المجموع : 24
شابَ رأسي ولات حينَ مَشيبِ
شابَ رأسي ولات حينَ مَشيبِ / وعجيبُ الزمان غَيْرُ عَجِيبِ
فاجعلي موضعَ التعجُّب من شَيْ / بِيَ عُجباً بفَرْعك الغِرْبيبِ
قد يشيبُ الفتى وليس عجيباً / أن يُرى النورُ في القضيب الرطيبِ
ساءها أنْ رأتْ حبيباً إليها / ضاحكَ الرأسِ عن مفَارقَ شِيبِ
فدَعَتْهُ إلى الخُضاب وقالت / إنَّ دفنَ المَعيبِ غيرُ معيبِ
خَضَبت رأسَهُ فبات بتَبْري / حٍ وأضحى فظلَّ في تأنيبِ
ليس ينفكُّ من مَلامة زارٍ / قائلٍ بعد نظرتَيْ مُستريبِ
ضلّةً ضلّةً لمن وعَظَتْهُ / غِيَرُ الدهر وهْو غيرُ مُنيبِ
يدَّري غِرَّةَ الظباء مُريغاً / صَيْدَ وحْشيِّها وصَيْدَ الرَّبيبِ
مُولَعاً موزَعاً بها الدهر يرْمي / ها بسهم الخضاب غيرَ مصيبِ
عاجزٌ واهنُ القُوى يتعاطى / صبغةَ اللَّه في قناع المشيبِ
رامَ إعجابَ كل بيضاءَ خود / بسواد الخضاب ذي التعجيبِ
فتضاحكْنَ هازئاتٍ وماذا / يُونِقُ البِيضَ من سوادٍ جَليبِ
يا حليفَ الخضاب لا تخدع النف / س فما أنت للصِّبا بنسيبِ
ليس يجدي الخضابُ شيئاً من النف / ع سوى أنه حِدادُ كئيبِ
فاتَّخذْهُ على الشباب حداداً / وابكِ فيه بعَبْرة ونَحيبِ
وفتاةٍ رأت خضابي فقالت / عَزَّ دَاءُ المشيب طِبَّ الطبيبِ
خاضبُ الشيب في بياض مُبينٍ / حين يبدو وفي سوادٍ مريبِ
يالها من غَريرة ذاتِ عينٍ / غيرِ مغرورة بشيبٍ خَضيبِ
وحقيقٌ لعورة الشيب أن تب / دُوَ للغِرِّ غيرِ ذي التدريبِ
لهفَ نفسي على القناع الذي مَح / حَ وأُعقِبْتُ منه شرَّ عَقيبِ
مَنَعَ العينَ أن تَقرَّ وقرَّت / عينُ واشٍ بنا وعينُ رقيبِ
شانَ ديباجةَ الشبابِ وأزرى / بقوامٍ له ولينِ عسيبِ
نفَّر الحِلْمَ ثم ثنَّى فأمسى / خَبَّبَ العِرْسَ أيَّما تخبيبِ
شَعَرٌ ميتٌ لذي وَطَرٍ حي / يٍ كنارِ الحريق ذات اللهيبِ
في قناعٍ من المشيبِ لَبيسٍ / ورداءٍ من الشباب قشيبِ
وأخو الشيب واللُّبانة في البِي / ض بحالٍ كقَتْلة التغبيبِ
مَعهُ صبوةُ الفتى وعليه / صَرفة الشيخ فهْو في تعذيبِ
يُطَّبَى للصِّبا فيُدْعى مجيباً / وهو يدعو وما لَه من مجيبِ
ليس تنقادُ غادةٌ لهواهُ / وهو ينقادُ كانقيادِ الجَنيبِ
ظلمتني الخطوبُ حتى كأني / ليس بيني وبينها من حَسيبِ
سلبتْني سوادَ رأسِي ولكن / عوّضتْني رياشَ كلِّ سليبِ
عوّضتني أخا المعالي عليّاً / عِوَضٌ فيه سلوة للحَريبِ
خُرَّهِيٌّ من الملوك أديبٌ / لم يزل ملجأً لكل أديبِ
يستغيثُ اللهيفُ منه بمدعوْ / وٍ لدى كل كَربةٍ مستجيبِ
أَرْيَحيٌّ له إذا جَمَدَ الكز / زُ بَنانٌ تذوبُ للمستذيبِ
يتلقَّى المُدفَّعينَ عن الأب / واب بالبشر منه والترحيبِ
لو أبى الراغبون يوماً نداهُ / لدعاهُمْ إليه بالترهيبِ
رُبَّ أُكرومةٍ له لم تَخَلْها / قبلَهُ في الطباع والتركيبِ
غَرَّبتهُ الخلائقُ الزُّهْرُ في النا / س وما أوحشتْهُ بالتغريبِ
يَهَبُ النائلَ الجزيلَ مُعيراً / طَرفَهُ الأرضَ ناكتاً بالقضيبِ
يتَّقي نظرة المُدلِّ بجدوا / هُ ويَعْتَدُّها من التثريبِ
بعد بشرٍ مُبَشِّرٍ سائليه / بأمان لهم من التخييبِ
حَبّبَتْ كفُّه السؤالَ إلى النا / س جميعاً وكان غير حبيبِ
ما سعى والسعاةُ للمجد إلا / سبقَ المُحْضِرينَ بالتقريبِ
لو جرى والرياحُ شأْواً لأَضحى / جريُها عند جريه كالدَّبيبِ
من رآه رأى شواهد تُغْني / عن سماعِ الثناء والتجريبِ
فيه من وجهه دليلٌ عليه / مُخبِرٌ عن ضَريبةٍ ذات طيبِ
حَكم اللَّهُ بالعلا لعَليٍّ / وبحق النجيب وابن النجيبِ
فَلْيَمُتْ حاسدوه همّاً وغمّاً / ما لحُكْم الإله منْ تعقيبِ
جِذْلُ سلطانِه المحكَّك في الخَطْ / ب وعَذْقُ الجُناة ذو الترجيبِ
والنصيحُ الصريحُ نُصحاً إذا ما / جمعوا بين رائبٍ وحليبِ
والذي رأيُهُ لأسلحة الأب / طالِ مثلُ الصِّقال والتذريبِ
عنه تمضي ولو تعدّته أضحت / من كليلٍ مُفَلَّلٍ وخَشيبِ
مِدْرَهُ الدين والخلافة ذو النص / ح عن الحَوْزتين والتذبيبِ
فَلَّ بالحجة الخُصومَ وبالكي / د زُحوفَ العِدا ذوي التأليبِ
رُبَّ مَغنىً لحزب إبليسَ أخلا / هُ فأمسى وما به مِنْ عَريبِ
دَمَّرتْ أهلَهُ مكائدُ كانت / لأسودِ الطغاةِ كالتقشيبِ
رتّبتهُ الملوكُ مرتبةَ المِدْ / رَهِ لا مُخطئين في الترتيبِ
قَيِّمٌ قوَّمَ الأمورَ فعادتْ / قيِّماتٍ به من التحنيبِ
واستناب الخطوب حتى أنابت / ربَّما لا تُنيبُ للمستنيبِ
عندَهُ للثَّأَي طِبابٌ من التد / بير يَعْيا به ذوو التطبيبِ
لَوْذعيٌّ له فؤادٌ ذكيٌّ / ماله في ذكائه من ضَريبِ
يَقظٌ في الهَناتِ ذو حركات / لسكون القلوب ذاتِ الوجيبِ
ألمَعِيٌّ يرى بأولِ ظنٍّ / آخرَ الأمر من وراء المغيبِ
لا يُرَوِّي لا يُقَلِّبُ كفّاً / وأكُفُّ الرجالِ في تقليبِ
يُدرِكُ الطِّلْبَ بالبديهة دون ال / عَقْبِ قبل التصعيد والتصويبِ
حازمُ الرأي ليس عن طول تجري / بٍ لبيبٌ وليس عن تلبيبِ
وأريبٌ فإنْ مُريغو نَداه / خادَعُوه رأيتَ غيرَ أريبِ
يتغابَى لهم وليس لمُوقٍ / بل لِلُبٍّ يفوقُ لبَّ اللبيبِ
ثابتُ الحالِ في الزلازل مُنْها / لٌ لسُؤّالهِ انهيالَ الكثيبِ
ليِّنٌ عِطفُه فإنْ رِيمَ منه / مَكْسرَ العود كان جِدَّ صليبِ
مَفْزعٌ للرُّعاةِ مرعىً خصيبٌ / لرعاياهُمُ وفوق الخصيبِ
في حِجاهُ وفي نداهُ أمانَا / نِ من الخوف والزمانِ الجديبِ
أحسنتْ وصفَهُ مساعيهِ حتى / أفحمتْ كلَّ شاعرٍ وخطيبِ
بل حَذَوا حَذْوَها فراحوا يريحو / ن من القولِ كلَّ معنى غريبِ
قد بلونا خلاله فَحمِدْنا / غَيْبَها حمدَ ذائقٍ مُستطيبِ
