القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِسْماعِيل صَبْري باشا الكل
المجموع : 9
أَطلِع الكاسَ كوكبا في اِزدِهاءِ
أَطلِع الكاسَ كوكبا في اِزدِهاءِ / وَأَدِرها في هالَةَ النُدماءِ
اسقِنيها حتّى ترانيَ لا أَف / هَم نصحا يَمَلُّه إِصغائي
عاطِنيها صِرفا ولا تُطفىء النّو / ر الذي زان حُسنَها بِالماء
وَأَدِرها خدّا وَحيِّ النَدامى / بِعذارِ الريحانِ وَاِغنَم ثنائي
مجلسٌ فيه ماجلا صَدَأَ السَم / عِ وَقَرّت به عيونُ الرائي
من مُغَنّ يغزو الهمومَ بِأَوتا / رٍ فيَحوى أَعنَّةَ الأَهواءِ
وَغزالٍ أَحلى من الأَمنِ يَسعى / بِكئوسِ الغرام وَالصَهباء
مُذ رَأت خدَّه المُدامُ علاها / عرقٌ من حبابِها وَالصهباء
هل رَأَيتَ الوردَ النَضير على الغُص / نِ تَحَلّى بِلُؤلُؤ الأَنداءِ
هو بَينَ الملاح يشبه إِسما / عيل بين الأَقيال وَالعظماء
أَيُّ أنس وافى لِمصرَ وقد وا / فى لها فَخرُها وَأيُّ صفاء
عادَ وَالسَعدُ يقتَفيه فكانا / ف يالتزامٍ كَالشَمس وَالحِرباء
وَتحلَّت بالنور مصرُ فلم نَد / رِ أَنقَضى لِلأَرضِ أم لِلسّماء
جاء من بَعد أَن تحكَّمَ فَرطُ الشَو / قِ فينا فَلَمَّ شَملَ الهَناء
وَلو انَّ الأَخبارَ لم تَأتِ بِالعَو / دِ عَرَفنا مجيئه بِالضِياء
طابَ رَوضُ السرور حتّى سمعنا / فيهِ من مدحِه غِنا الوَرقاء
وَحوى بِالفَرمانِ ما حازه الفَر / مانُ منه مِن عِزَّةٍ وَسَناء
وَحَوت من سَناه دُهم اللَيالي / ما تَمَنَّت من غرَّةٍ غَرّاء
نطق الحالُ باِعتِلاه فماذا / تنظِم الآن أَلسُنُ الشُعراء
فهل النيل كان ناذرَ نَذرٍ / ثمَّ وَفّاه إذ أَتى في بَهاء
وَدرى بِالتَقصير منه فَأَضحى / من حياءٍ بوَجنَةٍ حمراء
لِلرَعايا منك الذي تَتَمَنّى / وَلك الشُكر ملحَقاً بِالثَناء
دُم دوامَ الزَمان في أُفقِ سعدٍ / موليا أَنعُما بدون اِنتِهاء
يا أَميرا عليه من رَونَقِ المُل
يا أَميرا عليه من رَونَقِ المُل / كِ جلالٌ وَبَهجَةٌ وَبَهاء
أَنت إِن غابت البدورُ لنا بد / رٌ متى لاح تَنجلى الظلماءُ
بِمعاني عُلاكَ تَفتَخِر الدُن / يا وَتَزهو بِسَعدِك الأَنحاءُ
سِر إلى مصرَ يَقتَفى إِثركَ اليُم / نُ وَتَحدو رِكابَك العَلياءُ
وَأَعِد ُنسَها بوجهٍ على الأَي / امِ من نور حُسنِه لأَلاءُ
وَأَفِض من نداكَ فيه غُيوثا / قَصُرَت عن سِجالِها الأَنواءُ
ثمَّ عد سالما تُرافِقُك البُش / رى وَتَسعى أَمامَك السَرّاءُ
إنَّ ثَغرا عهِدتَه بك بَسّا / ما عداه حتى تعودَ الهَناءُ
لا تُطِل شَجوَه بِبُعدك عنه / فهو ذو غُلَّةٍ وَأَنت الماءُ
