غاب عني الكرى وطيب الرقاد
غاب عني الكرى وطيب الرقاد / حين جفني غدا حليف السهاد
لمصاب أشاب سود الليالي / بعد ما جلبب العلى بسواد
هدركن الإسلام والمجد والدين / وشاد الضلال بعد الرشاد
يا لخطب جرى على علة الكون / وغيث الدنيا وغوث العباد
سبط خير الأنام وابن علي القدر / والشأن علة الإيجاد
لست أنساه مفرداً بين جمعٍ / أبرزوا فيه كامن الأحقاد
يحطم الجيش رابط الجأش حتى / صبغ الأرض من دماء الأعادي
لم يزل يحصد الرؤوس بعضب / ابداً للدماء في الحرب صاد
وإذا بالندا عجل فلبى / وهوى للسجود فوق الوهاد
نال في المجد والفخار صعودا / مذ هوى في الصعيد صعب القياد
عجباً للسماء لم تهو حزماً / فوق وجه البسيط بعد العماد
عجباً للمهاد كيف استقرت / ونظام الوجود تحت العوادي
عجباً للنجوم كيف استنارت / لم تغب بعد بدرها الوقاد
بيد أن الإله عم البرايا / بهبات من فضله وإيادي
بنمال العفاة عين المعالي / سيد الكائنات زين العباد
حيث لولا وجوده لأهليت / ولساخت بهم وبالأوتاد
ومثير الأشجان رزء الأيامي / مذ وعت بالصهيل صوت الجواد
برزت للقاء تعثر فلي الذيل / وقائي الدموع يحكي الغوادي
فرأت سرجه خلياً فنادت / تلك واوالدي وذي وأعمادي
وعدت ولهاً بغير شعورٍ / نحو مثوى بقية الأمجاد
فرأت في الصعيد ملقى حماها / هشمت صدره خيول الأعادي
فدعت والجفون قرحى وفي القلب / لهيب من الأسى ذو اتقاد
أحمى الضائعات بعدك ضعنا / في يد النائبات حسرى بوادي
أوما تنظر الفواطم بالأسر / وستر الوجوه منها الأيادي
ثكلاً ما ترى لها من كفيلٍ / حسراً بين عصبة الإلحاد
وتنادي وما ترى من مجيب / لنداها غير الصدا في الوادي
أيها المدلج الجسور رويداً / قف تحمل شكوى لأهل ودادي
عج بوادي الغري واخضع إذا ما / شمت مثوى الوصي غوث المنادي
قل له والعيون عبرى أيا من / هو ذخرٌ للمعضلات الشداد
قم فهذا الحبيب ملقى على الأر / ض عفيراً قد كفتنته البوادي
جسمه في الصعيد تعدو عليه / الخيل والراس فوق سمر السعاد
حوله من بنيه أقمار تمٍ / كالأضاحي سقوا كؤوس الحداد
ونات الهدى سوافرٌ بعد / الصون والحجب في يد الأوغاد
ظهر الفائم الذي فيه يهدي / كل من ضل عن سبيل الرشاد
يأخذ الثار يملؤ الأرض قسطاً / بعد ظلم وظلمةٍ وفساد
يا غياث الصريخ إن جل خطبٌ / ودليلاً إلى الرشاد وهادي
ملئ الكون بالضلالة فانهض / عجلاً مرغماً أنوف الأعادي
أمنوا بطشك الشديد ولكن / في جفون المحب شوك القتاد
فمتى تشتفي القلوب وتروي / غلل البيض من دم الأوغاد
ونرى ظلمة الضلال أزيلت / وأبيدت بنورك الوقاد