القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 23
يطفئ الموتُ ما تضيء الحَياةُ
يطفئ الموتُ ما تضيء الحَياةُ / وَوَراء انطفائه ظلماتُ
إن للنازِلين في القبر نوماً / تنتَهي في سكونه الحَركات
رب مال يفنى ذووه وَيَبقى / وَبناء يَبقى وَتفنى البناة
كَم وقفنا عَلى ضَريح كَريم / وقفةً قَد جَرَت لها العبرات
نَتَمَنى للعَيش في هذه الدن / يا ثباتاً وَهَل لعيش ثبات
أَنسينا أنا عَلى الأرض أَبنا / ءُ أُناسٍ عاشوا قَليلاً وَماتوا
ستجدّ الأبناء سيراً لدار / نزلتها الآباء والأمهات
عاش في الأرض مثلنا الناس قدماً / وهم اليوم أعظُمٌ بالياتُ
هل لقوم ساروا نزوعٌ إلى الأه / ل ترى أو إلى الدار التفات
غرض كل من عَلى الارض يحيا / لمنايا سهامُها صائِبات
ستموت الأحياء طرّاً ولكن / هل تلاقي حياتها الأموات
نحن نبلى تحت التراب وفوق ال / أرض تجري الفصول والأوقات
ربما في القبور تشبع نوماً / آنساتٌ عيونها ناعِسات
بليت أَوصالٌ هناك وَخَوفي / أنهنَّ الأحداقُ وَالوجنات
منهل الموت واحد وإليه / طرق الواردين مختلفات
في المَنايا وَهُنَّ رزءُ البَرايا / تَتَساوى الرعاع وَالسروات
فَيَموت الدهاة مثل سواهم / وَبودّي أَن لا تموت الدهاة
رب قومٍ عاشوا بأمن زَماناً / ثم دارَت عليهم الدائرات
وَقَبيلٍ باتوا جَميعاً بليل / فإذا هم في صبحه أَشتات
تلحق المرء ما تحرك حياً / حادِثاتٌ وَراءَها حادِثات
أسعيد هذا الجمال فأشقى ال / عالمين الحيوان ثم النبات
كَم فَتى شيب عيشه بالرَزايا / وَفَتاة حَياتها وَيلات
كل كرب يا أيها الحي فاصبر / ينتهي عند ما يجيءُ الممات
إِنَّ في الموت راحةً غير أَن ال / مرء قَد لا ترضيه إلا الحَياة
سَتَذوق الحمام نَفسي فَتردى / وَسَتبقى في النفس أمنيات
وكذاك الإنسان يمضي من الدن / يا وتبقى في نفسه حاجات
إن أمت خائِباً فَكَم من كرام / بقيت في نفوسهم حسرات
لا أُبالي إِن مت جاورني في ال / قبر صحبي أَم جاورتني العداة
أَنا كالناس حينَما مت ماتَت / مَع نَفسي الهموم وَاللذات
ربما تتلى بعد مَوتي بحين / فوق قَبري لشاعر مرثاة
لهف نَفسي على رفات شبابٍ / طحنتهم طحن الرحى النائباتُ
لَو سألت الرفات ما ذا دهاه / لاشتَكى من ظلم الولاة الرفات
فوق وجه البيض الحسان سطورٌ / كتبت بالدموع فيها شكاة
وهب اللَه للرعايا حقوقاً / غصبتها من الرعايا الولاة
أرهقوكم ذلاً وأَنتم سكوتٌ / أين أين الأحرار أين الأباة
إنَّ أشقى البلاد ما كان يجري / في أراضيه دجلة والفرات
وهي في سالف الزمان بلاد / عامرات الأكناف مرتقيات
عظم الخطب في العراق فَلِلَّ / هِ قلوب هناك مرتجفات
قد سقونا كاساً ستشرب منها / عَن قَريب من الزَمان السقاة
يا زمان البخار حسبك فخراً / أنه فيك تنقضي الحاجات
وبك الناس والمغاطش تروى / وتجاب البحار والفلوات
حبس المانعون خيرك عنا / وسكتنا كأننا أموات
أخر المسلمين عن أمم الأر / ض حجابٌ تشقى به المسلمات
لا أرى بين الغرب والشرق بوناً / غير أن الأحكام مختلفات
