المجموع : 9
أَطلِع الكاسَ كوكبا في اِزدِهاءِ
أَطلِع الكاسَ كوكبا في اِزدِهاءِ / وَأَدِرها في هالَةَ النُدماءِ
اسقِنيها حتّى ترانيَ لا أَف / هَم نصحا يَمَلُّه إِصغائي
عاطِنيها صِرفا ولا تُطفىء النّو / ر الذي زان حُسنَها بِالماء
وَأَدِرها خدّا وَحيِّ النَدامى / بِعذارِ الريحانِ وَاِغنَم ثنائي
مجلسٌ فيه ماجلا صَدَأَ السَم / عِ وَقَرّت به عيونُ الرائي
من مُغَنّ يغزو الهمومَ بِأَوتا / رٍ فيَحوى أَعنَّةَ الأَهواءِ
وَغزالٍ أَحلى من الأَمنِ يَسعى / بِكئوسِ الغرام وَالصَهباء
مُذ رَأت خدَّه المُدامُ علاها / عرقٌ من حبابِها وَالصهباء
هل رَأَيتَ الوردَ النَضير على الغُص / نِ تَحَلّى بِلُؤلُؤ الأَنداءِ
هو بَينَ الملاح يشبه إِسما / عيل بين الأَقيال وَالعظماء
أَيُّ أنس وافى لِمصرَ وقد وا / فى لها فَخرُها وَأيُّ صفاء
عادَ وَالسَعدُ يقتَفيه فكانا / ف يالتزامٍ كَالشَمس وَالحِرباء
وَتحلَّت بالنور مصرُ فلم نَد / رِ أَنقَضى لِلأَرضِ أم لِلسّماء
جاء من بَعد أَن تحكَّمَ فَرطُ الشَو / قِ فينا فَلَمَّ شَملَ الهَناء
وَلو انَّ الأَخبارَ لم تَأتِ بِالعَو / دِ عَرَفنا مجيئه بِالضِياء
طابَ رَوضُ السرور حتّى سمعنا / فيهِ من مدحِه غِنا الوَرقاء
وَحوى بِالفَرمانِ ما حازه الفَر / مانُ منه مِن عِزَّةٍ وَسَناء
وَحَوت من سَناه دُهم اللَيالي / ما تَمَنَّت من غرَّةٍ غَرّاء
نطق الحالُ باِعتِلاه فماذا / تنظِم الآن أَلسُنُ الشُعراء
فهل النيل كان ناذرَ نَذرٍ / ثمَّ وَفّاه إذ أَتى في بَهاء
وَدرى بِالتَقصير منه فَأَضحى / من حياءٍ بوَجنَةٍ حمراء
لِلرَعايا منك الذي تَتَمَنّى / وَلك الشُكر ملحَقاً بِالثَناء
دُم دوامَ الزَمان في أُفقِ سعدٍ / موليا أَنعُما بدون اِنتِهاء
يا أَميرا عليه من رَونَقِ المُل
يا أَميرا عليه من رَونَقِ المُل / كِ جلالٌ وَبَهجَةٌ وَبَهاء
أَنت إِن غابت البدورُ لنا بد / رٌ متى لاح تَنجلى الظلماءُ
بِمعاني عُلاكَ تَفتَخِر الدُن / يا وَتَزهو بِسَعدِك الأَنحاءُ
سِر إلى مصرَ يَقتَفى إِثركَ اليُم / نُ وَتَحدو رِكابَك العَلياءُ
وَأَعِد ُنسَها بوجهٍ على الأَي / امِ من نور حُسنِه لأَلاءُ
وَأَفِض من نداكَ فيه غُيوثا / قَصُرَت عن سِجالِها الأَنواءُ
ثمَّ عد سالما تُرافِقُك البُش / رى وَتَسعى أَمامَك السَرّاءُ
إنَّ ثَغرا عهِدتَه بك بَسّا / ما عداه حتى تعودَ الهَناءُ
لا تُطِل شَجوَه بِبُعدك عنه / فهو ذو غُلَّةٍ وَأَنت الماءُ
يا دواءَ الزَمان وَالأَمرِ إِن أَع / ضَلَ خَطبٌ وَعزَّ فيه الدواءُ
