المجموع : 3
بَلَدٌ قدْ غَزاهُ صَرْفُ اللّيالي
بَلَدٌ قدْ غَزاهُ صَرْفُ اللّيالي / وأباحَ الحَريمَ منْهُ مُبيحُ
فالذي خرّ منْ بِناهُ قَتيلٌ / والذي قَرّ منْهُ بعْضٌ جَريحُ
وكأنّ الذي يَزورُ طَبيبٌ / قَدْ تأتّى لهُ بهِ التشْريحُ
أعْجَمَتْ منْهُ أربُعٌ وطُلولٌ / صالَ قِدْماً بِها اللِّسانُ الفَصيحُ
كمْ مَعانٍ غابَتْ بتِلْكَ المَغاني / وجَمالٍ أخْفاهُ ذاكَ الضريحُ
ومُلوكٍ تعبّدوا الدّهْرَ حتّى / أصْبَحَ الدّهْرُ وهْوَ عَبْدٌ صَريحُ
دوّخوا نازِحَ البَسيطةِ حتّى / نالَ ما شاءَ ذابِلٌ وصَفيحُ
حينَ شَبّتْ لهُمْ منَ البأسِ نارٌ / ثمّ هبّتْ لهُمْ منَ النّصْرِ ريحُ
أثَرٌ يَنْدُبُ المُؤثِّرَ لمّا / طالَ بَعْدَ الدّنوِّ منْهُ النّزوحُ
فَقُلوبُ النّجومِ تَخْفِقُ وَجْداً / وعُيونُ السّحابِ حُزْناً تَفوحُ
ساكِنُ الدّارِ رُوحُها كيفَ يَبْقى / جَسَدٌ بعْدَما تولّى الرّوحُ
أنا مِنْ خالِصِ الحَديدِ غَديرٌ
أنا مِنْ خالِصِ الحَديدِ غَديرٌ / فتَرَى وَسْطَيَّ الرّدَى وهْوَ سابِحْ
أنا سَعْدُ السّعودِ في كَفِّ مَوْلا / يَ وإنْ قيلَ فيَّ سَعْدُ الذّابِحْ
ما على القَلْبِ بعْدكُمْ منْ جُناحِ
ما على القَلْبِ بعْدكُمْ منْ جُناحِ / أنْ يُرى طائِراً بغيْرِ جَناحِ
وعلَى الشّوْقِ أنْ يَشُبَّ إذا هَبْ / بَ بأنْفاسِكُم نسيمُ الصّباحِ
جِيرَةَ الحَيِّ والحَديثُ شُجونٌ / واللّيالي تَلينُ بعْدَ الجِماحِ
أتَرَوْنَ السّلُوَّ خامَرَ قَلْبي / بعْدَكُمْ لا وفالِقِ الإصْباحِ
ولَو انّي أُعْطي اقْتِراحي علَى الأيْ / يامِ ما كانَ بُعْدُكُمْ باقْتِراحي
ضايَقَتْني فيكُمْ صُروف اللّيالي / واسْتَدارَتْ عليَّ دَوْرَ الوِشاحِ
وسقَتْني كأسَ الفِراقِ دِهاقا / في اغْتِباقٍ مُواصَلٍ باصْطِباحِ
واسْتَباحَتْ منْ جِدّتي وفَتائِي / حُرُماً لمْ أخَلْهُ بالمُسْتَباحِ
قصَفَتْ صَعْدَةَ انْتِصاري وفلّتْ / غرْبَ عَزْمي المُعَدَّ يومَ كِفاحي
لمْ تَدَعْ لي منَ السِّلاحِ سوَى مِغْ / فَرِ شَيْبٍ أهْوِنْ بهِ منْ سِلاحِ
عاجَلَتْني بهِ وفي الوقْتِ فَضْلٌ / لاهتِزازي الى الهَوى وارتِياحي
فكأنّ الشّبابَ طَيْفُ خَيالٍ / أو وَميضٌ خَبا عُقَيْبَ التِماحِ
ليْلُ أُنْسٍ دَجا وأقْصِرْ بلَيْلٍ / جاذَبَتْ بُرْدَهُ يَمينُ صَباحِ
