المجموع : 23
يطفئ الموتُ ما تضيء الحَياةُ
يطفئ الموتُ ما تضيء الحَياةُ / وَوَراء انطفائه ظلماتُ
إن للنازِلين في القبر نوماً / تنتَهي في سكونه الحَركات
رب مال يفنى ذووه وَيَبقى / وَبناء يَبقى وَتفنى البناة
كَم وقفنا عَلى ضَريح كَريم / وقفةً قَد جَرَت لها العبرات
نَتَمَنى للعَيش في هذه الدن / يا ثباتاً وَهَل لعيش ثبات
أَنسينا أنا عَلى الأرض أَبنا / ءُ أُناسٍ عاشوا قَليلاً وَماتوا
ستجدّ الأبناء سيراً لدار / نزلتها الآباء والأمهات
عاش في الأرض مثلنا الناس قدماً / وهم اليوم أعظُمٌ بالياتُ
هل لقوم ساروا نزوعٌ إلى الأه / ل ترى أو إلى الدار التفات
غرض كل من عَلى الارض يحيا / لمنايا سهامُها صائِبات
ستموت الأحياء طرّاً ولكن / هل تلاقي حياتها الأموات
نحن نبلى تحت التراب وفوق ال / أرض تجري الفصول والأوقات
ربما في القبور تشبع نوماً / آنساتٌ عيونها ناعِسات
بليت أَوصالٌ هناك وَخَوفي / أنهنَّ الأحداقُ وَالوجنات
منهل الموت واحد وإليه / طرق الواردين مختلفات
في المَنايا وَهُنَّ رزءُ البَرايا / تَتَساوى الرعاع وَالسروات
فَيَموت الدهاة مثل سواهم / وَبودّي أَن لا تموت الدهاة
رب قومٍ عاشوا بأمن زَماناً / ثم دارَت عليهم الدائرات
وَقَبيلٍ باتوا جَميعاً بليل / فإذا هم في صبحه أَشتات
تلحق المرء ما تحرك حياً / حادِثاتٌ وَراءَها حادِثات
أسعيد هذا الجمال فأشقى ال / عالمين الحيوان ثم النبات
كَم فَتى شيب عيشه بالرَزايا / وَفَتاة حَياتها وَيلات
كل كرب يا أيها الحي فاصبر / ينتهي عند ما يجيءُ الممات
إِنَّ في الموت راحةً غير أَن ال / مرء قَد لا ترضيه إلا الحَياة
سَتَذوق الحمام نَفسي فَتردى / وَسَتبقى في النفس أمنيات
وكذاك الإنسان يمضي من الدن / يا وتبقى في نفسه حاجات
إن أمت خائِباً فَكَم من كرام / بقيت في نفوسهم حسرات
لا أُبالي إِن مت جاورني في ال / قبر صحبي أَم جاورتني العداة
أَنا كالناس حينَما مت ماتَت / مَع نَفسي الهموم وَاللذات
ربما تتلى بعد مَوتي بحين / فوق قَبري لشاعر مرثاة
لهف نَفسي على رفات شبابٍ / طحنتهم طحن الرحى النائباتُ
لَو سألت الرفات ما ذا دهاه / لاشتَكى من ظلم الولاة الرفات
فوق وجه البيض الحسان سطورٌ / كتبت بالدموع فيها شكاة
وهب اللَه للرعايا حقوقاً / غصبتها من الرعايا الولاة
أرهقوكم ذلاً وأَنتم سكوتٌ / أين أين الأحرار أين الأباة
إنَّ أشقى البلاد ما كان يجري / في أراضيه دجلة والفرات
وهي في سالف الزمان بلاد / عامرات الأكناف مرتقيات
عظم الخطب في العراق فَلِلَّ / هِ قلوب هناك مرتجفات
قد سقونا كاساً ستشرب منها / عَن قَريب من الزَمان السقاة
يا زمان البخار حسبك فخراً / أنه فيك تنقضي الحاجات
وبك الناس والمغاطش تروى / وتجاب البحار والفلوات
حبس المانعون خيرك عنا / وسكتنا كأننا أموات
أخر المسلمين عن أمم الأر / ض حجابٌ تشقى به المسلمات
لا أرى بين الغرب والشرق بوناً / غير أن الأحكام مختلفات
