المجموع : 569
هَل عَرَفتَ الدِيارَ عَن أَحقابِ
هَل عَرَفتَ الدِيارَ عَن أَحقابِ / دارِساً آيُها كَخَطِّ الكِتابِ
وَكَأَنّي لَمّا عَرَفتُ دِيارَ ال / حَيِّ بِالسَفحِ عَن يَمينِ الحُبابِ
يَسَرٌ حارَضَ الرِبابَةَ حَتّى / راحَ قَصراً وَضيمَ في الأَندابِ
جَزَعاً مِنكَ يَاِبنَ سَعدٍ وَقَد أَخ / لَقَ مِنكَ المَشيبُ ثَوبَ الشَبابِ
لِمَنِ الدارُ أَقفَرَت بِالجَنابِ
لِمَنِ الدارُ أَقفَرَت بِالجَنابِ / غَيرَ نُؤيٍ وَدِمنَةٍ كَالكِتابِ
غَيَّرَتها الصَبا وَنَفحُ جَنوبٍ / وَشَمالٍ تَذرو دُقاقَ التُرابِ
فَتَراوَحنَها وَكُلُّ مُلِثٍّ / دائِمِ الرَعدِ مُرجَحِنِّ السَحابِ
أَوحَشَت بَعدَ ضُمَّرٍ كَالسَعالي / مِن بَناتِ الوَجيهِ أَو حَلّابِ
وَمُراحٍ وَمُسرَحٍ وَحُلولٍ / وَرَعابيبَ كَالدُمى وَقِبابِ
وَكُهولٍ ذَوي نَدىً وَحُلومٍ / وَشَبابٍ أَنجادِ غُلبِ الرِقابِ
هَيَّجَ الشَوقَ لي مَعارِفُ مِنها / حينَ حَلَّ المَشيبُ دارَ الشَبابِ
أَوطَنَتها عُفرُ الظِباءِ وَكانَت / قَبلُ أَوطانَ بُدَّنٍ أَترابِ
خُرَّدٍ بَينَهُنَّ خَودٌ سَبَتني / بِدَلالٍ وَهَيَّجَت أَطرابي
صَعدَةٌ ما عَلا الحَقيبَةَ مِنها / وَكَثيبٌ ما كانَ تَحتَ الحِقابِ
إِنَّنا إِنَّما خُلِقنا رُؤوساً / مَن يُسَوّي الرُؤوسَ بِالأَذنابِ
لا نَقي بِالأَحسابِ مالاً وَلَكِن / نَجعَلُ المالَ جُنَّةَ الأَحسابِ
وَنَصُدُّ الأَعداءَ عَنّا بِضَربٍ / ذي خِذامٍ وَطَعنِنا بِالحِرابِ
وَإِذا الخَيلُ شَمَّرَت في سَنا الحَر / بِ وَصارَ الغُبارُ فَوقَ الذُؤابِ
وَاِستَجارَت بِنا الخُيولُ عِجالاً / مُثقَلاتِ المُتونِ وَالأَصلابِ
مُصغِياتِ الخُدودِ شُعثَ النَواصي / في شَماطيطِ غارَةٍ أَسرابِ
مُسرِعاتٍ كَأَنَّهُنَّ ضِراءٌ / سَمِعَت صَوتَ هاتِفٍ كَلّابِ
لاحِقاتِ البُطونِ يَصهِلنَ فَخراً / قَد حَوَينَ النِهابَ بَعدَ النِهابِ
يا دِيارَ الكَواعِبِ
يا دِيارَ الكَواعِبِ / بَينَ صَنعا فَمارِبِ
جادَكِ السَعدُ غُدوَةً / وَالثُرَيّا بِصائِبِ
مِن هَزيمٍ كَأَنَّما / يَرتَمي بِالقَواضِبِ
في اِصطِفاقٍ وَرَنَّةٍ / وَاِعتِراكِ المَواكِبِ
دارُ مَن زانَهُ السُمو / طُ مَعاً بِالتَرائِبِ
جيدُ رِئمٍ مُكَحَّلٍ / يَرتَعي بِالذَنائِبِ
غائِبٌ عَنكَ وُدُّهُ / شاهِدٌ مِثلُ غائِبِ
رُبَّ بيدٍ وَدونَها / ناضِبٌ أَو كَناضِبِ
وَذُرى قُفِّ سَبسَبٍ / لاحِقٍ بِالسَباسِبِ
قَد تَجَشَّمتُ نَحوَكُم / بِعِتاقِ النَجائِبِ