يا دواءَ الزَمان وَالأَمرِ إِن أَع / ضَلَ خَطبٌ وَعزَّ فيه الدواءُ
إنَّ أرضا تَسعى إليكَ يَقيم ال / أُنس فيها وَيَصطَفيها الصَفاءُ
فَإِذا سِرتَ من دِيارٍ لأخرى / حَسَدت أَرضَها عَليك السَماءُ
أهجُرِ النَومَ في طِلابِ العَلاءِ
أهجُرِ النَومَ في طِلابِ العَلاءِ / وَصلِ الصُبحَ دائِباً بِالمَساءِ
وَالتَمِس بِالمسير في كل قُطرٍ / رُتبةَ العارِفين وَالحُكماءِ
إِن غَضَّ الشَباب فَقَّهَهُ التَر / حالُ شَيخٌ في أَعيُنِ العُقَلاءِ
وَمُقامُ الحُسامِ في الغِمدِ يُزري / بِالذي حازَ مَتنُه من جَلاءِ
فَدَعِ الغِمدَ يَبدُ لِلعَينِ مِن فَض / لِكَ ما كانَ في زَوايا الخَفاءِ
إِنَّ أَمضى الرِجال مَن كانَ سهماً / نافِذاً في حُشاشَةِ الغَبراءِ
وَاللَبيبُ اللَبيبُ مَن دارَ في الأَر / ضِ لِعلمٍ يناله أَو ثَراء
إِنما الأَرضُ وَالفَضاءُ كِتابٌ / فَاِقرَأوهُ معاشِرَ الأَذكِياءِ
وَاِقرِنوا العِلمَ بِالسُرى رُبَّ علمٍ / لم تَحُزهُ قَرائِحُ العُلَماءِ
وَأَطيلوا ما كانَ من قِصَرِ العَي / شِ بحَثِّ الرِكابِ في الأَنحاءِ
وَطَنُ المَرءِ مَهدُه وَبَقايا ال / كَونِ بَيتٌ له رَفيعُ البِناءِ
وَمَعيبٌ أَن تَصرِفَ العُمرَ في المَه / دِ وَتَنسى البَيتَ الوَسيعَ الفِناءِ
هذه الفُلكُ يَستَحِثُّ خُطاها / هَزَجُ الريحِ في صحارى الماء
كَم أَطالَت مدى الرَحيل وَوالَت / هُ فعادَت بِالخَير وَالسَرّاءِ
وَهلالُ السَماءِ يَزدادُ نوراً / كلَّما خاضَ لُجَّة الظُلماء
لَو وَنى عَزمهُ لما فازَ بِالقِد / حِ المُعَلّى في القُبَّةِ الزَرقاء
خُلِقَ المرءُ لِلتَنَقُّلِ في الأَر / ضِ وَلِلسَعيِ لا لِمَحضِ الثَواء
فَتَحَرَّك بِحُكم طَبعِك أَو كُن / حَجرا في مَجاهلِ البَيداء
حَبَّذا رِحلةٌ تُمَثِّلُ تَمثي / لاً مزايا الأَسفارِ لِلقُرّاء
قد أَجادَت فيها يَراعةُ مُنشي / ها اِختِيارَ الأَخبارِ وَالأَنباء
فَأَجِل في جَمالِها نَظراتٍ / فهيَ بِكرُ الآدابِ وَالإِنشاء
وَتَفَهَّم حديثَها ثم سافِر / ليس مَن يَسمعُ الحديثَ كرائي
خَبِّري القَومَ يا سميَّةَ إِسكَن
خَبِّري القَومَ يا سميَّةَ إِسكَن / دَرَ يا رَبَّةَ النُهى وَالذَكاءِ
هَل لوجهِ الأَنيسِ بعد احتجِابٍ / من سُفورٍ في عالَم الأَدباءِ
فَنَرى فيه كلَّ بحثٍ جديدٍ / يَقِفُ الحقَّ في صُفوفِ النِساء
إِنَّ لِلغانِياتِ حقّا عَلينا / ليس يَخفى إِلّا عَلى الجُهلاءِ
فاِجمَعي جيشَهنَّ حَولَكِ إِن شِئ / نَ طلابَ الحقوقِ حَولَ لِواءِ
وَاِبعَثي من ضياءِ فِكركِ في النا / سِ سَفيراً مسدَّدَ الآراء