فهي في الغرب بالعدالة تجري / وهي عنها في الشرق منحرفات
سيوافي مدى التقدم قوم / وسعت فيه منهم الخطوات
عامل الظالمين بالظلم تسلم / ربّ شرٍّ يكون فيه نجاة
يقرع الحادثات ما قرعته / كلُّ من عنده لعمري حصاة
لست تَلقى أَمراً تهذَّب حَتّى / غلبت سيئاته الحَسَنات
قلَّ نفعٌ لا ينتج الضُرُّ منه / ربّ شرّ تجره الخيرات
أيها الأغنياء لا تجهلوا ما / يحمل البائسون والبائسات
ما تفكرت في الحَقيقة الا / ساورتني الشكوك وَالشبهات
كَم يودّ الإنسان لَو طارَ في الجو / وِ خَفيفاً كَما تطير القطاة
كل ما في الوجود فهو لعمري / علل تارة وَمعلولات
ليس فضلٌ على زمان لوقت / فالليالي جميعها أخوات
يلهج الجاهِلون في كل عصر / بدعاوٍ ما إِن لها إثبات
إنمّا الجاهِل المجادِل بالبا / طل في أَعين الترقي قذاة
جوهر الكون في الوجود قَديم / غير أن الأشكال مخترعات
من تَروّى أن النجوم شموس / عظمت في عيونه الكائنات
يقرأ الفَيلَسوف من سور في / ها كتاباً آياته بينات
قد خبرت الوجود في كل حال
قد خبرت الوجود في كل حال / فوجدت الزَمان في السَكَناتِ
قَد بدا لي أَن الزَمان سكون / بين ما للأجسام من حَرَكاتِ
وَوجدت اِمتداد كل مكين / حاصِلاً من مَكانه في الجهاتِ
وَوجدت الكهيربات بأَحشا / ء الخَلايا مولدات الحَياة
يا ابنة القبر أمك القبر تاتي
يا ابنة القبر أمك القبر تاتي / ما ينافي مودة الأمهاتِ
أمك القبر لا تَصون كَما أَر / جو ملاحات تلكم الوجنات
يا ابنة القبر أَنتَ من بعد حين / يا ابنة القبر فيه بعض الرفات
لهف نفسي عليك من وحشة القب / رِ وَمما في القبر من ظلمات
غرفة تحت طابق الأرض لا يد / خلها النور من جَميع الجهات
غرفة حالَت الصفائح فيها / بين وجه الإنسان وَالنَسمات
إن نفسي عليك يا أَنس نفسي / ذهبت إي وَربِّها حسرات
أَيُّها القبر هَل علمت بأَني / قبل موتي دفنت فيك حَياتي
عبراتي عليك تهمى وَلكن / أَنت لا تَستَفيد من عبراتي
بين أحناء دجلة والفرات
بين أحناء دجلة والفرات / حَييَ البؤس فوق أَرض مواتِ
بعد أن كانَت في القَديم جناناً / باسقات الأشجار مشتبكات
وَرياضاً أَنيقة وحياضاً / مترعات وأَنهراً جاريات
وَبَساتين فوقها الطير تشدو / بشجيّ الألحان والنَغمات
وَرياحين من جميع صنوف ال / زهر تُهدي روائحاً عطرات
فترى الناس ينسلون إليها / رتعاً في مروجها الخضلات
فتحيِّى وجوههم نفحات ال / طيب محمولة على النسمات
موقف لِلغَرام في كل صوب / جامع للفتيان والفتيات
ولديهِ ملاعب لظباءِ / حاليات كثيرة اللفتات
جنة عند جنة عند أُخرى / هكذا يمتددن متصلات
تَحتَوي أَنواعاً من الزهر شتّى / وتعي أصنافاً من الثمرات
ادخلوها يا أَهلها بِسَلامٍ / وكلوا ما شئتم من الطيبات
غادرتها أيدي الجهالة قفراً / بعد تلك الرياض والجنات
من رأى الأرض في العراق مواتاً / ذهبت منه نفسُه حسرات
إن بين النهرين والأرض تشقى / لجناناً تبدَّلت فلَوات
حييت بالعمران دهراً طويلاً / ثُمَّ ماتَت من بعد تلك الحياة
