كيف حالَت بعد الوفاءِ عهودُه
كيف حالَت بعد الوفاءِ عهودُه / وتَمَارى هِجرانه وصُدُودُه
وأمالتهُ للوشاة ظنونٌ / يُبدئ العذرُ وهمَها ويُعيدهُ
ما على المُعرِض المُقيمِ على الإِع / راضِ لو رقَّ حين يشكو عميدُه
في سبيل الهوى وفي طاعة الح / بِّ يريد الإنسانُ من لا يُريدُه
يا عذولَ المحبِّ قَصِّر من العَذ / لِ فإني أراه مما يَزيدُه
كيف يُصغى إلى الملام مشوقٌ / بانَ عنه اصطبارُهُ وهُجُودُه
بأبي من غَدَت له نفرَةُ الظَّب / ي وللظبى مُقلتَاهُ وجيدُه
هَزذَ غُصناً من قَدِّه ذا اعتدالٍ / يشتهي البان لو حَكتهُ قُدُودُه
ذو عذارِ يقيم عُذرى في الح / بِّ وخدّ يزينُه تَوريدُه
ولحاظٍ حمى بها طَلعَ ثغرٍ / بَرَدُ الدمع من جفوني نَضِيدُه
لي في حبِّه حشَاً شَفَّهُ الوج / دُ وطَرفٌ يَضُرُّهُ تَسهيدُه
وغرام قد ألبسَ الجسم ثَوباً / من نُحُولٍ لم يبل عندي جَديدُه
صاحِ دعني وما أُقاسي ففي القل / ب لهيبٌ لا يُستَطاعُ خمودُه
خَلِّ طرفي يذرى الدموعَ دماءً / بعد عيشٍ مَضَى فعزَّ وجودُه
حَكَمَ الدهرَ بالفِراق ومن ذا / يَغلِبُ الدهرَ والخطوبُ جنودُه
أي دَهرٍ رَاقَت وراعَت عيانا / وَسَماعاً بُرُوقُهُ ورُعُودُه
نافذُ الأمر إذ بحكمِ صلاح ال / دينِ أضحى قيامُهُ وقعودُه
ملكُ تَشرُفُ الملوك إذا ما / أصبحت في الزمان وهيَ عَبيدُه
شادَ بالبَأس والمكارم مُلكاً / أَسَّسَته آباؤُهُ وجدودُه
تَفضَحُ الدهرَ منه أخلاقُهُ الزُّه / رُ ويُزرى على السحائب جُودُه
بيتهُ كَعبَةٌ يحجُّ إليه / كلَّ وقتٍ عُفَاتُهُ ووفودُه
ثابتُ الجَأشِ عندما يَقلَقُ الجَي / شُ ويَخشَى رَيبَ الحمامِ أُسُودُه
ثاقبُ الفَهمِ إن يَغب عنه أَمرٌ / كامنٌ فهوَ بالذكاءِ شَهيدُه
هو في الحالتين غَيثٌ ولَيثٌ / يُرتَجى وَعدُهُ ويُخشى وَعيدُه
فيه بَاسٌ ورحمة لعدوّ / وَولى يُغيثه ويُفيدُه
أحسَنَ الإصطناعَ حتى لقد أَث / نى عليه عدُوُّهُ وحسُودُه
يا ولَّي الأنامِ دعوةَ عَبدٍ / أنجَحَت قَصدَهُ لديك قصيدُه
لا تسلني عن الزمان فإني / قد بَدَت لي أَضغانُهُ وحقُودُه
زمنٌ لأن عطفُه عند غيري / وهوَ عند صعبُ المِراسِ شديدُه
كيف يَبقى الجزَّارُ في يوم عيد النَّ / حرِ رَهنَ الإفلاسِ والعيدُ عيدُه
يَتَمَنى لحمَ الأضاحي وعند الن / اسِ منه طَريُّهُ وقديدُه
ولقد آن من لقائك أن تَبي / ضَّ أيامُه ويَخضَرَّ عُودُه