صاحِ والوَجْدُ مَشْرَبٌ والوَرَى / صِنْفانِ منْ مُنْتَشٍ وآخرُ صَاحي
يا تُرى والنّفوسُ أسْرَى الأمانِي / ما لَها عنْ وَثاقِها منْ بَراحِ
هلْ يُبحُ الوُرودُ بعْدَ دُيادٍ / أو يُتاحُ اللِّقاءُ بعْدَ انتِزاحِ
وإذا أعْوَزَ الجُسومَ التّلاقِي / نابَ عنْهُ تَعارُفُ الأرْواحِ
جادَ عهْدَ الهَوى من السُّحْبِ هامٍ / مُسْتَهِلُّ الوَميضِ ضافي الجَناحِ
كلّما أخْضلَ الرّبوعَ بُكاءٌ / ضحِكَتْ فوْقَه ثُغورُ الأقاحي
عادَني منْ تذَكّرِ العَهْدِ عيدٌ / كان منّي للعَيْنِ عيدَ الأضاحي
سُفِحَتْ فيهِ للدّموعُ دماءٌ / فهْيَ فوقَ الخُدودِ ذاتُ انْسِياحِ
ورِكابٍ سَرَوْا وقد سَمَل اللّي / لُ بمِسْحِ الدُّجى جَميعَ النّواحي
وكأنّ الظّلامَ عسْكَرُ زَنْجٍ / ونُجومَ الدُجى نُصولُ الرِّماحِ
حمَلَتْ منْهُمُ ظُهورَ المَطايا / أيَّ جِدٍّ بَحْتٍ وعزْمٍ صُراحِ
ستَرَوا الوَجْدَ وهْوَ نارٌ وكانَ السْ / ستْرُ يُجْدي لولا هُبوبُ الرِّياحِ
خلّفوني منْ بَعْدِهِمْ ناكِسَ الطّرْ / فِ ثَقيلَ الخُطى مَهيضاً جَناحي
وحَدَوْها مثْلَ القِسيّ ضُموراً / قدْ بَرَتْ منْهُمُ سِهامَ قِداحِ
وطَوَوْا طَوْعَ لاعِج الشّوْقِ والوَجْ / دِ الى الأبْطَحيِّ غُبْرَ البِطاحِ
مُصطَفى الكونِ من ظُهورِ النّبيي / نَ هُداةِ الأنامِ سُبْلِ الفَلاحِ
حُجّةُ اللهِ حكمةُ اللهِ نُورُ ال / لَّهِ في كلِّ غايَةٍ وافْتِتاح
حاشِرُ الخُلْقِ عاقِبُ الرُّسْلَ وال / مُثْبِتُ باللهِ بَعْدَهُم والماحي
صاحِبُ المُعجِزاتِ لا يتَمادى ال / عَقْلُ في آيِها الحِسانِ الصِّحاحِ
منْ جَمادٍ يُقِرُّ أو قَمَرٍ يَنشَق / قُ والماءُ منْ بَنانِ الرّاحِ
دعْوَةُ الأنْبِياءِ مُنتظَرُ الكُهّا / نِ دعْوى البَشيرِ باسْتِفْتاح
مَظْهَرُ الوَحْي مَطْلَعُ الحَقّ معْنَى / الخَلْقِ فتْحُ المُهَيْمِنِ الفتّاح
أيُّ غيْثٍ منْ رحمَةِ اللهِ هامٍ / وسِراجٍ بهَدْيِهِ وضّاحِ
ما الذي يَشْرَحُ امْرُوٌ في رَسولٍ / عاجَلَ اللهُ صَدْرَهُ بانشِراحِ
شقَّهُ الرّوحُ ثمّ طهّرَ منْهُ ال / قَلْبَ منْ بَعْدُ بالبَرودِ القَراحِ
مَدَحَتْكَ الآياتُ يا خاتِمَ الرُّسْلِ / فمَنْ لي منْ بعدِها بامْتِداحِ
ولِعَجْزِ النّفوسِ عنْ دَرَكِ الحقْ / قِ وإيقافِها وُقوفَ افْتِضاحِ
مثّلَ اللهُ نورَهُ في المَثاني / بمِثالِ المِشْكاةِ والمِصْباحِ