إنَّ أرضا تَسعى إليكَ يَقيم ال / أُنس فيها وَيَصطَفيها الصَفاءُ
فَإِذا سِرتَ من دِيارٍ لأخرى / حَسَدت أَرضَها عَليك السَماءُ
أهجُرِ النَومَ في طِلابِ العَلاءِ
أهجُرِ النَومَ في طِلابِ العَلاءِ / وَصلِ الصُبحَ دائِباً بِالمَساءِ
وَالتَمِس بِالمسير في كل قُطرٍ / رُتبةَ العارِفين وَالحُكماءِ
إِن غَضَّ الشَباب فَقَّهَهُ التَر / حالُ شَيخٌ في أَعيُنِ العُقَلاءِ
وَمُقامُ الحُسامِ في الغِمدِ يُزري / بِالذي حازَ مَتنُه من جَلاءِ
فَدَعِ الغِمدَ يَبدُ لِلعَينِ مِن فَض / لِكَ ما كانَ في زَوايا الخَفاءِ
إِنَّ أَمضى الرِجال مَن كانَ سهماً / نافِذاً في حُشاشَةِ الغَبراءِ
وَاللَبيبُ اللَبيبُ مَن دارَ في الأَر / ضِ لِعلمٍ يناله أَو ثَراء
إِنما الأَرضُ وَالفَضاءُ كِتابٌ / فَاِقرَأوهُ معاشِرَ الأَذكِياءِ
وَاِقرِنوا العِلمَ بِالسُرى رُبَّ علمٍ / لم تَحُزهُ قَرائِحُ العُلَماءِ
وَأَطيلوا ما كانَ من قِصَرِ العَي / شِ بحَثِّ الرِكابِ في الأَنحاءِ
وَطَنُ المَرءِ مَهدُه وَبَقايا ال / كَونِ بَيتٌ له رَفيعُ البِناءِ
وَمَعيبٌ أَن تَصرِفَ العُمرَ في المَه / دِ وَتَنسى البَيتَ الوَسيعَ الفِناءِ
هذه الفُلكُ يَستَحِثُّ خُطاها / هَزَجُ الريحِ في صحارى الماء
كَم أَطالَت مدى الرَحيل وَوالَت / هُ فعادَت بِالخَير وَالسَرّاءِ
وَهلالُ السَماءِ يَزدادُ نوراً / كلَّما خاضَ لُجَّة الظُلماء
لَو وَنى عَزمهُ لما فازَ بِالقِد / حِ المُعَلّى في القُبَّةِ الزَرقاء
خُلِقَ المرءُ لِلتَنَقُّلِ في الأَر / ضِ وَلِلسَعيِ لا لِمَحضِ الثَواء
فَتَحَرَّك بِحُكم طَبعِك أَو كُن / حَجرا في مَجاهلِ البَيداء
حَبَّذا رِحلةٌ تُمَثِّلُ تَمثي / لاً مزايا الأَسفارِ لِلقُرّاء
قد أَجادَت فيها يَراعةُ مُنشي / ها اِختِيارَ الأَخبارِ وَالأَنباء
فَأَجِل في جَمالِها نَظراتٍ / فهيَ بِكرُ الآدابِ وَالإِنشاء
وَتَفَهَّم حديثَها ثم سافِر / ليس مَن يَسمعُ الحديثَ كرائي
خَبِّري القَومَ يا سميَّةَ إِسكَن
خَبِّري القَومَ يا سميَّةَ إِسكَن / دَرَ يا رَبَّةَ النُهى وَالذَكاءِ
هَل لوجهِ الأَنيسِ بعد احتجِابٍ / من سُفورٍ في عالَم الأَدباءِ
فَنَرى فيه كلَّ بحثٍ جديدٍ / يَقِفُ الحقَّ في صُفوفِ النِساء
إِنَّ لِلغانِياتِ حقّا عَلينا / ليس يَخفى إِلّا عَلى الجُهلاءِ
فاِجمَعي جيشَهنَّ حَولَكِ إِن شِئ / نَ طلابَ الحقوقِ حَولَ لِواءِ
وَاِبعَثي من ضياءِ فِكركِ في النا / سِ سَفيراً مسدَّدَ الآراء