فانتجعنا به الحيا غيرَ ذي الإقْ / لاعِ والبحرَ غيرَ ذي التنضيبِ
ما زجرنا وقد صرفنا إليه / أوجُهَ العِيسِ بارحاً ذا نعيبِ
يَمَّمَتْه بنا المطايا فأفْضَتْ / من فضاءٍ إلى فضاءٍ رحيبِ
خُلُقٌ منه واسعٌ وفِناءٌ / لم يَرُعْها به هديرُ كليبِ
طاب لليَعْملاتِ إذ يَمَّمتْهُ / وصْلُهُنَّ البكورَ بالتأويبِ
لم يكن خَفْضُها أحبَّ إليها / من رسيم إليه بعد خبيبِ
ثِقةً أنَّهُنَّ يلقينَ مرعىً / فيه نَيٌّ لكل نِضْوٍ شَزيبِ
أيُّهذا المُهيبُ بي وبشعري / لستُ ممن يُجيب كلَّ مُهيبِ
رفعَ اللّه رغبتي عن عطايا / كَ وما لِلعُقاب والعندليبِ
ثَوَّبَتْ بي إلى عليٍّ معالي / هِ فلبَّيتُ أوّل التثويبِ
مَاجِدٌ حاربَ الحوادثَ دوني / بنَدى حاتمٍ وبأسِ شَبيبِ
ليَ في جاههِ مآربُ كانت / لابنِ عمرانَ في عصاهُ الشعيبِ
وإذا حزَّ لي منَ المال عُضْواً / أرَّب العضوَ أيَّما تأريبِ
أصبح الباذلَ المسبِّبَ لا زا / ل مَليَّاً بالبذلِ والتسبيبِ
ساجلَتْ جاهَهُ سحائبُ عُرفٍ / من يَمينَيْهِ دائماتُ الصَّبيبِ
قلت إذ جاد باللُّهى قبل سَعي / صادقٍ منه غيرِ ذي تكذيبِ
يا رِشاءً تَخْضَلُّ منه يد الما / تحِ قبل انغماسِهِ في القليبِ
بَضَّ لي من نداكَ قبل استقائي / بكَ ريِّي وفَضْلَةٌ للشريبِ
ذاك شيءٌ من الرِّشاءِ غريبٌ / يا ابنَ يحيى ومنك غيرُ غريبِ
ما أُراني إذا خبطتُ بدَلْوي / جُمَّةَ الماءِ بالقليل النصيبِ
لا لَعَمْري وكيف ذاك وقبل ال / متْحِ روَّيْتَني بسَجْلٍ رغيبِ
بل أُراني هناك لا شك أغدو / ويَدي منكَ ذاتُ بطنٍ عشيبِ
بأبي أنتَ من جليلٍ مَهيبٍ / مَطْلِبُ العُرْفِ منه غيرُ مهيبِ
طنَّبَ المجدَ بالمكارم والبي / ت بنصبِ العماد والتطنيبِ
من يُلَقَّبْ فإن أسماءك الأس / ماءُ يشغلنَ موضعَ التلقيبِ
من جوادٍ وماجدٍ وكريمٍ / وزعيمٍ وسيِّدٍ ونقيبِ
تَبَّ من يرتجي لَحَاقك في المج / دِ وما مرتجيكَ في تتبيبِ
أعجز الطالبيكَ شأوٌ بعيدٌ / لكَ أدركْتَهُ بعُرفٍ قريبِ
لم أُطِلها كما أطالَ رِشاءً
لم أُطِلها كما أطالَ رِشاءً / ماتحٌ ساء ظنُّه بقليبِ
حاشَ للَّه ليس مثلي تَظَنَّى / ظنَّ سَوْء بمُستقاكَ القريبِ
غير أني امرؤٌ وجَدتُ مقالاً / مُستتِبّاً في كل قَرْمٍ نجيبِ
فأطلتُ المديحَ ما طال فيهم / مع أنِّي قصَّرتُ غيرَ معيبِ
أعلمُ الناسِ بالنجوم بنو نو
أعلمُ الناسِ بالنجوم بنو نو / بَخْتَ علماً لم يأتِهم بالحسابِ
بل بأن شاهدوا السماء سُموّاً / برُقيٍّ في المَكْرُماتِ الصِّعابِ
سَاوروها بكلِّ علياءَ حتى / بَلَغوها مَفْتوحَة الأبوابِ
مبلغٌ لم يكن ليَبْلُغَهُ الطا / لِبُ إلّا بِتلكُمُ الأسبابِ
ليس عن شرّكم ولا عن أذاكمْ
ليس عن شرّكم ولا عن أذاكمْ / مُسْتمازٌ ولا ذَرىً للجَنوبِ
قلَّ مِنْ خيركم نصيبي ولكنْ / أنا من شَرّكم كثيرُ النصيبِ
إن تباعدت نالني من بعيدٍ / أو تقرَّبتُ نالني من قريبِ
هي سوداءُ غيرَ أنَّ عليها
هي سوداءُ غيرَ أنَّ عليها / ظُلمةً تَدْلهمُّ منها القلوبُ
فتراها كأنها حين تبدو / عِظْلِمٌ فوق صَدرها مَصبوبُ
وغزالٍ ترى على وَجْنتيهِ
وغزالٍ ترى على وَجْنتيهِ / قَطْرَ سَهْمَيْهِ من دماء القلوبِ
لهفَ نفسي لتلك من وَجَنَاتٍ / وردُها وردُ شارقٍ مَهْضوبِ
أنهلَتْ صِبْغَ نفسها ثم عُلَّتْ / من دماءِ القتلى بغير ذنوبِ
بل أتى ما أتى إليهمْ من الأم / ر بوِترٍ لديهمُ مطلوبِ
جرحتْهُ العيونُ فاقتصَّ منها / بجوىً في القلوب دامي النُّدوب
لم يُعادِلْهُ في كمالِ المعاني / توأمُ الحُسنِ من بني يعقوبِ
طلعت شنطفٌ صباحاً فقلنا
طلعت شنطفٌ صباحاً فقلنا / كيفَ أمسيتِ يا فُسَاء الكُرنبِ
فأجابت بشرِّ حالٍ فقلنا / لِمْ فقالت من شهوة الزَّرْنَبَنْبِ
فأشرنا به عليها فقالت / أيُّ أيرٍ يَهَشُّ للطَنْبَلَنْبِ
ليس ذنبي إلى الأُيورِ سوى وجْ / هي فقلنا بخٍ بخٍ أيُّ ذنبِ
وهبُ يا واهبَ الهباتِ اللواتي
وهبُ يا واهبَ الهباتِ اللواتي / قَصُرَتْ دونها الهباتُ الرِّغابُ
هَبْ لراجيكَ ما عليه فإِنَّ اس / مَك وهبٌ ووَسْمك والوهّابُ
أنت بحرٌ ومن له تَجتبي الأم / والَ بحرٌ لجانبيه عُبابُ
فارغبا عن مِداد شِعْبي فليست / فيه إلا صُبَابةٌ بل سرابُ
وارثيا لامرئٍ ألَحَّ عليه / للزمان الصَّؤول ظُفْرٌ ونابُ
سلَبته الخطوب ما في يديه / وله من تَجمُّلٍ أثوابُ
وإذا الصبر والتجمل داما / للفتى الحر هانت الأسلابُ
إن بحراً يُمِدُّ بحراً بشعْبٍ / فيه أدنى صُبابةٍ لَعُجابُ
فلكَ الحُجَّةُ الصحيحة إن قل / تَ كذا تُحلِبُ البحورَ الشِّعابُ
ومن المِرَّةِ الضعيفةِ فالمِر / رَة تُلوَى فتُحكم الأسبابُ
غير أنْ ليس في خراجي وحدي / ما بإِغلاقِه يسوغ الشرابُ
لك في مُكثري الرعيّةِ دوني / حَلَبٌ كيف شئت بل أحلابُ
ومتى رام رائمٌ كخصوصي / قلتُ ما كلُّ دعوة تُستجابُ
بل لقومٍ وسائلٌ يستحقّو / نَ إذا ما دَعوا بها أن يجابوا
ومفاتيحُ للخصوص وكانت / بالمفاتيح تُفتح الأبوابُ
منهمُ معشرٌ ومنهمْ أناسٌ / فَضَّلَتهُمْ بفضلها الألبابُ
وأديبٌ له ثناءٌ بما يُسْ / دَى إليه وللثناء ثوابُ
ولبعض الرجال فضلٌ على بع / ضٍ بما نفَّلَتْهُمُ الآدابُ
ولقد جاء في الرواية والآ / ثار أنَّا على العقول نُثابُ
وأحاشيك أن أفهِّمَك الحج / جَةَ أنَّى يُفَهَّمُ الكُتَّابُ
سيما الكاتبُ المُبِرُّ على النا / س بما لا يعُدُّهُ الحُسَّابُ
لا تُحلني على سواك فما أص / بح للطالبين غيرَك بابُ
أنت في العَدْل بالمكارم أَوْلى / من وُلاةٍ دُعاتُهم لا تجابُ
