القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 6
ذهب الخوف والرجا
ذهب الخوف والرجا / ومضى المدح والهجا
وأنا اليوم مسلم / بك قلبي إليك جا
طال ما كنت في عمى / لم أجد عنه مخرجا
جامد الذات خامداً / حامداً ظلمة الدجا
وأنا في كثافة / مطري منك أثلجا
مستقيمي القويم بي / مثل قوم تعوجا
حائراً بي أتيه في / ليل وهمي الذي سجا
فبدت نارك التي / كان موسى لها التجى
فتقصدت جمرها / عندما قد تأججا
وتذاوبت فوقه / باحتراق فأنتجا
جامدي صار مائعاً / كله يا أولي الحجا
وأنائي غسلته / وبدا الصبح أبلجا
وخزامى شممت من / نفحاتي وعرفجا
إن رحماننا له / نفس قد تأرجا
كنت أشتاقه وقد / كان أوساً وخزرجا
نصرة الدين لي به / وعن الكرب فرجا
وقعت قطرتاي في / بحر أمر تموجا
كيف أمتاز بعد أن / أوضح الحق منهجا
من كفوف الهزبر وال / ناب ما واقعي نجا
واسقياني عتيقة / يا خليلي وامزجا
وعلى حيِّ ربَّةِ ال / خال بالقلب عَرِّجا
إنني مستهامهما / ولي البعد أزعجا
لم أجد مثل حسنها / قط أبهى وأبهجا
سلبتني بناظر / طرفه صار أدعجا
وسبتني بطلعة / لم يقم بعدها الدجا
وجهها قد عشقته / لا سواراً ودملجا
وأنا اليوم مغرم / حبها مهجتي شجا
كلما ناح طائر / حث شوقي وهيجا
وغدا الجفن من دمي / في بكائي مضرجا
ثم قلبي وقالبي / للفنا قد تدرجا
إن بحر الوجود بالإختلاجِ
إن بحر الوجود بالإختلاجِ / لم يزل مكثراً من الأمواجِ
واسمها الكائنات حساً وعقلاً / في نهار يضي وليل داجي
لا تظن الوجود زاد وهذا / غير أنواع زينة وابتهاج
عدمٌ كلُّ ما ترى فتحقق / بوجود في ظلمة كالسراج
عينته شؤونه وهي منه / وبها بعضه لبعض يناجي
عظم الأمر وهو باطن خلق / وهو عين الأفراد والأزواج
قف هنا عند وحدة الأمر واشهد / كثرة الخلق عين ما أنت راجي
واحد أظهر المراتب منه / في حساب الألوف للمحتاج
إن ترده في كل شيء تجده / واحداً ظاهراً بغير علاج
فانظر الرتبة التي هو فيها / ثم دعها وكنه بالإمتزاج
وليكن ظاهرا بما أنت فيه / ظاهر فهو مادح أو هاجي
وعليك الحكم الذي منه باد / لا عليه فهالكٌ أو ناجي
صور تارة نقول وطوراً / لمعات من نوره الوهاج
إن تكن عارفاً عذرتَ قصوراً / في كلامي ولم تقل باحتجاج
وإذا كنت جاهلاً فتوقى / حي ميت من هذه الأمواج
قد أتينا الحمى على منهاجِ
قد أتينا الحمى على منهاجِ / فانظروا عندكم له من هاجي
سيرة أحمدية سرت فيها / مستضيئاً بنور ذاك السراج
جل وجه عز العوالم يعلو / بكمال الجمال والإبتهاج
جنة الخلد جنة الخلد لكن / تستر القلب عن بديع التناجي
فتجرد عن السوى وبجيم ال / جمع فافرق قاف البقا في الدياجي
إنما الجمع نور سرِّ التجلّي / وبه الفرق بغية المحتاج
جف جف المداد من أقلامٍ / جاريات السواد في لوح عاج
فاكتبوا بالنضار يا أهل ودي / في لجين الخدود والأوداج
جل جل الجليل حيث تجلّى / بحلى الإنفراد والإزدواج
عدم للوجود كالأمواجِ
عدم للوجود كالأمواجِ / في امتزاج به بغير امتزاجِ
ثم إنّا ثلاثة وهو فرد / ووجود حق عظيم ابتهاج
نحن في ذاتنا وفي العلم أيضاً / والكلام النفسي أصل التناجي
