المجموع : 8
لَحظَها لَحظَها رُوَيداً رُوَيدا
لَحظَها لَحظَها رُوَيداً رُوَيدا / كَم إِلى كَم تَكيدُ لِلروحِ كَيدا
كُفَّ أَو لا تَكُفَّ إِنَّ بِجَنبي / لَسِهاماً أَرسَلتَها لَن تُرَدّا
تَصِلُ الضَربَ ما أَرى لَكَ حَدّا / فَاِتَّقِ اللَهَ وَاِلتَزِم لَكَ حَدّا
أَو فَصُغ لي مِنَ الحِجارَةِ قَلبا / ثُمَّ صُغ لي مِنَ الحَدائِدِ كِبدا
وَاِكفِ جَفنَيَّ دافِقاً لَيسَ يَرقا / وَاِكفِ جَنبَيَّ خافِقاً لَيسَ يَهدا
فَمِنَ الغَبنِ أَن يَصيرَ وَعيداً / ما قَطَعتُ الزَمانَ أَرجوهُ وَعدا
سِر أَبا صالِحٍ إِلى اللَهِ وَاِترُك
سِر أَبا صالِحٍ إِلى اللَهِ وَاِترُك / مِصرَ في مَأتَمٍ وَحُزنٍ شَديدِ
هَذِهِ غايَةُ النُفوسِ وَهَذا / مُنتَهى العَيشِ مُرِّهِ وَالرَغيدِ
هَل تَرى الناسَ في طَريقِكَ إِلّا / نَعشَ كَهلٍ تَلاهُ نَعشُ الوَليدِ
إِنَّ أَوهى الخُيوطِ فيما بَدا لي / خَيطُ عَيشٍ مُعَلَّقٌ بِالوَريدِ
مُضغَةٌ بَينَ خَفقَةٍ وَسُكونٍ / وَدَمٌ بَينَ جَريَةٍ وَجُمودِ
أَنزَلوا في الثَرى الوَزيرَ وَوارَوا / فيهِ تِسعينَ حِجَّةً في صُعودِ
كُنتَ فيها عَلى يَدٍ مِن حَريرِ / لِلَّيالي فَأَصبَحَت مِن حَديدِ
قَد بَلَوناكَ في الرِياسَةِ حيناً / فَبَلَونا الوَزيرَ عَبدَ الحَميدِ
آخِذاً مِن لِسانِ فارِسَ قِسطاً / وافِرَ القَسمِ مِن لِسانِ لَبيدِ
في ظِلالِ المُلوكِ تُدني إِلَيهِم / كُلَّ آوٍ لِظِلِّكَ المَمدودِ
لَستَ مَن مَرَّ بِالمَعالِمِ مَرّاً / إِنَّما أَنتَ دَولَةٌ في فَقيدِ
قُم فَحَدِّث عَنِ السِنينِ الخَوالي / وَفُتوحِ المُمَلَّكينَ الصيدِ
وَالَّذي مَرَّ بَينَ حالٍ قَديمٍ / أَنتَ أَدرى بِهِ وَحالِ جَديدِ
وَصِفِ العِزَّ في زَمانِ عَلِيٍّ / وَاِذكُرِ اليُمنَ في زَمانِ سَعيدِ
كَيفَ أُسطولُهُم عَلى كُلِّ بَحرٍ / وَسَراياهُمُ عَلى كُلِّ بيدِ
قَد تَوَلَّوا وَخَلَّفوكَ وَفِيّاً / في زَمانٍ عَلى الوَفِيِّ شَديدِ
فَاِلحَقِ اليَومَ بِالكِرامِ كَريماً / وَاِلقَهُم بَينَ جَنَّةٍ وَخُلودِ
وَتَقَبَل وَداعَ باكٍ عَلى فَق / دِكَ وافٍ لِعَهدِكَ المَحمودِ
كُلُّ حَيٍّ عَلى المَنِيَّةِ غادي
كُلُّ حَيٍّ عَلى المَنِيَّةِ غادي / تَتَوالى الرِكابُ وَالمَوتُ حادي
ذَهَب الأَوَّلونَ قَرناً فَقَرنا / لَم يَدُم حاضِرٌ وَلَم يَبقَ بادي
هَل تَرى مِنهُمُ وَتَسمَعُ عَنهُمُ / غَيرَ باقي مَآثِرٍ وَأَيادي
كُرَةُ الأَرضِ رَمَت صَولَجانا / وَطَوَت مِن مَلاعِبٍ وَجِيادِ
وَالغُبارُ الَّذي عَلى صَفحَتَيها / دَوَرانُ الرَحى عَلى الأَجسادِ
كُلُّ قَبرٍ مِن جانِبِ القَفرِ يَبدو / عَلَمَ الحَقِّ أَو مَنارَ المَعادِ
وَزِمامُ الرِكابِ مِن كُلِّ فَجٍّ / وَمَحَطُّ الرِحالِ مِن كُلِّ وادي
تَطلَعُ الشَمسُ حَيثُ تَطلَعُ نَضخاً / وَتَنَحّى كَمِنجَلِ الحَصّادِ
