القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حافِظ إِبراهِيم الكل
المجموع : 5
اِرحَمونا بَني اليَهودِ كَفاكُم
اِرحَمونا بَني اليَهودِ كَفاكُم / ما جَمَعتُم بِحِذقِكُم مِن نُقودِ
وَأَصفَحوا عَن عُقولِنا وَدَعوا الخَل / قَ بِسِرِّ التَوراةِ وَالتُلمودِ
لا تَزيدوا عَلى الصُكوكِ فِخاخاً / مِن غِناءٍ ما بَينَ دُفٍّ وَعودِ
وَيحَكُم إِنَّ جاكَ أَسرَفَ حَتّى / زادَ في قَومِهِ عَلى داوودِ
أَسكِتوهُ لا أَسكَتَ اللَهُ ذاكَ ال / صَوتَ صَوتَ المُتَيَّمِ الغِرّيدِ
أَو دَعوهُ فِداؤُهُ إِن تَغَنّى / كُلُّ نَفسٍ وَكُلُّ ما في الوُجودِ
أَيُّها القائِمونَ بِالأَمرِ فينا
أَيُّها القائِمونَ بِالأَمرِ فينا / هَل نَسَيتُم وَلاءَنا وَالوِدادا
خَفِّضوا جَيشَكُم وَناموا هَنيئا / وَاِبتَغوا صَيدَكُم وَجوبوا البِلادا
وَإِذا أَعوَزَتكُمُ ذاتُ طَوقٍ / بَينَ تِلكَ الرُبا فَصيدوا العِبادا
إِنَّما نَحنُ وَالحَمامُ سَواءٌ / لَم تُغادِر أَطواقُنا الأَجيادا
لا تَظُنّوا بِنا العُقوقَ وَلَكِن / أَرشِدونا إِذا ضَلِلنا الرَشادا
لا تُقيدوا مِن أُمَّةٍ بِقَتيلٍ / صادَتِ الشَمسُ نَفسَهُ حينَ صادا
جاءَ جُهّالُنا بِأَمرٍ وَجِئتُم / ضِعفَ ضِعفَيهِ قَسوَةً وَاِشتِدادا
أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنِنتُم بِعَفوٍ / أَقِصاصاً أَرَدتُمُ أَم كِيادا
أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنَنتُم بِعَفوٍ / أَنُفوساً أَصَبتُمُ أَم جَمادا
لَيتَ شِعري أَتِلكَ مَحكَمَةُ التَف / تيشِ عادَت أَم عَهدُ نيرونَ عادا
كَيفَ يَحلو مِنَ القَوِيِّ التَشَفّي / مِن ضَعيفٍ أَلقى إِلَيهِ القِيادا
إِنَّها مُثلَةٌ تَشُفُّ عَن الغَي / ظِ وَلَسنا لِغَيظِكُم أَندادا
أَكرِمونا بِأَرضِنا حَيثُ كُنتُم / إِنَّما يُكرِمُ الجَوادُ الجَوادا
إِنَّ عِشرينَ حِجَّةً بَعدَ خَمسٍ / عَلَّمَتنا السُكونَ مَهما تَمادى
أُمَّةُ النيلِ أَكبَرَت أَن تُعادي / مَن رَماها وَأَشفَقَت أَن تُعادى
لَيسَ فيها إِلّا كَلامٌ وَإِلّا / حَسرَةٌ بَعدَ حَسرَةٍ تَتَهادى
أَيُّها المُدَّعي العُمومِيُّ مَهلاً / بَعضَ هَذا فَقَد بَلَغتَ المُرادا
قَد ضَمِنّا لَكَ القَضاءَ بِمِصرٍ / وَضَمِنّا لِنَجلِكَ الإِسعادا