كل كون فانه لفسادٍ / كل جمعٍ فإنه لشتات
أين أنهارها التي كن فيها / جاريات قبلاً على الجنبات
نهر عيسى وبيطر ورُفيل / وَدجيل وطابق والصراة
ما رأينا كمثل دجلة سطراً / لو قرأنا صحائف الكائنات
لا وَلا كالفرات في الأرض نهراً / منعشاً للحيوان أَو للنبات
دجلة دجلة فلم تتغير / وكذاك الفرات عين الفرات
ما نضا الماء غير أن رجال ال / سعي ماتوا في الأعصر الخاليات
وانتهت سلطة البلاد لقوم / خلقوا للرُّشى واللسرقات
خلقوا للفساد والظلم والتخ / ريب والنهب بعد والغارات
خلقوا لو أنا اِنتبهنا قليلاً / في سبيل ارتقائنا عثرات
قد سكنَّا وليتنا ما سكنَّا / في بلاد كثيرة الأزمات
في بلاد نسام فيهن خسفاً / ونطيل السكوت كالأموات
فكأَنَّ الأحرار فيها عبيد / وكأَنَّ الأباة غير أباة
لهف نفسي على صروح جسام / زارَها الهادِمون بعد البناة
لهف نفسي على شباب رماها / ساعد الحيف في فم النكبات
ليت شعري حتام نحن رقود / في فراش النسيان والغفلات
اِرتقت سلم التقدم ناس / ووقفنا في أَسفل الدرجات
فخروا بالعلوم إذ رفعتهم / وفخرنا بالأعظم النخرات
ركدت ريحكم ركوداً ثقيلاً / فسكنتم والناس في حركات
أَيُّها القوم إنكم قد جهلتم / أنكم أمسيتم بوقت الغداة
كم إلى كم كهولُكم في رقادٍ / كم إِلى كم شبابُكم في سبات
أَيُّها القَوم أَيُّها القوم أَنتم / أُمَّةٌ ساقطون في مهواة
استَعينوا بالعلم فالعلم في كل / لِ زمان مفرج الكربات
وهو كالماء غاسل للجهالا / ت وكالنور ماحقُ الظلمات
إن تكونوا يا قوم تنتظرون ال / موت من ربكم لنيل النجاة
فاِعلَموا أن غمرة الموت تأتي / أَيُّها القوم آخر الغمرات
أَيُّها الظلم هل زمانك ماضٍ / أَيُّها العدل هل أَوانك آتي
قل لبغداد قد هُضمت فنوحي / إنما أَنت في أسار الطغاة
يكشف العار عنك حر ولكن / أين حر مر أخو عزمات
يا ابنة القوم قد أصابنيَ الضر / رُ فأسبلت للأسى عبراتي
لا تَلومي على البكاء حزيناً / قومه اخضوضعوا لحكم العداة
لا يرى ثورة لهم قد تميط ال / ضر عنهم وتذهب الويلات
فَسأَبكي قومي وأَبكي بلادي / وقبور الآباء والأمهات
ثم أَبكي بحرقة ثم أَبكي / هكَذا هكَذا ليوم الممات
هزأوا بالبنات والأمهاتِ
هزأوا بالبنات والأمهاتِ / وأَهانوا الأزواج والأخواتِ
هَكَذا المسلمون في كل صقع / حجبوا للجهالة المسلمات
سجنوهنَّ في البيوت فشلوا / نصف شعب يهمّ بالحركات
منعوهن أن يرين ضياءً / فتعودن عيشة الظلمات
دفنوهن قبل موت مُريح / في قبور سود من الحجرات
في بيوت لزمنها كقبور / أظلمت كم سكبن من عبرات
إن هَذا الحجاب في كل أَرض / ضرر للفتيان والفتيات
إنه فلتةٌ من الطبع في الإن / سان والطبع فيه ذو فلتات
لَم يكن وضعه من الدين شيئاً / إنما قد أَتى من العادات
طالَما قد وقفت أدرأ عنهن / نَ الرَزايا فَيا لها وقفات
رب عَذراء لست تسمع منها / عند تحديثها سوى الزفرات
وَلَها في حجابها نظرات / يا لَها في الحجاب من نظرات