فهي في الغرب بالعدالة تجري / وهي عنها في الشرق منحرفات
سيوافي مدى التقدم قوم / وسعت فيه منهم الخطوات
عامل الظالمين بالظلم تسلم / ربّ شرٍّ يكون فيه نجاة
يقرع الحادثات ما قرعته / كلُّ من عنده لعمري حصاة
لست تَلقى أَمراً تهذَّب حَتّى / غلبت سيئاته الحَسَنات
قلَّ نفعٌ لا ينتج الضُرُّ منه / ربّ شرّ تجره الخيرات
أيها الأغنياء لا تجهلوا ما / يحمل البائسون والبائسات
ما تفكرت في الحَقيقة الا / ساورتني الشكوك وَالشبهات
كَم يودّ الإنسان لَو طارَ في الجو / وِ خَفيفاً كَما تطير القطاة
كل ما في الوجود فهو لعمري / علل تارة وَمعلولات
ليس فضلٌ على زمان لوقت / فالليالي جميعها أخوات
يلهج الجاهِلون في كل عصر / بدعاوٍ ما إِن لها إثبات
إنمّا الجاهِل المجادِل بالبا / طل في أَعين الترقي قذاة
جوهر الكون في الوجود قَديم / غير أن الأشكال مخترعات
من تَروّى أن النجوم شموس / عظمت في عيونه الكائنات
يقرأ الفَيلَسوف من سور في / ها كتاباً آياته بينات
قد خبرت الوجود في كل حال
قد خبرت الوجود في كل حال / فوجدت الزَمان في السَكَناتِ
قَد بدا لي أَن الزَمان سكون / بين ما للأجسام من حَرَكاتِ
وَوجدت اِمتداد كل مكين / حاصِلاً من مَكانه في الجهاتِ
وَوجدت الكهيربات بأَحشا / ء الخَلايا مولدات الحَياة
يا ابنة القبر أمك القبر تاتي
يا ابنة القبر أمك القبر تاتي / ما ينافي مودة الأمهاتِ
أمك القبر لا تَصون كَما أَر / جو ملاحات تلكم الوجنات
يا ابنة القبر أَنتَ من بعد حين / يا ابنة القبر فيه بعض الرفات
لهف نفسي عليك من وحشة القب / رِ وَمما في القبر من ظلمات
غرفة تحت طابق الأرض لا يد / خلها النور من جَميع الجهات
غرفة حالَت الصفائح فيها / بين وجه الإنسان وَالنَسمات
إن نفسي عليك يا أَنس نفسي / ذهبت إي وَربِّها حسرات
أَيُّها القبر هَل علمت بأَني / قبل موتي دفنت فيك حَياتي
عبراتي عليك تهمى وَلكن / أَنت لا تَستَفيد من عبراتي
بين أحناء دجلة والفرات
بين أحناء دجلة والفرات / حَييَ البؤس فوق أَرض مواتِ
بعد أن كانَت في القَديم جناناً / باسقات الأشجار مشتبكات
وَرياضاً أَنيقة وحياضاً / مترعات وأَنهراً جاريات
وَبَساتين فوقها الطير تشدو / بشجيّ الألحان والنَغمات
وَرياحين من جميع صنوف ال / زهر تُهدي روائحاً عطرات
فترى الناس ينسلون إليها / رتعاً في مروجها الخضلات
فتحيِّى وجوههم نفحات ال / طيب محمولة على النسمات
موقف لِلغَرام في كل صوب / جامع للفتيان والفتيات
ولديهِ ملاعب لظباءِ / حاليات كثيرة اللفتات
جنة عند جنة عند أُخرى / هكذا يمتددن متصلات
تَحتَوي أَنواعاً من الزهر شتّى / وتعي أصنافاً من الثمرات
ادخلوها يا أَهلها بِسَلامٍ / وكلوا ما شئتم من الطيبات
غادرتها أيدي الجهالة قفراً / بعد تلك الرياض والجنات
من رأى الأرض في العراق مواتاً / ذهبت منه نفسُه حسرات
إن بين النهرين والأرض تشقى / لجناناً تبدَّلت فلَوات