وَاِفتَحي بابَ كلِّ بحثٍ بِلُطفٍ / إِنَّما اللُطفُ عُدَّةُ الحَسناء
إِن تُعارِض بكِ الرجالَ نساءٌ / عارَضتهم بالحُجَّةِ البَيضاء
إِنَّ لَلفُضلَياتِ في كلّ عصرٍ / أَثرا في خَواطِر الفُضلاء
إِنَّ ما بِتَّ تَشتَكي منه داءُ
إِنَّ ما بِتَّ تَشتَكي منه داءُ / هيَ أَدرى بِبُرئِه لَو تَشاءُ
غيرَ أَنّي أَراكَ تَكتُمُ عنها / لَوعةً من حقوقِها الإِفشاءُ
أَحَسِبتَ النَوالَ يَهمى على العا / شِقِ عَفوا وَتَهطِل الآلاءُ
لَو أُعِدَّت لِلصامِتين العَطايا / أُغرِقَ البُكمُ إِذ يَفيضُ العطاء
نَظَراتٌ في إِثرِها زَفَراتٌ / تَتَّقي حرَّ نارِها الرَمضاء
إِن تُتَرجَم كانت أَحاديثَ أحلى / ما يُؤَدّي بِمِثلِهِنَّ الرَجاء
أَو صَدىً رَدَّدته أَطلالُ رَبعٍ / جَرَّ أَذيالَهُ عليهِ العَفاء
بُثَّ شَكواكَ فَالحَنانُ يُرَجّى / وَالمَواعيدُ إن يكن إِصغاءُ
شُغِلَت بِالقَريضِ عَنّا الغَواني / وَأَصاخَت لِرَبِّهِ العَذراءُ
وَرَأَينا ديوانَ أحمدَ لا تُص / رِفُ عنهُ القلوبُ وَالأَهواء
أَيُّها الغَربُ كلُّ علمٍ حَديثٍ / نحن فيهِ الثَرى وَاَنتَ السماء
فَإِذا يُذكَر البَيانُ فَأَذعِن / لا تَقُل نحن في البَيان سَواء
إِن يُعَدَّ الشُيوخُ منكَ وَمِنّا / فَفتى مصرَ لِلجَميع لِواء
وَإِذا أَنكَرَ الحَقيقَة قَومٌ / لم يَرُقهُم بِاِبنٍ لمصرَ علاء
لا تَلُمهُم لَعَلَّهم حاسِدوهُ / أَو عَساهم بِفَضله جُهلاء
مرحباً بالعَلاء وَفّى القَوافي / حَظُّها منه رِفعةٌ وَسناء
مرحباً بالقَريضِ وَفّى المَعالي / قِسطُها منهُ رَونَقٌ وَسَناء
مرحباً بِالمديحِ آياتِ صِدقٍ / لم يُخالِط رُواءَهُنَّ رِياءُ
مرحباً بالحَياة في الوَصفِ تَسري / فَيُعاد المَوصوفُ وَالأَشياء
مرحباً بِالبَيانِ سِحراً وَبِالشِع / رِ تُحلّيهِ حكمةٌ غَرّاء
مرحباً بِالمَقال سمحاً كريماً / لم يَشُبهُ هجوٌ وَلا إيذاء
مرحباً بِالقَصيد يَتلوه لِلشِّع / رِ أَميرٌ يُصغى لهُ أُمَراء
ذا يُلَبّي الكَلامُ إن هو نادا / هُ وَهذا يَعنو لهُ العُظماء
مرحباً بِالشَباب فيه لمصرٍ / أَملٌ لا يَفوتُها وَرجاء
مرحبا بالكتاب تغبِطهُ الكُت / بُ وَبِالجُزء بَعدهُ أَجزاء
أَيُّ صَوتٍ حَيَّتهُ بِالأَمسِ باري
أَيُّ صَوتٍ حَيَّتهُ بِالأَمسِ باري / سُ مقرُّ العلومِ والعلماءِ
مَن تُرى ذلكَ الذي جمَّلَتهُ / حِكمةُ الشَيبِ في رَبيع الفتاءِ
ذلك الأَسمرُ الذي بَهَرَ البي / ضَ مُطِلّاً من مِنبَرِ الخُطَباءِ
وَأماطَ اللِثامَ عن أدبِ العُر / بِ كرامِ الآباءِ وَالأَنباءِ
