القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِيليا أَبو ماضي الكل
المجموع : 2
كُلُّ مَيتٍ مَهما عَلا في حَياتِهِ
كُلُّ مَيتٍ مَهما عَلا في حَياتِهِ / كُلُّ ثاوٍ تَحتَ الثَرى مِن لِداتِه
لا حُدود وَلا مَقايِّسُ في المَوتِ / تَساوى الجَميعُ في ساحاتِه
حاصِدٌ حَقلَهُ الوجود وَما الأَحياءُ / إِلّا كَشَوكِه وَنَباتِه
مَن نَجا مِنه وَهوَ في رَوحاتِهِ / إِنَّما قَد نَجا إِلى غُدواتِه
لَيسَ زَرعُ الغَصّاتِ مِنهُ لِثَأرٍ / لَيسَ حَصدُ اللَذاتِ مِن لَذّاتِه
إِنَّهُ يَسلُبُ الغِوايَةَ كَالرُشدِ / فَلَيسَ التَميِّزُ مِن عاداتِه
لا تَقُل ما رَأوهُ ذاكَ سِرٌّ / خَبَأَتهُ الحَياةُ في ظُلُماتِه
رُبَّ قَبرٍ نَمشي عَلَيه وَفيهِ / شَهَواتٌ تُربي عَلى ذَراتِه
كُلُّ ذي رَغبَةٍ دَنَت أَو تَسامَت / سَوفَ يَمضي يَوماً بِلا رَغَباتِه
لَيسَ عُمرُ الفَتى وَإِن طالَ إِلّا / ما حَوَتهُ الحَياةُ مِن مَكرُماتِه
يَعيظُ النابِغُ الخَلائِقَ حَيّاً / إِنَّما مَوتُهُ أَجَلُّ عِظاتِه
ظَهَرَ المَوتُ لِلعُيونِ جَديداً / أَمسُ في بَطشِه وَفي فَتَكاتِه
وَهوَ تُربُ الإِنسانِ مُنذُ اِستَ / وى في الأَرضِ حَيّاً يَمشي عَلى خُطُواتِه
وَما الرَدى بِالحَديثِ في الناسِ لَكِن / نُكتَةُ العِلمِ ضاعَفَت رَوعاتِه
فَقَدَ الخَلقُ واحِداً مِن بَينِهِ / وَأَضاعَ القَريضُ خَيرَ حِماتِه
شاعِرٌ كانَ يَرقُصُ الدَهرُ أَحياناً / وَيَبكي حيناً عَلى نَغَماتِه
ذَهَب الساحِرون وَالسِحرُ باقٍ / في عُيونِ المَهى وَفي كَلِماتِه
مُنشِئٌ رَقَّ لَفظُهُ كَسَجاياهُ / وَرَفَّ الجَمالُ في جَنَباتِه
تَوَّجَ الضادَ بِالمَلاحَةِ حَتّى / خالَها القَومُ بَعضَ مُختَرعاتِه
نَقَلَ الأَعصُرَ الخَوالي إِلَينا / في كِتابٍ لِلَّهِ مِن مُعجِزاتِه
فَرَأَينا هوميرُ يُنشِدُ فينا / شِعرُهُ مِثلُ واحِدٍ مِن رُواتِه
كانَ في دَولَةِ السُيوف وَزيراً / أَلمَعِيّا وَدَولَةً في ذاتِه
ما بَكَينا الرُفاتَ لَمّا بَكَينا / كَم رُفاتٍ في الأَرضِ مِثلُ رُفاتِه
بَل بَكَينا لِأَنَّنا قَد حُرِمنا / بِالمَنونِ المَزيدَ مِن آياتِه
راعَنا أَن يَزولَ عَنّا وَإِنّا / لَم نُطِق أَن نُطيلُ جيلَ حَياتِه
قَد أَرَدنا حَملَ البَشائِرِ لِلعِلمِ / فَكُنّا لِأَهلِهِ مِن نُعاتِه
إِنَّ في مِصر وَالشَآمِ دَوِيّاً / ما سَمِعناهُ قَبلَ يَومِ وَفاتِه
وَأَحَسَّ العِراقُ حينَ أَتاهُ / النَعيُ طَعمَ الرَدى بِماءِ فُراتِه
وَبِلُبنانَ رَجفَةٌ تَتَمَشّى / في يَنابيعِه وَفي نَسَماتِه
فَتَّحَ المَوتُ حينَ أَغمَضَ عَينَيهِ / عُيونَ الوَرى عَلى حَسَناتِه
فَهوَ ماضٍ لَهُ جَلالَةُ آتٍ / مِن فُتوحاتِه وَمِن غَزَواتِه
وَالفَتى العَبقَرِيُّ يولَدُ إِذ يولَدُ / في مَهدِه وَيَومَ مَماتِه
سال حبر اليقين من أبياتي
سال حبر اليقين من أبياتي / شاهرا فكرتي على صفحاتي
في هدوء من ليلة الشعر تسري / في دجاها الأفكار كالنسمات
وهلال الوجدان مبتسم الوجه / مليء من كل ذات دواة
بين نفسي والروح تلهو شجون / طيرها بث أعذب النغمات
في فؤاد له من الكتب بيت / ليس يرضى سواه حتى الممات
يا نداءا دوى بغار حراء / وهي الأرض لجة الظلمات
و سماءا تشكي جهالة قوم / لم يروا لطفها بعين الهداة
وترى أحرفا على الأفق تهتز / في جمال يفوق حكم الصفات
همزة الوصل باتصال هداها / وبقاف اقتراننا بالحياة
وترى الراء رافلا في نعيم / من جنان العلوم والخيرات
همزة القطع شاهد العز عدل / شمس اقرأ شعت على الكائنات
أحرف من ضيائها نحن كنا / خير قوم ندعو لدرب النجاة
حدثينا يا كتب عن مجد قوم / رهنوه في لذة الشهوات
إذ نسوا العز كيف صار إليهم / ورضوا الذل في ثياب الحياة
قطعوا الحبل بين ماض عظيم / فتهاوو نحو الردى في سبات
أيقضيهم يا كتب من غفلات / واحفظيهم من لوثة القنوات
فالملايين ليس تغني إذا ما / ضحك الجهل مؤذنا بالشتات
إن ليل القراء لو طال دهرا / فهو يحوي لا شك ضوء الحياة
وحروف الكتاب سود و لكن / هي نور يفضي إلى الجنات
ورؤوس الأقلام تفعل مالا / يفعل السيف في عرين الممات

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025