وَفَتاة كزهرة الروض حسناً / ذبلت وهي في رَبيع الحياة
ناهد في شبابها وأدوها / ضحوة بين دجلة والفرات
وَإِذا ما شكت هنالك كرباً / لَم تجد من يصغي لتلك الشكاة
إن هَذا الحجاب قبر كثيف / حال بين الفتاة والنسمات
إن هَذا إثم أقبّحه ما / جاءَ حض عليه في الآيات
تلك أعمالهم من الجهل عدُّو / ها على سوئها من الحسنات
ثمرات من غرسهم قد جنوها / بئس ما قد جنوه من ثمرات
أيها المدلجون في جنح ليل / إنكم أَخطأتم طريق الحياة
زوَّجوها من غير ما هي ترضى / من غلام غمر أخي سيئات
إنها تبدي رقةً وهو يقسو / لَيسَ هَذا الفَتى لتلك الفتاة
الخبيثون للخبيثات في الشر / عة والطَيبون للطيبات
أيها المسكتي عن القول ما أن / ت بذي قدرة على إسكاتي
لَيسَ ترقى الأبناء في أمة ما
لَيسَ ترقى الأبناء في أمة ما / لَم تكن قد ترقَّتِ الأمهاتُ
أَخر المسلمين عن أمم الار / ض حجاب تشقى به المسلمات
لَيسَ شيء يضر بالناس كالطي
لَيسَ شيء يضر بالناس كالطي / شِ إذا دام دافعاً في الحياة
رب أخلاق أحرزت في عصور / فأَضيعت بالطيش في سنوات
واذا اِعتلت السياسة يوماً
واذا اِعتلت السياسة يوماً / مرض الشعبُ ثم عز الشفاء
رب قانون أَهلُه وضعوه / كدواء فازداد منه الداء
وإذا ثارَت الجماعة يوماً
وإذا ثارَت الجماعة يوماً / فَهي قد لا تَدري لماذا تثورُ
وإذا عمت المعارف قوماً / قلَّ فيهم مَع الزَمان الشرورُ
لا يَعيش امرؤ من الناس ما لَم
لا يَعيش امرؤ من الناس ما لَم / يتدرع لقارعات المحيط
في جهاد الحياة قد كتب الفو / ز على الأرض للقوي النشيط
قد علمنا أنَّ الحقيقة شيء
قد علمنا أنَّ الحقيقة شيء / يتوارى وراء كل اِفتراض
وعلمنا أن الجواهر في الأج / سام مبنية من الأعراض
لا يَفوق الإنسان في كونه الحي
لا يَفوق الإنسان في كونه الحي / وانَ إلا في العقل والأخلاق
أثبت العلم باكتشافاته لل / ناس أن الإنسان قردٌ راقي
إن تمرّ الحياة منا على شك
إن تمرّ الحياة منا على شك / لٍ بسيط فما بها من سرور
لَيسَ طول الحياة في عدد الأع / وام بل في تنوعات الشعور
لست أدري ولا الطَبيعة تدري
لست أدري ولا الطَبيعة تدري / كيف أبدت أُمُّ الحياةِ نتاجا
كَيفَ حاز الإنسان حذقاً ونطقاً / بعد أن كان نطفةً أَمشاجا
تكره الفكر في حقيقة أمر
تكره الفكر في حقيقة أمر / خوف ما للشيطان من نزغات
وتصلى لِلّه في اليوم خمساً / ويك ماذا تريد بالصلوات
رمت للقوم نهضة في الحياة
رمت للقوم نهضة في الحياة / ورجوعاً الى طريق النجاة
واندفاعاً كما قد اندفع الاقوام / قبلا ويقظة من سبات
فبهم صحت ان يهبوا خفافا / ويجوبوا الطريق بالوثبات
ان يفكوا كالريح عنهم قيودا / اثقلتهم بكثرة الحلقات
ان يسيروا من الثقافة في ضو / ء يقيهم معرة العثرات
قلت ان الاقوام قد سبقوكم / فالحقوهم ووسعوا الخطوات
قلت هاكم نوراً فظلوا عليه / يؤثرون البقاء في الظلمات
بالغوا في الجمود حتى كأن / القوم ناس لم يشعروا بالحياة
