلي / خده الناظر الصقيل المورّد
يا كثير الصدود صل مستهاماً / ليس يقوى على جفائك والصد
واطف يا كامل المحاسن حر / الوجد في نهلة الرضاب المبرد
وارث يا ناعس الجفون لصب / ليله مثل حبه لك سرمد
ليت عينيك وهي تعدي سقاماً / برقاد تعدي الكئيب المسهد
كاد يقضي من الصبابة ولا / بشر يوم به تجلى محمد
ازهرت روضة البشائر فيه / وبها طائر المسرّة غرد
جاء والعيد مقبلين جميعاً / وكلا الطالعين سر وأسعد
قد زكا محتدا وقد طاب فرعاً / بوركت من فروع مجد ومحتد
ماجد تجمع المكارم فيه / فهو في جمعه المكارم مفرد
لو حكى واكف السحاب نداه / كان صوب الحيا نضارا وعسجد
ينظم الحمد في علاه ولكن / في الندى شمل وفره يتبدد
آل زين العباد أكرم آل / ورثوا الفضل اصيداً بعد اصيد
البهاليل ان تفاقم خطب / والمقاويل ان تجمّع محشد
علماء جاؤا بفصل خطاب / ارأيت السيوف حين تجرّد
في سماء العلاء لاحوا بدوراً / مشرقات ضياؤها يتوقد
نعم مستعصم الأنام حسين / فبه ايدت شريعة أحمد
وبه مهدت قواعد شرع / إذن الله فيه ان يتمهد
شيد الدين فاستقام وما ان / يستقيم البناء مالم يشيد
طوق الله خلقه طوق نعمى / حين اضحى بها الامام المقلد
علم الرشد والهدى مستقيم / أيها المهتدى هلم لترشد
وعلي العلاء نعم المحامي / بشبا عزمه ورأي مسدد
قاد صعب العلا فاسلس طوعاً / في يديه منه زمام ومقود
أيها المبتغي نظير علي / خلنا من طلاب ما ليس يوجد
ان تقل ليث غابة قلت اجرى / أو تقل غيث مزنة قلت اجود
أيها الراكب المرحل في السير
أيها الراكب المرحل في السير / نجاة من المهارى وخودا
قل لأحبابنا الكرام علينا / ان نسيتم فما نسينا العهودا
ما منعنا القلوب الا سلواً / عنكم والعيون الا هجودا
طال ليل النوى علينا ادكارا / لزمان لنا تقضى حميدا
يطفيء الماء كل نار ونار / الشوق تزداد بالدموع وقودا
ان يدم بيننا ولا دام بين / لم نجد في الزمان عيشاً رغيدا
كاد يقضي الاسى عليّ لبعد / الدار لولا تعللي ان اعودا
أترى من أحب ينجز وعدا
أترى من أحب ينجز وعدا / في الهوى أم تراه يحفظ عهدا
برّح الوجد في الفؤاد ولولا / حبّه ما شكا فؤادي وجدا
نام عن ليل مغرم تيمته / صبوة تكحل النواظر سهدا
فإذا رمت نيله صدّ بخلا / وإذا رمت قربه زاد بعدا
جهدت في الهوى أماني نفسي / والأمانيّ تعقب النفس جهدا
قلت ان الغزال يأنس وصلا / فتمادى به النفار وصدّا
وتأملت ان للغصن عطفاً / بالمعنى فمال عني قدّا
ظمأى للشّراب لاقى سراباً / لامعاً يضرم الجوانح وقدا
ورد القلب في هواك عذاباً / أيها المانعي من العذب وردا
يا رياض الخدود دمت وان لم / يجتني الطرف من رياضك وردا
ذقت مرّ الصدود منك مراراً / فاسقني مرّة من الرّيق شهدا
صبوتي في الهوى وحسنك كل / منهما جل وصفه ان يحدّا
ان يفق حسنك الملاح فاني / فقت أهل الهوى غراماً ووجدا
