المجموع : 6
كيف لا تَعْدَمُ الجُسومُ القلوبَا
كيف لا تَعْدَمُ الجُسومُ القلوبَا / وتَرى نَضْرةُ الوجوه شُحُوبَا
مَن يُعَزِّي الجيادَ أم من يُسَلَّى / مجلسَ الملك والسّريرَ الكئيبا
فقدوا بعدَك القلوبَ اللّواتي / شَقًّها واجبٌ فشقّوا الجيوبا
وامُعِزّاه وَامُعِزَّاه حتى / يغتدي الدمعُ بالدماء خضيبا
فليَذُقْ غيريَ الحياةَ فإنّي / لا أرى للحياة بعدَكَ طيبا
شَهد الظِّرفُ والأدبْ
شَهد الظِّرفُ والأدبْ / لك بالمجد والحسبْ
يا شقيقَ النَّدى الذي / عنده المال يُنْتَهب
والذي سلّمت له / فضلَها العُجْم والعَرَبْ
إنّما الجود خيرُه / ما أتى يَسبِق الطَّلب
عَتَبْت فانثنى عليها العِتابُ
عَتَبْت فانثنى عليها العِتابُ / ودعا دمعَ مقلتيها انسكابُ
وسعَتْ نحو خدّها بيديها / فالتقى الياسَمينُ والعُنَّابُ
رُبّ مُبْدِي تَعتُّبٍ جعل العت / ب رياءً وهَمُّه الإعتاب
فاسقِنيها مدامةً تَصْبِغ الكأ / سَ كما يَصْبِغ الخدود الشّباب
ما تَرَى اللّيلَ كيف رقّ دجاه / وبدا طَيْلسانُه يَنْجاب
وكأن السماء لجة بحرٍ / وكأنّ النجوم فيها حَبَاب
وكأن الصباح في الافق باز / والدجى بين مخلبيه غراب
وكأنّ الجوزاء سيفٌ صقيل / وكأنّ الدجى عليها قِراب
عَقربُ الصُّدْغ فوق تُفَّاحة الخدْ
عَقربُ الصُّدْغ فوق تُفَّاحة الخدْ / د نعيمٌ مُطَرَّزٌ بعذابِ
وسيوف الألحاظ في كلّ جفنٍ / مانِعات جَنَى الثّنايا العِذَاب
وعيون الوشاة تُفْسد بالرِّقْ / بة والمنع رؤيَة الأحباب
فمتى يَشتفي المحبُّ ويُطْفي / بالتَّداني حرارة الإكتئاب
ظلموا البينَ والنَّوى والرَّقيبا
ظلموا البينَ والنَّوى والرَّقيبا / والنَّوى لا تُبَعِّد المحبوبا
إن يكن دون من أحِبّ حجاب / فعن القلب لم يَرُح محجوبا
لا أَذُم الفراق في بُعد مَنْ قَدْ / سكنَ العينَ والحشا والقلوبا
لا ولا أظْلم الوُشاةَ ولا أش / كو رقيباً ولا أَذُمّ شحوبا
ما وشَى به سوى الدموعِ ولا أض / حى سوى مهجتي عليه رقيبا
ولو أني رَعَيتُ حقَّ الهوى لم / أمْنعِ الجسم بعدهمْ أن يذوبا
خُدَعُ العاشقين رقَّت فشقّوا ال / جَيْب يومَ النّوى وحثّوا النَّحيبا
إنّما رفّهوا القلوبَ وعافُوا / شقَّها سَلْوةً فشقّوا الجيوبا
فوَّقت سهمَ لحظها ثم ردّت / من دَمي كفَّها إليها خَضيبا
ورَنَتْ ظبيةً ولاحت صَباحا / وبدتْ دُمْيةً وماستْ قضيبا
حبَّذا لفظُها وأُنملُها الخم / س وقد أقبلت تَعُدّ الذُّنوبا
وهي تُبدي من البَنان لُجَيْناً / ومن اللَّفظ سَلْسلاً مَشْروبا
ليتَ شعري أعارها البدرُ نوراً / أم كساها الغَمامُ تلك الشُّرُوبا
أم رآها العزيزُ للحسن أهلاً / فحباها جمالَه الموهوبا
الأغَرَّ البهي الكريمَ المواسي ال / مُرْتَجَى الماجدَ الأريبَ الأديبا
مَلك لم يدع من العزّ والمج / د لمَلْك من الأنام نصيبا
عند أهلِ العلومِ والآدابِ
عند أهلِ العلومِ والآدابِ / تُبتغَى كُتْبُ جوهر الآدابِ
فتفضّلْ يا من حَوَى قَصَباتِ السْ / سّبْقِ في كلّ جَيْئَةٍ وذهابِ
بكتابِ القِيان إنّي إليه / ذو غَلِيلٍ ولوعةٍ واكتئابِ
مستعيرا له لأَنسخَ ما في / ه فيغدو مستودَعاً في كتابي
ثم يأتيك بعد ذاك سريعاً / ولك الشكر وهو خيرُ ثوابِ