لفظوا ما منحتهم من حقوق / نشدتها الاجيال لفظ النواة
رمت انهاضهم فلم يجدوا في / نفسهم من هوى الى النهضات
شئت تحريرهم فلم يرتضوا / الا اساراً مستحكم الحلقات
فدنوا يكلؤنه في جموع / زحفت لا تنى عن الهجمات
رفضوا النور والسعادة والتحرير / مزرين بالهدى والهداة
حسنات جزاؤها سيئات / تلك بئس الجزاء للحسنات
سوف يطرى التاريخ ما لك من / نفس سما نبلها ومن عزمات
انهم فضلوا وللجهل حكم / ان تظل النساء محتجبات
ولقد تنظر الفتاة اباها / والاسى ملء تلكم النظرات
اخر المسلمين عمن سواهم / رهق المسلمين للمسلمات
أتراهم سيرجعون عن الغي / وعما يجر من ويلات
ام يقولون هكذا قد وجدنا / في القديم الآباء والامهات
لا تحول الاخلاق الا ببطء / انها ميراث من الاموات
ليس يقوى جهل وان قاد اجنا / داً على ما للعلم من حملات
ما لانصاره الكثيرة شأن / قد تضيع الالوف في الوحدات
قد عزوتم الى السفور غروراً / طائشاً قد يفضى الى الهفوات
هل يحول الحجاب بين التي لم / تتثقف والطيش في الرغبات
بل ارى في الحجاب تسهيل ما / تخشونه من نكر على الفتيات
قد وجدت الجمود للهلك ادنى / ووجدت الحياة في الحركات
ايها الداعي أن شعبك ما زال / الى الماضي ويحده ذا التفات
لا يرى في التجديد قومك الا / بدعة تقصيهم عن الجنات
مصطفى بالاصلاح جاء ولكن / لم يجد ما وجدت من عقبات
نظم الجيش واسترد به از / مير من بعد خوضه الغمرات
هذه جنة لكم فادخلوها / وكلوا ما شئتم من الطيبات
انا ارجو لهم اليك مآبا / وبودي ان لا تخيب رجاتي
تلك امنيتي فان هي ضاعت / ذهبت نفسي خلفها حسرات
ان هذي قصيدتي لك فاقرأ / ها تجدها حقائقاً بينات
كل ابيات شعرها نغمات / فاستمع ساعة الى النغمات
ليس من طبعها البكاء ولكن / شربت ماء دجلة والفرات
رب شعر كأن ابياته في / السمع مجموعة من الشهقات
قد طحا بالفلاح يقسو الفرات
قد طحا بالفلاح يقسو الفرات / وله كانت منه تأتي الحياة
واصابته في النهاية منه / نكبات وراءها نكبات
امهات لهن تدعو صغار / وصغار تدعوهم الامهات
ولقد اصبحوا جميعاً بلا مأ / وى وباتوا وهم جياع عراة
ذهب الزرع عند ادراكه / والبيت ثم الشياه والبقرات
كل هذا في ليلة هطلت فيها / السواحي واشتدت الظلمات
انما هذه الطبيعة قيد / والنواميس كلها حلقات
القرى قد تهدمت والبيوت
القرى قد تهدمت والبيوت / ثم عز المأوى وعز القوت
فتيات يعولن خوف المنايا / ومنايا تطوف وهي سكوت
بالاتي الفلاح فوجئ ليلا / فهو في ظهر ربوة مبهوت
ينظر السيل وهو ضخم مخيف / يتنزى كأنه عفريت
امل ذاهب وجهد مضاع / وشياه غرقى وشمل شتيت
ليت شعري هل الطبيعة غضبى / قد قضت في ابنائها ان يموتوا
انقضت ظهري الحياة فلا اد
انقضت ظهري الحياة فلا اد / ري متى ارمي عبئها الممقوتا
سأقاسي الشقاء ما دمت حيا / واذم الحياة حتى اموتا
شبح الموت زارني في منامي
شبح الموت زارني في منامي / وعلى ام ظهره تابوت
جاءني كاشراً وفي عينه نا / ر تلظى كأنه عفريت