المجموع : 5
يا عليا به تباهى العلاء
يا عليا به تباهى العلاء / وتناهى في نعته الاطراء
ما لمجد شأوت فيه انتهاء / غاية المدح في علاك ابتداء
ليت شعري ما تصنع الشعراء /
كنت للمجتبى بحرب وسلم / وزرافا قائما بكلَّ مهمٍّ
أنت صنو له بعلم وحكم / يا أخا المصطفى وخير ابن عمٍّ
وأمير ان عدَّت الامراء /
رتب نلتها بنسبة طاها / قصرت كل ربتة عن مداها
ان نظرنا الأنام من مبتداها / ما نرى ما استطال الا تناهى
ومعاليك ما لهنَّ انتهاء /
لدراريك في سما المجد ضوء / وبحضن الادوار منهن خبء
يقتفي الختم من سواريك بدء / فلك دائر إذا غاب جزء
من نواحيه أشرقت أجزاء /
أو كشمس يغشى سناها الهباء / من غبار تثيره الهيجاء
فيميط الهباء عنها الهواء / أو كبدر ما يعتريه خفاء
من غمام الاعراه انجلاء /
أنت بحر لكنه غير آجن / لقريش به حمى ومساكن
لك مدُّ قبل التكوِّن كائن / يحذر البحر صولة الجزر لكن
غارة المدِّغارة شعواء /
نلت فضلا أبا تراب فأقصى / كل فضل عمَّ الوجود رخصا
وبيوم الحساب لا يستقصى / ربما رمل عالج يوم يحصى
لو يضق في رماله الاحصاء /
ولو أن الأقلام كل نبات / ومياه البحار حبر دواة
ضقن عما أظهرت من خارقات / وتضيق الأرقام عن معجزات
لك يا من إليه ردَّت ذكاء /
منهجا للهدى خلقت قديما / جئت تهدي عميا وتشفي سقيما
فاتخذناك هاديا وحكيما / يا صراطا إلى الهدى مستقيما
وبه جاء للصدور الشفاء /
شدت في ذي الفقار للدين أصلا / فتسامى قدرا وعزَّ وجلا
وعلى ما أسست قولا وفعلا / بنى الدين فاستقام ولولا
ضرب ماضيك ما استقام البناء /
أنت والحق دمتما بوفاق / أنت يوم اللقا على الحوض ساق
أنت ذاك الكرِّار يوم سباق / أنت للحق سلم ما لراق
يتأتى بغيره الارتقاء /
فيك خير الأنام أوتى سؤلا / مثل ما أوتى ابن عمران قبلا
يا أبا شبر وقد صح نقلا / أنت هرون والكليم محلا
من نبيٍّ سمت به الانبياء /
قل تعالوا ندعو بمحكم ذكر / لك فخر بها علا كل فخر
أنا أدرى وجملة الخلق تدري / أنت ثاني ذوي الكساو لعمري
أشرف الخلق من حواه الكساء /
كنت في جيب الغيب معنى يصان / حين لا أعصر ولا أحيان
أيقل الاسرار منك مكان / ولقد كنت والسماء دخان
ما بها فرقدولا جوزاء /
بك ليل العماء ضاء بلالي / فاستضاء الوجود من ظلمة الغي
درَّة كنت والجواهر لا شي / في دجا بحر قدرة بين بردى
صدف فيه للوجود الضياء /
نقطة أفرغت وليس وعاء / ملئت حكمة ولا املاء
تحت باء لها العباء غطاء / لا الخلا يوم ذاك فيها خلاء
فيسمى ولا الملاء ملاء /
خبر جاءنا بذا مأثور / وحديث مسلسل مشهور
عنعنته عن الصدور صدور / قال زوار من قال ذلك زور
وافترى من يقول ذاك افتراء /
قصب السبق في مقام كريم / حزتها من لدن حكيم عليم
أنت يا من سبقت في تقديم / آية في القديم صنع قديم
قاهر قادر على ما يشاء /
هل أتى في سواك ذكر حكيم / لك في نص آية تعظيم
أو لم يغن من له الجهل خيم / نبأ والعظيم قال عظيم
ويل قوم لم يغنها الأنبياء /
خصك الله من لدنه بمفخر / في مرايا العقول لا يتصور
كنت في غابة الهوية حيدر / لم تكن في العموم من عالم الذر
رو ينهي عن العموم النهاء /
إنما الناس إن نظرت معادن / فرقها في تفاضل متباين
خلني من دفائن وضغائن / معدن الناس كلها الأرض لكن
أنت من جوهر وهم حصباء /
كم قضينا من نشر تلك المطاوي / عجبا يوقع النهي في مهاوي
ولقد صح إذ سبرنا الفحاوي / شبه الشكل ليس يقضي تساوي
إنما في الحقائق الاستواء /
لم ينل نجم الأرض مهما تزيا / مثل نجم السما مكانا عليا
فاتحاد الالفاظ لم يغن شيا / لا تفيد الثرى حروف الثريا
رفعة أو يعمه استعلاء /
روضة أنت للعقول ودوح / يجتنى من طوباك رشد ونصح
ومتى هبَّ من عبيرك نفح / أشمل الروح من نسيمك روح
حين من ربه أتاه النداء /
طالما للاملاك كنت دليلا / ولناموسهم هديت سبيلا