فأزِلْ خَجْلَتي بإغْضائِكَ المَأ / مُولِ واسْتُرْ بِهِ عُوّارَ افْتِضاحِ
صَلَواتُ الإلاهِ يا نُكْتَةَ الكَوْ / نِ على مجْدِكَ اللُّبابِ الصُّراحِ
عدَدَ القَطْرِ والرِّمالِ وما عا / قَبَ نَهْرٌ غُدُوّهُ برَواحِ
وجَزاكَ الإلاهُ أفضلَ ما يُجْ / زي كِرامَ الأئِمّةِ النُّصّاح
أسَفى كمْ أرى طَريدَ ذُنوبٍ / أو بَقَتْني فليْسَ لي مِنْ سَراحِ
قد غَزَتْني الخُطوبُ غزْوَ الأعادي / وبَرَتْني الهُمومُ بَرْيَ قِداحِ
سَبَقَ الحُكْمُ واسْتَقَلّ وهلْ يُمْحَى / قَضاءٌ قد خُطّ في الألْواح
لا لدُنْيا جَنَحْتُ آلَغُ فيها / لا لِدينٍ خلَصْتُ لا لصَلاحِ
قاطِعاً في الغُرورِ بُرْهَةَ عُمْري / خَسِرَتْ صَفْقَتي وخابَتْ قِداحي
طَمِعَ الشّيْبُ باللِّجامِ المُحلّى / حينَ أجْرَيْتُ أن يَرُدّ جِماحي
فأبَتْ نَفْسيَ اللَّجوجُ وجَدّتْ / في سُمُوٍّ الى الهَوى وطِماحِ
يا طَبيبَ الذّنوبِ تَدْبيرُكَ النا / جِعُ في علّتي ضَمينُ النّجاحِ
يا مُجَلّي العَمى وكافِي الدّواهي / ومُداوي المَرْضى وآسِي الجِراحِ
سُدَّ بابُ القَبولِ دوني وما لي / يا غِياثي سِواكَ منْ مِفْتاحِ
خصّكَ اللهُ بالكَمالِ وزَنْدُ الكوْ / نِ لم تَقْتَرِنْ بكَفِّ اقْتِداح
قبلَ أن يوجِدَ الوجودَ وأن يُتْ / حِفَ بالنّورِ ظُلْمَةَ الأشْباح
وأضاءتْ منْ نُورِ ميلادِكَ الأرْ / ضُ وهزّتْ لهُ اهْتِزازَ ارْتِياحِ
فسَرى الخِصْبُ في الُسومِ الهُزالَى / وجَرى الرِّسْلُ في الضّروعِ الشِّحاحِ
ولقدْ روعِيَتْ لدَيْهِ حُقوقٌ / أقْطَعَتْها العِدَى جَنابَ اطِّراحِ
بمَعالي مُحمّدِ ابْنِ أبي الحَجّا / جِ ليْثِ العِدَى وغَيْثِ السّماح
ناصِرِ الحقِّ مُرسِلِ النّقْعِ سُحْباً / بيْنَ سُمْرِ القَنا وبيضِ الصِّفاحِ
ومُزيرِ الجِيادِ أرْضَ الأعادي / وهْيَ مُخْتالَةٌ لفَرْطِ المِراحِ
يتلاعَبْنَ بالظِّلالِ عِراباً / غُذِّيَتْ في الفَلا لِبانَ اللِّقاحِ
يا سِراجَ النّادي وحتْفَ الأعادِي / وعِمادَ المُلْكِ الكَريمِ المَناحي
جمعَ اللهُ منْ حُلَى آلِ عَبّا / سٍ لعُلْياكَ في سَبيلِ امْتِداحِ
بيْنَ رأيٍ موفّقٍ واعْتِزامٍ / مُسْتَعينٍ وصارِمٍ سَفّاحِ
وخَفَضْتَ الجَناحَ في الأرْضِ حتّى / لمْ تدَعْ فوقَ ظهْرِها منْ جُناحِ
أنْتَ مِصْباحُها ونُورُ دُجاها / دافعَ اللهُ عنْكَ منْ مِصْباحِ
