المجموع : 7
زَمَنٌ مثلُ زورة الأَحبابِ
زَمَنٌ مثلُ زورة الأَحبابِ / بعد يأْسٍ من مُغْرَمٍ باجتنابِ
فَاسْقني يا غلامُ عاش ليَ العَي / شُ مُداماً تُجْلى بحَلْي الحَبابِ
ما تَرى النَّايَ نبَّهَ العُودَ يَا صَا / حِ فَذا نادِبٌ وَذَا في انْتِحابِ
وَغناءٌ يكادُ أَنْ يَسْكُنَ الما / ء لتغريدِهِ عنِ الاضْطِرابِ
من فَتاةٍ وِصالُها لي صُدُودٌ / وَمواعيدُها كَلَمْعِ السَّرَابِ
نَزعوها مساويَ البُعْدِ لمَّا / أَلْبَسْوهَا مَحاسنَ الاقْتِرابِ
حينَ أَلقتْ ذَوائِباً مِثْلَ نَايَا / تٍ زُنامِيَّةٍ بِلا أَثْقابِ
وَتَلَوّت ملطومَة الخَدِّ بالْوَرْ / دِ وَعادَتْ كالشَّمْسِ بَعْدَ الذّهَابِ
في رِياضٍ كَأَنَّهَا لَيسَ تَرْضى / بِاشتغالي بها عنِ الأَحْبابِ
نمَّ نَمَّامُها إِلى رُوعِ قَلبي / أَنَّهُ مُؤْمِنٌ له مِنْ عِقَابِ
لَوْ تَصدَّى نَسيمُها لِمَشيبٍ / عَادَ مِنْهُ إلَى أَوَانِ الشَّبابِ
دَبَّجَ الغَيْثُ رَوْضَها مُذْ بَدا يَسْ / حَبُ مِنْ فَوْقِها ذُيولَ السَّحابِ
وَغَدا النَّرْجِسُ المُفَتِّحُ فيها / كَعُيونٍ تَطَلعَتْ مِنْ نِقابِ
وَشَقيقٍ تَرَاهُ يسرج فِي الرَّوْ / ضِ إِذَا مَا بدا بغير شِهابِ
كَسِهَامٍ مِن الزَّبَرْجَدِ قَدْ رُك / كِبَ فِيهَا أَزِجَّةُ العُنَّابِ
يَجْتَليها بَنَفْسَجٌ فِي حِدَادٍ / وَبَهارٌ فِي صُورةِ المُرْتابِ
رسمتْ لي رسومُها كَيْفَ أَشْتا / قُ إِلَيْهَا فِي جَيْئَتي وذَهابي
عاشقٌ لونَ عاشقيه إِذا ما / راعَهمْ مِن ذهابِهِ بِالذَّهابِ
شُرْبُهُ مِن نسيمِ كافورِ طَلٍّ / وَغِذَاهُ مِنْ زَهرِ مِسْكِ التُّرابِ
فِي طُرُوسٍ مَا بين سَطْرٍ مِنَ الرَّوْ / ضِ وَسَطْرٍ يُقْرا بِلا إِعْرابِ
سَوْفَ أُكفى بِأَحْمَدٍ لا سواهُ / من زَماني تَسبُّبَ الأَسْبَابِ
الَّذي لا تَراهُ مُذْ كَان إِلاَّ / وَاقِفاً بَيْنَ نَائلٍ وَعِقابِ
نَثرتْ كَفُّهُ المَواهِبَ لَمَّا / نظمتْها عُلاهُ لِلطُّلابِ
رائِحٌ في العُلى بِراحَةِ جُودٍ / بابُ أَمْوالِهَا بِلا بَوَّابِ
لِيَ فيه مذاهبٌ مُذْهباتٌ / مقبلاتُ الإِقْبالِ عِندَ الذّهابِ
أَخَذتْ من لطافةِ الحُسنِ طبعاً / مَزَجَتْهُ بِحُسنِ طَبْعِ الشَّرابِ
يَا أَبا قاسمٍ أَزَالتْ عَطايا / كَ صِعَاباً مِنَ الخُطوبِ الصِّعابِ
لاَ وَمَنْ رَدَّ عَاقِباتِ الرّزَايا / بِعَطايا مِنها عَلَى الأَعْقابِ
ما أُبالي إِذا حَسبتُك مِنْ دَه / ري بِما كان ساقطاً من حِسابي
