عج بنجد نحيِّي دار الرباب
عج بنجد نحيِّي دار الرباب / جادها واكف ملثُّ الربابِ
وسقى عهدنا بها فلقد كا / ن سريع الذَّباب هامي الذِّهابِ
مع خود تثني نبحسن التثني / عزم صبري عن سلوة وإجتنابِ
ذات طرف ساج وخصر نحيل / وأثيث داج وردف رابي
شب في خدها المضرج نار ال / حسن للناظرين ماء الشبابِ
مثمر غصنها المهفهف في كل / ل أوانٍ بالورد والعنّابِ
حجبوها ضنا ولو أبرزها / لغدت من عفافها في حجاب
كمهاة الصريم لولا التثني / خالها اللحظ دمية المحراب
غدرت بي وأعربت عن ملال / وكذا الغدر شيمة الألأعرابِ
يا عذاب الثغور رفقا بصب / سمتموه حمل العذاب المذابِ
عجبي منكم لعين ظباء / ليس ينفك صيدها أسد غابِ
غربت حين أطلع الشيب في فو / دي نجوما شموس تلك القبابِ
وسأسلو عن حبها بشمول / تجتلى في قلادة من حباب
رضت من صعبها خلال رياض / سحبت فوقها ذيول السحابِ
فهن بشرا كوجه مؤتمن الدي / ن ونشرا كذكره المستطابِ
اللبب الأريب والمخلف المت / الف والماجد الكريم النصابِ
العليُّ المنار والضيِّق الأع / ذارِ للوفدِ والفسيحُ الجنابِ
واهب البدَّنِ الرعابيب كالآ / رام والبدنِ رتَّعاً كالهِضاب
ذو يد صبية ببذل الأيادي / وفؤاد إلى المكارم صاب
لذت منه ولا ملاذ لعاف / بمهاب معذل وهابِ
بسريع الثواب داني ندى الكف / ف بعيد المدى بطىء العقابِ
علم عالم مصيب إذا ما / لجلج القوم قائل للصوابِ
فهو غيث نداه في كل ناد / وهو ليث في كل ضِرابِ
وهو مغرى بصون عرض وجارٍ / ظل يحميه طبيذل الرِّغابِ
ذم حليا بالجود يا ابن الدوامي / كفيلا بالنجع للطلابِ
رب راى لولا زنادك لم يو / ر وخطبٍ فصله بخطابِ
أنت أحسَبتَني بسيب عطاء / منك ما كان بعضه في حسابي
أنت أورثتني المعين من الرغ / د ولم تَجعَل السرابَ شرابي
طال عتبي على الزمان ونعما / ك تناهت بنا إلى الأعتابِ
طفرَّتني بالنائبات وقد بت / تُ لقًى بين ظفرها والنَّابِ
فتملّ العيد الجديد فقد جا / ء بشيرا بالسعد من كل بابِ
واستمعها عذراء لم ترض إلا / بك كقوا مع كثرة الخطابِ
كالتفات الحبيب نحو محب / ونسيم الصبا وعهد التصابي
تتناسى لها إذا ذكروها / ما على الركب من وقوف الركابِ