فَإِذا ما جَلَستَ لِلحُكمِ فَاِذكُر / عَهدَ مِصرٍ فَقَد شَفَيتَ الفُؤادا
لا جَرى النيلُ في نَواحيكِ يا مِص / رُ وَلا جادَكِ الحَيا حَيثُ جادا
أَنتِ أَنبَتِّ ذَلِكَ النَبتَ يا مِص / رُ فَأَضحى عَلَيكِ شَوكاً قَتادا
أَنتِ أَنبَتِّ ناعِقاً قامَ بِالأَم / سِ فَأَدمى القُلوبَ وَالأَكبادا
إيهِ يا مِدرَةَ القَضاءِ وَيا مَن / سادَ في غَفلَةِ الزَمانِ وَشادا
أَنتَ جَلّادُنا فَلا تَنسَ أَنّا / قَد لَبِسنا عَلى يَدَيكَ الحِدادا
لا رَعى اللَهُ عَهدَها مِن جُدودِ
لا رَعى اللَهُ عَهدَها مِن جُدودِ / كَيفَ أَمسَيتَ يا اِبنَ عَبدِ المَجيدِ
مُشبِعَ الحوتِ مِن لُحومِ البَرايا / وَمُجيعَ الجُنودِ تَحتَ البُنودِ
كُنتُ أَبكي بِالأَمسِ مِنكَ فَمالي / بِتُّ أَبكي عَلَيكَ عَبدَ الحَميدِ
فَرِحَ المُسلِمونَ قَبلَ النَصارى / فيكَ قَبلَ الدُروزِ قَبلَ اليَهودِ
شَمِتوا كُلُّهُم وَلَيسَ مِنَ الهِم / مَةِ أَن يَشمَتَ الوَرى في طَريدِ
أَنتَ عَبدُ الحَميدِ وَالتاجُ مَعقو / دٌ وَعَبدُ الحَميدِ رَهنَ القُيودِ
خالِدٌ أَنتَ رَغمَ أَنفِ اللَيالي / في كِبارِ الرِجالِ أَهلِ الخُلودِ
لَكَ في الدَهرِ وَالكَمالُ مُحالٌ / صَفَحاتٌ ما بَينَ بيضٍ وَسودِ
حاوَلوا طَمسَ ما صَنَعتَ وَوَدّوا / لَو يُطيقونَ طَمسَ خَطِّ الحَديدِ
ذاكَ عَبدَ الحَميدِ ذُخرُكَ عِندَ اللَ / هِ باقٍ إِن ضاعَ عِندَ العَبيدِ
أَكرِموهُ وَراقِبوا اللَهَ في الشَي / خِ وَلا تُرهِقوهُ بِالتَهديدِ
لا تَخافوا أَذاهُ فَالشَيخُ هاوٍ / لَيسَ فيهِ بَقِيَّةٌ لِلصُعودِ
وَلِيَ الأَمرَ ثُلثَ قَرنٍ يُنادي / بِاِسمِهِ كُلُّ مُسلِمٍ في الوُجودِ
كُلَّما قامَتِ الصَلاةُ دَعى الدا / عي لِعَبدِ الحَميدِ بِالتَأييدِ
فَاِسمُ هَذا الأَسيرِ قَد كانَ مَقرو / ناً بِذِكرِ الرَسولِ وَالتَوحيدِ
بِتُّ أَخشى عَلَيكُمُ أَن يَقولوا / إِن أَثَرتُم مِن كامِناتِ الحُقودِ
كانَ عَبدُ الحَميدِ بِالأَمسِ فَرداً / فَغَدا اليَومَ أَلفُ عَبدِ الحَميدِ
يا أَسيراً في سَنتِ هيلينَ رَحِّب / بِأَسيرٍ في سالُنيكَ جَديدِ
قُل لَهُ كَيفَ زالَ مُلكُكَ لَم يَع / صِمكَ إِعدادُ عُدَّةٍ أَو عَديدِ
لَم تَصُنكَ الجُنودُ تَفديكَ بِالأَر / واحِ وَالمالِ يا غَرامَ الجُنودِ
قُل لَهُ كَيفَ كُنتَ كَيفَ اِمتَلَكتَ ال / أَرضَ كَيفَ اِنفَرَدتَ بِالتَمجيدِ
