لا تلم ذا الهوى على أن يبوحا
لا تلم ذا الهوى على أن يبوحا / هكذا العطرُ دأبهُ أن يفوحا
كيفَ تخفى بينَ العواذلِ نارٌ / ساورتها الرياحُ ريحاً فريحا
وسقامُ الهوى يلوحُ على العا / شقِ مهما أرادَ أن لا يلوحا
غلبَ الشوقُ أهلهُ فترى القو / مَ طريحاً قضى ونضواً طريحا
وكأنَّ الغرامَ حينَ شرى الأن / فسَ ألفى الكرامَ أرخصَ روحا
يا أخا الحبِّ ما ارى الحبَّ إلا / نظراً جارحاً وقلباً جريحا
ثم من عاشَ بعدَ ذلكَ فقد عا / شَ ليبكي مما بهِ أو ينوحا
وترى الطيرَ ربما قامَ بسعى / لحظةً بعدَ أن تراهُ ذبيحا
ليسَ هذا الهوى سوى سكرةُ المو / تِ فهيِّءْ للعاشقينَ الضريحا
يطمعُ النفسَ في الجمالِ فإمَّا / طمعتْ ألفت الجمال شحيحا
وهو بينَ العيونِ والقلبِ رسمٌ / كلما جالت اللواحظُ يُمحَى
آه ما أوجعَ الغرامَ وما أع / جبَ جسماً على الغرامِ صحيحا
لم أكدْ أعرفُ الصبابةَ حتى / برحتْ بي همومُها تبريحا
وألفتُ العناءَ حتى من الرا / حةِ عندي أن لا أرى مستريحا
وإذا ضاقتِ الحياةُ بنفسٍ / وجدتُ وادي المماتِ فسيحا