يقصدُ القاصدون منهم لئاماً / ما لهم من وجوههم حُجَّابُ
مستهينين للهجاء فما من / همْ له خائفٌ ولا هَيَّابُ
كلهم حين يُسألُ العَرَضَ الأد / نى جَمودُ البنانِ لا يُستذابُ
يتلقَّى مسائلَ الناس منهُ / عَرَضٌ سالمٌ وعِرْضٌ مُصابُ
مُستخفِّين بالمديح وهل كا / نت تُثيب العبادةَ الأنصابُ
لهفَ نفسي إن اجتبيتَ خَراجي / وحَوَتْهُ عُفاتُك الخُيِّابُ
أنا جارٌ قريبُ دارٍ وتَجْبي / ني ويَجْبيك نازحٌ مُنتابُ
أَلِشُكرٍ فعنديَ الشكر والحم / دُ الذي لم يزل له خُطَّابُ
لا تُضِعْني فإن شكريَ كنزٌ / يتهادَى تُراثَهُ الأعقابُ
واستجِدَّ اليدَ التي سلفتْ من / ك على أنّها فتاةٌ كَعابُ
لك عندي صَنيعةٌ ما سقاها / غيرُ وَسْميِّك القديمِ سحابُ
فاسقِها من وَليِّك الجَودِ واربُبْ / ها تَهَدَّلْ لها ثمارٌ عذابُ
وهي الشكرُ والمحامد تَنْثو / ها أقاويليَ الرِّصانُ الصُّيابُ
مِدَحٌ من بناتِ فكريَ أبكا / رٌ حِسانٌ كواعبٌ أترابُ
يا ابن حرب كسوتني طيلساناً
يا ابن حرب كسوتني طيلساناً / يتجنَّى على الرياح الذُّنوبا
طيلسانٌ إذا تنفستُ فيه / صاحَ يشكو الصَّبا ويشكو الجنوبا
وتهب الرياحُ في أرض غيري / فتهب الفُزورُ فيه هُبوبا
تتغنى إحدى نواحيه صوتاً / فتشقُّ الأخرى عليه الجيوبا
فإذا ما عَذَلتُهُ قال مهلاً / لن يكونَ الكريمُ إلا طروبا
طال رَفْوي له فأودى بكسبي / يا ابن حرب تركتني محروبا
أحمدُ اللَّه مُبدِئاً ومُعيداً
أحمدُ اللَّه مُبدِئاً ومُعيداً / حمدَ من لم يزل إليه مُنيبا
أنا في خِطَّتي وأهلي ومالي / وكأني أمسيتُ فرداً غريبَا
من وعيدٍ نما إليَّ عن القا / ضي فما يستقرُّ قلبي وَجيبا
أوحشتْني مخافتيهِ فأصبح / تُ حريباً من كل أُنسٍ سليبا
مع أمني من أن يُقارفَ جوراً / في قضاءٍ معاقباً ومُثيبا
ولَعمري لئن أمنتُ أميناً / إنّ في الحق أن أَهابَ مَهيبا
أنا في غُمةٍ من الأمرِ غَمَّا / ءَ أُطيلُ التصعيدَ والتصويبا
ولَمَا ذاك خِيفتي جَنَفَ القا / ضي ولا أنَّني غدوتُ مُريبا
غير أني يسوؤني أنّ قَرْماً / شبَّ في صدره عليَّ لهيبا
وأرى ما يرُقُّ سِتري لديهِ / خُطةً تَخلقُ الخَلاقَ القشيبا
وحقيقٌ بأن يَشُحَّ على الست / ر لديه من كان منّا لبيبا
ملأَتْني تُقاتُهُ اللّهَ أمناً / وارتقاباً كسا عِذاري مَشيبا
لو يُلمُّ الذي ألمَّ بِرُكني / منه بالشاهقاتِ أضحت كثيبا
أيُّها الحاكم الذي من يَقُلْ خي / راً يَقُلْ فيهِ مُكثراً ومطيبا
والذي لا يخافُ مادِحُهُ الإث / مَ لدى مدحِهِ ولا التكذيبا
والذي لم يزل يجاري ذوي الفض / لِ فيستَتبِعُ الثناءَ جنيبا
يملأُ القلبَ صامتاً وتراهُ / يملأُ الصدرَ سائلاً ومجيبا
إن قَضَى طبَّقَ المفاصلَ أو سا / ءَلَ أعيا أو قال قال مصيبا
مالكٌ بعد مالك وكذا الأن / جمُ يتلو العقيبُ منها العقيبا
كُلَّ يومٍ يُعلِّمُ الناسَ علماً / زائداً كلَّ راغب ترغيبا
شرقَتْ شمسُهُ لمسترشديهِ / حين لم يألُ غيرُها تغريبا
والذي لم يزل لجارٍ وراجٍ / جبلاً عاصماً ومرعى خصيبا
كلما استنجداهُ واستمجداه / سألا حاتماً وهزَّا شبيبا
يشهدُ اللَّهُ أنّ دينيَ دينٌ / يرتضيهِ شهادةً ومَغيبا
لم أعانِدْ به الطريقَ ولا أضْ / حى لدين المعاندينَ نسيبا
وكفى شاهداً بذاك مليكٌ / لم تزل عينُهُ عليَّ رقيبا
فإن ارتبتَ باليمن وما حق / قُ يمينٍ حلفتُها أن تُريبا
فاسألِ ابنيكَ ذا العلاء أبا العب / بَاس واسأل أبا العلاء النجيبا
النقيَّينِ ظاهراً والنقيَّي / نِ ضميراً والمُعْجِزَيْن ضريبا
الصريحين في الصلاح إذا ما / خَلَّطَ الناسُ رائباً وحليبا
اللذينِ اغتدى وراحَ بعيداً / منهما الغَيُّ والرشاد قريبا
وإذا ما ثنا امرئٌ كان تاري / خاً جعلنا ثناهُما تشبيبا
فهما يشهدان لي بالذي قُلْ / تُ وما يشهدان لي تغبيبا
شاهدي من تَرَاهُ عَدْلاً وتَلْقى / منهُ وَجْهاً إذا أتاكَ حَبيبا
وإذا كان شاهدي بَضعةً منْ / ك فحسبي أمِنتُ أن تستريبا
وعسى قارِفِي يكون ظَنيناً / وعسى عائبي يكون مَعيبا
مَنْ عَذيري من معشر لا أَلبّا / ءَ وأعيَوْا أن يَقبلوا تلبيبا
ليس يألونَ كُلَّ ما أصلح اللّ / هُ فساداً وما بنى تخريبا
قاتِلِي الصالحينَ إما افتراساً / ظاهراً منهُمُ وإما دَبيبا
من سِباعٍ ومن أفاعٍ وكلٌّ / مُفسدٌ ما استحنَّتِ النِّيبُ نيبا
غلب الجهلُ والسَّفاهُ عليهم / فتراهم يُزندقون الأديبا
أنزل اللَّه في التَّنابز بالأل / قاب نهياً فأفحشوا التلقيبا
لقَّبوا المؤمنين بالكفر ظُلماً / وأطالوا عليهمُ التَّأليبا
واستحلّوا محارمَ اللّه بالظَّن / نِ ولم يرْهبوا له ترهيبا
فِعْل من لا يرجو النشورَ إذا ما / ت ولا يَتَّقي الإلهَ حسيبا
والمُحِلُّو محارمَ اللّه أولى / أن يُرى السيف من طُلاهُمْ خضيبا
فاقتُلِ الوالغين في مُهج الأب / رار تقتلْ كلباً عَقوراً وذيبا
إنهم مَنْ أتاك بالأمسِ يغزو / ك فلا تُبقيَنَّ منهم غَريبا
حملوا حملةً على الدين تحكي / حملةَ الروم رافعين الصليبا
وأرادوا بك العظيمة لكن / أوسع اللّه سعيَهم تخييبا
وكأن الغوغاءَ لما تعاوَوْا / ورموا دارَكم قَضَوا تحصيبا
زعموا أن ذاك غزو وحجٌّ / تبَّب اللّهُ أمرهم تتبيبا
وثب السِّعرُ وثبةً فاستحلّوا / رَجْمَ قاضٍ وكان ذاك عجيبا
ما لهمُ لا سقاهُمُ اللَّه غيثاً / بل عذابا من السماء صَبيبا
ما على حاكم من السعر أم ما / ذا عليهِ إن كان عاماً جديبا
أإليهِ أمرُ السحابِ أم التس / عيرُ تَبّا لذاك رأياً عَزيبا
هكذا ظُلْمُهُمْ لكلّ بريءٍ / دعْ مقالي وسائِل التجريبا
