أيها الناطقُ الذي شغل الألْ
أيها الناطقُ الذي شغل الألْ / بابَ منَّا بذكرِ كل لُبابِ
كفكف القول ما استطعت فقد تؤ / ذنُ بالسُّكْر كثرةُ الاطْرابِ
نَغض العطف إذ نَطقتَ قريضٌ / مُسْكرٌ دونهُ حُميَّا الشَّرابِ
فخشيتُ العقاب إذ هو صِرْفٌ / وإذا الشِّرْبُ جالبٌ للثَّواب
كيف لا يجلبُ الثَّواب افْتكاري / في غُلامٍ غضٍّ حديثِ الشَّبابِ
كتمتْ رِقَّةُ الخلائقِ منه / مُعْجزاتِ العُلوم والآدابِ
ناظمٌ من بديهةِ القولِ ما تَقْ / صُرُ عنه رويَّةُ الأحْقابِ
كل روعاءَ لو تقلَّدها الفا / رسُ أغنت عن مرهفٍ قِرْضابِ
صادراتٌ ألْفاظُهنَّ عِذابٌ / عن خِلالِ مُهذَّباتٍ عِذابِ
لو بدا الماءُ للعُطاشِ مع العِشْ / رِ وقيلتْ ثنتْ صدورَ الركابِ
أذكرتني أيامَ عصْر التَّصابي / ومِراحي وأين عصرُ التَّصابي
حينَ لا آمرٌ يُطاعُ سوى اللَ / هِ ولا حاكمٌ سوى الأحْبابِ
ففؤادي من الجوى في زفيرٍ / ودموعي من الأسى في انْسكابِ
والوفا بالعهود فرضٌ ولا مِثْ / لَ الوفاء بالعهودِ للأتْرابِ
فلئنْ أصحبَ الحرونُ لا بُدَّ / لهذا الحرون من أصْحابِ
وتراءيتني على الحي بالصُّبْ / حِ مُغيراً في جحفلٍ غَلاَّبِ
أسكبُ العُرْف والدماء ولا أسْ / أَمُ بذل النَّدى وضرب الرقابِ
فالتمسْ ما تشاءُ مني تجدْني / كافلاً بالمُنى وبالآرابِ
لست أرضاً ولا ترى فلئن كُنْ / تُهما عن توسُّعٍ في الخطابِ
فثَرى تُربةِ الحُسينِ شِفاءٌ / لعُضال الأعْراض والأوْصابِ
ومن الأرض بكَّةٌ وهي بيتُ ال / لّهِ ذاتُ الحَجيج والأجْلابِ