القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَعرُوف الرُّصافِيّ الكل
المجموع : 2
ليس من غاية الحياة البقاء
ليس من غاية الحياة البقاء / فلذا خاب في الخلود الرجاء
غير أن الحياة بالعزّ عند الر / جل الحرّ غاية غرّاء
أيّ فخر للناعمين بعيش / لم تجلّله عزّة قعساء
حسب من رام في الحياة خلوداً / أنه بعد موته علواء
وكفى المرء بعد موت حياةً / أن ذكراه حلوة حسناء
قد قضى الكاظمي وهو جدير / أن تعزّى في موته الشعراء
عاش منسيّ عارفيه ولما / مات فاضت بنعيه الأنباء
ذكرته نعاته بنعوت / قبله حاز مثلها العظماء
فلئن كان ما يقولون حقاً / إنهم بالذي نسوا لؤماء
كيف ينسون في الحياة أديباً / عبقرياً عنت له الأدباء
أفينسى حياً ويذكر ميتاً / إن هذا ما تنكر العقلاء
إن هذا أمر يتيه ضلالاً / في بوادي تفسيره الحكماء
ضحكوا منه في الحياة ومذ ما / ت تعالى نحيبهم والبكاء
أيها النادبون غيريَ غرّوا / برح اليوم للبيب الخفاء
يكرم الميت بالثناء وتحيا / عندكم في المهانة الأحياء
غري الناس بالهوى فضلال / كل ما يفعلونه أو رياء
كلّ من يخبر الأناسي خبري / لا يبالي أأحسنوا أم أساءوا
أنا جرّبتهم إلى أن تساوى ال / يوم عندي سبابهم والثناء
أيها الكاظمي نم مستريحاً / حيث لا مبغض ولا إيذاء
عشت في مصر باحترام يؤدّي / ه إليك الأماثل الفضلاء
إن للنيل من جرائك شكراً / ستؤدّيه دجلة اللسناء
لم تعش عيشة الرفاه ولكن / لك في العيش عزّة وعلاء
أيّ حرّ في الشرق عاش سعيداً / لم تشُب صفو عيشه الأقذاء
وهنيئاً أن لم تعش في العراقين / مضاعاً تنتابك الأرزاء
من شقاء العراق أن ذوي الن / عمة فيه أجانب غرباء
إن جفتنا بلادنا فهي حبّ / ومن الحب يستلذّ الجفاء
لم نحُل عن عهودنا مذ جفتنا / بل لها الودّ عندنا والوفاء
قد بكينا شجواً عليها ومنها / وعنانا سقامها والشفاء
كم أردنا سخطاً عليها ولكن / غلب السخط في القلوب الرضاء
إنما هذه المواطن أم / مستحق لها علينا الولاء
إن خدمنا فلا تريد جزاء / ومن الأم هل يراد جزاء
إنما نحن مصلحون وما إن / غاية الامصلحين إلاّ الرفاء
نحن كالشمع حين ذاب اشتعالاً / فهدى المظلمين منه الضياء
أيَّ قدس يضُمَ هذا البناء
أيَّ قدس يضُمَ هذا البناء / حسدت أرضه عليه السماء
أن يكن فوق هذه الأرض شيء / فيه قدسيّةٌ فهذا البناء
هو من هذه البَنيّات لكن / شرُفت بالمقاصد الأشياء
كلما جئته مُلمّاً تجلّت / لي من تحت أسّه العلياء
هو بِكر في ذي البلاد وللأط / فال فيه حماية عذراء
لم نكن قبل ذا نُفكّر فيما / فكّرت فيه قبلنا الرُحماء
كان للبُؤس في المواطن لفح / من سَموم تذوي به الرضعاء
ربّ طفل أودت به قِلّة الدَرّ / على أن أمّه ثَدياء
أمّه من أبيه آمت فأمست / ينهك البؤس جسمها والشقاء
فحكى شخصها الخَيالة إذ لا / ح ذبول بجسمها وأرتخاء
وأرتمى ثديها وفيه جَفاف / لم يكن للرضيع فيهِ غذاء
فهو أن لم يعِش فموت مُريح / وهو أن عاش عاش فيه الداء
هكذا كانت المواليد تحيا / ولها من حياتها افناء
ومن اللؤم أن نرى عندنا الأط / فال تفنى لأنهم فقراء
لا غذاء في جَوفهم لا كساء / لا غطاء من فوقهم لا ِوطاء
علّ ميتاً لو عاش منهم لأضحى / فيه للناس مأمل ورجاء
ربّ من مات منهِم مات معه / شرف باذخ لنا وعَلاء
ليس موت الأطفال هيناً فقد ين / بُغ منهم نوابغٌ أذكياء
إنما هم كمثل أصداف بحر / لست تدري دُرّ بها أم خلاء
فلعلّ الطفل الذي مات منهم / مات عقل بموته ودهاء
أنه مثل وردة قطفتها / قبل ما فتحها يدٌ عسراء
جلّ هذا البناء حسناً وقدراً / فهو فيه فخامة ورُواء
وعلا في معارج الحمد حتى / لم تُطاوله في العُلا الجوزاء
كلّما جال في مبانيه طرفي / لمعت لي من جُدره العلياء
ولقد دلّ أنّ مَن شيّدوه / سادة في طباعهم كُرَماء
شكر اللّه سعيهم من كرام / بلغوا من فَخارهم ما شاءوا
سوف يبقى لهم على الدهر ذكر / فيه حمد لهم وفيه ثناء
فاز مَن شيّدوه بالحمد وأسوَدّ / ت وجوهاً بخزيها البخلاء
لا تُرَع أيها البناء المُعلّى / فلمرضى الأطفال فيك شفاء
ولهم فيك مرضعات حوانٍ / ولهم فيك طبّهم والدواء
ولهم فيك مأمن وملاذ / ولهم فيك صحّة ونماء
في عَلاليك من فنون المعالي / ما بفحواه عَيَّت الشعراء
كلّمتنا منك المباني كلاماً / فيه منها فصاحة خرساء
إنما أنت غرّة الدهر تُتلى / فيك منّي قصيدة غرّاء

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025