ما مَعي غَيرُ صارِمٍ / لِيَ وَاللَهُ صاحِبي
بَشَّرَ الظَبيُ وَالغُرابُ بِسُعدى
بَشَّرَ الظَبيُ وَالغُرابُ بِسُعدى / مَرحَباً بِالَّذي يَقولُ الغُرابُ
قالَ لي إِنَّ خَيرَ سُعدى قَريبٌ / قَد أَنى أَن يَكونَ مِنهُ اِقتِرابُ
قُلتُ أَنّى يَكونُ ذاكَ قَريباً / وَعَليهِ الحُصونُ وَالأَبوابُ
حَبَّذا الريمُ وَالوِشاحانِ وَالقَص / رُ الَّذي لا تَنالُهُ الأَسبابُ
إِنَّ في القَصرِ لَو دَخَلنا غَزالاً / مُؤصَداً مُصفَقاً عَلَيهِ الحِجابُ
أَرسَلَت أَن فَدَتكَ نَفسي فَاِحذَر / شُرطَةٌ هَهُنا عَلَيكَ غِضابُ
أَقسَموا إِن لَقوكَ لا تَطعَمُ الما / ءَ وَهُم حينَ يَقدِرونَ ذِئابُ
قُلتُ قَد يَغفُلُ الرَقيبُ وَتُغفي / شُرطَةٌ أَو يَحينُ مِنها اِنقِلابُ
وَعَسى اللَهُ أَن يُؤَتِّيَ أَمراً / لَيسَ فيهِ عَلى المُحِبِّ اِرتِقابُ
اِرجَعي فَاِقرَأي السَلامَ عَلَيها / ثُمَّ رُدّي جَوابَنا يا رَبابُ
حَدِّثيها بِما لَقيتُ وَقولي / حُقَّ لِلعاشِقِ الكَريمِ ثَوابُ
رَجُلٌ أَنتِ هَمُّهُ حينَ يُمسي / خامَرَتهُ مِن أَجلِكِ الأَوصابُ
لا أَشُمُّ الرَيحانَ إِلّا بِعَبني / كَرَماً إِنَّما تَشُمُّ الكِلابُ
رُبَّ زارٍ عَلَيَّ لَم يَرَ مِنّي / عَثرَةً وَهوَ مِمأَسٌ كَذّابُ
خادَعَ اللَهَ حينَ حَلَّ بِهِ الشَي / بُ فَأَضحى وَبانَ مِنهُ الشَبابُ
يَأمُرُ الناسَ أَن يَبَرَّوا وَيَنسى / وَعلَيهِ مِن كَبرَةٍ جِلبابُ
أَيُّها المُستَحِلُّ لَحمِيَ كُلهُ / مِن وَرائي وَمِن وَراكَ الحِسابُ
اِستَفيقَن فَلَيسَ عِندَكَ عِلمٌ / لا تَنامَنَّ أَيُّها المُغتابُ
تَختِلُ الناسَ بِالكِتابِ فَهَلّا / حينَ تَغتابُني نَهاكَ الكِتابُ
لَستَ بِالمُخبِتِ التَقِيِّ وَلا المَح / ضِ الَّذي لا تَذُمُّهُ الأَنسابُ
إِنَّني وَالَّتي رَمَت بِكَ كُرهاً / ساقِطاً خُفُّها عَلَيهِ التُرابُ
لَتَلومَنَّ غِبَّ رَأيِكَ فينا / حينَ تَبقى بِعِرضِكَ الأَندابُ
أَزَجَرتَ الفُؤادَ مِنكَ الطَروبا
أَزَجَرتَ الفُؤادَ مِنكَ الطَروبا / أَم تَصابَيتَ إِذ رَأَيتَ المَشيبا
أَم تَذَكَّرتَ آلَ سُلمَةَ إِذ حَل / لوا رِياضاً مِنَ النَقيعِ وُلوبا
يَومَ لَم يَترُكوا عَلى ماءِ عَمقٍ / لِلرِجالِ المُشَيِّعينَ قُلوبا
رَجَعوا مِنكِ لائِمينَ فَكُلٌّ / راحَ مِن عِندِكُم حَريباً سَليبا
وَبِعَينَيكَ إِذ غَدا الحَيُّ حَتّى / عَسَفَ الحَيُّ بِاليَمينِ الكَثيبا
