هَذهِ دارُها عَلى الخَلصاءِ
هَذهِ دارُها عَلى الخَلصاءِ / أَضحَكَ المُزنُ رَوضَها بالبُكاءِ
وَكَساها الرَّبيعُ حُلَّةَ نَورٍ / نَسَجَتها أَناملُ الأَنواءِ
فَسَلِ الرَّكبَ أَن يَميلوا إِلَيها / بِصُدورِ الرَّكائِبِ الأَنضاءِ
إِنَّها مَنزِلٌ بِهِ التَقَمَ الأَج / رَعُ في مَيعَةِ الشَّبابِ رِدائي
وَكأَنّي أَرى بِأَطلالِهِ وَش / ماً خَفيّاً بِمعصَمَيْ ظَمياءِ
أَرِجٌ تُربُهُنَّ مِن فَتَياتٍ / أَلِفَتهُ أَشباهُها مِن ظِباءِ
كَبُدورٍ عَلى غُصونٍ ظِماءٍ / في حُقوقٍ تُقِلُّهُنَّ رِواءِ
إِن تَبَسَّمنَ فالثُّغورُ أَقاحٍ / لُحْنَ غِبَّ الغَمامَةِ الوَطفاءِ
تَرتَوي حينَ يَنشُرُ الصُّبحُ سِقطَيْ / هِ مَساوِيكُهُنَّ مِن صَهباءِ
وَبِنَجدٍ لِلعَامِريَّةِ دارٌ / بِرُباها مُعَرَّسُ الأَهواءِ
غادَةٌ تَملأُ العيونَ جَمالاً / هيَ دائي مِنهُنَّ وَهْيَ شِفائي
فَتَملَّيتُهُنَّ في عيشَةٍ خَضْ / راءَ تَندى كَروَضَةٍ غَنّاءِ
واِرغَوى باطِلي وَعاثَ بياضٌ / مِن قَتيرٍ في لِمَّةٍ سَوداءِ
وَظَلامُ الشَّبابِ أَحسَنُ عِندي / مِن مَشيبٍ يُظِلُّني بِضياءِ
وَلِذِكرَى ذاكَ الزَّمانِ حَيازِي / مِي تَلَوَّى بِالزَفرَةِ الصُّعْداءِ
كُلَمّا أَوقَدَتْ عَلى القَلبِ ناراً / شَرِقَ الجَفنُ يا أُمُيم بِماءِ