المجموع : 6
أَنتَ في الحُسنِ وَالجَمال وَحيدْ
أَنتَ في الحُسنِ وَالجَمال وَحيدْ / وَأَنا عَبدٌ في الهَوى لا أَحيدْ
حَلَّ لي في الغَرام جلُّ افتضاحي / وَحَلا لي وَحلَّ بي ما أُريدْ
ساقياتٌ تَطوفُ وَالراحُ تُجلَى / وَالندامى تُبيحُ خَدّاً وَجيدْ
فَالهِلالُ المنير بِالشَمس يَسعى / طالع بِالبَها بِأَوجِ السُعود
خَمرُ ظَلمٍ مِزاجُ تِلكَ الحُمَيّا / كَوثرٌ طابَ لي فَلذَّ الوُرود
وَكَأنّ الغُصون لَما تَثنَّت / بَين أَيدينا ما اِستَطاعت سُجود
وَالطُيورُ مِن فَوقنا عاكِفاتٌ / كَسليمان إِذ تُظِلُّ الجُنود
فَاجتلينا من الوُجوه شُموساً / تُخجلُ البَدرَ حَيث للأنس عيد
هَكَذا العُمرُ وَالمسرّةُ وَالصَف / وُ حَبيبٌ موافٍ وَعيشٌ رَغيد
لا رَمى اللَهُ جَمعَنا بِافتراقٍ / ما تَغنَّى الحَمامُ وَاخضرَّ عُود
من لصبٍّ فؤاده في غَرامٍ
من لصبٍّ فؤاده في غَرامٍ / يَشتكي سُقمَه وَيَرجو عيادَهْ
ما رَعى حبُّه عليه عهوداً / لا وَلا لوعةً أَذابت فؤاده
يَسهرُ اللَيلَ وَالخليُّ نؤومٌ / وَالنَوى بالثبوت يمحو رقاده
وضلالٌ أَن يُرتجَى الودُّ ممن / يجعل الغدرَ بالمحبين عاده
وَفِّ طُولَ البكا بدمعٍ مديدِ
وَفِّ طُولَ البكا بدمعٍ مديدِ / وَالقَ يَومَ النَوى ببأس شَديدْ
وَادَّكر مصرعَ الأَنام وَفكّر / تلقَ كُلَّ الوجود شَيئاً زَهيدْ
وَاسأل التربَ هَل هُناك امتيازٌ / بَين ملّاكها وَبين العَبيدْ
أَو تدبّر فَهل وَليدٌ أَبوه / أَو بنوه سِوى فقيد وَليدْ
كُل حَي مَصيره لممات / كُل جَمع عِندَ التَناهي بَديدْ
وَسُرور اللقا وَحُزن التَناءي / ذا بهذا معللٌ معقود
بَين مهد وَبين رقدةِ لحدٍ / يَنقضي البؤسُ وَالزَمان الرَغيد
ما بقى من أَتى فتطمع في الخل / دِ وَفكر أَباءنا وَالجُدود
أَي بئرٍ من المُنى لَم تعطَّل / يَوم يُدعى برب قصر مشيد
فَمآب الوجود يَومُ انعدامٍ / ومصيرُ القُصور هذي اللحود
وَالتراب الحَقير أَعظَمُ ناهٍ / حين يَدعونه الحَليم الرَشيد
جَهل الناس قيمةَ الترب إِذ لَم / يَعرفوا حَقَّها عَلى من يبيد
لَو دَروا قدرَها لمالوا عَليها / خُشَّعاً يلثمون وَجهَ الصعيد
تلك أُمٌّ وَإِن عَقَقْنا وَجسمٌ / ما فخرنا وَمَوطنٌ ما نحيد
صرتُ منها وَكَم فخرتُ عليها / ثم فيها الفَنا وَمنها نعود
صاحِ ما ترتجيه من صَفو عمرٍ / يَنقص الأنس وَالصَفا إِذ يَزيد
إِن يقصّرْ بكى عليك حبيبٌ / أَو يَطُلْ كنت باكياً من تريد
أَي شيء من التجمّع يُرجى / وَالنَوى بَيننا رَقيب عَتيد
فإليك الصفا وَدَعني فإني / من هموم اللقاء لا أستزيد
إن حسبي من النَوى ما دَهاني / بعد شاهيننا الوَزير الفقيد
آه من يومه العَصيبِ فما أَغ / نى التأسّي وَلا الهلوع يفيد
ليس ينسى مصاب يوم احتملنا / بحرَ جدوى وَطودَ مجدٍ وَطيد
فرأيت العيون تجري عُيوناً / حَيث أَرض الوجود منا تميد
يَسأل الناس ما المصاب وَكُلٌّ / بَين باك وَبين شاك كميد
جل من سيّرَ الجبالَ تهادى / في بحار الدُموع مما تجود
يحمل القَوم عَرش نِعشٍ حيارى / بَين برد الثَنا وَحرّ الكبود
إيهِ قومي احملوا السكينة واسعوا / لمقام عَلى اقتراب بعيد
هكذا موكب الوَزير المفدّى / يتهادى ليومه المشهود
لم لا تنعَه الدواوين حُزناً / لم لم تنتحب عليهِ الجُنود
ولما لم تَجِش نُفوسُ جيوشٍ / لم لا نكست عليهِ البنود
لم لا يعرف الجَميعُ حُقوقاً / وَلَهُ الحَقُّ واضح منشود
كيف ينسونها أَيادي كَريمٍ / وهيَ فيهم عنوان هذا الوجود
جل حيّاً وجل ميْتاً عزيزاً / بين جاهٍ علا وذكرٍ حميد
علّمونا الهوى بحسن التوادُدْ
علّمونا الهوى بحسن التوادُدْ / وبحفظ العهود بعد التباعدْ
أرضعونا بثدي أنسٍ ولهوٍ / ليتَه لم يزل كما كان ناهدْ
يَبطُلُ الدورُ والتسلسلُ إلا
يَبطُلُ الدورُ والتسلسلُ إلا / في ارتشاف الرحيق من كفِّ أغيدْ
فاسقني من قديمها يا نديمي / وارو لي عن حديث وجدٍ تجدَّدْ
إيه يا برق قل حديثك عن نَج
إيه يا برق قل حديثك عن نَج / دٍ وصفوٍ أقام ثم اسُتردّا
إيه برق الديار خبرني عن نج / دٍ فحيّى الإلهُ عنّيَ نَجدا
قل وإن كان ما تحدثه زو / راً لأَلقَى به على الكَبدِ بَردا
إن لي مهجةً فحيي غروراً / فلقد تُبرِدُ الأكاذيبُ وجدا