فَثَلَلتَ العُروشَ عَرشاً فَعَرشاً / وَصَبَغتَ الصَعيدَ بَعدَ الصَعيدِ
كُلَّما نِلتَ غايَةً لَم تَنَلها / هِمَّةُ الدَهرِ قُلتَ هَل مِن مَزيدِ
ضاقَتِ الأَرضُ عَن مَداكَ فَأَرسَل / تَ بِطَرفٍ إِلى السَماءِ عَتيدِ
قُل لَهُ جَلَّ مَن لَهُ المُلكُ لا مُل / كَ لِغَيرِ المُهَيمِنِ المَعبودِ
أَنتَ مَهما شَقيتَ أَرفَهُ حالاً / مِن أَسيرِ الجَزيرَةِ المَكمودِ
وَأَسيرُ الأَقفاصِ قَد كانَ أَشقى / لَو سَأَلتَ الأَسفارَ عَن بايَزيدِ
كانَ عَبدُ الحَميدِ في القَصرِ أَشقى / مِنهُ في الأَسرِ وَالبَلاءِ الشَديدِ
كانَ لا يَعرِفُ القَرارَ بِلَيلٍ / لا وَلا يَستَلِذُّ طَعمَ الهُجودِ
حَذِراً يَرهَبُ الظَلامَ وَيَخشى / خَطرَةَ الريحِ أَو بُكاءَ الوَليدِ
نَفَقٌ تَحتَ طابِقِ الأَرضِ أَخفى / في تَدَجّيهِ مِن ضَميرِ الكَنودِ
يُعجِزُ الوَهمَ عَن تَلَمُّسِ ذاكَ ال / بابِ بابِ الخَليفَةِ المَنكودِ
أَصَحيحٌ ما قيلَ عَنكَ وَحَقٌّ / ما سَمِعنا مِنَ الرُواةِ الشُهودِ
أَنَّ عَبدَ الحَميدِ قَد هَدَمَ الشَر / عَ وَأَربى عَلى فِعالِ الوَليدِ
إِن بَريئاً وَإِن أَثيماً سَتُجزى / يَومَ تُجزى أَمامَ رَبٍّ شَهيدِ
أَصَحيحٌ بَكَيتَ لَمّا أَتى الوَف / دُ وَنابَتكَ رِعشَةُ الرِعديدِ
وَنَسيتَ الآباءَ وَالمَجدَ وَالسُؤ / دُدَ وَالعِزَّ يا كَريمَ الجُدودِ
ما عَهِدنا المُلوكَ تَبكي وَلَكِن / عَلَّها نَزوَةُ الفُؤادِ الجَليدِ
عَلَّها دَمعَةُ الوَداعِ لِذاكَ ال / مُلكِ أَو ذِكرَةٌ لِتِلكَ العُهودِ
غَسَلَ الدَمعُ عَنكَ حَوبَةَ ماضي / كَ وَوَقّاكَ شَرَّ يَومِ الوَعيدِ
شَفَعَ الدَمعُ فيكَ عِندَ البَرايا / لَيسَ ذاكَ الشَفيعُ بِالمَردودِ
دَمعُكَ اليَومَ مِثلُ أَمرِكَ بِالأَم / سِ مُطاعٌ في سَيِّدٍ وَمَسودِ
كانَ عَبدُ العَزيزِ أَجمَلَ أَمراً / مِنكَ في يَومِ خَلعِهِ المَشهودِ
خافَ مَأثورَ قَولِهِ فَتَعالى / عَن صَغارٍ وَماتَ مَوتَ الأُسودِ
ضَمَّ مِقراضَهُ إِلَيهِ وَنادى / دونَ ذُلِّ الحَياةِ قَطعُ الوَريدِ
حَيِّ عَهدَ الرَشادِ يا شَرقُ وَاِبلُغ / ما تَمَنَّيتَ مِن زَمانٍ بَعيدِ
قَد تَوَلّى مُحَمَّدُ الخامِسُ المُل / كَ فَأَعظِم بِتاجِهِ المَعقودِ
وَتَجَلّى في مِهرَجانٍ تَجَلّى / سَيفُ عُثمانَ فيهِ بِالتَقليدِ
