المجموع : 6
ذهب الخوف والرجا
ذهب الخوف والرجا / ومضى المدح والهجا
وأنا اليوم مسلم / بك قلبي إليك جا
طال ما كنت في عمى / لم أجد عنه مخرجا
جامد الذات خامداً / حامداً ظلمة الدجا
وأنا في كثافة / مطري منك أثلجا
مستقيمي القويم بي / مثل قوم تعوجا
حائراً بي أتيه في / ليل وهمي الذي سجا
فبدت نارك التي / كان موسى لها التجى
فتقصدت جمرها / عندما قد تأججا
وتذاوبت فوقه / باحتراق فأنتجا
جامدي صار مائعاً / كله يا أولي الحجا
وأنائي غسلته / وبدا الصبح أبلجا
وخزامى شممت من / نفحاتي وعرفجا
إن رحماننا له / نفس قد تأرجا
كنت أشتاقه وقد / كان أوساً وخزرجا
نصرة الدين لي به / وعن الكرب فرجا
وقعت قطرتاي في / بحر أمر تموجا
كيف أمتاز بعد أن / أوضح الحق منهجا
من كفوف الهزبر وال / ناب ما واقعي نجا
واسقياني عتيقة / يا خليلي وامزجا
وعلى حيِّ ربَّةِ ال / خال بالقلب عَرِّجا
إنني مستهامهما / ولي البعد أزعجا
لم أجد مثل حسنها / قط أبهى وأبهجا
سلبتني بناظر / طرفه صار أدعجا
وسبتني بطلعة / لم يقم بعدها الدجا
وجهها قد عشقته / لا سواراً ودملجا
وأنا اليوم مغرم / حبها مهجتي شجا
كلما ناح طائر / حث شوقي وهيجا
وغدا الجفن من دمي / في بكائي مضرجا
ثم قلبي وقالبي / للفنا قد تدرجا
إن بحر الوجود بالإختلاجِ
إن بحر الوجود بالإختلاجِ / لم يزل مكثراً من الأمواجِ
واسمها الكائنات حساً وعقلاً / في نهار يضي وليل داجي
لا تظن الوجود زاد وهذا / غير أنواع زينة وابتهاج
عدمٌ كلُّ ما ترى فتحقق / بوجود في ظلمة كالسراج
عينته شؤونه وهي منه / وبها بعضه لبعض يناجي
عظم الأمر وهو باطن خلق / وهو عين الأفراد والأزواج
قف هنا عند وحدة الأمر واشهد / كثرة الخلق عين ما أنت راجي
واحد أظهر المراتب منه / في حساب الألوف للمحتاج
إن ترده في كل شيء تجده / واحداً ظاهراً بغير علاج
فانظر الرتبة التي هو فيها / ثم دعها وكنه بالإمتزاج
وليكن ظاهرا بما أنت فيه / ظاهر فهو مادح أو هاجي
وعليك الحكم الذي منه باد / لا عليه فهالكٌ أو ناجي
صور تارة نقول وطوراً / لمعات من نوره الوهاج
إن تكن عارفاً عذرتَ قصوراً / في كلامي ولم تقل باحتجاج
وإذا كنت جاهلاً فتوقى / حي ميت من هذه الأمواج
قد أتينا الحمى على منهاجِ
قد أتينا الحمى على منهاجِ / فانظروا عندكم له من هاجي
سيرة أحمدية سرت فيها / مستضيئاً بنور ذاك السراج
جل وجه عز العوالم يعلو / بكمال الجمال والإبتهاج
جنة الخلد جنة الخلد لكن / تستر القلب عن بديع التناجي
فتجرد عن السوى وبجيم ال / جمع فافرق قاف البقا في الدياجي
إنما الجمع نور سرِّ التجلّي / وبه الفرق بغية المحتاج
جف جف المداد من أقلامٍ / جاريات السواد في لوح عاج
فاكتبوا بالنضار يا أهل ودي / في لجين الخدود والأوداج
جل جل الجليل حيث تجلّى / بحلى الإنفراد والإزدواج
عدم للوجود كالأمواجِ
عدم للوجود كالأمواجِ / في امتزاج به بغير امتزاجِ
ثم إنّا ثلاثة وهو فرد / ووجود حق عظيم ابتهاج
نحن في ذاتنا وفي العلم أيضاً / والكلام النفسي أصل التناجي