وَاِفتَحي بابَ كلِّ بحثٍ بِلُطفٍ / إِنَّما اللُطفُ عُدَّةُ الحَسناء
إِن تُعارِض بكِ الرجالَ نساءٌ / عارَضتهم بالحُجَّةِ البَيضاء
إِنَّ لَلفُضلَياتِ في كلّ عصرٍ / أَثرا في خَواطِر الفُضلاء
إِنَّ ما بِتَّ تَشتَكي منه داءُ
إِنَّ ما بِتَّ تَشتَكي منه داءُ / هيَ أَدرى بِبُرئِه لَو تَشاءُ
غيرَ أَنّي أَراكَ تَكتُمُ عنها / لَوعةً من حقوقِها الإِفشاءُ
أَحَسِبتَ النَوالَ يَهمى على العا / شِقِ عَفوا وَتَهطِل الآلاءُ
لَو أُعِدَّت لِلصامِتين العَطايا / أُغرِقَ البُكمُ إِذ يَفيضُ العطاء
نَظَراتٌ في إِثرِها زَفَراتٌ / تَتَّقي حرَّ نارِها الرَمضاء
إِن تُتَرجَم كانت أَحاديثَ أحلى / ما يُؤَدّي بِمِثلِهِنَّ الرَجاء
أَو صَدىً رَدَّدته أَطلالُ رَبعٍ / جَرَّ أَذيالَهُ عليهِ العَفاء
بُثَّ شَكواكَ فَالحَنانُ يُرَجّى / وَالمَواعيدُ إن يكن إِصغاءُ
شُغِلَت بِالقَريضِ عَنّا الغَواني / وَأَصاخَت لِرَبِّهِ العَذراءُ
وَرَأَينا ديوانَ أحمدَ لا تُص / رِفُ عنهُ القلوبُ وَالأَهواء
أَيُّها الغَربُ كلُّ علمٍ حَديثٍ / نحن فيهِ الثَرى وَاَنتَ السماء
فَإِذا يُذكَر البَيانُ فَأَذعِن / لا تَقُل نحن في البَيان سَواء
إِن يُعَدَّ الشُيوخُ منكَ وَمِنّا / فَفتى مصرَ لِلجَميع لِواء
وَإِذا أَنكَرَ الحَقيقَة قَومٌ / لم يَرُقهُم بِاِبنٍ لمصرَ علاء
لا تَلُمهُم لَعَلَّهم حاسِدوهُ / أَو عَساهم بِفَضله جُهلاء
مرحباً بالعَلاء وَفّى القَوافي / حَظُّها منه رِفعةٌ وَسناء
مرحباً بالقَريضِ وَفّى المَعالي / قِسطُها منهُ رَونَقٌ وَسَناء
مرحباً بِالمديحِ آياتِ صِدقٍ / لم يُخالِط رُواءَهُنَّ رِياءُ
مرحباً بالحَياة في الوَصفِ تَسري / فَيُعاد المَوصوفُ وَالأَشياء
مرحباً بِالبَيانِ سِحراً وَبِالشِع / رِ تُحلّيهِ حكمةٌ غَرّاء
مرحباً بِالمَقال سمحاً كريماً / لم يَشُبهُ هجوٌ وَلا إيذاء
مرحباً بِالقَصيد يَتلوه لِلشِّع / رِ أَميرٌ يُصغى لهُ أُمَراء
ذا يُلَبّي الكَلامُ إن هو نادا / هُ وَهذا يَعنو لهُ العُظماء
مرحباً بِالشَباب فيه لمصرٍ / أَملٌ لا يَفوتُها وَرجاء
مرحبا بالكتاب تغبِطهُ الكُت / بُ وَبِالجُزء بَعدهُ أَجزاء
أَيُّ صَوتٍ حَيَّتهُ بِالأَمسِ باري
أَيُّ صَوتٍ حَيَّتهُ بِالأَمسِ باري / سُ مقرُّ العلومِ والعلماءِ
مَن تُرى ذلكَ الذي جمَّلَتهُ / حِكمةُ الشَيبِ في رَبيع الفتاءِ
ذلك الأَسمرُ الذي بَهَرَ البي / ضَ مُطِلّاً من مِنبَرِ الخُطَباءِ
وَأماطَ اللِثامَ عن أدبِ العُر / بِ كرامِ الآباءِ وَالأَنباءِ