بَخِلَ الباخِلون عنَّا فَأَمْطَرْ / تَ لَنا نائِلاً بِغَير سحابِ
حالَتِي تقتضيكَ دون اقتِضائي / أَنْ يكون الثَّوابُ دَسْتَ الثِّيابِ
كُلَّما لامَني خَبيثٌ بِعَتْبٍ / قَام لِبْسي لَه مقامَ الجَوابِ
فتبيَّنْ عُنْوانَ حالِيَ فَالْعُنْ / وانُ يُنْبي بكلِّ ما في الكِتابِ
كنتُ أَخْشَى خرابَ دَهْري وقَدْ قُم / تَ لِعُمرانِ كلِّ دَهْرٍ خَرابِ
قَلَّما ينْفقُ الأَديبُ وَلن ينْ / فقَ إِلاَّ عَلَى ذَوي الآدابِ
وَا حَيائي مِنَ العُيونِ إِذا ما / عايَنَتْني في هذهِ الأَسْلابِ
يَقْطَعُ العَضْبُ إِنْ نَبا عَنْ قَليلٍ / وَيعودُ الْهِلالُ بَعْدَ الغِيابِ
هي إِن شجَّها المِزاجُ وشابتْ
هي إِن شجَّها المِزاجُ وشابتْ / عاد من وقتهِ المشيبُ شبابا
خلتُها كالسَّرابِ في حَالَةِ المَزْ / جِ فلمَّا استحالَ عادتْ شرابا
أَمَلٌ نازِحٌ ووجدٌ قريبُ
أَمَلٌ نازِحٌ ووجدٌ قريبُ / إِنَّ حُكْمَ الهَوى لحكمٌ عجيبُ
لَم أرِدْ باللحاظِ ماءَ جمالٍ / من حبيبٍ إِلا حَماني رَقيبُ
قيل لي تبْ من الهوى قُلتُ إِنِّي / تبتُ من توبتي فكيفَ أَتوبُ
ما اقتَرَفتُ الذنوبَ يا قوم إِلا / في هوى مَنْ تطيبُ فيه الذنوبُ
بَعُدَتْ دارهُمْ ووجدي قريبُ
بَعُدَتْ دارهُمْ ووجدي قريبُ / والجوى مَوطِني وَصَبري غَريبُ
أَيُّ شيءٍ يَكون أَفجعَ عندي / من مُحِبٍّ قَد بانَ عَنه الحَبيبُ
قَد تَساوَتْ بالسقم منَّا عيونٌ / حينَ بانَتْ بالبَيْنِ منَّا قلوبُ
كُنْ بعيداً إِنْ شئتَ أَو كنْ قريبا
كُنْ بعيداً إِنْ شئتَ أَو كنْ قريبا / أَنتَ أَسقمتَني فكُنْ لي طبيبا
أَنتَ أَحببتَ أَن أَكونَ سقيماً / فلحبّيكَ صارَ عندي حبيبا
قد هويتُ السَقامَ في الحبِّ لما / حُزْتَ منهُ في مقلتيكَ نصيبا
كلُّ شيءٍ مِنِّي يحبُّك حَتَّى / أَنَّ أَعضايَ فيكَ تحكي القُلوبا
عَبَّدَتْهُ أَلْحاظُ عَينيكَ لمَّا
عَبَّدَتْهُ أَلْحاظُ عَينيكَ لمَّا / جعَلْتهُ لِما تُحِبُّ مُحِبَّا
هاكَ قلبي فاضربهُ بالهجرِ ضربا / ثُمَّ قطِّعْهُ بالقطيعةِ إِرْبا
قالَ لي هاتِهِ فقلتُ مُجيباً / عزَّ قلبي فلستُ أَملكُ قلبا
أَنتَ علَّمتهُ عليكَ التجَنِّي / حينَ أَقصيتهُ ولمْ يَجْنِ ذَنْبا
رُبَّ لَيْلٍ أَمَدَّ مِنْ نَفَسِ العَا
رُبَّ لَيْلٍ أَمَدَّ مِنْ نَفَسِ العَا / شِقِ طُولاً قَطَعْته بِانْتِحَابِ
وَنَهارٍ أَلَذَّ مِنْ نَظْرَةِ المَعْشُو / قِ بدّلْتُهُ بِبُؤْسِ عِتَابِ