حييت بالعمران دهراً طويلاً / ثُمَّ ماتَت من بعد تلك الحياة
كل كون فانه لفسادٍ / كل جمعٍ فإنه لشتات
أين أنهارها التي كن فيها / جاريات قبلاً على الجنبات
نهر عيسى وبيطر ورُفيل / وَدجيل وطابق والصراة
ما رأينا كمثل دجلة سطراً / لو قرأنا صحائف الكائنات
لا وَلا كالفرات في الأرض نهراً / منعشاً للحيوان أَو للنبات
دجلة دجلة فلم تتغير / وكذاك الفرات عين الفرات
ما نضا الماء غير أن رجال ال / سعي ماتوا في الأعصر الخاليات
وانتهت سلطة البلاد لقوم / خلقوا للرُّشى واللسرقات
خلقوا للفساد والظلم والتخ / ريب والنهب بعد والغارات
خلقوا لو أنا اِنتبهنا قليلاً / في سبيل ارتقائنا عثرات
قد سكنَّا وليتنا ما سكنَّا / في بلاد كثيرة الأزمات
في بلاد نسام فيهن خسفاً / ونطيل السكوت كالأموات
فكأَنَّ الأحرار فيها عبيد / وكأَنَّ الأباة غير أباة
لهف نفسي على صروح جسام / زارَها الهادِمون بعد البناة
لهف نفسي على شباب رماها / ساعد الحيف في فم النكبات
ليت شعري حتام نحن رقود / في فراش النسيان والغفلات
اِرتقت سلم التقدم ناس / ووقفنا في أَسفل الدرجات
فخروا بالعلوم إذ رفعتهم / وفخرنا بالأعظم النخرات
ركدت ريحكم ركوداً ثقيلاً / فسكنتم والناس في حركات
أَيُّها القوم إنكم قد جهلتم / أنكم أمسيتم بوقت الغداة
كم إلى كم كهولُكم في رقادٍ / كم إِلى كم شبابُكم في سبات
أَيُّها القَوم أَيُّها القوم أَنتم / أُمَّةٌ ساقطون في مهواة
استَعينوا بالعلم فالعلم في كل / لِ زمان مفرج الكربات
وهو كالماء غاسل للجهالا / ت وكالنور ماحقُ الظلمات
إن تكونوا يا قوم تنتظرون ال / موت من ربكم لنيل النجاة
فاِعلَموا أن غمرة الموت تأتي / أَيُّها القوم آخر الغمرات
أَيُّها الظلم هل زمانك ماضٍ / أَيُّها العدل هل أَوانك آتي
قل لبغداد قد هُضمت فنوحي / إنما أَنت في أسار الطغاة
يكشف العار عنك حر ولكن / أين حر مر أخو عزمات
يا ابنة القوم قد أصابنيَ الضر / رُ فأسبلت للأسى عبراتي
لا تَلومي على البكاء حزيناً / قومه اخضوضعوا لحكم العداة
لا يرى ثورة لهم قد تميط ال / ضر عنهم وتذهب الويلات
فَسأَبكي قومي وأَبكي بلادي / وقبور الآباء والأمهات
ثم أَبكي بحرقة ثم أَبكي / هكَذا هكَذا ليوم الممات
هزأوا بالبنات والأمهاتِ
هزأوا بالبنات والأمهاتِ / وأَهانوا الأزواج والأخواتِ
هَكَذا المسلمون في كل صقع / حجبوا للجهالة المسلمات
سجنوهنَّ في البيوت فشلوا / نصف شعب يهمّ بالحركات
منعوهن أن يرين ضياءً / فتعودن عيشة الظلمات
دفنوهن قبل موت مُريح / في قبور سود من الحجرات
في بيوت لزمنها كقبور / أظلمت كم سكبن من عبرات
إن هَذا الحجاب في كل أَرض / ضرر للفتيان والفتيات
إنه فلتةٌ من الطبع في الإن / سان والطبع فيه ذو فلتات
لَم يكن وضعه من الدين شيئاً / إنما قد أَتى من العادات
طالَما قد وقفت أدرأ عنهن / نَ الرَزايا فَيا لها وقفات
رب عَذراء لست تسمع منها / عند تحديثها سوى الزفرات
وَلَها في حجابها نظرات / يا لَها في الحجاب من نظرات
