ركب شوق بدار قلبي أناخا
ركب شوق بدار قلبي أناخا / أم فؤادي مع الغرام تواخى
لي بشرقيِّ رامةٍ فزرودٍ / صفوُ عيش هناك كان رخاخا
مع صحب عن العيان استقلوا / فطووه سباسباً وسباخا
رفقة لي بهم قديم عهود / لا يشوب الثبوت فيها انتساخا
ما تغنت بهم حداة المطايا / قط إلا وصرت كلّي صماخا
وبهم كلما تألق برق / ملت عن عالم الكيان انسلاخا
وإذا هبت الصبا هب قلبي / معها لايني ولا يتراخى
يا حبيباً هواه دين أناس / هم عليه قد عاهدوا الأشياخا
غائب الذات حاضر الوصف فينا / عرف أسمائه هو المسك فاخا
وجهه يوجب الفناء انكشافاً / والفنا فيه يغسل الأوساخا
لي على قربه دواوين عشق / نظمها العذب أطرب النساخا
لا تقل وجهه تحجب عني / هو بالعز لم يزل شماخا
إنما أنت عنه خلف حجاب / عاجزاً عن شهوده وخواخا
وعليه من القلوب طيور / حاضنات نفوسها الأفراخا
حسنه للعيون لا زال نوراً / وتجليه للقلوب مناخا
يا نديمي بحانة الغيب إن ال / غيب كالعين لم يزل نضاخا
فأملأ الكأس لي ولا تترنّم / بسوى من به السوى فيه ساخا
وأتى أمره إليَّ بروح / قام في زمر نشأتي نفاخا
صاد كل القلوب بالحسن لما / مد أكوانه لهن فخاخا
وأنا صيده بغير شباك / لا حراكا لا نفرة لا صراخا
نخلتي أثمرت هواه جنياً / حين مدت حشاشتي شمراخا
وأنا اليوم عنده في مقام / مطربٍ كلَّ من إليه أصاخا
قص لي ذكر حاطب في قريش / والكتاب الذي أتى روض خاخا
أنا بدريُّ وجهه لا ارتشاشاً / نوره في سابقاً وانتضاخا
أخذتني عيونه النجل لما / بي تجلى فكان سيلاً جلاخا