كل يوم على البرية يأتي
كل يوم على البرية يأتي / مؤذن أن جمعهم لِشَتَات
كم نعتنا آجالنا فَلِمَ العال / م في غفلة عن الآفات
نحن سفر المنون من فاز في / الآصال منا أصيب في الغدوات
نتعامى كأننا ما علمنا / أننا لاحقون بالأموات
فسل الدهر أين كسرى أنوش / روان ربُّ الإيوان ذي الشُّرُفات
أين صِيدٌ من آل جفنةَ بادوا / بعد بث الجيوش والغارات
ثم قل للسَّدِير ما فعل النعم / ان في يوم بؤسه والصلات
وجديس بادت وطسم وأودى / بالعماليق قاطع اللذات
ثم سائل غمدان إن شئتَ عن / سيف إذا ما شككت في الحادثات
أحماه حصن بصنعاء مشح / ون بجرد السوابق الصافنات
أيها الغمر إنما العمر طيف / ما مضى من خياله غير آت
لا تكن آمناً سكوناً من الده / ر وَخَفْ بطشه مع الحركات
بدل الغيّ بالرَّشاد فما يمك / ن دفع اليقين بالشبهات
فالحفيظان يكتبان فإن شئ / ت فجانب تتبع الشنعات
ليس ينجي غداً إذا رفع المي / زان إلا ذخائر الحسنات
ليت شعري لكل يوم فراق / من أخٍ صالحٍ وَخِلٍّ مُوات
فسقى الله يا أبا الفتح مث / واك من الغيث مُسْبِلَ العبرات
يا أخاً فاجأته حادثة الدهر / وأردته أسهم النائبات
وضع الله عنك أوزار أثق / ال تحملتها من السيئات
وحباك الفردوس عند موالي / ك مقيماً في أرفع الدرجات
عند قوم في هل أتى لهم الفض / ل وفي غيرها من الآيات
عند موسى بن جعفر وعليّ ب / ن الحسين السجّاد ذي الثَّفَنَات
فهم الشافعون في موقف الحش / ر وهم للوليّ سُفْن النجاة
لا تخف بطش منكر ونكير / فعليهم إِقالة العثرات
كنت روحاً للأصدقاء وريحان / اً وأنس الجموع والخلوات
طاب فيك البكاء والنوح والتعدي / د بعد الغناء والغانيات
أين ذاك الإيقاع بالدُّفِّ في الخل / وة بعد الجنوك والنايات
أين تلك الأخلاق أذكى من ال / روض إذا مرّ عاطر النفحات
من لطرح الفصوص في الكاكمي / ات وخفق البنوج والجارات
لم يمت يكذب الحسود ولكن / هذه تخمة من الفضلات
لو رأيت القاضي وقد شيع النع / ش يرجع الحنين والزفرات
ووراء القاضي عليّ بن تم / ام وعبد الوهاب في غمرات
لرأيت الصديق خيراً من الأه / ل لحفظ الوفاء بعد الممات
وعلى كل حالة فتلقت / ك من الله أوجه العاطفات
ونفى عنك ما تخاف وتخشى / وعفا عن ذنوبك السالفات