شيعةٌ للضلال ذاتُ نقيبٍ / قُبِّحت شيعةً وخابَ نَقيبا
ليس ينفكُّ قادحاً في تقيٍّ / قائماً بالهناتِ فيه خطيبا
فاحصد الظالمينَ بالسيف حصداً / إنَّ في حصدهم لرَيْعاً رغيبا
فإن ارتبتَ في العقوبة بالقت / ل فأدِّبْ وأحسنِ التأديبا
أنا راجٍ بعدل قاضيَّ أمناً / ومَحلّاً لديه بل تقريبا
بل خصوصاً به يُنفِّلُني التأ / هيلَ منه ويفرضُ الترحيبا
قلتُ للسائلي بكم أيها الرا / ئدُ صادفتَ مُستراداً عشيبا
في ذُرا قِبّةٍ غدتْ لبني حم / مادٍ الأكرمين مُرداً وشيبا
وُتِدتْ بالحجا ولم تعدِم العِل / مَ عماداً ولا التُّقى تطنيبا
قُبّةٌ أصبحت نجومُ المعالي / لأعالي سمائها تذهيبا
ولَكَمْ غُمّةٍ أظلَّت فكانت / لي إلي ما أحبُّهُ تسبيبا
وخِناقٍ قد ضاق بي فتولَّى / ضِيقُهُ قَطْعَهُ فعاد رحيبا
إن لي ناصراً يُذبِّبُ عنّي / كان مذ كنتُ يحسن التذبيبا
يا سَميَّ النبي ذي الصفح والتا / بعَ مَسعاتَهُ التي لن تخيبا
قل كما قال يوسفُ الخيرِ يا يو / سُفُ للمُرتجيك لا تثريبا
وتصفَّحْ وجوهَ قولي وقلِّبْ / جانبيهِ وأنعِمِ التقليبا
والمجازاةُ بذلُ وُدّي ونَصْري / ودعائي لك القريبَ المُجيبا
ومديحٌ يضمُّ لفظاً فصيحاً / غيرَ مُستكرهٍ ومعنىً جليبا
هذّبَتْهُ رياضةٌ من مُجيدٍ / في مُجيدٍ يفوقُهُ تهذيبا
فاتقِ اللّه أيُّها الحاكمُ العا / دلُ فيمن يُضحي ويمسي نخيبا
إنّ من رُعتَهُ وإن أنت لم تق / تلْهُ قتلاً قتلتَهُ تعذيبا
ياسميَّ الخليلِ إياك أدعو
ياسميَّ الخليلِ إياك أدعو / دعوةً يمَّمْت سميعاً مُجيبا
أَمَةٌ من إماءِ طَوْلك أجمع / تُ على نقلها إلىَّ قريبا
ما تزوّجتُها على غير تأمي / لك فانظر أجائزٌ أن أَخيبا
وقليلُ النوال في هذه الحا / لة مما أراهُ شيئاً عجيبا
وحقيقٌ لما تيسَّر أن يك / ثُرَ عند ابن حاجةٍ ويطيبا
فاغتنم خُطةً منحتُكَ منها / مَحْمِلاً هيِّناً وحمداً رغيبا
ومتى شئتَ أن تُعاودَ عاودْ / تَ وليس الغريبُ منك غريبا
أحمدُ اللّه حمدَ شاكرِ نُعْمَى
أحمدُ اللّه حمدَ شاكرِ نُعْمَى / قابلٍ شُكر ربِّه غيرِ آبِ
طار قومٌ بخفَّة الوزن حتى / لحقوا رفْعَةً بقاب العُقابِ
ورسا الراجحون من جِلَّةِ النا / س رسوَّ الجبال ذات الهضابِ
وَلَما ذاك للِّئامِ بفَخْرٍ / لا ولا ذاك للكرام بعابِ
هكذا الصخرُ راجحُ الوزن راسٍ / وكذا الذرُّ شائُل الوزنِ هابِ
فليَطِرْ معشرٌ ويعلوا فإني / لا أراهم إلا بأسفل قابِ
لا أعدُّ العلوَّ منهم عُلوَّاً / بل طُفُوّاً يمينَ غيرِ كِذابِ
جيفٌ أنتنت فأضحتْ على اللُّج / جَة والدُّرُّ تحتها في حجابِ
وغُثاءٌ علا عُباباً من اليم / مِ وغاص المَرْجانُ تحت العُبابِ
ورعاعٌ تغلَّبوا بزمانٍ / أنا فيه وفيهُم ذو اغترابِ
غلبوني به على كل حظٍّ / غيرَ حظٍّ يفوتُ كلَّ اغتصابِ
إنني مؤمنٌ وإني أخو الحق / قِ عليمٌ بفَرْعهِ والنِّصابِ
قلت إن تغلبوا بغالِب مغلو / بٍ فحسبي بغالبِ الغَلّابِ
وبِخلٍّ إذا اختللتُ رعاني / بالذي بيننا من الأسبابِ
كأبي سهلٍ المُسَهِّلِ مأتَى / كلِّ عُرْفٍ وفاتحِ الأبوابِ
يا ابن نوبختٍ المَزُورَ على البُخْ / ت تَغَالَى في سيرها والعِرابِ
أنا شاكٍ إليك بعضَ ثِقاتي / فافهم اللحنَ فهو كالإعرابِ
لي صديقٌ إذا رأى لي طعاماً / لم يكد أن يجودَ لي بالشرابِ
فإذا ما رآهما لي جميعاً / كفياني لديه لُبسَ الثيابِ
فمتى ما رأى الثلاثة عندي / فهْي حسبي لديه من آرابي
لا يراني أهلاً لِملْكِ الظَّهاري / يِ ولا موضعَ العطايا الرِّغابِ
وكأني في ظَنهِ ليس شأني / لَهْوُ ذي نُهيَةٍ ولا مُتصابِ
فيَّ طبعٌ ملائكيٌّ لديهِ / عازفٌ صادفٌ عن الإطرابِ
أو حماريَّةٌ فمقدارُ حظّي / شَبعةٌ عندهُ بلا إتعابِ
إنما حظيَ اللَّفاءُ لديهِ / مَع ما فيهِ بي مِنَ الإعجابِ
ليس ينفكُّ شاهداً لي بفهمٍ / وبيانٍ وحكمةٍ وصوابِ
ومتى كان فتحُ بابٍ من اللَّ / ه توقعتُ منهُ إغلاق بابِ
كاتبٌ حاسبٌ فقد عامل الخل / لَةَ بيني وبينهُ بالحسابِ
ليس ينفكّ من قِصاصي إذا أح / سنَ دهرٌ إليَّ أو من عقابي
كلما أحسن الزمانُ أبَى الإح / سانَ يا للعُجابِ كلِّ العجابِ
أحمدُ اللَّه يا أبا سهلٍ السه / لَ مرامِ النوال للطُلّابِ
والفتى المُرتجَى لفصل القَضايا / عند إشكالها وفصلِ الخطابِ
لِمْ إذا أقبل الزمانُ بإخصا / بٍ تربّعتُ منك في إجدابِ
أترى الدهرَ ليس يُعجب من هَيْ / جك عتبي إذا نوى إعتابي
وتجافيكَ حين يعطفُ والوا / جبُ أن تستهلَّ مثل السحابِ
أفلا إذا رأيتَ دهري سقاني / بِذَنوبٍ سقيتني بِذنابِ
أين منك المنافساتُ اللواتي / عَهِدَ الناسُ من ذوي الأحسابِ
أين منك المقايساتُ اللواتي / عَهِدَ الناسُ من ذوي الألبابِ
ما هنَاتٌ تعرَّضتْ لك فَلَّتْ / منك شُؤبوبَ سابحٍ وَثَّابِ
أين عن مُعْرِقٍ من الخيلِ طرفٍ / عزَّ إحضارُهُ اقتحامَ العُقابِ
أمن العدلِ أن تعُدَّ كثيراً / ليَ ما تستقلُّ للأوقابِ
أتُراني دون الأُلى بلغوا الآ / مالَ من شُرطةٍ ومن كُتّابِ
وتِجارٍ مثل البهائمِ فازوا / بالمنى في النفوس والأحبابِ
فيهمُ لُكنةُ النَّبيط ولكنْ / تحتها جاهليَّةُ الأعرابِ
أصبحوا يلعبون في ظلِّ دهرٍ / ظاهِر السُّخْف مثلهم لَعَّابِ
غيرَ مُغنين بالسيوف ولا الأقْ / لامِ في موطنٍ غَنَاءَ ذُبابِ
ليس فيهم مُدافعٌ عن حريمٍ / لا ولا قائمٌ بصدر كتابِ
مُتَسمّين بالأمانة زوراً / والمَناتينُ أخربُ الخُرَّابِ
كاذبي المادحين يعلمُه اللَّ / هُ عُدول الهُجاة والعُيَّابِ
شَغَلتْ موضعَ الكُنى لا بلِ الأسْ / ماء منهم قبائحُ الألقابِ