وَقَفَ الدَهرُ خاشِعاً إِذ رَأى السَي / فَينِ في قَبضَةِ العَزيزِ المَجيدِ
طَأطِئي لِلجَلالِ يا أُمَمَ الأَر / ضِ سُجوداً هَذا مَقامُ السُجودِ
عَلِمَ اللَهُ أَنَّ عَهدَ رَشادٍ / خَيرُ فَألٍ بِرَدِّ عَهدِ الرَشيدِ
وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً
وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً / كَيفَ أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي
وَبُناةُ الأَهرامِ في سالِفِ الدَه / رِ كَفَوني الكَلامَ عِندَ التَحَدّي
أَنا تاجُ العَلاءِ في مَفرِقِ الشَر / قِ وَدُرّاتُهُ فَرائِدُ عِقدي
أَيُّ شَيءٍ في الغَربِ قَد بَهَرَ النا / سَ جَمالاً وَلَم يَكُن مِنهُ عِندي
فَتُرابي تِبرٌ وَنَهري فُراتٌ / وَسَمائي مَصقولَةٌ كَالفِرِندِ
أَينَما سِرتَ جَدوَلٌ عِندَ كَرمٍ / عِندَ زَهرٍ مُدَنَّرٍ عِندَ رَندِ
وَرِجالي لَو أَنصَفوهُم لَسادوا / مِن كُهولٍ مِلءِ العُيونِ وَمُردِ
لَو أَصابوا لَهُم مَجالاً لَأَبدَوا / مُعجِزاتِ الذَكاءِ في كُلِّ قَصدِ
إِنَّهُم كَالظُبا أَلَحَّ عَلَيها / صَدَأُ الدَهرِ مِن ثَواءِ وَغِمدِ
فَإِذا صَيقَلُ القَضاءِ جَلاها / كُنَّ كَالمَوتِ ما لَهُ مِن مَرَدِّ
أَنا إِن قَدَّرَ الإِلَهُ مَماتي / لا تَرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدي
ما رَماني رامٍ وَراحَ سَليماً / مِن قَديمٍ عِنايَةُ اللَهُ جُندي
كَم بَغَت دَولَةٌ عَلَيَّ وَجارَت / ثُمَّ زالَت وَتِلكَ عُقبى التَعَدّي
إِنَّني حُرَّةٌ كَسَرتُ قُيودي / رَغمَ رُقبى العِدا وَقَطَّعتُ قِدّي
وَتَماثَلتُ لِلشِفاءِ وَقَد دا / نَيتُ حَيني وَهَيَّأَ القَومُ لَحدي
قُل لِمَن أَنكَروا مَفاخِرَ قَومي / مِثلَ ما أَنكَروا مَآثِرَ وُلدي
هَل وَقَفتُم بِقِمَّةِ الهَرَمِ الأَك / بَرِ يَوماً فَرَيتُمُ بَعضَ جُهدي
هَل رَأَيتُم تِلكَ النُقوشَ اللَواتي / أَعَجَزَت طَوقَ صَنعَةِ المُتَحَدّي
حالَ لَونُ النَهارِ مِن قِدَمِ العَه / دِ وَما مَسَّ لَونَها طولُ عَهدِ
هَل فَهِمتُم أَسرارَ ما كانَ عِندي / مِن عُلومٍ مَخبوءَةٍ طَيَّ بَردي
ذاكَ فَنُّ التَحنيطِ قَد غَلَبَ الدَه / رَ وَأَبلى البِلى وَأَعجَزَ نِدّي
قَد عَقَدتُ العُهودَ مِن عَهدِ فِرعَو / نَ فَفي مِصرَ كانَ أَوَّلُ عَقدِ