لا تُبالي حُداتُهُم يَومَ قَفَّوا / مَن تَوَلّى بِدائِهِ فَأُصيبا
إِنَّ في الهَودَجِ المُحَفَّفِ بِالدي / باجِ ريماً مَعَ الجَواري رَبيبا
صَنَّعَتهُ أَيدي الجَواري وَعَلَّق / نَ عَلَيهِ زَبَرجَداً مَثقوبا
ظِلتُ مِن شَجوِها وَشَجوِ اللَواتي / هُنَّ صَنَّعنَها أُنادي الطَبيبا
ذَكرَةً ما ذَكَرتُها أُمَّ بَكرٍ / بِقُرى الرومِ حينَ جُزنا الدُروبا
قَولُها إِذ تَقولُ سَقياً وَرِعياً / بِحَديثٍ أُخفيهِ شَيئاً عَجيبا
شِبهُ أَدماءَ مُغزِلٍ ضَلَّ عَنها / خِشفُها فَاِنتَمَت مَكاناً سُهوبا
فَهيَ مَشغوفَةٌ تَجولُ عَلَيها / يَصدَعُ الصَخرَ صَوتُها وَالقُلوبا
هَزِئَت أَن رَأَت بِيَ الشَيبَ عِرسي / لا تَلومي ذُؤابَتي أَن تَشيبا
إِن يَشِب مَفرِقي فَإِنَّ قُرَيشاً / جَعَلَت بينَها الحُروبُ حُروبا
فَاِظعَني فَاِلحَقي بِقَومِكِ إِنّي / لا أَرى أَن أُقيمَ فيكُم غَريبا
فَاِنزِلي في بَني كِنانَةَ تَلقَي / فيهِمُ العِزَّ إِن دَعَوتِ قَريبا
حَيثُ إِن خَرَّ سَيفُ مَولاكِ لَم تَخ / شَي مِنَ الناسِ مَن تَجَنّى الذُنوبا
ثُمَّ لَم تَعدَمي إِذا شِئتِ مِنّا / فارِساً يَومَ نَجدَةٍ أَو خَطيبا
طالَ ما قَد نَزَلتِ في غَدَواتِ ال / أَرضِ أَقرَوا بِكِ المَكانَ الخَصيبا
حينَ لِلعَيشِ لَذَّةٌ وَلَنا حا / لٌ وَلَم تُجعِلِ الخُطوبُ خُطوبا
فَأَرى الدَهرَ قَد تَغَيَّرَ بِالنا / سِ وَقَد كانَتِ الشُعوبُ شُعوبا
لَن تَرَي بَعدَ مَرجِ آلِ أَبي الضَي / زَنِ ضَيماً وَلَن أُقادَ جَنيبا
حَلَقٌ مِن بَني كِنانَةَ حَولي / بِفِلَسطينَ يُسرِعونَ الرُكوبا
مِن رِجالٍ تُغني الرِجالَ وَخَيلٍ / رُجُمٍ بِالقَنا تَسُدُّ الغُيوبا
لا يُبالونَ مَن أَقامَ إِذا ما / كَشَفوا بِالسُيوفِ يَوماً عَصيبا
ذاكَ خَيرٌ مِنَ البَليخِ وَمِن صَو / تِ ذِئابٍ عَلَيَّ يَدعونَ ذيبا
إِنَّ قَومَ الفَتى هُمُ الكَنزُ في دُن / ياهُ وَالحالُ تُسرِعُ التَقليبا
قَد أُطيعُ الخَليلَ ما لَم أَرَ العَج / زَ وَأَعلو بَعدَ السُهوبِ سُهوبا
بِأُلاتِ البُرى عَلَيها رِحالُ ال / مَيسِ يُتبِعنَ بِالرَسيمِ الخَبيبا
لَن تَراها وَلَو تَأَمَّلتَ مِنها
لَن تَراها وَلَو تَأَمَّلتَ مِنها / وَلَها في مَفارِقِ الرَأسِ طيبا
عَلِّلِ القَومَ يَشرَبوا
عَلِّلِ القَومَ يَشرَبوا / كَي يَلَذّوا وَيَطرَبوا
إِنَّما ضَلَّلَ الفُؤا / دَ غَزالٌ مُرَبرَبُ
فَرَشَتهُ عَلى النَما / رِقِ سُعدى وَزَينَبُ
حالَ دونَ الهَوى وَدو / نَ سُرى اللَيلِ مُصعَبُ