خيرُ ما فيهُم ولا خيرَ فيهم / أنهم غيرُ آثمي المُغتابِ
ويظلون في المنَاعم واللذ / ذاتِ بين الكواعب الأَترابِ
لَهُمُ المُسمِعَاتُ ما يُطربُ السا / معَ والطائفاتُ بالأكوابِ
نَعَمٌ ألبستهُمُ نِعَمُ اللَّ / ه ظلالَ الغصون منها الرِّطابِ
حين لا يشكرونها وهي تَنمي / لا ولا يكفرونها بارتقابِ
إن تلك الغصونَ عندي لتُضحي / ظالماتٍ فهل لها من متابِ
ما أُبالي أأثمرتْ لاجتناءٍ / بعد هذا أم أيبستْ لاحتطابِ
كم لديهم لِلَهوِهِم من كَعابٍ / وعجوزٍ شبيهةٍ بالكَعابِ
خَنْدَريس إذا تراخت مَداها / لبست جِدّةً على الأحقابِ
بنتُ كرمٍ تُديرها ذاتُ كَرْم / موقَدِ النحرِ مثمرِ الأعنابِ
حِصْرِمٌ من زَبرجدٍ بين نَبْعٍ / من يواقيت جمرُها غيرُ خابِ
فوقَ لَبّاتِ غادةٍ تترك الخا / ليَ من كلّ صَبوةٍ وهْو صابِ
ما اكتستْ شَيْبَةً سوى نظمِها الدُّر / رَ على رأسها البَهيمِ الغرابي
لونُ ناجودِها إذا هي قامت / لون ياقوتها المضيءِ الثقابِ
وعلى كأسها حَبابٌ يُباري / ما على رأسها بذاك الحبابِ
دُرُّ صهباءَ قد حكى دُرَّ بيضا / ءَ عَروبٍ كَدمْيةِ المحرابِ
تحملُ الكأس والحُلِيَّ فتبدو / فتنة الناظرين والشُرَّابِ
يالها ساقياً تُدير يداه / مُستطاباً يُنالُ من مُستطابِ
لَذةُ الطَّعمِ في يَدَيْ لذّةِ الملْ / ثَمِ تدعو الهوى دعاءَ مُجابِ
حولَها مِنْ نِجَارِها عينُ رملٍ / ليس ينفكُّ صَيدُها أُسدَ غابِ
يُونقُ العينَ حسنُ ما في أَكُفٍّ / ثَمَّ تَسقي وحُسْنُ ما في رقابِ
ففمٌ شاربٌ رحيقاً وطَرفٌ / شاربٌ ماءَ لَبّةٍ وسِخابِ
وَمزاجُ الشَّراب إن حاولوا المز / جَ رُضابٌ يا طيبَ ذاك الرُّضابِ
من جَوارٍ كأنهنَّ جَوارٍ / يتسلسلنَ من مياهٍ عِذابِ
لابساتٍ من الشفوف لَبوساً / كالهواء الرّقيق أو كالشرابِ
ومن الجوهرِ المضيءِ سناهُ / شُعلاً يلتهبنَ أيَّ الْتهابِ
فترى الماءَ ثَمَّ والنارَ والآ / لَ بتلك الأبشارِ والأسلابِ
يوجسُ الليلُ رِكزَهُنَّ فينجا / بُ وإن كان حالِكَ الجِلبابِ
عن وجوهٍ كأَنهنَّ شموسٌ / وبدورٌ طلعنَ غبَّ سحابِ
سالمتْها الأَندابُ وهي من الرِّق / قَةِ أَوْلى الوجوهِ بالأندابِ
أوجهٌ لا تزال تُرمَى ولا تَدْ / مَى على كثرةِ السّهام الصِّيابِ
بل تَرُدُّ السَهام مُنكفئاتٍ / فتصيبُ القلوبَ غيرَ نوابِ
جُعِلَ النُّبْلُ والرَّشاقةُ حظَّيْ / نِ لتلك الأكفالِ والأقرابِ
فتمايلنَ باهتزازِ غصونٍ / ناعمَاتٍ وبارتجاج روابي
ناهداتٍ مطرّفاتٍ يمانع / نك رُمَّانَهُنَّ بالعُنَّابِ
لو تَرى القومَ بينهنّ لأجبر / تَ صُراحاً ولم تقلْ باكتسابِ
من أناسٍ لا يُرْتَضون عبيداً / وهمُ في مراتبِ الأربابِ
حالُهُمْ حالُ من له دارتِ الأف / لاكُ واستوسقتْ على الأقطابِ
وكذاك الدنيا الدنيَّةُ قدراً / تتصدَّى لأَلأم الخُطّابِ
مُكِّنوا من رحالِ مَيْسٍ وطيئا / تٍ وأصحابُنا على الأقتابِ
كابن عمارٍ الذي تركتْهُ / حَمَقَاتُ الزمان كالمُرتابِ
من فتىً لو رَأيتَهُ لرأتْ عيْ / ناك عِلماً وحِكمةً في ثيابِ
بزَّه الدهرُ ما كسا الناسَ إلا / ما عليه من لَحمه والإهابِ
أو حُلى ظَرْفهِ التي نَحَستْهُ / فلو اسطاع باعها بجِرابِ
سوءةً سوءةً لصُحبة دنيا / أسخطتْ مثلَه من الأصحابِ
لهفَ نفسي على مَناكيرَ للنُّك / رِ غضابٍ ذوي سيوف عِضابِ
تغسِلُ الأرضَ بالدماء فتُضحى / ذاتَ طُهرٍ تُرابُها كالمَلابِ
من كلابٍ نأى بها كلَّ نأْيٍ / عن وفاءِ الكلابِ غدرُ الذئابِ
واثباتٍ على الظِّباء ضِعافٍ / عن وثابِ الأسود يومَ الوِثابِ
شُرَطٌ خُوِّلوا عقائل بيضاً / لا بأحسابهم بل الإكتسابِ
من ظباءِ الأنيس تلك اللواتي / تترك الطالبين في أنصابِ
فإذا ما تعجّبَ الناسُ قالوا / هل يصيد الظباء غيرُ الكلابِ
أصبحوا ذاهلين عن شَجَن النا / س وإن كان حبلُهم ذا اضطرابِ
في أمورٍ وفي خمورٍ وسمُّو / رٍ وفي قاقُمٍ وفي سِنْجابِ
وتهاويلَ غير ذاك من الرَّقْ / م ومن سُندسٍ ومن زِرْيابِ
في حَبيرٍ مُنمنَمٍ وعَبيرٍ / وصِحانٍ فسيحةٍ ورِحابِ
في ميادين يخترقن بساتي / ن تمسُّ الرؤوس بالأهدابِ
ليس ينفكُّ طيرُها في اصطحابٍ / تحت أظلالِ أيكها واصطخابِ
من قرينَيْنِ أصبحا في غِناءٍ / وفريدين أصبحا في انتحابِ
بين أفنانها فواكه تَشفي / من تَداوَى بها من الأوصابِ
في ظلالٍ من الحرور وأَكنا / نٍ من القُرِّ جَمَّةِ الحُجَّابِ
عندهم كلُّ ما اشتهوْهُ من الآ / كال والأَشْرِبات والأشوابِ
والطَّروقاتِ والمراكبِ والوِل / دانِ مثلِ الشَّوادنِ الأسرابِ
واليَلَنْجوجِ في المجامر والند / دِ ترى نشرَهُ كمثلِ الضبابِ
والغوالي وعَنبرِ الهندِ والمس / ك على الهام واللِّحَى كالخضابِ
ولديهم وذَائلُ الفِضَضِ البي / ضُ تباهي سبائكَ الأَذهابِ
لم أكُن دون مالكي هذه الأم / لاكِ لو أنصفَ الزمانُ المُحابي
أنت طَبٌّ بذاك لكن تغابيْ / تَ وحابيتَ كلَّ كابٍ ونابِ
آتياً ما أتى الزمانُ من الظل / مِ وهاتيك منك سوطُ عذابِ
قاتَل اللَّه دهرَنا أو رماهُ / باستواءٍ فقد غدا ذا انقلابِ
يَعْلِفُ الناطقين من جَوْره الأجْ / لالَ والناهقين محضَ اللُّبابِ
ثم تَلقى الحكيمَ فيه يُمالي / كلَّ وغدٍ على ذوي الآدابِ
جانحاً في هواهُ يَحكم بالحَيْ / فِ على الأنبياء للأحزابِ
لا يَعُدُّ الصوابَ أن تغمر الثرْ / وةَ إلا ذوي العقولِ الخرَابِ
غيرَ مستكثرٍ كثيراً لذي الجهْ / ل وإن كان في عديد الترابِ
وإذا ما رأى لحامِلِ علمٍ / قوتَ يومٍ رآه ذا إخصابِ