يوم نادى رب السما جبرئيلا / قائلا من أنا فروَّى قليلا
وهو لولاك فاته الاهتداء /
لك شكل نتيجة للقضايا / لك قلب للعالمين مرايا
لك فعل حوى رفيع المزايا / لك اسم رآه خير البرايا
مذ تدلى وضمه الاسراء /
فوعاه الحسَّ حدا ورسما / حيث ساوى معناه منك مسمى
قبل عرض الاسماء اسما فاسما / خط مع اسمه على العرش قدما
في زمان لم تعرض الاسماء /
اثر هذا أبدى عوالم ملك / فاطر الأرض والسما ذات حبك
وأناط البروج فيها بسلك / ثم لاح الصباح من غير شك
وبدا سرها وبان الخفاء /
فقضاها مسبب الاسباب / نوبة للارحام والاصلاب
وجرى ما جرى بأم الكتاب / وبرى الله آدما من تراب
ثم كانت من آدم حوَّاء /
حرف لام قد حرَّره بمسك
حرف لام قد حرَّره بمسك / فغدا نزهة لعين الرائي
أم عبير به تضمخ خدٌّ / فازدرى بالشقيقة الحمراء
أم هو الآس قد أحاط بورد / لاح يغني عن روضة غناء
أم عباب لما طمى قذفت / أمواجه عنبرا على الأرجاء
أم هو النمل دبَّ يرسف ف / ي كبل من الندِّ حول ضحضاح ماء
أم لوت بانة على الورد فرعا / أم عذار قد حفَّ وجه البهاء
وجرى مسكه بنهر نهار / فأرانا الاصباح في الامساء
وبه عبد الله حاز وقارا / حار في وصفه نهى الشعراء
من أبيه أبي الثناء شهاب / الدِّين محمود قدوة العلماء
كل كبرى من القضايا حواها / فتراءى نتيجة الكبراء
ومن الكليات حدَّا ورسما / حاز كلا أحاط بالاجزاء
جاوزت شمس حسنه مركز الحس / ن فأبدى العذار خط استواء
يا لشمس على الوجود أفادت / لا عراها الزوال بالأفياء
وعلى الظل حيث كانت دليلا / قام برهانها بغير امتراء
حسن وجهه اكتسى بشعار / حققت أنه من أهل الكساء
فهو الجوهر الذي قد كساه / عرض العارضين أبهى جلاء
فوق متن التوضيح منه حواش / مشكلات التلويح بالايماء
من بنات الافكار جاءت تهني / ه فتاة تمشي على استحياء
بعذار حكته أذ أرَّخوه / هالة أحدقت ببدر سماء
للامام الفاروق دام الهناء
للامام الفاروق دام الهناء / واستدامت لعاصم السرَّاء
بفتى أحرز الفضائل طرِّا / واستدامت لعاصم السرَّاء
وبنو عاصم به قد تباهت / وازدهت في تجويده القراء
كل علم في البلدة الموصل الخض / راء منه استفادة العلماء
فاستفاض العلم الشريف وغاض / الجهل فيها فاغتاظت الجهلاء
لا تجاري منه خيول خيال / صافن من شعورهم جرداء
ذاك نور الدين الذي في دياجي / الجهل إن عسعست به يستضاء
بشعار من التقى ودثار / من عفاف له أضيف الحياء
عصم الملة الحنيفية الغرَّ / راء فهي الفريدة العصماء
سابق كل لاحق كم له في / حلبة الفضل غارة شعواء
لاحق كل سابق بخيول / من خيال تعتادها خيلاء
من أناس للعلم والفضل والمج / د إليهم وللمعالي انتماء
قد أحاطت أشعاره بمعان / عجزت عن ادراكها الشعراء
وزها من قريضه الأدب الغض / فحاكته عن روضة غناء
إذ تداوى بنعت خير البرايا / فتشافى وذاك نعم الدواء
فتحلت همزية المدح فيما / حسدت نظ عقده الجوزاء
كل شطر من كل تخميس بيت / وجهت وجهها له البصراء
كل حرف أتى لمعنى شريف / فكسته نطاقها أسماء
مذ أتانا مع البريد من الحد / باء قرَّت عيونها الزوراء
أن أردت استيعاب جزء من المد / ح لعلياه فاتني أجزاء
فطوى كشحه يراعي واعطى / لبياني جوابه الاملاء
جاء من سامراء في الدجلة الغر
جاء من سامراء في الدجلة الغر / راء مهدي الزمان للزوراء
يعضد الوالد الذي هو في الحك / مة عيسى ليقمعا كل داء
فاستحس الدجال بالفتك لكن / لا نسميه خشية الرقباء
ورجعنا نقول ما قالت الشي / عة في رجعة لاهل العباء
دمية القصر هذه أم عروس
دمية القصر هذه أم عروس / قلدتها نجومها الجوزاء
وتعرَّت مما يشين علاها / فكستها ديباجها الزرقاء
وتجلت حين انجلت فتحلت / بحلاها وحليها الزوراء
ذات كشح تمنطقت بمعان / ألبستها نطاقها أسماء
وكساه فيروزج الصبح مرطا / بنضار قد طرزته ذكاء
وبكف من لازورد خضيب / نفضت صبغها عليها السماء