تِلكَ حَمراءُ في السَماءِ وَهَذا / أَعوَجُ النَصلِ مِن مِراسِ الجِلادِ
لَيتَ شِعري تَعَمَّدا وَأَصَرّا / أَم أَعانا جِنايَةَ البِلادِ
كَذَبَ الأَزهَرانِ ما الأَمرُ إِلّا / قَدَرٌ رائِحٌ بِما شاءَ غادي
يا حَماماً تَرَنَّمَت مُسعِداتٍ / وَبِها فاقَةٌ إِلى الإِسعادِ
ضاقَ عَن ثُكلِها البُكا فَتَغَنَّت / رُبَّ ثُكلٍ سَمِعتَهُ مِن شادي
الأَناةَ الأَناةَ كُلُّ أَليفٍ / سابِقُ الإِلفِ أَو مُلاقي اِنفِرادِ
هَل رَجَعتُنَّ في الحَياةِ لِفَهمٍ / إِنَّ فَهمَ الأُمورِ نِصفُ السَدادِ
سَقَمٌ مِن سَلامَةٍ وَعَزاءٌ / مِن هَناءٍ وَفُرقَةٌ مِن وِدادِ
يُجتَنى شَهدُها عَلى إِبَرِ النَح / لِ وَيُمشى لِوِردِها في القَتادِ
وَعَلى نائِمٍ وَسَهرانَ فيها / أَجَلٌ لا يَنامُ بِالمِرصادِ
لُبَدٌ صادَهُ الرَدى وَأَظُنُّ ال / نَسرَ مِن سَهمِهِ عَلى ميعادِ
ساقَةَ النَعشِ بِالرَئيسِ رُوَيداً / مَوكِبُ المَوتِ مَوضِعُ الإِتِّئادِ
كُلُّ أَعوادِ مِنبَرٍ وَسَريرٍ / باطِلٌ غَيرَ هَذِهِ الأَعوادِ
تَستَريحُ المَطِيُّ يَوماً وَهَذي / تَنقُلُ العالَمينَ مِن عَهدِ عادِ
لا وَراءَ الجِيادِ زيدَت جَلالاً / مُنذُ كانَت وَلا عَلى الأَجيادِ
أَسَأَلتُم حَقيبَةَ المَوتِ ماذا / تَحتَها مِن ذَخيرَةٍ وَعَتادِ
إِنَّ في طَيِّها إِمامَ صُفوفٍ / وَحَوارِيَّ نِيَّةٍ وَاِعتِقادِ
لَو تَرَكتُم لَها الزِمامَ لَجاءَت / وَحدَها بِالشَهيدِ دارَ الرَشادِ
اِنظُروا هَل تَرَونَ في الجَمعِ مِصراً / حاسِراً قَد تَجَلَّلَت بِسَوادِ
تاجُ أَحرارِها غُلاماً وَكَهلاً / راعَها أَن تَراهُ في الأَصفادِ
وَسِّدوهُ التُرابَ نِضوَ سِفارٍ / في سَبيلِ الحُقوقِ نِضوَ سُهادِ
وَاِركُزوهُ إِلى القِيامَةِ رُمحاً / كانَ لِلحَشدِ وَالنَدى وَالطِرادِ
وَأَقِرّوهُ في الصَفائِحِ عَضباً / لَم يَدِن بِالقَرارِ في الأَغمادِ
نازِحَ الدارِ أَقصَرَ اليَومَ بَينٌ / وَاِنتَهَت مِحنَةٌ وَكَفَّت عَوادي
وَكَفى المَوتُ ما تَخافُ وَتَرجو / وَشَفى مِن أَصادِقٍ وَأَعادي
مَن دَنا أَو نَأى فَإِنَّ المَنايا / غايَةُ القُربِ أَو قُصارى البِعادِ
سِر مَعَ العُمرِ حَيثُ شِئتَ تَأوبا / وَاِفقُدِ العُمرَ لا تَأُب مِن رُقادِ
ذَلِكَ الحَقُّ لا الَّذي زَعَموهُ / في قَديمٍ مِنَ الحَديثِ مُعادِ
وَجَرى لَفظُهُ عَلى أَلسُنِ النا / سِ وَمَعناهُ في صُدورِ الصِعادِ
يَتَحَلّى بِهِ القَوِيُّ وَلَكِن / كَتَحَلّي القِتالِ بِاِسمِ الجِهادِ
هَل تَرى كَالتُرابِ أَحسَنَ عَدلاً / وَقِياماً عَلى حُقوقِ العِبادِ
نَزَلَ الأَقوِياءُ فيهِ عَلى الضَع / فى وَحَلَّ المُلوكُ بِالزُهّادِ
صَفَحاتٌ نَقِيَّةٌ كَقُلوبِ ال / رُسلِ مَغسولَةٌ مِنَ الأَحقادِ
قُم إِنِ اِسطَعتَ مِن سَريرِكَ وَاِنظُر / سِرَّ ذاكَ اللِواءِ وَالأَجنادِ