فمتى ما رأى له قوتَ شهرٍ / عدَّهُ المَلْكَ في اقتبال الشبابِ
لا تُصَمِّمْ على عقابك إيَّا / يَ إذا أحسن الزمانُ ثوابي
فعسى يُمْنُ ما تُنيلُ هو القا / ئِدُ نحوي مواهبَ الوَهَّابِ
فمتى ما قَطَعْتَهُ جرَّ قطعاً / للعطايا من سائر الأصحابِ
كم نوالٍ مباركٍ لك قد قا / د نوالاً إليَّ طوعَ الجنابِ
وأُمورٍ تيسّرت وأُمورٍ / بالمفاتيح منك والأسبابِ
لا تُقابِلْ تَيَمُّني بك بالرد / دِ ولا الظنَّ فيك بالإكذابِ
فاحْمَ أنفاً لأنْ يُعَدَّ مُرجِّي / كَ سواءً وعابدُ الأنصابِ
واجبي أن أرى جوابيَ عُتبا / كَ فلا تجعلِ السكوتَ جوابي
فتكونَ الذي تَنصَّل بالمُنْ / صُلِ من ضربةٍ بصَفْح القِرابِ
إن في أنْ تَعُقُّني بعضَ إغضا / بي وفي أن تُهينَني إغضابي
كنتَ تأتي الجميلَ ثم تنكَّرْ / تَ فعاتبتُ مُجملاً في العتابِ
فأتَنِفْ توبةً وراجعْ فعالاً / ترتضيهِ الأسلافُ للأعقابِ
لهفَ نفسي على رَصاصٍ مُذابِ
لهفَ نفسي على رَصاصٍ مُذابِ / وكَرانيبَ في يدي صَبّابِ
وهِزَبْرٍ غضنفر في كِتافٍ / فاغرٍ فاهُ كالحِ الأنيابِ
فَيَصُبُّ الصَّبّابُ في فيه بالكَرْ / نيب من ذلك العذاب المُذابِ
فإذا ساح في المريءِ وفي البط / نِ وولّتْ حياتُهُ للذهابِ
وتداعت أركانُهُ بانهدام / وتداعتْ أحشاؤُهُ بالخرابِ
قال ذاك الصبَّابُ قل لي أبا الحا / رث قل لي يا حاطمَ الأصلابِ
أين ذاك العتُوُّ منك وذاك ال / عَيْثُ قل لي يا أخيبَ الخُيّابِ
ونناديه نحنُ كيف أبو الحا / رثِ أم كيفَ صبرُهُ للعذابِ
سيّدي أنت شاخِصٌ مصحوبُ
سيّدي أنت شاخِصٌ مصحوبُ / وضَياعي إليكُمُ منسوبُ
فأقمْ لي بما رَزَقْتَ ضميناً / فجميلٌ أنْ يُضْمَنَ الموهوبُ
إنَّ فوقَ الإفضال أن تجعل الإف / ضالَ حقاً له عليك وُجوبُ
أوَ ليس الإفضالُ إرضاءَك اللَّ / ه بفضلٍ يحيا به منكوبُ
ومن الواجب المؤَكَّدِ حَقٌّ / يشرَعُ الربُّ فيه والمربوبُ
ذاك حقٌّ من الحقوق مُبينٌ / مثلُهُ عِنْدَ مثلكم مطلوبُ
بل لك الحقُّ ليس لي غيرَ أن ال / حُرَّ سَمْحٌ مُخَادَعٌ مكذوبُ
إنْ يغبْ وجهُك المبارك عنَّا / أوْ يَعُقْ عنهُ حِجْبَةٌ أو ركوبُ
فلقد يأذنُ الكريمُ على جدْ / وَى يديه ووجهُهُ مَحْجُوبُ
وينوبُ السَّماحُ عنه إذا غا / بَ فَيُغني في نائباتٍ تنوبُ
لا تُطِلْ رهبتي بإرجاءِ أمري / فكفاني فراقُك المرهوبُ
حَسْبُ نفسي بما جَنَتْه عليها / فُرْقةٌ للشَّجاءِ فيها نُشُوبُ
هي فَقْدُ النَّسيم في البُكَرِ الطَل / لَةِ والروضُ مُزْهِرٌ مَهْضُوبُ
هي فَقْدُ السَّحابِ خَيَّلَ ثُمَّ انْ / جاب عن معشرٍ عَراهُمْ جُدُوبُ
هي فَقْدُ الضياءِ في عين سَارٍ / حيثُ لا مَعْلَمٌ لهُ منصوبُ
عنديَ الحَنَّةُ الشجيَّةُ والأن / نَةُ ممّا يئنُّها المكْرُوبُ
واللّذاذاتُ فهْي محتسباتٌ / أوْ نراكُمْ وشهرُنا محسوبُ
وشَمالُ الرِّياح محبوبةٌ في / ك ومحسودةٌ عليك الجَنُوبُ
فَلِقَلْبي تحرُّكٌ وسُكُونٌ / كلّما هاجَ من رياحٍ هُبُوبُ
ومآبُ الهموم بالليل صدري / بل فؤادي بل مهجتي أوْ تؤُوبُ
وحشةَ النِّضْو للنَّسيم إذا أعْ / وَزَ وهْو المأكول والمشروبُ
وحشةَ المجدِبِ المُقلّ دَهَتْهُ / نُقْلَةُ الغيثِ حين كاد يَصوبُ
وحشةَ الفردِ غُيِّبَ النُّورُ عنهُ / في سُهوبٍ أمامهنّ سُهُوبُ
وحشة العبدِ للمليك وليستْ / وحشةَ الكُفءِ والمعاني ضُروبُ
غيرَ أنِّي أرجو الإلهَ وإن كا / نتْ بقلبي من أن تغيب نُدُوبُ
وغداً يُعْقِبُ الغُروبَ شُروقٌ / مثل ما أعقبَ الشروقَ غُروبُ
ومن العدل أن تخفِّف عنِّي / بعضَ ما ويَّلَتْ عَلَيَّ الخطوبُ
قل لهارون قولةً تَهَبُ الأم / نَ لقلبي فإنه مَرْعُوبُ
ولأَنتَ الذي يَعُدُّ تَمَاماً / للأيادي أن تطمئنَّ القلوبُ
لا أداجيك أيها السيّد البا / سِطُ نُعماهُ والمُداجِي كذُوبُ
كنتُ قَبْل الذي منعتَ فقيراً / وأنا الآنَ بعدَه مَسْلُوبُ
ورأيتَ الفقيرَ أيسَر خطباً / مِن غَنيٍّ لهُ غدٌ محروبُ
والذي لم يَكُنْ فليس بمندو / بٍ وما كانَ وانْقضَى مندوبُ
فاتَّقِ اللَّه أنْ تَلُزَّ بفقري / حسرةً في الحشا لها أُلْهُوبُ
حاطك اللَّهُ في المغيب وأدَّا / كَ وأدْنَى أحْوالِك المحبوبُ
وفَدَاكَ الذي يرى الطَّوْلَ ذَنْباً / كان منه عن هَفْوَةٍ فيتوبُ
والذي مَنُّهُ مَشُوبٌ بِمَنٍّ / إنَّ رَنْقاً مَنٌّ بِمَنٍّ مَشُوبُ
يا مَنِ الدَّهرُ مُذْنِبٌ فإذا كا / ن بخيرٍ فما لدَهْرٍ ذُنوبُ
ومِنَ العيشِ ذو عيوبٍ فإن شِي / بَ بنُعْمَاهُ زايلتهُ العيوبُ
ومن الرأي ذو غُيُوب فإن أوْ / قَدَ نيرانَهُ فليْسَتْ غُيوبُ
أنت نجمُ النجومِ والدهرُ ليلٌ / مَا لِنَجْمٍ سواك فيه ثُقوبُ
حَمِدَ النجمُ أنَّ إنعَامَك الخا / طِبُ فينا وشكركَ المخطوبُ
وَرَأَى أنَّ ذاكَ أحْسَنُ مَقْلُو / بٍ وإن كان يَقْبُحُ المقلوبُ
أنت ذو السُّؤْدُدَيْنِ لم يَعْدُكَ المو / رُوثُ من سؤْددٍ ولا المكسوبُ
ولقد خِفْتُ والبريءُ مُلَقّىً / كلُّ ذنبٍ برأْسهِ مَعْصوبُ
أن يقول الوشاةُ بي إنَّ شؤمي / قاد هذا الشُّخُوصَ والإفْكُ حُوبُ
وجوابي أنْ لَمْ يَغِيبُوا وشاهَدْ / تُ فزالتْ مخاوفٌ ونُكوبُ
أنا مَنْ لا يُشكُّ في اليُمْنِ مِنهُ / أَوْ يَمينُ ابنُ فَجْرَةٍ ويَحُوبُ
جئتُ والدولةُ السعيدةُ خلفي / رأسُها في مَقَادتي مَجْنوبُ
ذاك حقٌّ ما تغتصبْهُ يدُ الغا / صبِ منّي فَغَيرُهُ المغْصُوبُ
أَفيُنْسى ما صحَّ لي ويُسوَّى / فيَّ إِفْكٌ مُلَفَّقٌ مركُوبُ
كَذَبَ الزَّاعِمُونَ أَنِّيَ مشْؤُو / مٌ ومانوا والثالبُ المثلوبُ
