المجموع : 6
عجبت خلتي لوخطِ مشيبي
عجبت خلتي لوخطِ مشيبي / في أوان الصبى وغير عجيب
من يَعمْ في بحار همِّي يظهر / زَبدٌ فوقَ فَرعهِ الغربيب
من يحارب حوادث الدهر يخفى / لون فُؤدَيهِ في غبار الحروب
أيُّ فرع جونٍ على عنتِ الأيا / مِ يبقى وأيُّ غصنٍ رطيب
لو همى ماء معطفيّ من اللي / نِ لأفنته مهجتي بلهيب
ربَّ يومٍ لو لم أخف فيه عقبى / سوء حالي لخفتُ عقبى ذنوبي
ظاهرٌ دون باطنٍ مستجار / ليت حالي يكون بالمقلوب
منعتني الدنيا جنًى فتزهد / تُ ولكن تزهد المغلوب
ووهت قوَّتي فأعرضت كرهاً / عن لقاءِ المكروهِ والمحبوب
ما أرى الدهرُ غيرَنا زهدَ الأف / ضل والحال ممكن المطلوب
ملكٌ في حمى الشبيبة والم / لك له في دُنياه زادُ الغريب
دبر الملك بالتقى فكساه الل / ه فيه ثوب المرجَّى المهيب
بين سجادةٍ وبين كتاب / وسواه ما بين كأسٍ وكوب
ينشر العدلَ أو يبثُّ العطايا / فهو زاكي الترغيب والترهيب
وله فوق أدهم الليلِ تسرِي / دعواتٌ خفيفة المركوب
جلَّ من صيَّر التقى فيه خلقاً / قبل خلقِ التدريجِ والتدريب
والمعالي في آلِ أيوب إرثٌ / كالنبواتِ في آلِ يعقوب
حبَّذا من ملوكهم كلُّ نسل / بين محرابِه وبين الحروب
وسقى الله أصلهُم فلقد أثم / رَ من نسله بكلِّ نجيب
كم قصدْنا محمداً فحمدنا / شادويّ الفخار والتهذيب
كم مدحْنا منه نسيباً فجئْنا / بمديحٍ مكمَّلٍ ونسيب
كم له في حماه نفحة غيث / شملت في البلاد كل جديب
كم له عزمةٌ إلى أرض مصر / بشَّرت عامَ وفدِها بخصيب
كم أشاعَ الأعداء أمراً فردَّ الل / هُ ما شنعوا بلطفٍ عجيب
يا مليكاً له صنائع برٍّ / وتقًى يدفعانِ صدرَ الخطوب
إبقَ ما شئتَ كيف شئت ودوموا / في حمى الله يا بني أيوب
إنَّ قلبي لكم لَكَالكبدِ الح / رّي وقلبي لغيركم كالقلوب
هاكها أستقي من البحر منها / وابن قادوس يستقي من قَليب
كلُّ شعبٍ أنتم به آل شادٍ / فهو شعبي وشعب كل أديب
ما لمنْ لامَ فيكمو من جواب
ما لمنْ لامَ فيكمو من جواب / غير دمع جفانهُ كالجوابي
يا نزولا على عقاب المصلي / ما سمعنا بجنة في عقاب
أعجز الورق أن تعارَ دُموعي / فاستعارت على الغصون انتحابي
أيها المستعيرُ دمعيَ مهلا / إن دمعي كما علمتَ سكابي
حبذا منزلي على السفحِ قدْماً / وزماني وجيرتي وشبابي
حيث لا واشياً سوى عبق الرّو / ضِ ولا ساعياً سوَى الأكواب
ذاك ربعٌ عفا على عَنت الده / رِ وعيش مضى مع الأحباب
إن توارت شمس الضحى فلعمري / ما توارت شمس العلا بالحجاب
أطلعَ اللهُ للفضائل شمساً / عوّض الناس عن ذهاب الشهاب
قالَ ديوانهُ مقالة صدق / إنّ وَكرَ العقاب لابن العقاب
أيّ فرع نما فمدّ ظلاله / سابغاً ذيلها على الطلاّب
وافر المكرماتِ منشرحُ اللف / ظِ طويلُ الثنا مديدُ الثواب
يلتقي المادحين بالخير في مذ / هبة والعفاة بالإكتساب
رافعاً بالتواضع الحجب عنه / وهوَ من نورِ غرّة في حجاب
حملت كفهُ اليراع فقلنا / حبذا البرقُ لامعاً في السحاب
يا لهُ من يراعِ فضلٍ وفيض / سالك دهره طريقَ الصوَاب
وفّرَ السمرَ عن خصام الأعادي / وكفى المرهفات طولَ الضرَاب
فهوَ كالصلّ في الدِّماغِ ولكن / كم شفانا من رشفهِ من رضاب
تارة يسفح الدماءَ على التر / ب وأخرى يدير صفوَ الشراب
كالعصا في يدِ الكليم وفيها / لحمى الملك غاية الآراب
شملتنا جدواه والوقت جدب / فاستلانت ومعطف الدّهر آبي
ما سرى في الكتاب إلا وأضحى / شغب الدّهرِ آمناً بالكتاب
يا رئيساً به لقد أُدّب الده / ر الذي قد جنى على الآداب
كيف يقضي شكري حقوق أياد / يك وأدنى نوالها قد طغا بي
كيف أحصي حسابها وهيَ تبدي / كل وقتٍ ما لم يكن في الحساب
لا عدَت بابكَ السعودُ فقد أض / حى لوفدِ الأشعار أنجح باب
سببت نظمنا لُهاهُ ولا بدَّ / لنظم القريض من أسباب
أحمر الخد زاد منه لهيبي
أحمر الخد زاد منه لهيبي / ليت ورد الخدود كان نصيبي
يا دمَ الوجنتينِ لا حالك ال / له دم الخد من دماء القلوب
أخصب الدمع كل حي كما أخ / صب جود الوزير كل جديب
الوزير الذي له الفخر حقاً / في بعيدٍ من الورى وقريب
سابغ الجودِ والثنا قسّمت نع / مى يديه في كل عان غريب
قيل ما بلدة لها في الثنا الشا / ئع وصف محاسن الترتيب
فمناها ذكرٌ جميلٌ وأجرٌ / قلت هاتيك منية ابن خصيب
سِر بنا عن دمشق يا طالبَ العي
سِر بنا عن دمشق يا طالبَ العي / ش فما للمقام للمرء رَغْبه
رخصت أنفس الخلائق بالطا / عون فيها فكل نفس بحبه
أيُّها العاذِلُ الغبيُّ تأملْ
أيُّها العاذِلُ الغبيُّ تأملْ / من غدا في صفاته القلب ذائب
وتعجب لطرةٍ وجبينٍ / إنَّ في الليلِ والنهارِ عجائب
يا خليلاً جعلتهُ العينَ والقل
يا خليلاً جعلتهُ العينَ والقل / ب وأصفَيته سرائرَ حبِّي
لا عجيبٌ إذا جلبت ليَ الض / رَّ فهذي عاداتُ عيني وقلبي