هَل تَراهُم وَأَنتَ موفٍ عَلَيهِم / غَيرَ بُنيانِ أُلفَةٍ وَاِتِّحادِ
أُمَّةٌ هُيِّأَت وَقَومٌ لِخَيرِ ال / دَهرِ أَو شَرِّهِ عَلى اِستِعدادِ
مِصرُ تَبكي عَلَيكَ في كُلِّ خِدرٍ / وَتَصوغُ الرِثاءَ في كُلِّ نادي
لَو تَأَمَّلتَها لَراعَكَ مِنها / غُرَّةُ البِرِّ في سَوادِ الحِدادِ
مُنتَهى ما بِهِ البِلادُ تُعَزّى / رَجُلٌ ماتَ في سَبيلِ البِلادِ
أُمَّهاتٌ لا تَحمِلُ الثُكلَ إِلّا / لِلنَجيبِ الجَريءِ في الأَولادِ
كَفَريدٍ وَأَينَ ثاني فَريدٍ / أَيُّ ثانٍ لِواحِدِ الآحادِ
الرَئيسِ الجَوادِ فيما عَلِمنا / وَبَلَونا وَاِبنِ الرَئيسِ الجَوادِ
أَكَلَت مالَهُ الحُقوقُ وَأَبلى / جِسمَهُ عائِدٌ مِنَ الهَمِّ عادي
لَكَ في ذَلِكَ الضَنى رِقَّةُ الرو / حِ وَخَفقُ الفُؤادِ في العُوّادِ
عِلَّةٌ لَم تَصِل فِراشَكَ حَتّى / وَطِئَت في القُلوبِ وَالأَكبادِ
صادَفَت قُرحَةً يُلائِمُها الصَب / رُ وَتَأبى عَلَيهِ غَيرَ الفَسادِ
وَعَدَ الدَهرُ أَن يَكونَ ضِماداً / لَكَ فيها فَكانَ شَرَّ ضِمادِ
وَإِذا الروحُ لَم تُنَفِّس عَنِ الجِس / مِ فَبُقراطُ نافِخٌ في رَمادِ
يا شِراعاً وَراءَ دِجلَةَ يَجري
يا شِراعاً وَراءَ دِجلَةَ يَجري / في دُموعي تَجَنَّبَتكَ العَوادي
سِر عَلى الماءِ كَالمَسيحِ رُوَيداً / وَاِجرِ في اليَمِّ كَالشُعاعِ الهادي
وَأتِ قاعاً كَرَفرَفِ الخُلدِ طيباً / أَو كَفِردَوسِهِ بَشاشَةَ وادي
قِف تَمَهَّل وَخُذ أَماناً لِقَلبي / مِن عُيونِ المَها وَراءَ السَوادِ
وَالنُواسِيُّ وَالنَدامى أَمنِهِم / سامِرٌ يَملَأُ الدُجى أَو نادِ
خَطَرَت فَوقَهُ المِهارَةُ تَعدو / في غُبارِ الآباءِ وَالأَجدادِ
أُمَّةٌ تُنشِئُ الحَياةَ وَتَبني / كَبِناءِ الأُبُوَّةِ الأَمجادِ
تَحتَ تاجٍ مِنَ القَرابَةِ وَالمُل / كِ عَلى فَرقِ أَريحِيٍّ جَوادِ
مَلك الشَطِّ وَالفُراتَينِ وَالبَط / حاءِ أَعظِم بِفَيصَلٍ وَالبِلادِ
لحظها لحظها رويدا رويدا
لحظها لحظها رويدا رويدا / كم إلى كم تكيد للروح كيدا
هذه مصر جاءها الدهر يسعى / وهو يا طالما جفاها وصدّا
ليس للدهر من وفاء ولكن / هاب فيها العباس أن يستبدّا
صاحب النيل في البرية إيه / حرّر النيل للبرية وردا
وارفع الصوت إن عصرك حر / لن يرى من سماع صوتك بدّا
إنما الملك أن تكون بلاد / وتصيب البلاد بالملك مجدا
فتول الذي سننت ونجِّح / لرعاياك في المعارف قصدا
ومر العلم أن يزور بلادا / عهدتها له الخلائق مهدا
واقدح الكهرباء فيه لتهدى / وأقمها على البخار لتندى
وأجلُ بأس الحديد فيها وجدّد / عهد بنّائها الذي كان عهدا
وأدع سودانها إليك يلبى / إنه كان للأعزة عبدا
حسبه حسبه كفاه كفاه / ما يراه العزيز عظما وجلدا
قل لراج أن يسترق يراعى / أنا لا أشترى بذا التاج قيدا
نومة السيف قد تكون حياة / ورأيت اليراع إن نام أردى
