اغفري لي إِذا اِتَهَمتُك بِالغَد
اغفري لي إِذا اِتَهَمتُك بِالغَد / رِ فَقَد كُنتُ غائِباً عَن صَوابي
اِغفري لي لَعل ما كانَ مني / صَرخة الهَول عِندَ مَرأى عَذابي
وَصَدى اليَأس رَجّعته ضُلوعي / أَو بُكائي عَلى أَمان الشَبابِ
لَم تَكوني كَما زَعَمتُ وَلَكن / هالَني ما قَرَأتهُ في الكِتابِ
وَلعمري رَأَيتُ مِنك وَفاءً / لَم يَكُن فيهِ ذَرّة لارتيابي
اِغفري لي ما قلته في جُنوني / وَتَعالي أَشرح إِلَيك مصابي
رُبَّ صَرحٍ مَمرَّد مِن أَماني / ي أَظَلَّ النُجوم تَحتَ جَناحِهِ
قَد نَمَت حَولَهُ الأَزاهيرُ شَتّى / وَسَقاها الهَوى عَلالَةَ راحِه
فَنَزلناه آمنين زَماناً / نَجتَني مِن وَرودِهِ وَأَقاحِه
لَم تُحرِّك مِنهُ العَواصف رُكناً / وَلَكن خابَ مثلها في كِفاحِه
ثُم كانَت يَدٌ سَأَسكتُ عَنها / هَدَّمته إِلى سَواء الترابِ
أَينَ تِلكَ السَماء هَل كانَ ذاك / الصرح فيها مشيّداً مِن سَحابِ
إِغفري لي فَإِن أَشقى المحبّين / محبٌّ حَياتُهُ ذكرياتُ
أَينَما كُنتُ هيّج القَلب ذكرى / صَوَّرتها آثارُنا الباقياتُ
ما هُنا إِنَّها رُسومُ دُموعٍ / وَهُنا آه آنها قبلاتُ
وَهُنا طائِرٌ يُعيد حَديثاً / لَم تَغب عَنهُ هَذِهِ الكَلِماتُ
يا حَياتي لا تَغضَبي وَتعالي / عانِقيني وَأَقصري مِن عِتابي
حسب قَلبي عَذابه فَاِغفِري لي / يا حَياتي فَقَد لَقيتُ عِقابي