لا تَحول الأخلاقُ إِلاَّ ببطءِ
لا تَحول الأخلاقُ إِلاَّ ببطءِ / إنها من موارثِ الأمواتِ
هَذِهِ خطتي وتلك صِفاتي / فاسمعوها وإقرأوها صَفَحاتِي
أنا والناسُ فِي المَذَاهب شَتّى / فِرَقاً تنتحِي جميعَ الجِهاتِ
أنا أَنْحُو لكلِّ عذراءَ بِكْرٍ / وفلان ينحو إِلَى الثَّيِّبات
وسِوانا لمُهْرةٍ وحِصان / ولهذا رُكوبه اليَعْملات
ولذاك الفتى مَحبَّةُ هِرٍّ / وسواه مَحبَّةُ النابِحات
وتراه إِلَى الملاعب يلهو / وأخوه يسعى إِلَى الطَّيِّبات
أنا فِي السَّتر للحصينةِ حُبي / لست أهوى تبرج المُحْصَنات
طمحَ العقلُ بالزهاويِّ حَتَّى / كبَّه فِي مهامه المُهلكات
كلُّ ساعٍ فللطبِيعةِ يَقْفو / مِحْوراً فِي تطور المُنشَئات
فلعكس الطباعِ فِي الكون سرٌّ / ترك الخلقَ عقلُهم فِي شَتاتِ
حكمةٌ تترك العقولَ حَيارَى / صَبَّرنا بَهائماً سائمات
مركزُ الطبعِ فِي النفوس عَريقٌ / كجبالٍ كثيفةٍ راسياتِ
خلقٌ فِي الطباع قَدْ صار خَلْقاً / لَيْسَ تمحوه قوةُ المُعصِرات
لا تحول الأخلاقُ إِلاَّ ببطء / إنها من مَوارثِ الأمواتِ