بِلِسانٍ ما اعتادَ من قبلُ أن يخ / ضعَ إِلّا لِأَهلهِ من إباءِ
يا سجلَّ الخلود فَاِفسَح مجالاً / لاسمهِ في صَحيفةِ الفُضلاءِ
وَأرِ الأَعصُرَ الأَواتي أنَّ الذِ / كرَ عُمرٌ محجَّلُ الآناءِ
ذاكَ صوتُ ابنِ بطرسٍ قَد عرفنا / هُ بما هاجهُ من الأَصداءِ
أَلق بالسَمعِ تَستَخِفَّك منه / نَغمةٌ لم تكن لغيرِ الوَفاءِ
ذاك نجمٌ أطلَعتِه أَنتِ يا مِص / رُ فَقرّي بِنجمكِ الوُضّاء
وَأحِلّيهِ حيث تفتقِد البَد / رَ عيونُ السُراةِ في الظُلماء
كم له دون بَيضةِ الشَرقِ من غَض / بَةِ حُرٍّ وَكم له من بَلاءِ
كم له من مواقِفٍ هزَّ عِطفَ ال / حقِّ فيها بِالحُجَّةِ البَيضاءِ
إيه يَاِبنَ الأَمجادِ قُمتَ بِأَعبا / ءِ كبارٍ وَالمجدُ ذو أَعباء
وَأَرَيتَ الأَنامَ بِرَّ ذوى القُر / بى وَرَأيَ الكَريمِ في الكُرَماءِ
فَاِستَمِع ما يُقال حولكَ يا وا / صِفُ ذا اليومَ من ضُروبِ الثَناء
إنَّ من طيِّب الثناءِ لزَهراً / تَجتَنيه مَسامِعُ الأَكفاء
أَبصرَ الثَعلبُ الغُرابَ على غُص
أَبصرَ الثَعلبُ الغُرابَ على غُص / نٍ نَضيرٍ في رَوضةٍ غنّاءِ
وَرأى قطعةً بفيهِ منَ الجُب / نةِ تُزرى بالفِضَّة البيضاء
خير ما تَنتَقي وَأطيبُ ما تَخ / طفُ من مأكلٍ لصوصُ الهواءِ
فاشتَهاها وَقال إن لم تكُن لي / أنكَرَتني ثعالبُ الغَبراء
إرفَعيني يا قوَّةَ المَكرِ إن لم / تُنزِلي الجُبنةَ التي في السماءِ
ثمَّ أَنشا يُثنى وَينصبُ أشرا / كاً وَشرُّ الأَشراكِ بعضُ الثَناءِ
قائِلاً يا أميرُ عم كلَّ صُبحٍ / صائِحاً صادِحاً وكلَّ مساءِ
هاتِ زِدنا علماً بقدرِكَ يا مَو / لايَ من أنتَ من بَني العَنقاءِ
أغُرابٌ تَباركَ اللَهُ / آمنّا بفَضلِ الغِربانِ أهلِ العلاءِ
ألقِ درساً على البَلابِل غلما / نكَ في الفَنِّ يا أَبا الفُضلاءِ
وَتَرَنَّم بِمَن أَفاضَ على حَل / قكَ ما لم يُفِض على الوَرقاءِ
كَلماتٌ أَصغى الغَبيُّ إِلَيها / فَاِعتَراهُ مسٌّ منَ الخُيلاءِ
وَتغنّى فلَم يُحِسَّ بما أَل / قاهُ في فَخِّ أشعَرِ الشُعَراءِ
بَل رَأى الجُبنَةَ الشَهِيَّةَ تَهوى / فَبَكاها وَلاتَ حينَ بُكاءِ
وَتَلَقّى اللصُّ الغَنيمةَ وَاِستَأ / ذَنَ في الحالِ زاهداً في الغِناءِ
قائِلاً طبتَ يامُغَنّى النَدامى / غَنِّ غيري قد حانَ وَقتُ غدائي
أَيُّها الثَعلَبُ ارتَحِل لا هَنِيئاً / لا مَريئاً أَلأمَ اللُؤماءِ
أَيُّها الطائرُ الغَبِيُّ تَعلَّم / ذا جزاءُ الأَغرارِ وَالجُهلاءِ
لم تَزِد يا أَبا الحُصَينِ على أَو / لادِ حَوّاءِ في ضُروبِ الدهاءِ