كَذَبَ الزَّاعِمُونَ أَنِّيَ مشْؤُو / مٌ لَزَعمٌ مُكَذَّبٌ مَكْذُوبُ
بل ليَ اليُمْنُ لا محالة كالصُّبْ / حِ إذا لاح ضوؤه المشبوبُ
إن يكُنْ ذاك مُغْفَلاً عند عَبْدٍ / فهْو لي عند سيّدٍ مكتوبُ
وشهيدي بذلك ابنُ فِرَاسٍ / وهو عَدْلٌ العُدُول لا المقْصُوبُ
مُجْتَبَى قَاسِمٍ ومازال قِدْماً / صاحباً مِثلُهُ اجْتَبَى مَصْحُوبُ
لا كخِلٍّ علمتُهُ لا يُرَجَّى / منه خيرٌ وشرُّهُ مرقوبُ
كَفُلانٍ في دحْسهِ وفُلانٍ / ولتلْكَ التِّراتِ يوماً طَلُوبُ
من أنَاسٍ قَدْ أوْسَعُونِيَ سَبَّاً / بعد عرفانِهمْ مَنِ المسبُوبُ
وأُرَاني مُسَعِّراً لَهُمُ الحرْ / بَ وحرْبي إذا اعتزمتُ حُرُوبُ
وَكَأَنِّي بهم جِرَاءً تَضَاغَى / وعذابي عليهِمُ مصبوبُ
وهُمُ لائِذونَ منِّي بحُقْوَيْ / كَ وشَيْطَانُهُمْ ذَلْولٌ رَكُوبُ
أوْ يَرَى غَيْرَ ذاك من يرعوي الرأْ / يُ إلى وجهِ رأيهِ ويَتوبُ
وأنا الغالبُ العدوَّ بِجدِّي / وبحدِّي وقِرْني المغْلُوبُ
وكأن الذي يصابُ بقَذعي / بنُجُومٍ ثَوَاقِبٍ مَحْصُوبُ
أنا من جرَّب المَشاغيبَ منْ قَبْ / لُ وشَغْبي على الزمان وَثُوبُ
لوْ أرُوضُ الشيْطانَ أَذْعَنَ كالكَلْ / بِ أو العَودِ عضَّهُ الكُلُّوبُ
ولَمَا ذَاكَ أَنَّني الرجلُ الشِّر / رِيرُ منِّي الخَنَا ومنِّي الوُثُوبَ
بلْ لَديَّ الإنْصَافُ يَشْفَعُهُ الإحْ / سانُ ما قَارَبَ الألدُّ الشَّغُوبُ
وإذا ما اسْتثِيرَ جَهْليَ فَلْيُقْ / رَعْ هُنَاكُمْ لحرْبيَ الظُّنْبُوبُ
عِنْديَ العدْلُ كلُّهُ لصديقي / وعلى ظالمي يثورُ العَكُوبُ
وأنا الشَّاكِر الصَّنائعَ للسا / دَةِ دَهْري وإنْ علاها الشحوبُ
ولقدْ أَرْفَعُ الهجاءَ عَنِ النَّا / سِ ومالي فيهم حِمىً مقْرُوبُ
هَيْبَةً منهُمُ لحربي كما ها / بَ شبا الأجدَلِ القطا الأُسْرُوبُ
ذَاكَ أن لا يزال ينذِرُ قوماً / بِوِقَاعي مُنَيَّبٌ مَخْلُوبُ
فَهُمُ مُصْبِحُونَ ليس عليهم / من ظلام الغرور إلا المَجُوبُ
خَلِّيَاني ومعشراً نَابَذُوني / تَعْلَم الحربُ أَيُّنَا المنْخُوبُ
أَعَلَيَّ انتضوا سيوفَ رَصَاصٍ / تَتَثنَّى وسَيْفيَ المَعْلُوبُ
سَيْفيَ السيفُ مَنْ أُلِيحَ لهُ مَا / تَ ومهما أَصَابَه مقْصُوبُ
كلما قطَّ أو هَوَى في مَقَذٍّ / مِضْرَبٌ منه في العظام رَسُوبُ
أوْهَمَ العينَ أنه أخطأ المَضْ / رِبَ هذَّاً وقد مَضَى المضْروبُ
فَلْيُحَاذِرْ شَذاتيَ الرَّجُلُ العِرْ / ريضُ أوْ لاَ فخدُّهُ والجَبُوبُ
وأنَاسٍ تعرَّضُوا لعُرامي / فاجتواهم وحدُّه مَذْروبُ
ولقد يسلمُ الخسيسُ كما يس / لمُ فوقَ الأسنة اليعسوبُ
لو يُحِسُّ السِّنانُ ثِقْلاً من اليعْ / سُوب وافاهُ قَعْبُهُ المقْشُوبُ
لكنِ الوزْنُ خَفَّ منه فلم يشْ / عُرْ به الرمحُ لا ولا الأنبوبُ
فَانْتَهى حاطبٌ عَلَيَّ وإلّا / فعليه هَشِيمُهُ المحْطُوبُ
والحِذَارَ الحذارَ من مبرِقَاتٍ / مُصْعِقَاتٍ لوقعها شُؤْبُوبُ
إنَّ من جاء يَمْتَرِي ضَرَّةَ اللَّب / وةِ غَرْثَى لَلْحَائِنُ المخْلُوبُ
حَالِبٌ جاءَ يَسْتَدِرُّ حَلوباً / دَمُهُ دون درِّها المحلوبُ
رامَ من ضَرْعِهَا شُخُوباً فكانت / من وتين الشَّقيِّ تلكَ الشُّخُوبُ
والذي جاء يَمتري خُصْيَةَ اللَّيْ / ث فذاك الذي حَدَتْهُ شَعُوبُ
شَهِدَ الموتُ أنه لِقَفَاهُ / مُقْعَصٌ أوْ لِوجْهِهِ مكبوبُ
وإليك الشكاةُ يا ابن الوزيريْ / نِ فإني في محنتي أيوبُ
غير أني أرْجو كما نال بالصبْ / رِ وما نال قبله يعقوبُ
قد ترى ما أظلَّني من فِرَاقِي / كَ ومن دون ذاك تَنْبو الجنُوبُ
ثمَّ من معشرٍ يَدِبُّونَ بالإفْ / ساد للحال واللَّئيمُ دَبُوبُ
أهلُ ضِغْنٍ متى يغيبوا يقولوا / ويعيبوا وكلُّهم مَعْيُوبُ
يَحْسُدُوني فضيلتي مثلَ مَا يَحْ / سُدُ بَعْلَ العَقِيلَة المجْبُوبُ
وهُمُ لو رآك ليثك ترعا / هُ ذبابٌ عن وجهه مذبوبُ
نَهْنَهتْني مهابتي لك عن جِي / لٍ من الناس والأريبُ هيوبُ
ثم أشكو إليك جَدْبِيَ والمرْ / عَى مَريعٌ والماء صَافٍ شروبُ
أَلَكَ الأمرُ والسياسةُ واسم الم / عْتفيكَ الصُّعلوكُ والقُرْضُوبُ
ثَوْبيَ الرثُّ والثيابُ طِرَاءٌ / وطعامي بِرَغْمِيَ المجشُوبُ
وخِوَاني مُلَكَّكُ وقِصَاعي / وَبرامي فكلُّها مَشْعُوبُ
وَحِبابي مَصْدُوعَةٌ وجِراري / وقِلالي فكلُّها مثقوبُ
من رأى منزلي رأى خَيْرَ عِلْقٍ / فيه أنْ ليْسَ فيه لي مَنْهُوبُ
ومَحَلّي عَاريَّةٌ وجدارا / تُ بيوتي فكلُّها منقوبُ
ومَقيلي في الصيف سُخْنٌ بلا خيْ / شٍ فعظمي يكادُ منه يذوبُ
ومبيتي بلا ضجيعٍ لدى القر / رِ وللوغد شادِنٌ مخضوبُ
وَلِيَ الخفُّ ذو الرقاع أو النعْ / لُ وللعبدِ سابحٌ يَعْبُوبُ
وهُمومي مُحَدِّثاتي وبُسْتَا / نيَ شوكٌ ثمارُهُ الخَرُّوبُ
عكستْ أمْريَ النحوسُ فعنزي / أبداً حائلٌ وتيسي حلوبُ
غير أني رأيتُ نَحْسي على نَفْ / سي فعودي لا غيرُهُ المنْخُوبُ
أصحبُ المرء فهو منيَ مَمْطُو / رٌ ولكنْ واديه لي مَجْدوبُ
وكهولُ الحَوذانِ فيه مع السَّعْ / دان غُلباً كأنهن الصُّقُوبُ
فإذا ما رتَعْتُ فيها ذَوَتْ لي / لا لغيري وعاد فيها شُسُوبُ
ولمثلي يَخْتَارُ رُوَّادُ مُرْتا / دٍ ولكن إنْ ناصَحَتْهُ الجُيوبُ
غير أنَّ المنقوص يَشْنأ ذا الفض / ل وذو الفضلِ تَيَّهانٌ ذَهُوبُ
ينتحي من عِدائه في الثَّنِيَّا / تِ ولَحْبُ الهدى له مَلْحُوبُ
مَنْ عذيري من دولةٍ يَدي المنْ / كُوح فيها ورِجْليَ المركوبُ
مَا عذيري من هذه الحال إلا / سيِّدٌ لي من آل وَهْبٍ وَهُوبُ
متلِفٌ فهو للثراءِ مُفِيتٌ / مخلِفٌ فهو للثناء كسوبُ