بِلِسانٍ ما اعتادَ من قبلُ أن يخ / ضعَ إِلّا لِأَهلهِ من إباءِ
يا سجلَّ الخلود فَاِفسَح مجالاً / لاسمهِ في صَحيفةِ الفُضلاءِ
وَأرِ الأَعصُرَ الأَواتي أنَّ الذِ / كرَ عُمرٌ محجَّلُ الآناءِ
ذاكَ صوتُ ابنِ بطرسٍ قَد عرفنا / هُ بما هاجهُ من الأَصداءِ
أَلق بالسَمعِ تَستَخِفَّك منه / نَغمةٌ لم تكن لغيرِ الوَفاءِ
ذاك نجمٌ أطلَعتِه أَنتِ يا مِص / رُ فَقرّي بِنجمكِ الوُضّاء
وَأحِلّيهِ حيث تفتقِد البَد / رَ عيونُ السُراةِ في الظُلماء
كم له دون بَيضةِ الشَرقِ من غَض / بَةِ حُرٍّ وَكم له من بَلاءِ
كم له من مواقِفٍ هزَّ عِطفَ ال / حقِّ فيها بِالحُجَّةِ البَيضاءِ
إيه يَاِبنَ الأَمجادِ قُمتَ بِأَعبا / ءِ كبارٍ وَالمجدُ ذو أَعباء
وَأَرَيتَ الأَنامَ بِرَّ ذوى القُر / بى وَرَأيَ الكَريمِ في الكُرَماءِ
فَاِستَمِع ما يُقال حولكَ يا وا / صِفُ ذا اليومَ من ضُروبِ الثَناء
إنَّ من طيِّب الثناءِ لزَهراً / تَجتَنيه مَسامِعُ الأَكفاء
أَبصرَ الثَعلبُ الغُرابَ على غُص
أَبصرَ الثَعلبُ الغُرابَ على غُص / نٍ نَضيرٍ في رَوضةٍ غنّاءِ
وَرأى قطعةً بفيهِ منَ الجُب / نةِ تُزرى بالفِضَّة البيضاء
خير ما تَنتَقي وَأطيبُ ما تَخ / طفُ من مأكلٍ لصوصُ الهواءِ
فاشتَهاها وَقال إن لم تكُن لي / أنكَرَتني ثعالبُ الغَبراء
إرفَعيني يا قوَّةَ المَكرِ إن لم / تُنزِلي الجُبنةَ التي في السماءِ
ثمَّ أَنشا يُثنى وَينصبُ أشرا / كاً وَشرُّ الأَشراكِ بعضُ الثَناءِ
قائِلاً يا أميرُ عم كلَّ صُبحٍ / صائِحاً صادِحاً وكلَّ مساءِ
هاتِ زِدنا علماً بقدرِكَ يا مَو / لايَ من أنتَ من بَني العَنقاءِ
أغُرابٌ تَباركَ اللَهُ / آمنّا بفَضلِ الغِربانِ أهلِ العلاءِ
ألقِ درساً على البَلابِل غلما / نكَ في الفَنِّ يا أَبا الفُضلاءِ
وَتَرَنَّم بِمَن أَفاضَ على حَل / قكَ ما لم يُفِض على الوَرقاءِ
كَلماتٌ أَصغى الغَبيُّ إِلَيها / فَاِعتَراهُ مسٌّ منَ الخُيلاءِ
وَتغنّى فلَم يُحِسَّ بما أَل / قاهُ في فَخِّ أشعَرِ الشُعَراءِ
بَل رَأى الجُبنَةَ الشَهِيَّةَ تَهوى / فَبَكاها وَلاتَ حينَ بُكاءِ
وَتَلَقّى اللصُّ الغَنيمةَ وَاِستَأ / ذَنَ في الحالِ زاهداً في الغِناءِ
قائِلاً طبتَ يامُغَنّى النَدامى / غَنِّ غيري قد حانَ وَقتُ غدائي
أَيُّها الثَعلَبُ ارتَحِل لا هَنِيئاً / لا مَريئاً أَلأمَ اللُؤماءِ
أَيُّها الطائرُ الغَبِيُّ تَعلَّم / ذا جزاءُ الأَغرارِ وَالجُهلاءِ
لم تَزِد يا أَبا الحُصَينِ على أَو / لادِ حَوّاءِ في ضُروبِ الدهاءِ
