القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : علي محمود طه الكل
المجموع : 3
كان فجرٌ وكانَ ثمّ صباحُ
كان فجرٌ وكانَ ثمّ صباحُ / فيهِ للحسن غُدوة ورِواحُ
بكَرَتْ للرياض فيه عذارى / تزدهيهنَّ صبوةٌ ومراحُ
حين لاحَتْ لهنَّ هتافٌ / وعَلَتْ بالدعاءِ منهنَّ راحُ
قلنَ ما أجملَ الصباحَ فما حل / لَ على الأرضِ مثلُ هذا صباحُ
فتعالوا بنا نغنِّي ونلهو / فهنا اللهوُ والغناءُ يُتاحُ
وهنا جَدولٌ على صفحتيهِ / يرقصُ الظِّلُّ والسَّنى الوضَّاحُ
وعلى حافتيه قام يغني / نا من الطير هاتف صدَّاحُ
وفَرَاشٌ لَهُ من الزَّهرِ ألوا / نٌ ومن ريِّق الشعاعِ جناحُ
دَفَّ في نشوةٍ يناديه نُوّا / رٌ وعِطرٌ من الثرى فوَّاحُ
وهنا رَبوَة تلألأ فيها / خضرةُ العشبِ والنَّدى اللماحُ
ونسيمٌ كأنه النَفَسُ الحا / ئرُ تُصغي لهمسِهِ الأدواحُ
مثلَ هذا الصباحِ لم يَلِد الشر / قُ ولم تنجِب الشموسُ الوِضاحُ
لكأنَّا بالكونِ أعلامُ ميلا / دٍ وعرسٌ قامت له الأفراحُ
أيَّ حُسنٍ نرى فردَّدَ صوتٌ / شبهَ نجوى تُسرها أرواحُ
إنَّ هذا الصباحَ ميلادُ شاعرْ /
شاعَ في جوّهِ الخيالُ ورفَّ ال
شاعَ في جوّهِ الخيالُ ورفَّ ال / حسنُ والسِّحرُ والهوى والمراحُ
ونسيمٌ معطَّرٌ خفقتْ في / هِ قلوبٌ ورفرفت أرواحُ
ومنىً كلهنّ أجنحةٌ ته / فو ودنيا بها يَدِفُّ جناحُ
ومن الزهرِ حولها حلقاتٌ / طابَ منها الشذا ورقَّ النفاحُ
حَمَلَتْ كلُّ باقةٍ دمعَ مف / تونٍ كما تحمل الندى الأدواحُ
وهي في ميعةِ الصَّبا يزدهيها / ضَحكٌ لا تملّه ومزاحُ
وغناءٌ كأنَّ قمريةً سك / رى بألحانها تشيع الرّاحُ
أخلصتْ ودَّها المرايا فراحتْ / تتملّى فتشرقُ الأوضاحُ
كشفتْ عن جمالها كلَّ خافٍ / وأباحتْ لهنّ ما لا يُباحُ
مَعبدٌ للجمال والسحر والفت / نةِ يُغدى لقدسِه ويُراحُ
نام في بابه العزيزُ كيوبي / دُ ولكنْ في كفهِ المفتاحُ
إنْ يَنمْ فالحياةُ شدوٌ ولهوٌ / أو يُنبّهْ فأدمعٌ وجراحُ
دَخَلَتْ بي إليه ذاتَ مساءٍ / حيثُ لا ضجةٌ ولا أشباحُ
لم نكن قبلُ بالرفيقين لكن / هي دنيا تُتيحُ ما لا يُتاحُ
وجلسنا يهفو السكونُ علينا / ويرينا وجوهَنا المصباحُ
هتفت بي تراكَ من أنتَ يا صا / حِ فقلتُ المعذَّب الملتاحُ
شاعرُ الحبِّ والجمالِ فقالت / ما عليهِ إذا أحبَّ جُنَاحُ
واحتوى رأسيَ الحزينَ ذراعا / ها ومرتْ على جبينيَ راحُ
ورأت صُفرةَ الأسى في شفاهٍ / أحرقتها الأنفاسُ والأقداحُ
فمضت في عتابها كيف لم ند / رِ بما برَّحتْ بك الأتراحُ
إن أسأنا إليك فاليوم يجزي / كَ بما ذُقتَه رِضىً وسماحُ
ولك الليلةُ التي جمعتنا / فاغتنمها حتى يلوحَ الصباحُ
قلتُ حسبي من الربيع شذاهُ / ولعينيَّ زهرهُ اللمَّاحُ
نحنُ طيرُ الخيالِ والحسنُ روضٌ / كلُّنا فيه بلبلٌ صدّاحُ
فنِيَتْ في هواهُ منا قلوبٌ / وأصابتْ خلودَها الأرواحُ
شعراء الشباب خرَّ عن ال
شعراء الشباب خرَّ عن ال / أيكةِ شادٍ مخضباً بجراحهْ
مات في ثغرهِ النشيدُ وجفَّتْ / خمرةُ الملهَمين في أقداحِهْ
ضِفَّةُ النيلِ وهي بعض مغاني / هِ صحت تسأل الربى عن صداحهْ
أين منها صداه في ذروةِ الفجْ / رِ وهمس الأنداءِ حول جناحهْ
بُوغِتتْ بالصباحِ أخرسَ إلَّا / جهشةَ الشعرِ أو شجيّ نواحهْ
نبأٌ جاءني فأسلم عقلي / لضلالٍ هدَّدْتُهُ بافتضاحِهْ
لو رماهُ فَمُ القضاءِ بسمعي / خِلْتُهُ بعضَ لهوه ومزاحِهْ
فلسفتكَ الحياةُ يا حامل المصبا / حِ والأفقُ مائجٌ بصَباحِهْ
صف لنا صرعة الذّبال وماذا / قد أصاب الحكيم في مصباحِهْ
شاطئٌ فوق صدره يفهقُ المو / جُ وتهوي الصخور تحت رياحِهْ
ضلَّ في جنحِ ليلهِ زورقي الطا / في وضاع المجدافُ من ملَّاحِهْ
جزتَهُ أنت في خطى العاشق / الباسمِ يهفو الحنين ملءَ وشاحِهْ
قم فقد أقبلَ الشتاءُ وأومتْ / سنبلاتُ الوادي إلى أشباحِهْ
أَلَهُ في هُتافِكَ العذابِ داعٍ / يُنطِقُ الواجماتِ من أدواحِهْ
عَبرَ النهرَ والنخيلَ إلى أنْ / جاء مثوىً رقدتَ في صُفَّاحِهْ
حملَ العهدَ عن قلوبِ الحزانى / فدعا المعولاتِ من أرواحِهْ
الثلاثون لم تكن عمرَكَ السَّا / دِرِ في فتنةِ الصِّبا ومراحِهْ
إنها خفقة الفؤادِ وسهد الْ / عَينِ في حومة العلا وكفاحِهْ
إنها قِصةُ الصديقِ ومأسا / ةُ شهيدٍ مكلَّلٍ بنجاحِهْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025