وَسِياطٍ عَلى أَكُف / فِ رِجالٍ تُقَلَّبُ
مِن تُرابٍ خُلِقتَ لا شَكَّ فيهِ
مِن تُرابٍ خُلِقتَ لا شَكَّ فيهِ / وَغَداً أَنتَ صائِرٌ لِلتُرابِ
كَيفَ تَلهو وَأَنتَ مِن حَمَأِ الطي / نِ وَتَمشي وَأَنتَ ذو إِعجابِ
فَخَفِ اللَهَ وَاِترُكِ الزَهوَ وَاِذكُر / مَوقِفَ الخاطِئينَ يَومَ الحِسابِ
وَسَلِ اللَهِ زُلفَةً وَاِعتِصاماً / وَخَلاصاً مِن مُؤلِماتِ العِقابِ
راعَني يا يَزيدُ صَوتُ الغُرابِ
راعَني يا يَزيدُ صَوتُ الغُرابِ / بِحِذاري لِلبَينِ مِن أَحبابي
يا بَلائي وَيا تَقَلقُلَ أَحشا / ئي وَنَفسي لِطائِرٍ نَعّابِ
أَفصَحَ البَينَ بِالنَعيبِ وَما أَف / صَحَ لي في نَعيبِهِ بِالإِيابِ
فَاِستَهَلَّت مَدامِعي جَزَعاً مِن / هُ بِدَمعٍ يَنهَلُّ بِالتَسكابِ
وَمُنِعتُ الرُقادَ حَتّى كَأَنّي / أَرمَدُ العَينِ أَو كُحِلتُ بِصابِ
قُلتُ لِلقَلبِ إِذ طَوى وَصلَ سُعدى / لِهَواهُ البَعيدَةَ الأَسبابِ
أَنتَ مِثلُ الَّذي يَفِرُّ مِنَ القَط / رِ حَذارَ النَدى إِلى الميزابِ
قُل لِأَهلِ القُبورِ كَيفَ وَجَدتُم
قُل لِأَهلِ القُبورِ كَيفَ وَجَدتُم / طَعمَ مُرِّ البِلى وَثِقلَ التُرابِ
في بُيوتٍ سُقوفُها اللَبنُ فيها / أَسكَنَ المَوتُ جَوفَها أَحبابي
وَأَتاها البِلى فَمَرَّ عَلَيها / فَأَبَت أَن تَسيغَ رَدَّ الجَوابِ
أَكَلَ الدودُ مِن وُجوهٍ حِسانٍ / لَم تَزَل في غَضارَةٍ وَشَبابِ
بَدَّدَ المَوتُ شَملَهُم فَتَنادَوا / بِنَزالٍ إِلى بُيوتٍ خَرابِ
فَلَهُ الحَمدُ إِذ قَضاهُ عَلَينا / مُنزِلِ القَطرِ مِن مُتونِ السَحابِ
رُبَّ لَيلٍ قَطَعتُهُ بِاِنتِحابِ
رُبَّ لَيلٍ قَطَعتُهُ بِاِنتِحابِ / رُبَّ دَمعٍ هَرَقتُهُ في التُرابِ
رُبَّ ثَوبٍ نَزَعتُهُ بِعَصيرِ ال / دَمعِ بَدَّلتُ غَيرَهُ مِن ثِيابِ
لَم يَجِفَّ المَنزوعُ عَنِّيَ حَتّى / بَلَّتِ العَينُ ذا لِطولِ اِنتِحابِ
رُبَّ سِلمٍ قَد صارَ لي فيكِ حَرباً / رُبَّ نَفسٍ كَلَّفتُموها عِتابي
إِنَّما يَعرِفُ الصَبابَةَ مَن با / تَ عَلى فُرقَةٍ مِنَ الأَحبابِ
أَبعَدَ اللَهُ يا سُلَيمانُ قَلبي / هُوَ أَيضاً يَهوى بِغَيرِ حِسابِ
قُل لَهُ ذُق وَلَو عَلِمتَ بِأَمري / لَم تُبَدِّل قَطيعَةً بِتَصابِ
أَخلَقَ الحُبُّ لِاِنقِطاعِ التَصابي / وَتَدُسُّ الرُشا إِلى الكُتّابِ
فَإِذا صارَ صَكُّ رِقِّكَ فيهِم / خَتَموهُ بِخاتَمِ الأَوصابِ
نالَ مِنّي الهَوى مَنالاً عَجيبا