إنَ مِنّا من يَنصِبُ البَيتَ فَخّاً / لاِقتناصِ القَصرِ الرَفيعِ البِناءِ
فَإِذا مَدَّ لِلسّماءِ يميناً / سلَّ منها كواكبَ الجَوزاء
بَعضُنا لا يزالُ في إِثرِ بعضٍ / ناهِباً سالِباً بلا استِحياء
فَتعوَّذ من هؤلاءِ وحاذِر / لا تكُن إن عُدِدتَ من هؤلاء
مَعشَرَ القِبطِ يا بَني مِصرَ في السَر
مَعشَرَ القِبطِ يا بَني مِصرَ في السَر / راءِ قد كُنتُمُ وَفي الضَرّاءِ
قَد فَقَدنا مِنّا ومنكم كَبيراً / كان بِالأَمسِ زينةَ الكُبراءِ
فَأَقَمنا عليه في كلِّ نادٍ / مَأتَماً داوِياً بصَوتِ البُكاءِ
وَمَزَجنا دُموعَنا بِدُموعٍ / بَذَلَتها عُيونُكم عن سَخاءِ
وَرَأَينا فَتكَ الرَزيئةِ بِالعَق / لِ وَفِعلَ المصابِ بِالعُقلاءِ
باركَ اللَهُ فيكُم أَنتُمُ النا / سُ وفاءً إن عُدَّ أهلُ الوَفاءِ
أَدمُعٌ جاوَزَت مدى كل حُزنٍ / وَتخطَّت حُدودَ كلِّ عزاءِ
وعَديدٌ وَراءَ كلِّ خيالٍ / وَعويلٌ في إِثرِ كلِّ هناءِ
لو بَلَغتُم على النجومِ صُعوداً / لاتَّهَمتُم كواكِبَ الجَوزاءِ
عُذرُكُم أنَّ بُطرُساً كان في مِص / رَ كبيرا في الفَضلِ جمَّ العلاءِ
خَفِّفوا من صياحِكُم ليس في مِص / رَ لأَبناءِ مِصرَ من أعداءِ
دينُ عيسى فيكُم ودينُ أخيهِ / أحمدٍ يَأمُرانِنا بِالإِخاءِ
وَيحَكُم ما كذا تكون النَصارى / راقِبوا اللَهَ بارىءَ العذراءِ
مِصرُ أنتُم ونحن إلّا إذا قا / مت بِتَفريقِنا دَواعي الشَقاءِ
مِصرُ ملكٌ لنا إذا ما تَماسَك / نا وَإلّا فَمصرُ لِلغُرَباءِ
لا تُطيعوا منّا ومِنكم أناساً / بَذَروا بَينَنا بُذورَ الجَفاءِ
لا تُوَلّوا وُجوهَكُم شَطرَ مَن عَكَّ / رَ ما في قُلوبِنا من صَفاءِ
إنَّ دينَ المَسيحِ يَأمُرُ بِالعُر / فِ وَيَنهى عن خُطَّةِ الجُهلاءِ
لا يَكُن بَعضُنا لِبَعضٍ عدُوّاً / لعنَ اللَهُ مُستَبيحي العِداءِ
أَيُّها القاتلُ اِشرَبِ الموتَ كأساً / في نَضير الصِبا وَغضِّ الفتاءِ
لو مَلَكنا شَيئا أَشَدُّ من القَت / لِ جَزاءً لَنِلتَه من جَزاءِ
نحن لِلَّهِ ما لِحَيٍّ بَقاءُ
نحن لِلَّهِ ما لِحَيٍّ بَقاءُ / وَقُصارى سِوى الإِلهِ فناءُ
نحن لِلَّهِ راجعونَ فمن ما / ت ومن عاشَ ألفَ عامٍ سواءُ
يَفرحُ المرءُ في الصَباحِ وما يَع / لمُ ماذا يُكِنُّهُ الإِمساءُ
وَمتاعُ الدنيا قَليلٌ وما يَل / ذهو به المرءُ من حُطامٍ هباءُ
زهَّدَ الناسُ في الحَياةِ مُلِمٌّ / رَوَّعَتنا بِهَولهِ الأَنباءُ
قَصرَ حُلوانَ كنتَ أَنضَرَ قصرٍ / فيه يحلو وَيُستَطابُ الهواءُ
