المجموع : 4
بعثت طيفها إلينا رسولاً
بعثت طيفها إلينا رسولاً / فبلغنا من الزيادة سُولا
ثمَّ ولَّى فليت أنا قدرنا / فاتَّخذنا مع الرسول سبيلا
يا له واصلاً إليَّ وما كا / دَ بدمعي أن يستطيع وصولا
خلّ يا دمع مقلتي في الدجى إ / نَّ لها في النهارِ سَبْحاً طويلا
وأعدْ يا نسيم أخبار مصرٍ / رُبَّما طارحَ العليل عليلا
أنت لا شكّ من صبا أرض مصرٍ / فلهذا أرى عليك قبولا
وملول هويتهُ غير أنِّي / لا أراه من الملال ملولا
ذو جمال على بثينة يزهى / يا شكاة الهوى فصبراً جميلا
ورضاب حماه رمح التثنِّي / فهوينا العسَّال والمعسولا
جلَّ ربٌّ أعطاه تحسين مرآ / ه وأعطى الأفضل التَّفضيلا
ملك قد زهى به مربع المل / ك فحيَّى فرعه والأصولا
شادويّ ما فيه لو يوم وصفٍ / لا ولا للسؤال في لفظه لا
عذلوا جوده وشيمته الغرَّا / ء ترضي الورَى وتعطي العذولا
فيه بشر وفيه للروعِ حدٌّ / مثل ما ينتضي الحسام الصقيلا
نعمٌ تترك الذَّليل عزيزاً / وسُطاً تترك العزيز ذليلا
ومقيم على محاريب نسل / حسبه نور وجهه قنديلا
فإذا رامه العداة بكيدٍ / أخذتها الأيام أخذاً وبيلا
حاشَ لله أن نرى لك ضدًّا / يا ابن أيوب في العلى أو مثيلا
لك بيت في الملكِ قد جمع الأوزا / ن جمعاً يوافق التفعيلا
كرماً وافراً ومداً مديداً / وثناً كاملاً وذكراً طويلا
وعلى شخصك الكريم من السؤ / دد نورٌ يكفي العقول دليلا
كم سمعنا عن فضلِه وشهدنا / فحمدنا المنقول والمعقولا
ودمتمُ للفخار يا آل أيو / ب وبوركتمُ أباً وسليلا
كيف أنسى نوالكم وهو حولي / أتلقَّاه بكرةً وأصيلا
لم أذق صدّ جودكم فأغني / قمت ليل الصُّدود إلاَّ قليلا
إن طيفاً عن حال شجوايَ أملى
إن طيفاً عن حال شجوايَ أملى / لستُ أدري أدَّى الأمانة أم لا
جاءَ ضيفاً وردَّه سهد عينيَّ / فولَّى بيَ الهمومَ وولَّى
ليت طيف الحبيب ينقل جسمي / لا حديثي فكان يحسن نقلا
بأبي من إذا تثنَّى دلالاً / أطرقت في رياضها القضب خجلا
فاتك اللحظ وهو حلوٌ مع الف / تك فيا حبَّذا الحسام المحلَّى
عرف الناس سحر عينيه لمَّا / مدَّ فرعاً فصيَّر الفرع أصلا
مدَّ صدغاً على عذارٍ وخدٍّ / فرأينا مرعىً وماءً وظلاَّ
ورنا بعده الغزال فقلنا / حُطّ يا ظبيُ عن جفنك ثقلا
ليسَ يُسلى هواه من قلب صبٍّ / ونعم فوق خدَّيه يُسلى
يا سلوِّي عليهِ عليه بُعداً وسُحقاً / واشْتياقي إليه أهلاً وسهلا
أشتكي جوره التذاذاً بذكرى / شخصه كالأريحيِّ منه عدلا
عجبي منه ظالماً مستطيلاً / وهو إن ماسَ أعدل الناس شكلا
باخلٌ بالكلامِ لكن له سيَّا / ف لحظٍ تكلَّم الناس عنه طفلا
يا بخيلاً بلفظه ولقاه / شذَّ ما قد بخلت قولاً وفعلا
خنت عهدي ولست أوَّل خلٍّ / خانَ بعد الولاء والودّ خلاَّ
رُبَّ يومٍ قد كانَ ريقك فيه / ليَ راحاً وكان قدّك نقلا