نالَ مِنّي الهَوى مَنالاً عَجيبا / وَتَشَكَّيتُ عاذِلي وَالرَقيبا
شِبتُ طِفلاً وَلَم يَحِن لي مَشيبٌ / غَيرَ أَنَّ الهَوى رَأى أَن أَشيبا
أَسعِديني عَلى الزَمانِ عَريبٌ / إِنَّما يُسعِدُ الغَريبُ الغَريبا
وَإِذا جِئتُها سَمِعتُ غِناءً / مُرجِعاً لِلفُؤادِ مِنّي نَصيبا
إِنَّ لي حُرمَةً فَلَو رُعِيَت لي
إِنَّ لي حُرمَةً فَلَو رُعِيَت لي / لا جِوارٌ وَلا أَقولُ قَرابَه
غَيرَ أَنّي سَمِيُّ وَجهِكِ لَم أَخ / رِمهُ في اللَفظِ وَالهِجا وَالكِتابَه
فَإِذا ما دُعيتُ غَيرَ مُكَنّى / لَم أُقَصِّر حِفظاً لَهُ في الإِجابَه
اِكتُبي وَاِنظُري إِلى شَبَهِ الأَح / رُفِ ثُمَّ اِجمَعيهِما في الحِسابَه
تَجِدي اِسمي عَلى اِسمِ وَجهِكِ ما غا / دَرَ هَذا مِن ذاكَ عَينَ الإِصابَه
مَرحَباً يا سَمِيَ مَن كَلَّمَ اللَ
مَرحَباً يا سَمِيَ مَن كَلَّمَ اللَ / هُ وَأَدنى مَكانَهُ تَقريبا
وَشَبيهُ الَّذي تَلَبَّثَ في السِج / نِ سِنيناً وَكانَ بَرّاً نَجيبا
وَاِبنَ قاري القُرآنِ غَضّاً كَما أُن / زِلَ قَد سُمتَ قَلبِيَ التَعذيبا
لَكَ وَجهٌ مَحاسِنُ الخَلقِ فيهِ / ماثِلاتٌ تَدعو إِلَيهِ القُلوبا
فَإِذا ما رَأَتكَ عَينٌ رَأَت سا / عَةَ تَرنو إِلَيكَ حُسناً غَريبا
يا حَبيباً شَكَوتُ ما بي إِلَيهِ / فَحَكى حينَ صَدَّ ظَبياً رَبيبا
وَتَثَنّى مُوَلِّياً كَهِلالٍ / فَوقَ غُصنٍ يَجُرُّ دِعصاً كَثيبا
بِأَبي أَنتَ لي شِفاءٌ وَداءٌ / وَطَبيبٌ إِذا عَدِمتُ الطَبيبا
إِنَّما هِمَّتي غَزا
إِنَّما هِمَّتي غَزا / لٌ وَصَهباءُ كَالذَهَب
إِنَّما العَيشُ يا أَخي / حُبُّ خِشفٌ مِنَ العَرَب
فَإِذا ما جَمَعتَهُ / فَهُوَ الدينُ وَالحَسَب
ثُمَّ إِن كانَ مُطرِباً / فَهُوَ العَيشُ وَالأَرَب
كُلُّ مَن قالَ غَيرَ ذا / فَاِصفَعوهُ فَقَد كَذَب
سَخَّرَ اللَهُ لِلأَمينِ مَطايا
سَخَّرَ اللَهُ لِلأَمينِ مَطايا / لَم تُسَخَّر لِصاحِبِ المِحرابِ
فَإِذا ما رِكابُهُ سِرنَ بَرّاً / سارَ في الماءِ راكِباً لَيثَ غابِ
أَسَداً باسِطاً ذِراعَيهِ يَعدو / أَهرَتَ الشِدقِ كالِحَ الأَنيابِ
لا يُعانيهِ بِاللِجامِ وَلا السَو / طِ وَلا غَمزِ رِجلِهِ في الرِكابِ
عَجِبَ الناسُ إِذ رَأَوهُ عَلى صو / رَةِ لَيثٍ يَمُرُّ مَرَّ السَحابِ
سَبَّحوا إِذ رَأَوكَ سِرتَ عَلَيهِ / كَيفَ لَو أَبصَروكَ فَوقَ العُقابِ
ذاتُ زَورٍ وَمِنسَرٍ وَجَناحَي / نِ تَشُقُّ العُبابَ بَعدَ العُبابِ