كنتَ ذا هَيبَةٍ يُحاذِرُها الدَه / رُ وَتَكبو أمامَها البَأساءُ
كيفَ أَصبَحتَ مُستَضاماً وَلِلخَط / بِ إلى رُكنِكَ المَنيعِ ارتِقاءُ
ما كذا عَهدُنا بِعزِّكَ تَرمي / هِ اللَيالي أو يَعتَريهِ انقِضاء
كانَ بالأَمسِ في ذَراكَ أبو العَبّ / اسِ تَحيا بِبشرهِ الأَحياءُ
فَطَوَت بُردَهُ الخُطوبُ وكانت / قبلُ تَشقى بِسَعدهِ وَتُساء
وَيحَ من شَيَّعوهُ قد أَودعوا القَب / رَ كريما يَبكى عليه العلاء
وَاِرتَضَوا بِالبُكا وما الحُزنُ إِلّا / أن تَسيلَ القُلوبُ والأَحشاء
عاش فينا عَذبَ البَشاشَةِ وَالأخ / لاقِ تَروى به النفوسُ الظِماء
وَتَولّى وفي الصُدور من الوَج / دِ عليه ما ليس يُرويهِ ماء
عُطَّلَت مِصرُ من سناهُ كما قد / عُطِّلَت من حُلّيها الحَسناء
كلُّ خَطبٍ في جَنبِ خطبِك يا مِص / رُ يُرَجّى للناسِ فيه عزاء
ما يقول الراثونَ في فقدِ تَوفي / قٍ وماذا تحاوِلُ الشعراءُ
والرَزايا في بَعضِها يُطلقُ القَو / لُ وَتَعيا في بَعضِها البُلغاءُ
إِنَّ مَولاكَ كانَ أَحسَنَ مَن تُز / هى بِأَنوارِ وجههِ البَطحاءُ
كانَ لِلتّاج فوق مَفرقِه ضَو / ءٌ لدَيهِ تُحقَّرُ الأَضواء
كان يجلو دُجى الكوارثِ إن جلَّ / ت بِرَأيٍ تَعنو له الآراء
كانَ أدرى المَلا بكَسبِ ثناءٍ / آهِ لو خلَّدَ النُفوسَ ثَناء
آلَ توفيقٍ الكِرامَ البَسوا الصَب / رَ رِداءً فالصَبر نَعمَ الرِداء
أنتُم الراسخونَ في علمِ ما كا / نَ فقولوا مَن ذا عداهُ الفَناء
أين قومٌ شادوا البِلادَ وَسادو / ها وكانت تَهواهُمُ العَلياء
ملَكوا الأَرضَ حِقبَةً ثمَّ أَمسَوا / وهُمُ في بُطونِها نُزَلاءُ
كلُّ نفسٍ لها كتابٌ وميعا / دٌ إذا جاءَ لا يُرَدُّ قَضاءُ
سُنَّةُ اللَهِ في البَريَّةِ لم يُس / تَثنَ منها الملوكُ وَالأَنبياء
لا أُعَزّيكُمُ وَأَنّي لِقَولي / أن تُعَزّى بِمثلهِ الحُكماء
احمِدوا اللَهَ في العَشِيَّةِ وَالإِص / باحِ فَالبُؤسُ قد تَلاهُ هناءُ
إن يكُن خرَّ من سمائِكمُ بَد / رٌ فعَبّاسُكم به يُستَضاءُ
قد أَرانا العباسُ بعد أبيه / كيفَ تَلقى العظائمَ العُظماءُ
وَرِثَ المُلك عن أبيه فلمّا / قامَ بالأَمرِ دبَّ فينا الرجاءُ
وَاجتَلَيناهُ طَودَ مجدٍ وَسوراً / دارَ منهُ حولَ البِلادِ بِناءُ
حَبَّذا منه همَّةٌ تَترُكُ الصَع / بَ ذَلولاً وَعزَّةٌ قَعساءُ
وَثَباتٌ في طَيِّهِ وَثباتٌ / لِلمَعالي وَحكمَةٌ وَإِباءُ
وَصِفاتٌ عن كُنهِها يَعجزُ الوَص / فُ وفيها يُستَغرَقُ الإِحصاءُ
دامَ يَكسو الزَمانَ حُسناً وَيُسدى / أَنعُماً لا يَشوبهُنَّ انتِهاءُ