ما على القلب ان يهيم غراماً
ما على القلب ان يهيم غراماً / عند تذكاره الفتاة الرّودا
من لمى ثغرها شفاء غليل / الصب لو تسمح الشّفاه ورودا
ان مشت فهي بانة أو تغنت / فهي ورقاء روضة تغريدا
تستخف الحليم شوقاً ووجداً / أو يعود الحليم صبّاً عميدا
أوقدت نار صبوتي وجنتاها / فهي تذكو من وجنتيها وقودا
اسرت مهجتي مليكة حسن / بعثت لي من الجمال جنودا
نصرتها جفونها بانكسار / فهي تستأسر الرّجال الصيدا
من يحاذر لقاء حمر المنايا / فليحاذر تلك الجفون السّودا
اغربت صنعة الملاحة فيها / فحوت في الملاح حسناً فريدا
فلأحداقنا حدائق حسن / تزدهي كل ناظر ان يرودا
فكأن المدام في وجنتيها / عصرت فاستعارت التوريدا
فاجتلينا الخدود منها كؤوساً / ورشفنا الكؤوس منها خدودا
هي شمس الضحى سناً وسناء / وهي ريم الفلا جفوناً وجيدا
قدها الغصن والعقود زهور / من رأى قبلها الزهور عقودا
وعلى خصرها يجول وشاح / كل قلب به اغتدى معقودا
كم غزتنا بعسكر من جمال / عقدت شعرها عليه بنودا
لطفت وجنة ورقت اديماً / وقسا قلبها فصدّت صدودا
عجباً للجمال وهو بديع / كيف اضحى من الجناس بعيدا
ارسلت وارداً من الفرع جثلا / وعقاصاً اثيثة وجعودا
وليالي الفروع وهي طوال / سهدتني شوقاً لها تسهيدا
ولكم قيدت سلاسل ذاك / الفرع من جن بالهوى تقييدا
لك يا ربة الملاحة حسن / لك يستخدم الحسان الغيدا
غرّدي بالهنا فطائر أنسي / بك قد عاد ساجعاً غرّيدا
كم أسير في الحب من غير فاد / وقتيل مضى عليه شهيدا
ما رأى المستهام بخلك الا / قال للناظرين بالدمع جودا
عللي بالوصال صبّا مشوقاً / قد حمى الشوق ناظريه الهجودا
لي دين ان كنت تقضين ديناً / لغريم أو تنجزين الوعودا
قلت للائم المفند فيها / خل عنك الملام والتفنيدا
قد عداك الهوى فبت خلياً / ورماني الهوى فبت عميدا
منية الصب ان تعود ليال / بزرود سقى الغمام زرودا
مربع كان للظباء الجوازي / ملعباً يقتنصن فيه الأسودا
كل نشوى القوام تعطف منها / نشوة الدّل بانة أملودا
حي في رامتين ملعب ريم / كان عهد المشوق فيه حميدا
حيث شمس الجمال تطلع فيه / فنرى طالع الهوى مسعودا
كم رشفنا الرحيق فيه رضاباً / وقطفنا الشقيق فيه خدودا
وخلعنا للهو فيه عذاراً / إذ لبسنا من الوصال برودا
ونسبنا كأننا قد نظمنا / من مديح الأمير درّاً نضيدا
مدحه كالنسيب يبهج لطفاً / فترى كل سامع مستعيدا
ملك قد حوى ممالك حمد / فغدا يوم حمده مشهودا
يفد الحمد والثناء عليه / ان للحمد والثناء وفودا
خلق كالزلال يصفو وبأس / باسل في العدى يذيب الحديدا
وإذا للعدو جهز جيشاً / اصبح الفتح للواء عقيدا
يا رعى الله بالشواطي زماناً
يا رعى الله بالشواطي زماناً / فيه عيش المحب غض رغيد
تجتلي العين فيه بدر جمال / طالع الصب في هواه سعيد