سائلي عن قديم دهريَ إيهاً / ذاك وقتٌ مضى ودهرٌ تولَّى
وليالٍ جادت وأعقبت اله / مّ فيا ليت جودها كانَ بخلا
وحبيبٌ جفا ولست بسالي / ه وحاشا ذاك الجمال وكلاَّ
تتقلَّى به العواذل غبناً / فهو يُهوَى وعواذلي فيه تُقلى
عذلوني وفي الحشا عقد ودّ / لم يدع لاسْتماع عذلٍ محلاَّ
أنا في الحبِّ مثل قاضي قضاة الد / ين في الجودِ ليسَ يسمع عذلا
مغرف في العلى لماضيه يتلو / وثناه على البسيطة يتلى
دلفي يوم الفخار يجلى / وبه منهم الخطوب تجلَّى
حازَ غايات أهله بمساعٍ / قدَّمته إلى السيادة أهلا
فأفاضَ الجودين عدلاً ومالاً / وحمى الجانبين حزناً وسهلا
وحرام أن يطرق العسر والجو / ر فتىً كانَ في مغانيه حلاَّ
همَّة تحسب النجوم على الأف / قِ شعاعاً من جرمها يتجلَّى
وعلوم فاضت على الأرض بحراً / هادِياً لم يعف كالبحر سبلا
كم قضى فرض قاصدٍ لحماه / ثمَّ والى فأتبع الفرض نفلا
كم جنينا منه المواهب شهداً / إذ بنينا له الركائب نملا
كم إلى بيت ماله في العطايا / قد ضربنا بطالعِ العيس رملا
لائميه على المكارمِ كفُّوا / إنَّ للصبِّ بالصبابة شغلا
يا له سالكاً بغير مثيل / في طريقٍ من السيادة مثلى
وإماماً أقلامه كلّ يومٍ / تتلقَّى الأقلام قدح معلَّى
صانَ للفضلِ ذمَّةً وحوى العل / م جميعاً فلم تقل فيه إلا
لو أرادت شهب النجوم علاه / ما عزَا الفيلسوف للشهبِ عقلا
ما ألذُّ النعمى لديه وما أش / قى حسوداً بنارِهِ بات يُصلى
وعدوًّا إن لم ينازله بالقت / لِ كفاه سيف التحسُّد قتلا
أضعف الهمّ جسمه فإذا قا / لَ لرجليه بادري كتبت لا
قد بلونا السادات شرقاً وغرباً / فوجدنا جلال علياه أجلى
قيل يعني عطارداً قلت لا بل / مشتري الحمد بالنفائسِ بذلا
يا إماماً إذا المفاخر نادت / هُ مشى ساحب الذيول مدلا
أتشكَّى لك الزمان الذي تمل / ك إصلاحه لديَّ فهل لا
ومقام للعلمِ لولا نظام / من مساعيك ما تنظَّم شملا
ومحاريب شدْتها بدروس / وصلاة تحبى إليها وتجلى
حبَّذا أنوار شخصك في سجَّا / دِ محرابه النقى والمصلَّى
ربَّ مدح لولاك أمسى محالاً / ورجاء لولاكَ أصبح محلا
حبَّذا لي مدائحٌ فيك تبدى / من حياءٍ كالروض يحمل طلاَّ
طالَ إملاؤها عليكَ ولكن / لك كفٌّ من العطا لن يملاَّ
عادة لامها النصيح على البذ / لِ فقالت سجيَّة الأصل مهلا
إن أكن أحسن الثنا فيك قولاً / فلقد أحسنت أياديكَ فعلا
زادكَ اللهُ بسطةً واقْتداراً / ومقاماً على السّهى ومحلاَّ
جمعَ الله فيكَ ما عزَّ في الخل / قِ فسبحانه وعزَّ وجلا
كم أقاسي من الغرام وأخفي
كم أقاسي من الغرام وأخفي / عن وشاتي صبابة وغليلا
آه يا ويلتي ويا ليت أني / كنت لم أتخذ فلاناً خليلا
لم أزل منذ غاب شخصك عني
لم أزل منذ غاب شخصك عني / أرتجي وصل كتبه والوصالا
أرقب الغرب حين أذكر مولا / يَ كأن الشهاب صار هلالا