المجموع : 5
نظرتْ في وجوه شعري وجوهٌ
نظرتْ في وجوه شعري وجوهٌ / أُوسِعت قبلَ خلقِها تقبيحا
فغدتْ وهي زاريات عليه / والذي أنكرتْه منها أُتيحا
أبصرتْ في صِقاله صُوَراً من / ه قِباحاً فأظهرت تكليحا
شهد الله أنها عند ذاكم / أعنتتْ سالماً وعرَّت صحيحا
عايَنتْ فيه قبحها فاجتوتْه / ظالماتٍ هناك ظلماً صريحا
ورأته وجوهُ قوم وِضاءٍ / فرأت وجهَه وضيئاً صبيحا
هكذا المنظر الصقيل يؤدِّي / ما يوازي به بليغاً فصيحا
والمَرايا تُري الجميل جميلاً / وكذاكم تُري القبيح قبيحا
هاكها يا سعيدُ غراءَ عذرا / ءَ تداوي بها الفؤاد القريحا
مَثلاً للعقول تضعُفُ والشعْ / رُ يُصفَّى فلا تراه قليحا
لي لسانٌ ما زال يُطريك في النث
لي لسانٌ ما زال يُطريك في النث / ر وفي النظم غيرَ ما مستريحِ
وارتكابُ الديون إياي في ظِل / لِك يهجوك باللسان الفصيحِ
والعقابُ الجميل منك على ذا / ك حقيقٌ دون العقاب القبيحِ
وهو ألا يراني الناس إلا / في محلٍّ من اليسار فسيحِ
ليت شعري إن لم يزُح علتي جو / دك والحظ هل لها من مُزيحِ
إن من جورك المبرِّح بالمُن / نَةِ والصبرِ أيَّما تبريحِ
أن ترى العُرفَ عند مثليَ نكراً / وأرى المدح فيك كالتسبيحِ
قل لِنُجْح أخطأتَ باب النّجاح
قل لِنُجْح أخطأتَ باب النّجاح / بل تعاطيتَهُ بلا مفتاحِ
إنَّ ودَّانَ لا تَوَدُّ خَصِيَّاً / فاصْحُ عنها فَقَلْبُهَا عنك صاحي
هي تَهوَى النِّكاحَ والدَّلْكُ مَجْهُو / دُك فيها والدَّلْكُ زُورُ نُكاحِ
لست بالسَّابح المُجيدِ فدع عَنْ / كَ ركوبَ البُحُورِ للسُّبَّاحِ
قَطَع الجَبُّ بالخَصِيِّ كما يَق / طَعُ فَقْدُ المُرْدِيِّ بالملّاح
ليتَ شِعْرِي بما تَظُنُّكَ تُصْبِي / قلْبَ وَدَّانَ يا كسير الجناحِ
أبوَجْهٍ كأنه وجهُ قردٍ / حائلُ اللون خامدُ المصباحِ
أيُّ حِرْز فيه من الطَّيْر أنْ لَوْ / جعلُوه فزَّاعةً في قَرَاحِ
فيه خَّدانِ أنْمَشَانِ بعِيدَا / نِ لَعَمْرِي من حُمْرَة التفاحِ
نُمشةٌ فوق صُفرةٍ فتراه / كَوَنيمِ الذباب في اللفَّاحِ
أَمْ بِأَيْرٍ أتى الخِصَاءُ عليه / غَيْرَ مُبْقٍ فاجْتِيحَ أيَّ اجْتِياحِ
أم بقَدٍّ كأنه قَدُّ زِقِّ / زِيدَ عرضاً ببطنك المُنْدَاحِ
أنْتَ لا مِنْ ذوي الأُيُورِ فَتَهْوَا / كَ ولا من ذوي الوجوه الصِّبَاحِ
مَنْ عذيري من جَوْرِكُمْ معشرَ الخِصْ / يَانِ إذ تطلبون وصْلَ الملاحِ
إنما أنتُمُ فِقَاحٌ فمهلاً / ما غَنَاءُ الفِقَاح في الأحْرَاحِ
إنَّ من يعشق النساء بلا أي / رٍ كمثل الغازي بغير سلاحِ
لنْ يكونَ الطِّعانُ إلاَّ برمحٍ / فاتركوا الطَّعن للطِّوال الرماحِ
ضلَّ إهداؤكَ الخرائطَ يا نُجْ / حُ وألوَتْ به سَوَافي الرياحِ
أنت تُهْدِي وتِلْكَ تُهْدي هَدَايَا / كَ إلى كل أيِّرٍ نَكَّاحِ
وإذا ما التمَسْتَ منها نوالاً / مَنَعَتْ منك كُلَّ شيء مُبَاحِ
كم تَمَنَّيتَ قُبْلة من حَيَاها / وهو من أيْرِ ذاكَ دَامي الجراحِ
حين لم يَحْمَدَاكَ إذ ذاكَ لكنْ / حَمِدَا نفْحَ طِيبِكَ النَّفَّاحِ
باتَ يلهو بها وباتَتْ تُغَنِّي / خاب وجْهُ الخَصِيِّ يوم الفَلاَحِ
حين يلقى إلهَهُ لمْ يَلدْهُ / ذُو صلاح ولمْ يَلِدْ ذا صلاحِ
لا أباً مؤْمِناً يُعَدُّ ولا ابْناً / مُؤْمِناً خابَ قِدْحُه في القداحِ
ليس حَمْد الخصْيَان في الناس إلا / شِدَّةَ الصبرِ عند شَقِّ الفِقَاحِ
معشرٌ أشبهوا القُرودَ ولكن / خالفوها في خِفَّةِ الأرواحِ
قال فيما يقول حين أجدَّتْ / جَبْهتا عانَتَيْهما في النِّطاحِ
أين هذا من دلْك نُجْحٍ فقالت / طُرُقُ الجِدِّ غَيْر طُرْقِ المُزَاحِ
غرَّدَ الطيرُ في الرِّياضِ ونَاحَا
غرَّدَ الطيرُ في الرِّياضِ ونَاحَا / وشكا العشقَ والغرَامَ وباحا
ونسيمُ الشَّمَالِ أهدى سُحيْراً / من شَذَا الزهرِ عَرْفَهُ الفيَّاحَا
واجْتَلَيْنا على الندى والتَّدَانِي / بِكْر دنٍّ برأْسِهَا الشَّيْبُ لاحا
بِنْتُ كرمٍ تُجْلَى لكلِّ كريم / وسَنَا نُورِهَا كسَا الأقداحا
تجلب الأنسَ والسُّرورَ إلينا / كيف لا وهْيَ تُنْشِىءُ الأفراحا
كلما أظلمَ الظَّلامُ علينا / واقتبسنا من نورها مصباحا
أشْرَقَتْ في الكُؤُوسِ كالشَّمْس ليلاً / فحسبنا المساءَ منها صَباحا
قِيلَ لي لمْ ذَمَمْتَ كُلَّ البَرَايَا
قِيلَ لي لمْ ذَمَمْتَ كُلَّ البَرَايَا / وهجَوْتَ الأنَامَ هَجْواً قَبِيحا
قلت هَبْ أَنَّني كذبْتُ عليهم / فأرونِي من يستحقُّ المديحا