القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : السَّرِي الرَّفّاء الكل
المجموع : 3
علَّ طيفاً سَرى حليفَ اكتئابِ
علَّ طيفاً سَرى حليفَ اكتئابِ / مُطفئٌ من صَبابةٍ وتَصابِ
لم يُذِقْنا حلاوةَ الوَصْلِ إلاَّ / بين عَتبٍ مبرِّحٍ وعِتابِ
كيفَ عنَّتْ لنا ظِباءُ كِناسٍ / غادَرَتْها النَّوى شموسَ قِبابِ
كلُّ ريمٍ يَشفي إذا رُمتَ منه ال / وَصْلَ حَرَّ الهوى ببَرْدِ الرُّضابِ
لطمَتْ خدّضها بحُمْرٍ لِطافٍ / نال منها عَذابَ بيضٍ عِذابِ
يتشكَّى العُنَّابُ نَورَ الأَقاحي / واشتكى الوردُ ناضرَ العنَّابِ
نحنُ في معدِنٍ من اللؤم مُطغٍ / دونَ عَذْبِ النَّدى أليمِ العَذابِ
قصدَتْنا يدُ الحوادثِ فيه / بِسهامٍ من الخُطوبِ صِيابِ
وَدَعَتْنَا إلى العِراقِ هَناةٌ / لأمورٍ تنقضُّ مثلَ العُقابِ
كلُّ زنجيَّةٍ كأن سوادَ ال / لَيلِ أهدَى لها سوادَ الإهابِ
تَسحَبُ الذَّيْلَ في المسيرِ فتختا / لُ وطوراً تمرُّ مرَّ السَّحابِ
وتشُقُّ العُبابَ كالحيَّةِ السَّوْ / داءِ أبقَتْ في الرَّمْلِ أثْرَ انسيابِ
وإذا قُوِّمَتْ رؤوسُ المطايا / للسُّرى قُوَّمَت من الأذنابِ
مُهدِياتٌ إلى الأميرِ لُباباً / من ثناءِ يُثْنَى منَ الآدابِ
زهرةٌ غَضَّةُ النَّسيمِ غَذَاها / صفوُ ماءِ العلومِ والآدابِ
فهي كالخُرَّدِ الأوانسِ يَخلِطْ / نَ شِماسَ الصبِّا بأُنْسِ التَّصابي
رِقَّةٌ فوقَ رقَّةِ الخصرِ تُبْدِي / فطنةً فوقَ فطنةِ الأعرابِ
طالباتٍ أبا المُفَضّلِ يَمْتُتْ / نَ إليه بأوكَدِ الأسبابِ
خطَبتْ ودَّه ونائلَه الغَمْ / رَ وكم أعرضت عن الخُطَّابِ
ملكٌ ما انتضى المهنَّدَ إلا / خِيلَ بدراً يسطو بحدِّ شِهابِ
خِيمُه في مواطنِ الحِلْمِ كَهْلٌ / ونَداهُ في عُنفوانِ الشَّبابِ
راتعٌ في رياضِ حمدِ أُناسٍ / رتَعوا منه في رياض ثَوابِ
قمرٌ أطلعَتْه أقمارُ ليلٍ / أَسَدٌ أنجبَتْه آسادُ غابِ
جَلَبَ الخيلَ ضُمَّراً تُلْهِبُ العُش / بَ إذا ما أثَرْنَ نارَ الضِّرابِ
بخميسٍ كأنما حَجَبَ الشَّم / سَ وقد ثارَ نقعُه بضبَابِ
وكأنَّ اللِّواءَ في الجوِّ لما / باشَرَتْه الصَّبا جَناحا عُقابِ
فإذا الرّشيحُ نبَّهتْه وقد أغْ / ضى تبدَّى لها وُثُوبَ الحُبابِ
في مقامٍ للموتِ تُحْتَسَبُ الأنْ / فُسُ في هَبْوَتَيِهِ أيَّ احتسابِ
حين أوفَى على العِراقِ طُلوعَ ال / بَدْرِ في ليلِ حادثٍ مُسترابِ
فثَنى الأرضَ منه محمرَّةَ الأرْ / جاءِ والأفقُ حالكُ الجِلبابِ
آلُ حمدانَ غُرَّةُ الكرمِ المحْ / ضِ وصفوُ الصَّريحِ منه اللُّبابِ
أشرقَ الشرقُ منهمُ وخلا الغَرْ / بُ ولم يخلُ من نَدىً وضِرابِ
نَزَلوا منه مَنْزِلاً وسَمُوهُ / بالنَّدى فهو مَوسِمُ الطُّلاَّبِ
يَنْجلي السِّلْمُ عن بدورٍ رَواضٍ / فيه والحربُ عن أسودٍ غِضابِ
جادَنا منهمُ سَحائبُ جودٍ / أنشأَتها جَنوبُ ذاك الجَنابِ
فحمَلْنا مِلءَ الحقائبِ من أف / وافِ مدحٍ يبقى على الأحقابِ
واستقلَّت بنا سواعِ تخوضُ ال / بحرَ خَوضَ النُّسورِ بَحْرَ السَّرابِ
شتَّتتْ شملَها الشَّمالُ وأمسَت / كالغرابيبِ عُذِّبَتْ باغترابِ
هذه الشمسُ أوشكتْ أن تغيبا
هذه الشمسُ أوشكتْ أن تغيبا / فأقِلاَّ المَلامَ والتَّأنيبا