محّصَ اللهُ فيكَ ياقوتَة المُل / كِ ويَنْبوعَ العَدْلِ والإصلاح
بخُطوبٍ أرَتْ حَديثَ سُلَيْما / نَ وجاءَتْ بالحادِثِ المُجْتاحِ
بيَدَيْ هَلْهَلِ الحِجَى فاقِدِ الدّي / نِ أخي جُرأةٍ ورَبِّ اجْتِراح
نالَ منْها عُقْبى مُسَيْلَمةَ الكذ / ذابِ إذ عانَدَ الهُدى وسَجاحِ
ثمّ رَدّ الأمورَ رَدّاً جَميلاً / لكَ منْ بَعْدِ فُرْقَةٍ وانْتِزاحِ
فأجِرْ في الوَرى الجَميلَ وعامِلْ / منْهُ كنْزَ الغِنَى ومَثْوَى الرَّباحِ
واشْتَرِ الَمْدَ بالمَواهِبِ واعْقِدْ / عَقْدَها في مَظِنّةِ الأرْباحِ
بَركاتُ السّماءِ تَبْتَدِرُ الأرْ / ضَ إذا اسْتُودِعَتْ بُذورَ السّماحِ
وتهنّأْ بِهِ بِناءً سَعيداً / جاءَ للمَعْلُواتِ وِفْقَ اقْتِراحِ
وتمتّعْ منْهُ بهالَةِ مُلْكٍ / أطْلَعَتْ منْكَ أيَّ بَدْرٍ لَيَاحِ
مَشْوَرُ الرّأيِ مَجْمَعُ الحَفْلِ مَثْوى / كُلِّ ذي ذَمْرٍ سَيّدٍ جَحْجاحِ
ومُقامُ السّلامِ في مُدّةِ السِّلْ / مِ وغابُ الأسودِ يومَ الكِفاح
مُلْتَقى حِكْمَةٍ ومَلعَبُ إلْها / مٍ ومَغْنى السّرورِ والأفْراحِ
أينَ كِسْرى أو أيْنَ إيوانُ كِسْرى / لا يُقاسُ الخِضَمُّ بالضَّحْضاحِ
أيْنَ نورُ الإلاهِ منْ عُنْصُرِ النّا / رِ إذا ما اعْتَبَرْتَهُ يا صاحِ
بِنْيَةٌ كانَ فخْرُها لكَ مَذْخو / راً كزهْرِ الرِّياضِ في الأدْواحِ
حينَ طابَ الزّمانُ واعْتَدَلَ الفَصْ / لُ اسْتَجَدّتْ وبادَرَتْ بافْتِتاحِ
هاكَها قد تتَوّجَتْ بالمَعاني / واكْتَسَتْ حُلّةَ اللُّغاتِ الفِصاحِ
حينَ غاضَ الشّبابُ وارْتَجَعَ الفِكْ / رُ وضاقَ الخَطْوُ الغريضُ السّاح
جُهْدُ قَلْبٍ لَقّفْتُ بعْدَ جِهادٍ / نُقْطَةً منْ قَليبِه المُمْتاحِ
ومَعاني البَيانِ هُنّ عَذارَى / لا يُبِحْنَ الشُّيوخَ عَقْدَ نِكاحِ
ما لشَيْخٍ سوى الرّجوعِ الى ال / لَّهِ ونَجْوَى أهْلِ التُّقى والصّلاح
ولُزومِ البابِ الذي جبَر الكَسْ / رَ ووَصْلِ السّؤالِ والإلْحاحِ
وعلى ذاكَ فهْيَ ساحِرَةُ الأحْ / داق تُزْري بكلِّ خَوْدٍ رَداحِ
تنْفُثُ السِّحْرَ في الجُفونِ وتَلْوي / طُرَرَ الحُسْنِ للوُجوهِ المِلاحِ
دُمْتَ في عِزّةٍ ورِفْعَة قَدْرٍ / بيْنَ مَغْدىً موفَّقٍ ومَراحِ
ما تولّتْ دُهْمُ الدُّجُنّةِ عَدْواً / وجرَتْ خَلْفَهُنّ شُهْبُ الصّباحِ