هل على ذي شبيبةٍ من جُناحٍ
هل على ذي شبيبةٍ من جُناحٍ / في تماديه خَطوةً في المزاحِ
أيها اللائمُ الذي حَسبَ اللَّومَ / صلاحاً ما فيه لي من صلاحِ
خَلنِّي أغتنم سعادة عمري / في اغتباق مُردَّدٍ واصطباحِ
قبل أن يعقدَ المشيبُ بفودَيَّ / لجاماً يكُفني عن جماحى
إن أكن في الهوى مُعنّى المُعَنِّين / فقد صادني مليحُ الملاحِ
لستُ بالراحِ مُستهاماً ولكن / بغلامٍ سعى إليَّ براحِ
بغُلامِ مثلِ الفتاةِ غريرٍ / أو فتاةٍ مثل الغلام رَداحِ
أنا صاحٍ من خمرةٍ غير أني / لستُ من خمر مقلتيه بصاح
فضحتنا المدامُ بين الندامى / حبذا هتكتي به وافتضاحي
كل حسن به يُباهي بضّدٍ / خرسُ الحجلِ مثلُ نُطقِ الوشاحِ
ومتى ما نظرتُ نَزّهتُ طرفي / في شقيقٍ ونرجسٍ وأقاحِ
فكأنَّ الأِلَه إذ خَلقَ الخلقَ / براه لفتنتي باقتراحي
يا بَني الموقفيِّ جزتم مدى الشكر / وفتم خواطرَ المُدّاحِ
بنفوسِ مخلوقة عن معالٍ / واكّفٍ مخلوقةٍ من سماحِ
كلُ بدرٍ تبلَّجَ المجدُ منه / عن حيا مُزنةٍ وضوءِ صباحِ
كتبَ الجودُ في المكارم منكم / صُحُفاً ما لها مدى الدهر ماحِ
بأيادي محمدٍ أصبح الشعر / حخطير الأثمانِ والأرباحِ
كاد فيه المديح يخطر زهواً / يبن عرضٍ حمى ومال مُباحِ
وثناءٍ نظمتُه في معاليه / كثير الحُجولِ والأوضاحِ
بمعانٍ مثلِ الكواكب زُهرٍ / وقوافٍ خفيفةِ الأرواحِ
هوَ جَمُّ الآدابِ جَزل المساعي / في غدُوٍ من العُلى ورواح
هضبة من شهامةٍ ووقارٍ / روضة من فكاهةٍ ومزاحِ
يسرحُ الحلمُ في جوانبِ صدرٍ / منه رحب الحمى فسيح النواحي
ذو اعتزالٍ عن الخنا وانقباضٍ / وانبساط إلى الندى وانشراحِ
يمنح النائل لجزيل ويرتاحُ / اشتياقاً للزائر المرتاحِ
عطنٌ للوفودِ خيّم فيه / مستميحٌ لنائلٍ مستماحِ
حاملٌ نفسهُ على الهول في المجد / ولو كانَ في رؤوس الرماحِ
لستَ تدري من بذلِهِ أمنيل / باعتمادٍ أو ضارب بقداحِ
أي غيثٍ همى ليحكي نداه / فهوَ غيث همى بوجهٍ وقاحِ