تَسبِقُ الطَيرَ في السَماءِ إِذا ما اِس / تَعجَلوها بِجيأَةٍ وَذِهابِ
بارَكَ اللَهُ لِلأَمينِ وَأَبقا / هُ وَأَبقى لَهُ رِداءَ الشَبابِ
مَلِكٌ تَقصُرُ المَدائِحُ عَنهُ / هاشِمِيٌّ مُوَفَّقٌ لِلصَوابِ
لا أَحُطُّ الحِزامَ طَوعاً عَنِ المَح
لا أَحُطُّ الحِزامَ طَوعاً عَنِ المَح / ذوفِ دونَ اِبنِ خالِدِ الوَهّابِ
فَإِذا ما وَرَدتَ بَحرَ أَبي الفَض / لِ نَفَضتُ النُحوسَ عَن أَثوابي
صورَةُ المُشتَري لَدى بَيتِ نورِ ال / لَيلِ وَالشَمسُ أَنتَ عِندَ النِصابِ
لَيسَ راويسُ حينَ سارَ أَمامَ ال / حوتِ وَالبَدرُ إِذ هَوى لِاِنصِبابِ
مِنكَ أَسخى بِما تَشُحُّ بِهِ الأَن / فُسُ عِندَ اِنتِقاصِ دَرِّ الحِلابِ
لا وَبَهرامُ يَستَقِلُّ سَماءَ ال / غَربِ وَاللَيلُ زائِدٌ في الحِسابِ
مِنكَ أَمضى لَدى الحُروبِ وَلا أَه / وَلُ في العَينِ عِندَ ضَربِ الرِقابِ
إنّما همّتي غلا
إنّما همّتي غلا / مٌ وسؤلي ومطلبي
خُيّبتُ في خودةٍ / رُبَّ راج مخيّب
قلتُ لمّا رأيتُها / إذهبي أخت واعزبي
إطلبي لي مواطراً / واذهبي أنتِ تجتبي
لستُ ما عشتُ مدخلاً / اصبعي جحرَ عقربِ
قل لذي الدلّ تولَبِ
قل لذي الدلّ تولَبِ / يا فداكَ الردى أبي
أنتَ واللَهِ مركبٌ / موطأٌ خير مركب
ما ترى كان صائراً / لكَ لو قلتَ أقربِ
فإذا ما دنوت مقترب / باً قلتَ لي اركب
فوقَ سرجٍ سرجتهُ / فوق حقوَيكَ مُذهَبِ
لا يُعلّى بكمنجا / تٍ ولا عودِ قَبقب
فوق قرموزٍ تح / ت قطنٍ مُضرّبِ
وحرامٍ بعُكنةٍ / فوق بطنٍ مقبَّبِ
ولجامٍ من العبيرِ / أشيلِ المركبِ
لا يُعاني من الشما / سِ ولا من تصعّبِ
فإذا ما ركبتَهُ / قلتَ ذا ابنُ المهلّبِ
ما عَلى الرَكبِ مِن وُقوفِ الرِكابِ
ما عَلى الرَكبِ مِن وُقوفِ الرِكابِ / في مَغاني الصِبا وَرَسمِ التَصابي
أَينَ أَهلُ القِبابِ بِالأَجرَعِ الفَر / دِ تَوَلَّوا لا أَينَ أَهلُ القِبابِ
سَقَمٌ دونَ أَعيُنٍ ذاتِ سُقمٍ / وَعَذابٌ دونَ الثَنايا العِذابِ
عَرِّجوا فَالدُموعُ إِن أَبكِ في الرَب / عِ دُموعي وَالإِكتِئابُ اِكتِئابي
وَكَمِثلِ الأَحبابِ لَو يَعلَمُ العا / ذِلُ عِندي مَنازِلُ الأَحبابِ
فَإِذا ما السَحابُ كانَ رُكاماً / فَسَقى بِالرَبابِ دارَ الرَبابِ
وَإِذا هَبَّتِ الجَنوبُ نَسيماً / فَعَلى رَسمِ دارِها وَالجَنابِ
عَيَّرَتني المَشيبَ وَهيَ بَدَتهُ / في عِذاري بِالصَدِّ وَالاِجتِنابِ
لا تَرَيهِ عاراً فَما هُوَ بِال / شَيبِ وَلَكِنَّهُ جِلاءُ الشَبابِ