وَفَتاة كزهرة الروض حسناً / ذبلت وهي في رَبيع الحياة
ناهد في شبابها وأدوها / ضحوة بين دجلة والفرات
وَإِذا ما شكت هنالك كرباً / لَم تجد من يصغي لتلك الشكاة
إن هَذا الحجاب قبر كثيف / حال بين الفتاة والنسمات
إن هَذا إثم أقبّحه ما / جاءَ حض عليه في الآيات
تلك أعمالهم من الجهل عدُّو / ها على سوئها من الحسنات
ثمرات من غرسهم قد جنوها / بئس ما قد جنوه من ثمرات
أيها المدلجون في جنح ليل / إنكم أَخطأتم طريق الحياة
زوَّجوها من غير ما هي ترضى / من غلام غمر أخي سيئات
إنها تبدي رقةً وهو يقسو / لَيسَ هَذا الفَتى لتلك الفتاة
الخبيثون للخبيثات في الشر / عة والطَيبون للطيبات
أيها المسكتي عن القول ما أن / ت بذي قدرة على إسكاتي
لَيسَ ترقى الأبناء في أمة ما
لَيسَ ترقى الأبناء في أمة ما / لَم تكن قد ترقَّتِ الأمهاتُ
أَخر المسلمين عن أمم الار / ض حجاب تشقى به المسلمات
لَيسَ شيء يضر بالناس كالطي
لَيسَ شيء يضر بالناس كالطي / شِ إذا دام دافعاً في الحياة
رب أخلاق أحرزت في عصور / فأَضيعت بالطيش في سنوات
واذا اِعتلت السياسة يوماً
واذا اِعتلت السياسة يوماً / مرض الشعبُ ثم عز الشفاء
رب قانون أَهلُه وضعوه / كدواء فازداد منه الداء
وإذا ثارَت الجماعة يوماً
وإذا ثارَت الجماعة يوماً / فَهي قد لا تَدري لماذا تثورُ
وإذا عمت المعارف قوماً / قلَّ فيهم مَع الزَمان الشرورُ
لا يَعيش امرؤ من الناس ما لَم
لا يَعيش امرؤ من الناس ما لَم / يتدرع لقارعات المحيط
في جهاد الحياة قد كتب الفو / ز على الأرض للقوي النشيط
قد علمنا أنَّ الحقيقة شيء
قد علمنا أنَّ الحقيقة شيء / يتوارى وراء كل اِفتراض
وعلمنا أن الجواهر في الأج / سام مبنية من الأعراض
لا يَفوق الإنسان في كونه الحي
لا يَفوق الإنسان في كونه الحي / وانَ إلا في العقل والأخلاق
أثبت العلم باكتشافاته لل / ناس أن الإنسان قردٌ راقي
إن تمرّ الحياة منا على شك
إن تمرّ الحياة منا على شك / لٍ بسيط فما بها من سرور
لَيسَ طول الحياة في عدد الأع / وام بل في تنوعات الشعور
لست أدري ولا الطَبيعة تدري
لست أدري ولا الطَبيعة تدري / كيف أبدت أُمُّ الحياةِ نتاجا
كَيفَ حاز الإنسان حذقاً ونطقاً / بعد أن كان نطفةً أَمشاجا
تكره الفكر في حقيقة أمر
تكره الفكر في حقيقة أمر / خوف ما للشيطان من نزغات
وتصلى لِلّه في اليوم خمساً / ويك ماذا تريد بالصلوات
رمت للقوم نهضة في الحياة
رمت للقوم نهضة في الحياة / ورجوعاً الى طريق النجاة
واندفاعاً كما قد اندفع الاقوام / قبلا ويقظة من سبات
فبهم صحت ان يهبوا خفافا / ويجوبوا الطريق بالوثبات
ان يفكوا كالريح عنهم قيودا / اثقلتهم بكثرة الحلقات
ان يسيروا من الثقافة في ضو / ء يقيهم معرة العثرات
قلت ان الاقوام قد سبقوكم / فالحقوهم ووسعوا الخطوات
قلت هاكم نوراً فظلوا عليه / يؤثرون البقاء في الظلمات
بالغوا في الجمود حتى كأن / القوم ناس لم يشعروا بالحياة
لفظوا ما منحتهم من حقوق / نشدتها الاجيال لفظ النواة