إنَ مِنّا من يَنصِبُ البَيتَ فَخّاً / لاِقتناصِ القَصرِ الرَفيعِ البِناءِ
فَإِذا مَدَّ لِلسّماءِ يميناً / سلَّ منها كواكبَ الجَوزاء
بَعضُنا لا يزالُ في إِثرِ بعضٍ / ناهِباً سالِباً بلا استِحياء
فَتعوَّذ من هؤلاءِ وحاذِر / لا تكُن إن عُدِدتَ من هؤلاء
مَعشَرَ القِبطِ يا بَني مِصرَ في السَر
مَعشَرَ القِبطِ يا بَني مِصرَ في السَر / راءِ قد كُنتُمُ وَفي الضَرّاءِ
قَد فَقَدنا مِنّا ومنكم كَبيراً / كان بِالأَمسِ زينةَ الكُبراءِ
فَأَقَمنا عليه في كلِّ نادٍ / مَأتَماً داوِياً بصَوتِ البُكاءِ
وَمَزَجنا دُموعَنا بِدُموعٍ / بَذَلَتها عُيونُكم عن سَخاءِ
وَرَأَينا فَتكَ الرَزيئةِ بِالعَق / لِ وَفِعلَ المصابِ بِالعُقلاءِ
باركَ اللَهُ فيكُم أَنتُمُ النا / سُ وفاءً إن عُدَّ أهلُ الوَفاءِ
أَدمُعٌ جاوَزَت مدى كل حُزنٍ / وَتخطَّت حُدودَ كلِّ عزاءِ
وعَديدٌ وَراءَ كلِّ خيالٍ / وَعويلٌ في إِثرِ كلِّ هناءِ
لو بَلَغتُم على النجومِ صُعوداً / لاتَّهَمتُم كواكِبَ الجَوزاءِ
عُذرُكُم أنَّ بُطرُساً كان في مِص / رَ كبيرا في الفَضلِ جمَّ العلاءِ
خَفِّفوا من صياحِكُم ليس في مِص / رَ لأَبناءِ مِصرَ من أعداءِ
دينُ عيسى فيكُم ودينُ أخيهِ / أحمدٍ يَأمُرانِنا بِالإِخاءِ
وَيحَكُم ما كذا تكون النَصارى / راقِبوا اللَهَ بارىءَ العذراءِ
مِصرُ أنتُم ونحن إلّا إذا قا / مت بِتَفريقِنا دَواعي الشَقاءِ
مِصرُ ملكٌ لنا إذا ما تَماسَك / نا وَإلّا فَمصرُ لِلغُرَباءِ
لا تُطيعوا منّا ومِنكم أناساً / بَذَروا بَينَنا بُذورَ الجَفاءِ
لا تُوَلّوا وُجوهَكُم شَطرَ مَن عَكَّ / رَ ما في قُلوبِنا من صَفاءِ
إنَّ دينَ المَسيحِ يَأمُرُ بِالعُر / فِ وَيَنهى عن خُطَّةِ الجُهلاءِ
لا يَكُن بَعضُنا لِبَعضٍ عدُوّاً / لعنَ اللَهُ مُستَبيحي العِداءِ
أَيُّها القاتلُ اِشرَبِ الموتَ كأساً / في نَضير الصِبا وَغضِّ الفتاءِ
لو مَلَكنا شَيئا أَشَدُّ من القَت / لِ جَزاءً لَنِلتَه من جَزاءِ
نحن لِلَّهِ ما لِحَيٍّ بَقاءُ
نحن لِلَّهِ ما لِحَيٍّ بَقاءُ / وَقُصارى سِوى الإِلهِ فناءُ
نحن لِلَّهِ راجعونَ فمن ما / ت ومن عاشَ ألفَ عامٍ سواءُ
يَفرحُ المرءُ في الصَباحِ وما يَع / لمُ ماذا يُكِنُّهُ الإِمساءُ
وَمتاعُ الدنيا قَليلٌ وما يَل / ذهو به المرءُ من حُطامٍ هباءُ
زهَّدَ الناسُ في الحَياةِ مُلِمٌّ / رَوَّعَتنا بِهَولهِ الأَنباءُ
قَصرَ حُلوانَ كنتَ أَنضَرَ قصرٍ / فيه يحلو وَيُستَطابُ الهواءُ
كنتَ ذا هَيبَةٍ يُحاذِرُها الدَه / رُ وَتَكبو أمامَها البَأساءُ