وَبَياضُ البازِيّ أَصدَقُ حُسناً / إِن تَأَمَّلتَ مِن سَوادِ الغُرابِ
عَذَلَتني في قَومِها وَاِستَرابَت / جَيئَتي في سِواهُمُ وَذَهابي
وَرَأَت عِندَ غَيرِهِم مِن مَديحي / مِثلَ ما كانَ عِندَهُم مِن عِتابي
لَيسَ مِن غَضبَةٍ عَلَيهِم وَلَكِن / هوَ نَجمٌ يَعلو مَعَ الكُتّابِ
شيعَةُ السُؤدُدِ الغَريبِ وَإِخوا / نُ التَصافي وَأُسرَةُ الآدابِ
هُم أُولو المَجدِ إِن سَأَلتَ فَإِن كا / ثَرتَ كانوا هُمُ أُولي الأَلبابِ
وَمَتى كُنتُ صاحِباً لِذَوي السُؤ / دُدِ يَوماً فَإِنَّهُم أَصحابي
وَكَفاني إِذا الحَوادِثُ أَظلَم / نَ شِهاباً بِغُرَّةِ اِبنِ شِهابِ
سَبَبٌ أَوَّلٌ عَلى جودِ إِسما / عيلَ أَغنى عَن سائِرِ الأَسبابِ
لَاِستَهَلَّت سَماؤُهُ فَمُطِرنا / ذَهَباً في اِنهِلالِ تِلكَ الذِهابِ
لا يَزورُ الوَفاءَ غِبّاً وَلا يَعشَ / قُ غَدرَ الفَعالِ عِشقَ الكَعابِ
مُستَعيدٌ عَلى اِختِلافِ اللَيالي / نَسَقاً مِن خَلائِقٍ أَترابِ
عادَ مِنها لَمّا بَداهُ إِلى أَن / خِلتُهُ يَستَمِلُّها مِن كِتابِ
فَهوَ غَيثٌ وَالغَيثُ مُحتَفِلُ الوَد / قِ وَبَحرٌ وَالبَحرُ طامي العُبابِ
شَمَّرَ الذَيلَ لِلمَحامِدِ حَتّى / جاءَ فيها مَجرورَةَ الهُدّابِ
عَزَماتٌ يُضِئنَ داجِيَةَ الخَط / بِ وَلَو كانَ مِن وَراءِ حِجابِ
يَتَوَقَّدنَ وَالكَواكِبُ مُطفا / ةٌ وَيَقطَعنَ وَالسُيوفُ نَوابي
تَرَكَ الخَفضَ لِلدَنيءِ وَقاسى / صَعبَةَ العَيشِ في المَساعي الصِعابِ
سامَ بِالمَجدِ فَاشتَراهُ وَقَد با / تَ عَلَيهِ مُزايِداً لِلسَحابِ
واحِدُ القَصدِ طَرفُهُ في اِرتِفاعٍ / مِن سُمُوٍّ وَكَفُّهُ في اِنصِبابِ
ثَرَّةٌ مِن أَنامِلٍ ظَلنَ يَجري / نَ عَلى الخابِطينَ جَريَ الشِعابِ
وَسَمِيُّ لَهُ تَمَنّى مَعالي / هِ وَكَلبٌ مُشتَقَّةٌ مِن كِلابِ
وَإِذا الأَنفُسُ اختَلَفنَ فَما يُغ / ني اِتِّفاقُ الأَسماءِ وَالأَلقابِ
يا أَبا القاسِمِ اِقتِسامُ عَطاءٍ / ما نَراهُ أَمِ اِقتِسامُ نِهابِ
خُذ لِساني إِلَيكَ فَالمِلكُ لِلأَل / سُنِ في الحُكمِ عِدلُ مِلكِ الرِقابِ
صُنتَني عَن مَعاشِرٍ لا يُسَمّى / أَوَّلوهُم إِلّا غَداةَ سِبابِ
مِن جِعادِ الأَكُفِّ غَيرِ جِعادٍ / وَغِضابِ الوُجوهِ غَيرِ غِضابِ
خَطَروا خَطرَةَ الجَهامِ وَساروا / في نَواحي الظُنونِ سَيرَ السَحابِ
أَخطَأوا المَكرُماتِ وَالتَمَسوا قا / رِعَةَ المَجدِ في غَداةِ ضَبابِ