المجموع : 5
قمرٌ أطلعتْ أخاهُ السماءُ
قمرٌ أطلعتْ أخاهُ السماءُ / وغزالٌ ما شابهتهُ الظباءُ
إن رنا يفضحُ النسا وإن قي / ل تأبى تغارُ منه النساءُ
يدعي البانُ قدَّهُ وتثني / هِ وما البانُ والقدودُ سواءُ
ويرى الوردَ أنهُ مثلُ خدي / هِ وتأبى خدودهُ الحمراءُ
هلْ سبيل إلى لقاهُ وإن لم / يشف ما بي من الغرامِ اللقاءُ
فأناجيهِ مثلما عردَ الطي / رُ وناجتْ أليفها الورقاءُ
يا مليكَ الهوى اتقِ اللهَ في النا / سِ فقد قطعَ القلوبَ الجفاءُ
إن تكن راعي المحاسن فينا / فأنا من رعيتي الشعراءُ
طلعتْ والظلامُ يحسدهُ الصبحُ فخل
طلعتْ والظلامُ يحسدهُ الصبحُ فخل / نا في الأرضِ شمسَ السماءِ
ورأتْ أكبدَ الورى في ثراها / فمشتْ من دلالها في الهواءِ
للحسانِ الدلالُ والخيلاءُ
للحسانِ الدلالُ والخيلاءُ / ولكِ الأمرُ بعدُ يا حسناءُ
فاطلعي كيفَ شئتِ بدراً وشمساً / وصباحاً ما دامَ فينا الضياءُ
كلُّ بدرٍ لهُ سماءٌ ولا يع / رفُ للحسنِ كالبيوتِ سماءُ
لا تغرنْكِ من ترينَ من العج / مِ فما الشرقُ والشمالُ سواءُ
كلُّ بيتٍ لهُ قطينٌ وإن كا / نَ تساوى في كلِّهنَّ البناءُ
هي في قومها وأنتِ في قو / مكِ والنفسُ بعدها أهواءُ
إن ظِرفَ اللسانِ في لغةِ الأه / لِ وعنوانُ قومهنَّ النساءُ
وإذا ما الأمهاتُ أحببنَ شيئاً / ورثتْ حبَّها لهُ الأبناءُ
وإذا الفتاةُ شبّتْ على الله / وِ فباللهوِ بعدَ ذاكَ تُساءُ
إنما البنتُ زوجةٌ ثمَّ أمٌّ / ثمَّ يبقى الحديثُ كيفَ تشاءُ
وهي كالماءِ كلما قطَّروهُ / زادَ حسناً ورقَّ بعدُ الماءُ
لستُ أدري وليتني كنتُ أدري / نحنُ بينَ الأمواتِ أم أحياءُ
أي هذين في الرجالِ أهنَّ الأ / مهاتُ النسا أمِ الآباءُ
صورةُ الغربِ والنفوسُ من الشر / قِ فهمْ في ديارهم غرباءُ
أينَ حقُّ البلادِ أينَ ذكاءُ القل / بِ أينَ النفوسُ أينَ الدماءُ
إنما ضيَّعَ البلادَ وأهلي / ها قديماً نساؤها الضعفاءُ
نفرةٌ ثمَّ تعطفُ الحسناءِ
نفرةٌ ثمَّ تعطفُ الحسناءِ / وقصارى إبائهنَّ الرِّضاءُ
وذواتُ الهوى يصلنَ ولكنْ / من حقوقِ الوصالِ هذا الجفاءُ
فتأبِّي وإنما لذّةُ الحبِّ / إذا كانَ في الحبيبِ إباءُ
ما يشينُ الوصالَ أن التجافي / في حواشيهِ نقطةٌ سوداءُ
وإذا الخالُ كانَ في الخدِّ حسناً / فتمامُ الملاحةِ الخُيلاءُ
غضبٌ بعدهُ الرضا وكلما مرّ / مذاقُ السقامِ يحلو الشفاءُ
إنَّ في الحسنِ للحسانِ لعذرا / فاسلبوا المالَ يسمح البخلاءُ
أوَ لا يُعذر الجمالُ إذ ما / نظرتْ في مرآتِها الحسناءُ
سائليها يا ربَّةَ الحلي عني / ألداءِ الفؤادِ منها دواءُ
واذكري أننا على اليأسِ نرجو / ومن اليأسِ قد يكونُ الرجاءُ
أو ليسَ السماءُ يأتي عليها / كل يومٍ صبحٌ ويأتي مساءُ
وضياء النهار فيها ابتسامٌ / وظلام المساء فيها بكاء
كانَ ذاكَ الصديقُ فيما رأينا
كانَ ذاكَ الصديقُ فيما رأينا / سحباً فوقها سماً سوداءُ
خابَ فيهِ الرجا وليسَ ببدعٍ / كلُ ميتٍ يخيبُ فيهِ الرجاءُ
يا سفيهَ اللسانِ إن أنتَ لم تس / تحِ مني ففي لساني حياءُ
عجنتْ لي الرواةُ أخلاقكَ السو / ءَ طينها يكونُ البناءُ
كم حفرنا الترابَ من ذلكَ الوج / هِ فقلْ لي أليسَ في الوجهِ ماءُ