كيفَ أَصبَحتَ مُستَضاماً وَلِلخَط / بِ إلى رُكنِكَ المَنيعِ ارتِقاءُ
ما كذا عَهدُنا بِعزِّكَ تَرمي / هِ اللَيالي أو يَعتَريهِ انقِضاء
كانَ بالأَمسِ في ذَراكَ أبو العَبّ / اسِ تَحيا بِبشرهِ الأَحياءُ
فَطَوَت بُردَهُ الخُطوبُ وكانت / قبلُ تَشقى بِسَعدهِ وَتُساء
وَيحَ من شَيَّعوهُ قد أَودعوا القَب / رَ كريما يَبكى عليه العلاء
وَاِرتَضَوا بِالبُكا وما الحُزنُ إِلّا / أن تَسيلَ القُلوبُ والأَحشاء
عاش فينا عَذبَ البَشاشَةِ وَالأخ / لاقِ تَروى به النفوسُ الظِماء
وَتَولّى وفي الصُدور من الوَج / دِ عليه ما ليس يُرويهِ ماء
عُطَّلَت مِصرُ من سناهُ كما قد / عُطِّلَت من حُلّيها الحَسناء
كلُّ خَطبٍ في جَنبِ خطبِك يا مِص / رُ يُرَجّى للناسِ فيه عزاء
ما يقول الراثونَ في فقدِ تَوفي / قٍ وماذا تحاوِلُ الشعراءُ
والرَزايا في بَعضِها يُطلقُ القَو / لُ وَتَعيا في بَعضِها البُلغاءُ
إِنَّ مَولاكَ كانَ أَحسَنَ مَن تُز / هى بِأَنوارِ وجههِ البَطحاءُ
كانَ لِلتّاج فوق مَفرقِه ضَو / ءٌ لدَيهِ تُحقَّرُ الأَضواء
كان يجلو دُجى الكوارثِ إن جلَّ / ت بِرَأيٍ تَعنو له الآراء
كانَ أدرى المَلا بكَسبِ ثناءٍ / آهِ لو خلَّدَ النُفوسَ ثَناء
آلَ توفيقٍ الكِرامَ البَسوا الصَب / رَ رِداءً فالصَبر نَعمَ الرِداء
أنتُم الراسخونَ في علمِ ما كا / نَ فقولوا مَن ذا عداهُ الفَناء
أين قومٌ شادوا البِلادَ وَسادو / ها وكانت تَهواهُمُ العَلياء
ملَكوا الأَرضَ حِقبَةً ثمَّ أَمسَوا / وهُمُ في بُطونِها نُزَلاءُ
كلُّ نفسٍ لها كتابٌ وميعا / دٌ إذا جاءَ لا يُرَدُّ قَضاءُ
سُنَّةُ اللَهِ في البَريَّةِ لم يُس / تَثنَ منها الملوكُ وَالأَنبياء
لا أُعَزّيكُمُ وَأَنّي لِقَولي / أن تُعَزّى بِمثلهِ الحُكماء
احمِدوا اللَهَ في العَشِيَّةِ وَالإِص / باحِ فَالبُؤسُ قد تَلاهُ هناءُ
إن يكُن خرَّ من سمائِكمُ بَد / رٌ فعَبّاسُكم به يُستَضاءُ
قد أَرانا العباسُ بعد أبيه / كيفَ تَلقى العظائمَ العُظماءُ
وَرِثَ المُلك عن أبيه فلمّا / قامَ بالأَمرِ دبَّ فينا الرجاءُ
وَاجتَلَيناهُ طَودَ مجدٍ وَسوراً / دارَ منهُ حولَ البِلادِ بِناءُ
حَبَّذا منه همَّةٌ تَترُكُ الصَع / بَ ذَلولاً وَعزَّةٌ قَعساءُ
وَثَباتٌ في طَيِّهِ وَثباتٌ / لِلمَعالي وَحكمَةٌ وَإِباءُ
وَصِفاتٌ عن كُنهِها يَعجزُ الوَص / فُ وفيها يُستَغرَقُ الإِحصاءُ
دامَ يَكسو الزَمانَ حُسناً وَيُسدى / أَنعُماً لا يَشوبهُنَّ انتِهاءُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025