إِنَّ مَجدي في الأولَياتِ عَريقٌ / مَن لَهُ مِثلَ أولَياتي وَمَجدي
أَنا أُمُّ التَشريعِ قَد أَخَذَ الرو / مانُ عَنّي الأُصولَ في كُلِّ حَدِّ
وَرَصَدتُ النُجومَ مُنذُ أَضاءَت / في سَماءِ الدُجى فَأَحكَمتُ رَصدي
وَشَدا بَنتَئورَ فَوقَ رُبوعي / قَبلَ عَهدِ اليونانِ أَو عَهدِ نَجدِ
وَقَديماً بَنى الأَساطيلَ قَومي / فَفَرَقنَ البِحارَ يَحمِلنَ بَندي
قَبلَ أُسطولِ نِلسُنٍ كانَ أُسطو / لي سَرِيّاً وَطالِعي غَيرَ نَكدِ
فَسَلوا البَحرَ عَن بَلاءِ سَفيني / وَسَلوا البَرَّ عَن مَواقِعِ جُردي
أَتُراني وَقَد طَوَيتُ حَياتي / في مِراسٍ لَم أَبلُغِ اليَومَ رُشدي
أَيُّ شَعبٍ أَحَقُّ مِنّي بِعَيشٍ / وارِفِ الظِلِّ أَخضَرِ اللَونِ رَغدِ
أَمِنَ العَدلِ أَنَّهُم يَرِدونَ ال / ماءَ صَفواً وَأَن يُكَدَّرَ وِردي
أَمِنَ الحَقِّ أَنَّهُم يُطلِقونَ ال / أُسدَ مِنهُم وَأَن تُقَيَّدَ أُسدي
نِصفُ قَرنٍ إِلّا قَليلاً أُعاني / ما يُعاني هَوانَهُ كُلُّ عَبدِ
نَظَرَ اللَهُ لي فَأَرشَدَ أَبنا / ئي فَشَدّوا إِلى العُلا أَيَّ شَدِّ
إِنَّما الحَقُّ قُوَّةٌ مِن قُوى الدَي / يانِ أَمضى مِن كُلِّ أَبيَضَ هِندي
قَد وَعَدتُ العُلا بِكُلِّ أَبِيٍّ / مِن رِجالي فَأَنجِزوا اليَومَ وَعدي
أَمهِروها بِالروحِ فَهيَ عَروسٌ / تَسنَأُ المَهرَ مِن عُروضٍ وَنَقدِ
وَرِدوا بي مَناهِلَ العِزِّ حَتّى / يَخطُبَ النَجمُ في المَجَرَّةِ وُدّي
وَاِرفَعوا دَولَتي عَلى العِلمِ وَالأَخ / لاقِ فَالعِلمُ وَحدَهُ لَيسَ يُجدي
وَتَواصَوا بِالصَبرِ فَالصَبرُ إِن فا / رَقَ قَوماً فَما لَهُ مِن مَسَدِّ
خُلُقُ الصَبرِ وَحدَهُ نَصَرَ القَو / مَ وَأَغنى عَنِ اِختِراعٍ وَعَدِّ
شَهِدوا حَومَةَ الوَغى بِنُفوسٍ / صابِراتٍ وَأَوجُهٍ غَيرِ رُبدِ
فَمَحا الصَبرُ آيَةَ العِلمِ في الحَر / بِ وَأَنحى عَلى القَوِيِّ الأَشَدِّ
إِنَّ في الغَربِ أَعيُناً راصِداتٍ / كَحَلَتها الأَطماعُ فيكُم بِسُهدِ
فَوقَها مِجهَرٌ يُريها خَفايا / كَم وَيَطوي شُعاعُهُ كُلَّ بُعدِ
فَاِتَّقوها بِجُنَّةٍ مِن وِئامٍ / غَيرِ رَثِّ العُرا وَسَعيٍ وَكَدِّ
وَاِصفَحوا عَن هَناتِ مَن كانَ مِنكُم / رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ
نَحنُ نَجتازُ مَوقِفاً تَعثُرُ الآ / راءُ فيهِ وَعَثرَةُ الرَأيِ تُردي