عدم نحن في الثلاث وأما / هو فهو الوجود والأزواج
ربنا الحق قد تنزه عنا / مستحيل الأولاد والأزواج
ما ظهرنا به سوى بكلام / أزليٍّ يضيء في ظل داجي
وهو أيضا مراتب ليس تخفى / عن أمام مكمل المعراج
رتبة الذات قبل رتبة علم / بعدها رتبة الكلام المناجي
وهو فرد حق ونحن كثير / باطل في كلامنا كالسراج
فافهموا ما أقول يا قوم مني / إنني البحر فيه ذو الأمواج
هذه هذه بديعة وقت / سمح الله فيه بالإفراج
زينة العبد فقره واحتياجُهْ
زينة العبد فقره واحتياجُهْ / والغنى بالإله لاق ابتهاجُهْ
وهو في غيره مجرد وهمٍ / كم به رادت الردى أفواجه
والجهول الذي يظن بشيء / من متاع الدنيا يصح مزاجه
ليس يغنى الفقير شيء ولو سي / ق إليه من الوجود خراجه
ولهذا تراه والحرص في حا / ل افتقار وغنية معراجه
وهي من داء حب دنياه مازا / ل مريضاً أعيى الجميع علاجه
والغني الغني بالذات لا بال / عرَض الزائل المثار عجاجه
يا ابن يومين لا تخف قطع رزق / كم فتى قبلك اكتفى محتاجه
وكم ارتاب عائل في كفاف / وعليه في العيش ضاقت فجاجه
ثم لما أن سلم الأمر أثرت / خادموه وأيسرت أزواجه
فُزْ بِراحات قلبك الغر يا من / زادَ من فَوْتِ ما يروم انزعاجه
واطرح الهمَّ عن فؤادك واربح / صفوَ عيشٍ إن طبت طاب نتاجه
لا تقل قل دون غيري رزقي / كل رزق مقدر إخراجه
قسمة الله لا زيادة فيها / لا ولا نقص عذبه وأجاجه
والفتى غير رزقه لم ينله / ولو احتال واستطال لجاجه
كم شجاع أراد رزق سواه / يحتويه فقطعت أوداجه
ولكم ضم رزق إنسان حصن / فغزوه وهدمت أبراجه
صاح لو كان فيك رزقك ما لم / يفتح الله عاقك استخراجه
ولو انضم تاج كسرى على رز / ق فتى ذل وانزوى عنه تاجه
كل ضيق وإن تطاول دهراً / عن قريب لا بد يأتي انفراجه
هذه عادة المهيمن فينا / وعليها لقد جرى منهاجه
أي وقت يمر من غير نوع / من عطاء كسا الكساد رواجه
كم لمولاي في الورى من أياد / عند عبد بها استقام اعوجاجه
وله كل ساعة وزمان / بحر فضل تدفقت أمواجه
ثق بلطف الإله في كل حال / فهو في الخلق مستنير سراجه
وإذا ضاق أو تعسر أمر / ثم أبطا انفساحُه وانبلاجه
وغدا القلب منه في سجن همٍّ / زائد الظلم لم يمت حجاجه
فتوكل وارمِ السلاحَ ودعْ ما / أنت فيه وليمض عنك هياجه
واجعل الكون كله لم يكن من / قبلُ يذهبْ عن الفؤاد ارتجاجه
وتر الخير في الذي أنت فيه / لكن الجهل سود الوجه زاجه
والذي عنده الأمور تساوت / ثم في طاجن الحجا إنضاجه
جل وجهٌ بنوره الوهاجِ
جل وجهٌ بنوره الوهاجِ / ضاء ليلٌ من الحوادث داجي
جمعتني عليه منه فروق / هي بيني وبينه في التناجي
جبرت كسر نشأتي فالتقينا / يوم حرب النفوس بين العجاج
جوهر العلم غصت فيه عليه / وهو بحر ملاطم الأمواج
جامع للكمال والنقص شمس / هي بالنشأتين في أبراج
جاء منها إلى النفوس رسول / فانمحت فيه ليلة المعراج
جسد حشوه نوافث أمر / هن أرواحه سرت في المزاج
جن عقلي بذات خدر تجلت / بي فشاهدت هيكلاً من عاج
جارحات العيون منها لقلبي / حين صادته لم يكن بالناجي
جمحت كلما أتيت بنفسي / وبها إن أتيت أني المناجي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025