أوجَبَتْ لوعةُ الفِراقِ على الصَّبْ / بِ جَوىً يَقرَحُ الفؤادَ وَجيبا
لن يُرى غالبَ الصبَّابةِ حتى / يَدَعَ اللَّومَ في الهوى مَغلوبا
حَثَّ غَرْبٌ من المدامعِ غرباً / حينَ رامت تلك الشموسُ الغُروبا
أعرضَتْ خِيفَةَ الرَّقيب ولولا / ه لكان الإعراضُ منها رَقيبا
وأَرَتْه بَرْقَ الثُّغورِ فأبدى / بارقَ الشَّوقِ في حَشاه لَهيبا
والثَّنايا العِذابُ تَثني على الوجْ / دِ الحَشا أو تُضاعِفُ التَّعذيبا
حَيَّ ربعاً لهنَّ يَزدادُ حُسْناً / وَمَحَلاً منهن يزدادُ طِيبا
سَلَبَتْه النَّوى بدورَ تَمامٍ / تركتني من العَزاءِ سَليبا
قد قطعْنَ البلادَ شَرقاً وغَرباً / وَبَلَوْنا الوَرى فُتوّاً وشِيبا
ونَزَلنا بكلِّ مُجتَدِبِ المن / زِلِ نَرْعى لديه رَبعاً جَديبا
قَرُبَ الوعدُ والنَّوالُ بعيدٌ / فأراني النَّوى بعيداً قَريبا
فدَعَوْنا أبا الفوارسِ للجُو / دِ فكان القريبَ فيه المُجيبا
وهَزَزنْاه للمكارمِ فاهْتَزْ / زَ كما هَزَّتِ الرِّياحُ القَضيبا
فرأَينا مُهذَّبَ الفِعْلِ يُكسَى / حُلَلَ المَدْحِ هُذِّبَت تَهذيبا
ونَسيبَ الحُسامِ أسْرَفَ في الجُو / دِ فَخِلناه للسَّحابِ نَسيبا
يا غريبَ السَّماحِ والمَجدِ والسُّؤ / دُدِ أصبحْتَ في الأنامِ غَريبا
مِلكٌ عُدَّتِ الملوكُ من الأز / دِ فكان الشريفَ منها الأديبا
راحَ يُبْدي لمن أتى مُستجيراً / من صُروفِ الزَّمانِ أو مُستَثنيا
خُلُقاً مُشرِقاً وَوَجْهاً طَليقاً / ونَوالاً جَزلاً ورأياً مُصيبا
قمرٌ لاحَ في سَحابَةِ جُودٍ / منه ما زال ذيلُها مَسحُوبا
ورأى البدرَ في دُجاه حميداً / والحَيا في أوانِه محبوبا
كلما مَدَّتِ الحوادثُ باعاً / مدَّ للمكرُماتِ باعاً رَحيبا
وإذا خاضَ غَمرةَ الموتِ رَدَّ السْ / يْفَ من غَمرةِ الدِّماءِ خَضيبا
شِيَمٌ لا تَزالُ تُشجي قلوباً / من أعاديه أو تَسُرُّ قُلوبا
وخِلالٌ أغَضُّ من زَهْرِ الرَّوْ / ضِ كَسَتْهُ الثَّناءِ غَضّاً قَشيبا
فاطْلُبِ المكرُماتِ بالحمدِ منه / تَجِدِ الحمدَ عندَه مَطلوبا
يابنَ فَهدٍ أحلَّني جُودُ كَفَّيْ / كَ مَحَلاً رَحبَ الجَنابِ رَحيبا
أنتَ أضحكْتَ لي الزَّمانَ فأبدى ال / بِشرَ منه وكان يُبْدي القُطوبا
فمتى لم أَقُم بشُكْرِكَ في النا / سِ خطيباً فلا وُقِيتُ الخُطوبا
كَبوَةُ الهمِّ بين كاسٍ وكُوبِ
كَبوَةُ الهمِّ بين كاسٍ وكُوبِ / واغتباطِ المُحِبِّ والمَحبوبِ
هو يَومي من اللَّذاذَةِ يُجلي / فِعلَ يومِ الكَريهةِ المَرهوبِ
حبَّذا أسهُمٌ تُفوِّقُها الأَ / حاظُ لا تُتَّقى بغيرِ القُلوبِ
بينَ خيلٍ من المُدامةِ قَرَّبْ / نَ إليَّ السرورَ بالتقريبِ
ودِنانٍ أُقِمْنَ صفّاً كما قا / مَ غَداةَ اللِّقاءِ رَجْلُ حُروبِ
وبواطٍ كأنَّهنَّ وِهادٌ / أتَرعَتها سِجالُ غيثٍ سكوبِ
فكأنَّ الكؤوسَ فيها جُنوحاً / أنجمُ اللَّيلِ صُوبَتْ للمَغيبِ
نحنُ أبناءُ هذه الكأسِ لا نعْ / دِلُ عن شُربِها إلى مَشروبِ
أدَّبتْنا الأيامُ حينَ أرَتْنا / بطْشَ أحداثِها بكلِّ أديبِ
وَعَلِمْنا أنَّا نَصِيبُ المَنايا / فأخذنا من الهوى بنصيبِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025