رمت انهاضهم فلم يجدوا في / نفسهم من هوى الى النهضات
شئت تحريرهم فلم يرتضوا / الا اساراً مستحكم الحلقات
فدنوا يكلؤنه في جموع / زحفت لا تنى عن الهجمات
رفضوا النور والسعادة والتحرير / مزرين بالهدى والهداة
حسنات جزاؤها سيئات / تلك بئس الجزاء للحسنات
سوف يطرى التاريخ ما لك من / نفس سما نبلها ومن عزمات
انهم فضلوا وللجهل حكم / ان تظل النساء محتجبات
ولقد تنظر الفتاة اباها / والاسى ملء تلكم النظرات
اخر المسلمين عمن سواهم / رهق المسلمين للمسلمات
أتراهم سيرجعون عن الغي / وعما يجر من ويلات
ام يقولون هكذا قد وجدنا / في القديم الآباء والامهات
لا تحول الاخلاق الا ببطء / انها ميراث من الاموات
ليس يقوى جهل وان قاد اجنا / داً على ما للعلم من حملات
ما لانصاره الكثيرة شأن / قد تضيع الالوف في الوحدات
قد عزوتم الى السفور غروراً / طائشاً قد يفضى الى الهفوات
هل يحول الحجاب بين التي لم / تتثقف والطيش في الرغبات
بل ارى في الحجاب تسهيل ما / تخشونه من نكر على الفتيات
قد وجدت الجمود للهلك ادنى / ووجدت الحياة في الحركات
ايها الداعي أن شعبك ما زال / الى الماضي ويحده ذا التفات
لا يرى في التجديد قومك الا / بدعة تقصيهم عن الجنات
مصطفى بالاصلاح جاء ولكن / لم يجد ما وجدت من عقبات
نظم الجيش واسترد به از / مير من بعد خوضه الغمرات
هذه جنة لكم فادخلوها / وكلوا ما شئتم من الطيبات
انا ارجو لهم اليك مآبا / وبودي ان لا تخيب رجاتي
تلك امنيتي فان هي ضاعت / ذهبت نفسي خلفها حسرات
ان هذي قصيدتي لك فاقرأ / ها تجدها حقائقاً بينات
كل ابيات شعرها نغمات / فاستمع ساعة الى النغمات
ليس من طبعها البكاء ولكن / شربت ماء دجلة والفرات
رب شعر كأن ابياته في / السمع مجموعة من الشهقات
قد طحا بالفلاح يقسو الفرات
قد طحا بالفلاح يقسو الفرات / وله كانت منه تأتي الحياة
واصابته في النهاية منه / نكبات وراءها نكبات
امهات لهن تدعو صغار / وصغار تدعوهم الامهات
ولقد اصبحوا جميعاً بلا مأ / وى وباتوا وهم جياع عراة
ذهب الزرع عند ادراكه / والبيت ثم الشياه والبقرات
كل هذا في ليلة هطلت فيها / السواحي واشتدت الظلمات
انما هذه الطبيعة قيد / والنواميس كلها حلقات
القرى قد تهدمت والبيوت
القرى قد تهدمت والبيوت / ثم عز المأوى وعز القوت
فتيات يعولن خوف المنايا / ومنايا تطوف وهي سكوت
بالاتي الفلاح فوجئ ليلا / فهو في ظهر ربوة مبهوت
ينظر السيل وهو ضخم مخيف / يتنزى كأنه عفريت
امل ذاهب وجهد مضاع / وشياه غرقى وشمل شتيت
ليت شعري هل الطبيعة غضبى / قد قضت في ابنائها ان يموتوا
انقضت ظهري الحياة فلا اد
انقضت ظهري الحياة فلا اد / ري متى ارمي عبئها الممقوتا
سأقاسي الشقاء ما دمت حيا / واذم الحياة حتى اموتا
شبح الموت زارني في منامي
شبح الموت زارني في منامي / وعلى ام ظهره تابوت
جاءني كاشراً وفي عينه نا / ر تلظى كأنه عفريت

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025