فهي أفضت بنا إلى شر دار
فهي أفضت بنا إلى شر دار / للأسأة أخذها والعطاء
بئس دار مشوه منتهاها / كل من مبتداه طين وماء
لمحة هذه الحياة إذا فك / رت فالابتداء منها انتهاء
فاسئل النيرات عمن اظلت / هم على الأرض قبلنا الخضراء
قرض الأجمعين مقراض دهر / نصلتاء صباحه والمساء
فلك للحصاد والدرس منه / أطلعت سجل الهلال السماء
والجديدان كم بعتقهما أخ / لق خلقا بلاهما والبلاء
زينة للدنا الزوال حلاها / ومئال البهاء منها هباء
تلك آثار من مضى سوف تمضي / ثم تنسى الذوات والأسماء
يا سليل العظام يا سبط باز / وقفت في رحابه الأولياء
هون الأمر حيث لا حيلة وآل / ترك أولى إذا اضمحل الرجاء
وإذا الفقد كان لا بد منه / صاح فالحزن والسرور سواء
كيف لا نرتضي بحكم قضاء / قد تساوى فيه بنا الأنبياء
هات نبكي مدى الزمان ولكن / ليت شعري ماذا يفيد البكاء
يا ترى هل أحس صخر بما قد / أنشدت بعد فقده الخنساء
ليس الأذكرى محاسن موتا / كم به الأجر أيها الأحياء
نور اللَه مرقدا ضم بدرا / أظلمت في مغيبه الأحياء
بدر سعد هوى لاشرف لحد / زانه المجد والوفا والحياء
حبذا فرقد توارى فودت / لو ترى مرقدا له الجوزاء
شرف الترب مثلما خلف الذك / ر فطاب الثرى به والرثاء
فهنيئا لذلك الجدث المر / موس فيه النعيم والنعماء
والحبيب الذي بفقديه مني / اشنفت الحاسدون والأعداء
والوالي الحميم لو كان يبقى / لحميم مع الزمان ولاء
ما غراب البين المروع إلا / فرقة بعدها اللقا عنقاء
آه مما لا بد من فتكها هي / هات أين المفر والاتقاء
ساعة بينما تراها أماما / فإذا ذلك الإمام وراء
تركت هاشما صريعا وقد هب / ت عليه من الردى النكباء
غيبت ذلك المحيا الذي كا / ن بمجلي جماله بستضاء
فجعتنا بقصم غصن شباب / اقفرت منه روضة الغناء
لهف قلبي على سراج منير / قد خلت من سنائه العلياء
أطفأت نوره الليالي ففي أع / يننا الدهر كله ظلماء
سبق اللاحقين فيه إلى ما / سبقته أجداده الوزراء
ومضى مسرعا لدار بها قد / وعد المتقون والأصفياء
فبروحي ضريح ريحانة من / روحها كان عطرنا والكباء
واحبيباه ما احتيالي بمكرو / ه إلى ورده دعاك الفضاء
ما سوى فقدك المصيبة والدا / هيه المد لهمة الدهماء
ليتنا لم نكن لهذا ولكن / قضي الأمر وانتهى الإمضاء