وَنُعيرُ الأَهواءَ حَرباً عَواناً / مِن خِلافٍ وَالخُلفُ كَالسِلِّ يُعدي
وَنُثيرُ الفَوضى عَلى جانِبَيهِ / فَيُعيدُ الجَهولُ فيها وَيُبدي
وَيَظُنُّ الغَوِيُّ أَن لا نِظامٌ / وَيَقولُ القَوِيُّ قَد جَدَّ جِدّي
فَقِفوا فيهِ وَقفَةَ الحَزمِ وَاِرموا / جانِبَيهِ بِعَزمَةِ المُستَعِدِّ
إِنَّنا عِندَ فَجرِ لَيلٍ طَويلٍ / قَد قَطَعناهُ بَينَ سُهدٍ وَوَجدِ
غَمَرَتنا سودُ الأَهاويلِ فيهِ / وَالأَمانِيُّ بَينَ جَزرٍ وَمَدِّ
وَتَجَلّى ضِياؤُهُ بَعدَ لَأيٍ / وَهوَ رَمزٌ لِعَهدِيَ المُستَرَدِّ
فَاِستَبينوا قَصدَ السَبيلِ وَجِدّوا / فَالمَعالي مَخطوبَةٌ لِلمُجِدِّ
أَيُّهَذا الثَرى إِلامَ التَمادي
أَيُّهَذا الثَرى إِلامَ التَمادي / بَعدَ هَذا أَأَنتَ غَرثانُ صادي
أَنتَ تَروى مِن مَدمَعٍ كُلَّ يَومٍ / وَتُغَذّى مِن هَذِهِ الأَجسادِ
قَد جَعَلتَ الأَنامَ زادَكَ في الدَه / رِ وَقَد آذَنَ الوَرى بِالنَفادِ
فَاِلتَمِس بَعدَهُ المَجَرَّةَ وِرداً / وَتَزَوَّد مِنَ النُجومِ بِزادِ
لَستُ أَدعوكَ بِالتُرابِ وَلَكِن / بُقُدودِ المِلاحِ وَالأَجيادِ
بِخُدودِ الحِسانِ بِالأَعيُنِ النُج / لِ بِتِلكَ القُلوبِ وَالأَكبادِ
لَم تَلِدنا حَوّاءُ إِلّا لِنَشقى / لَيتَها عاطِلٌ مِنَ الأَولادِ
أَسلَمَتنا إِلى صُروفِ زَمانٍ / ثُمَّ لَم توصِها بِحِفظِ الوِدادِ
أَيُّها اليَمُّ كَم بِقاعِكَ نَفسٍ / فيكَ أَودَت مِن عَهدِ ذي الأَوتادِ
قَد تَحالَفتَ وَالتُرابَ عَلَينا / وَتَقاسَمتُما فَناءَ العِبادِ
خَبِّرينا جُهَينَ لا تَكذِبينا / ما الَّذي يَفعَلُ البِلى بِالجَوادِ
كَيفَ أَمسى وَكَيفَ أَصبَحَ فيهِ / ذَلِكَ المُنعِمُ الكَثيرُ الرَمادِ
رَحِمَ اللَهُ مِنهُ لَفظاً شَهِيّاً / كانَ أَحلى مِن رَدِّ كَيدِ الأَعادي
رَحِمَ اللَهُ مِنهُ طَرفاً تَقِيّاً / وَيَميناً تَسيلُ سَيلَ الغَوادي
رَحِمَ اللَهُ مِنهُ شَهماً وَفِيّاً / كانَ مِلءَ العُيونِ في كُلِّ نادي
أَلهَمَ اللَهُ فيكَ صَبراً جَميلاً / كُلَّ مَن باتَ ناطِقاً بِالضادِ
بِتَّ في حُلَّةِ النَعيمِ وَبِتنا / في ثِيابٍ مِنَ الأَسى وَالسُهادِ
وَسَكَنتَ القُصورَ في بَيتِ خُلدٍ / وَسَكَنّا عَلَيكَ بَيتَ الحِدادِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025