عدم نحن في الثلاث وأما / هو فهو الوجود والأزواج
ربنا الحق قد تنزه عنا / مستحيل الأولاد والأزواج
ما ظهرنا به سوى بكلام / أزليٍّ يضيء في ظل داجي
وهو أيضا مراتب ليس تخفى / عن أمام مكمل المعراج
رتبة الذات قبل رتبة علم / بعدها رتبة الكلام المناجي
وهو فرد حق ونحن كثير / باطل في كلامنا كالسراج
فافهموا ما أقول يا قوم مني / إنني البحر فيه ذو الأمواج
هذه هذه بديعة وقت / سمح الله فيه بالإفراج
زينة العبد فقره واحتياجُهْ
زينة العبد فقره واحتياجُهْ / والغنى بالإله لاق ابتهاجُهْ
وهو في غيره مجرد وهمٍ / كم به رادت الردى أفواجه
والجهول الذي يظن بشيء / من متاع الدنيا يصح مزاجه
ليس يغنى الفقير شيء ولو سي / ق إليه من الوجود خراجه
ولهذا تراه والحرص في حا / ل افتقار وغنية معراجه
وهي من داء حب دنياه مازا / ل مريضاً أعيى الجميع علاجه
والغني الغني بالذات لا بال / عرَض الزائل المثار عجاجه
يا ابن يومين لا تخف قطع رزق / كم فتى قبلك اكتفى محتاجه
وكم ارتاب عائل في كفاف / وعليه في العيش ضاقت فجاجه
ثم لما أن سلم الأمر أثرت / خادموه وأيسرت أزواجه
فُزْ بِراحات قلبك الغر يا من / زادَ من فَوْتِ ما يروم انزعاجه
واطرح الهمَّ عن فؤادك واربح / صفوَ عيشٍ إن طبت طاب نتاجه
لا تقل قل دون غيري رزقي / كل رزق مقدر إخراجه
قسمة الله لا زيادة فيها / لا ولا نقص عذبه وأجاجه
والفتى غير رزقه لم ينله / ولو احتال واستطال لجاجه
كم شجاع أراد رزق سواه / يحتويه فقطعت أوداجه
ولكم ضم رزق إنسان حصن / فغزوه وهدمت أبراجه
صاح لو كان فيك رزقك ما لم / يفتح الله عاقك استخراجه
ولو انضم تاج كسرى على رز / ق فتى ذل وانزوى عنه تاجه
كل ضيق وإن تطاول دهراً / عن قريب لا بد يأتي انفراجه
هذه عادة المهيمن فينا / وعليها لقد جرى منهاجه
أي وقت يمر من غير نوع / من عطاء كسا الكساد رواجه
كم لمولاي في الورى من أياد / عند عبد بها استقام اعوجاجه
وله كل ساعة وزمان / بحر فضل تدفقت أمواجه
ثق بلطف الإله في كل حال / فهو في الخلق مستنير سراجه
وإذا ضاق أو تعسر أمر / ثم أبطا انفساحُه وانبلاجه
وغدا القلب منه في سجن همٍّ / زائد الظلم لم يمت حجاجه
فتوكل وارمِ السلاحَ ودعْ ما / أنت فيه وليمض عنك هياجه
واجعل الكون كله لم يكن من / قبلُ يذهبْ عن الفؤاد ارتجاجه
وتر الخير في الذي أنت فيه / لكن الجهل سود الوجه زاجه
والذي عنده الأمور تساوت / ثم في طاجن الحجا إنضاجه
جل وجهٌ بنوره الوهاجِ
جل وجهٌ بنوره الوهاجِ / ضاء ليلٌ من الحوادث داجي
جمعتني عليه منه فروق / هي بيني وبينه في التناجي
جبرت كسر نشأتي فالتقينا / يوم حرب النفوس بين العجاج
جوهر العلم غصت فيه عليه / وهو بحر ملاطم الأمواج
جامع للكمال والنقص شمس / هي بالنشأتين في أبراج
جاء منها إلى النفوس رسول / فانمحت فيه ليلة المعراج
جسد حشوه نوافث أمر / هن أرواحه سرت في المزاج
جن عقلي بذات خدر تجلت / بي فشاهدت هيكلاً من عاج
جارحات العيون منها لقلبي / حين صادته لم يكن بالناجي
جمحت كلما أتيت بنفسي / وبها إن أتيت أني المناجي