راية الموت فوق هام العباد
راية الموت فوق هام العباد / نشرتها كتائب الآباد
يشرب العالمون في السلم منها / ويريفون ظلها في الجهاد
من تعاجِل يمت وينس ومن تم / هل يعش تحت خافق متهاد
غاية المرء عائد وطبيب / ومصير الطبيب للعواد
وبكأسين من حياة وموت / شرب العالمون من عهد عاد
حلم هذه الحياة فمن تم / دد له يشق أو يطب بالرقاد
وقصارى الكرى وإن طال نعمى / لزوال أو شقوة لنفاد
ذهبت في حساب يوسف سبع / لينات في إثر سبع شداد
واستوى الصاحبان هذا إلى الرع / د تولى وذا إلى الإبعاد
قبره الأرض والبرية ميت / تلك مطوية وذى لمعاد
ومرور الأجساد بالأرض هلكي / كمرور الأرواح بالأجساد
أي عصر ببعلبك دفين / تحت ذاك الثرى وتلك العماد
قف بآثارها الجلائل وانظر / هل ترى من ممالك وبلاد
أصبح الملك سيرة وذوو المل / ك حديثا فكيف بالأفراد
شيدوا للبلى ومر عليهم / زمن صالح وآخر عاد
بعلبك أخشعى ولاقى أبا يو / سف لقيا الرياض صوب العهاد
وإذا جاور الملوك وأمسى / بين عين البلى وعين السواد
أنزليه منازل الصيد منهم / وأبيجيه مرقد الأنداد
قف بفادى الصديق والجار واسأل / يا أسير المنون هل لك فاد
إن سهما أصاب منك حبيبا / وقعه في القلوب والأكباد
وقضاء دهاك هد بناء ال / بر ركن العفاة والقصاد
أى حي سواك يوم تولى / خدّدته نجابة الأولاد
خمسة بالشام بعدك قاموا / ملء عين اللدات والحساد
كلهم حافظ الصديق كريم ال / عهد راعى الزمام وافي الوداد
ذا لهذا أب وجد إذا ول / لَى أبر الآباء والأجداد
أخذوا البر والوفاء جميعا / عن أب سيد وفيّ جواد
آل مطران لو أتيت بوحى / لم أزدكم من الحجى والرشاد
لكم أنفس تمر بها الأح / داث مر الرياح بالأطواد
فخذوا بالعزاء في خطب من با / ن وكونوا عليه غوث العباد
يهزل العيش والمنية جد / وتضل الحياة والموت هاد
وخفوق الفؤاد في ساعة التك / وين داع إلى سكون الفؤاد
فإذا جددت فأبلت فأعيت / جاءها حينها بلا ميعاد
لي سؤال يا أهل مصر فردّوا
لي سؤال يا أهل مصر فردّوا / بجواب عن السؤال مفيد
أى كف قد باشرت صفع خدّ / فسمعنا دويَّها في الصعيد
يا شباب اقتدوا بشيخ المعالى
يا شباب اقتدوا بشيخ المعالى / فالمعالي تشبُّه وتحدّي
قد تصدى لنائبات حقوق / غير سهل لمثلهن التصدّي
حزَنَته بلاده وهي صيد / بين نابى مظَّفر الناب ورد
أمة من غرائب النصر نشوَى / تسلب الملك من تشاء وتسدي
أخرست أفصح القياصر سيفا / بأساطيل في الخصومة لُدّ
جاءها سعد شاهر الحق يدعو / سيفها المنتضى لخطة رشد
أعزل المنِكبين إلا من الحق / ق ومن حجة كنصل الفرند
خاطب النار وهي في شفة المِد / فع والسيف وهو في غير غمد
غمرة يشفق الضياغم منها / خاضها لم يهب عواقب وِرد
فنفوا فانتفى فصادف خظا / حبذا الجِد إن أعين بِجد
وإذا مصر كاللبوءة غضبي / لأبنها تبذل الدماء وتفدي