ولقد قلت حين أخطأني الحُمْ / لانُ قدْ تخطىء المحِقَّ الذَّنُوبُ
أيها الشامتون ما نَضَبَ البح / ر ولا يُتَّقَى عليه النُّضوبُ
سيق حظٌّ إلى أخٍ وطريقُ ال / حظِّ نَحْوي بزعمكم دُعْبوبُ
وأبو الأسْودِ العُزَيْريُّ أهْلٌ / للأيادي والحقُّ قِرْنٌ غَلُوبُ
وخِلالُ الإعْطاءِ مَنْعٌ وللرُّمْ / ح أنابيبُ بَيْنَهُنَّ كُعُوبُ
وأمامي ومِنْ ورائي من السَّي / يِدِ سيبٌ مُسَحْسَحٌ مسكوبُ
لي مكانَ الحمارِ عند الفتى الما / جِد بَغْلٌ أوْ بغلةٌ سُرْحُوبُ
وهْيَ أجْدَى عَلَيَّ إذ هي ظَهْرٌ / ومَنَاكٌ متى تمادى عُزُوبُ
وهي رهن بذاك أو تفتديها / ذَات دَلٍّ لها قَناً خُرعُوبُ
وَلَما مُنْكرٌ لمثليَ من مثْ / لكَ رُؤدٌ من القيان عَرُوبُ
تُلبِسُ الأوجُهُ الكواسف نوراً / وهي مِنْ بَعْدُ للعقولِ سَلُوبُ
إن أَشارتْ بطرفها فَسَحُورٌ / أَوْ أشارتْ بكفِّها فخلُوبُ
لَدْنَةُ الغُصْن مُكْتَساها رشيقٌ / والمعَرَّى مُطَهَّرٌ رُعْبُوبُ
مَضْرَبٌ مَطْرَبٌ يُسرُّ طَرُوبٌ / بمناغاة لَيْلِها وَضَرُوبُ
بَثَّ عنها الفُتونَ حَجْلٌ صَمُوتٌ / ماله نَبْسَةٌ وعُودٌ صَخُوبُ
وحَقيقٌ بمثلها مَنْ هواهُ / فيك عَيْنُ الصريحِ لا المأشُوبُ
إنْ تُعَلِّلْ قمريةُ الأُنْس قلبي / فبما راعَهُ الغرابُ النَّعُوبُ
كم رأى القلبُ حَتْفَهُ مُذْ نَوَيْتُمْ / ما نويتمْ وكم عرتْهُ الكروبُ
وأرى أنَّ معشراً سيقولو / نَ سخيفٌ من الرجال لَعوبُ
أين عنه وقارُ ما يدَّعيهِ / من عُلومٍ لحامليها قُطُوبُ
ولعمري إِنَّ الحكيمَ وقورٌ / ولعمري إن الكريم طروبُ
لو رأى كلُّ عالمٍ مجلسَ السَّي / يِدِ يوماً لقلَّ منه الدُؤُوبُ
أو رأى اللهوَ مُسْتَجِمٌّ حكيمٌ / ذو وقارٍ إذاً عراهُ اللُّغُوبُ
ليس للخطَّةِ الرشيدةِ إلا / باحثو غَيْبِ خُطَّةٍ أو شُرُوبُ
غير أنْ ليس بالجميل من الأم / ر حكيمٌ مجدَّلٌ مَسْحُوبُ
قد سبتْ عَقْلَه الشَّمُولُ فما في / ه سوى أن يقولَ قومٌ شَروبُ
قد تنفَّلت في اقتضائيك رزقي / فتنفَّلْ فأنت غيثٌ سكوبُ
وفضولُ الكلام أنفالُ أمثا / لي وأنفالك اللهى والسُّيُوبُ
كتبتْ ربّةُ الثنايا العِذابِ
كتبتْ ربّةُ الثنايا العِذابِ / تتشَكَّى إليَّ طولَ اجتنابي
وأتاني الرسولُ عنها بقولٍ / لم تُبَيّنهُ في سطور الكتابِ
أيها الظالمُ الذي قدَّر اللَّ / هُ به في الأنام طولَ عذابي
لو علِمتَ الذي بجسمي من السُّقْ / م وضُرِّ الهوى لكنت جوابي
فتجشمتُ نحوها الهولَ والحُر / رَاسُ قد هوَّموا على الأبوابِ
وهي في نسوةٍ حواسرِ لم يَكْ / حلنَ جفناً برقدةٍ لارتقابي
طالعاتٍ عليَّ من شُرَفِ القصْ / ر يُحاذرنَ رِقبةَ البوَّابِ
ولها بينهنَّ فيَّ حديثٌ / جُلُّهُ ليتَهُ يرِقُّ لما بي
فتوقفتُ ساعةً ثم نادَيْ / تُ سلامٌ مني على الأحبابِ
فتباشرنَ بي وأشرفنَ نحوي / بشهيقٍ وزَفرةٍ وانتحابِ
ثم قالت أما اتقيتَ إلهَ ال / ناسِ في طول هجرتي واجتنابي
إن جَنْبي عن الفِراش لَنابٍ / كتجافي الأسرِّ فوق الظِّرابِ
وافترقنا على مواعيدَ سكَّن / نَ بها لاعجاً من الأوصابِ
كم نُسام الأذى كأنَّا كلابُ
كم نُسام الأذى كأنَّا كلابُ / كَمْ إلى كَمْ يكون هذا العتابُ
كلما جئتُ قاصداً لسلامٍ / ردَّني عن لقائكَ البوَّابُ
ما كذا يفعل الكرامُ و لا تَرْ / ضى بهذا في مثليَ الآدابُ
أنا حرٌّ وأنتَ من سادةِ الأحْ / رارِ أهلِ الحجا المُصاصُ اللُّبابُ
وقبيحٌ بعد الطلاقةِ والبشْ / ر بذي المجد نَبوةٌ واحتجابُ
كلُّ مُلك يفنى وتبقى على الدهْ / رِ لأهل المكارم الأحسابُ
وحقيقٌ بمثل قدرك في الأقْ / دار حسنُ الحفاظِ والإيجابُ
لا تُضِلَّنَّ باحتجابك آما / لاً هداها إليك منك اجتلابُ
إن أخلاقك العِذابَ حكَتْها / عند حَرِّ الصدى النِّطافُ العِذابُ
فهي ريٌّ لآمليك لدى الإذْ / نِ وفي حالةِ الحجاب السَّرابُ
لن تنالَ العلا بشكرٍ عَريبِ
لن تنالَ العلا بشكرٍ عَريبِ / مثلَ شكرِ الحرِّ الشريفِ الأديبِ
إنما تُبذَلُ اللُّهى لابتغاء ال / حمدِ في سدِّ خَلَّةِ المنكوبِ
ليس في الباذلات مُكتسبَ الأم / والِ في كسبِ موبقاتِ الذُّنوبِ
كلُّ وَفْرٍ يفنى ويبقى من الصَّا / حبِ حسنُ الثناءِ للمصحوبِ
يا شبابي وأين مني شبابي
يا شبابي وأين مني شبابي / آذنتني حِبالُهُ بانقضابِ
دولةٌ يغمِرُ الزمانُ فتاها / سَوَّمَتْ بالسواد سيما الشبابِ
لهف نفسي على نعيمي ولهوي / تحت أفنانِهِ اللِّدانِ الرِّطابِ
ومُعَزٍّ عن الشباب مُؤسٍّ / بمشيبِ اللِّدات والأترابِ
قلتُ لما انتحى يَعُدُّ أساهُ / من مصابٍ شبابُهُ فمُصابِ
ليس تأسو كلومُ غيري كُلومي / ما بهِ ما بهِ وما بيَ ما بي
وقصير تراه فوق يَفاعٍ
وقصير تراه فوق يَفاعٍ / فتراهُ كأنهُ في غَيَابَهْ
لم تدعْ قَفْدَهُ يدُ الدهر حتى / قَمَعَتْ فيه طُولَهُ وشبابَهْ
وجَلتْ رأسَهُ نِعمّا فأضحى / بارزَ الصرحِ ما يُوارى صُؤابَهْ
يا أبا حفصٍ الذي فَطِنَ الدهْ / رُ لميدان رأسهِ فاستطابَهْ
ظَرُف الدهرُ في اتخاذك صَفْعا / ناً وما خلْتُهُ ظريفَ الدُّعابَهْ
جعلَ اللَّه مهْرَبا
جعلَ اللَّه مهْرَبا / وامْتَطَى الليلَ مركبَا
خادمٌ كان مرَّةً / مُسْرِفاً ثم أَعْتَبَا
راكعاً ساجداً لهُ / ليس يألُو تَقُرُّبا
فَرَضَ الخوفُ دمْعَهُ / لثرى الأرضِ مشربا
لوْ تراهُ إذا دعا / يا مليكاً مُحجّبا
اعفُ عنّي فقد رَكِبْ / تُ من الأمر معطبا
كسَّبَتْني جرائمي / مكسباً ساء مكسبا
ثم يهتزّ كالقضي / ب إذا هبّت الصَّبَا
أمِنَ الخوفَ عندها / ظنُّه أنْ يُخَيَّبَا