القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إلياس أبو شبكة الكل
المجموع : 5
كَيفَ قوَّضتُم بِناءَ القَضاءِ
كَيفَ قوَّضتُم بِناءَ القَضاءِ / في سَبيلِ النجاةِ بِالحَسناءِ
يا قضاةً ظَلمتُمُ العَدلَ حَتّى / تَرحَموا الحُسنَ في عُيونِ النِساءِ
قَد عَهِدنا أَنَّ الجَمالَ حسامٌ / مُرهَفُ الحدِّ باتِرٌ ذو مضاءِ
ما عَهِدناهُ أَنَّهُ الشَرعُ حَتماً / جائِرٌ في الوَرى عَلى التعساءِ
فَإِذا كانَ قاضِياً ذلِكَ الحُس / نُ يدينُ العباد تَحتَ الخفاءِ
أَجلَسوهُ عَلى المَنَصَّةِ جَهراً / وَاِستَعيضوا بهِ عَن الزُعَماءِ
يُصبح العَدلُ حينذلِكَ فحشاً / وَيَغورُ الوُجودُ في الفَحشاءِ
وَالفَقيرُ الضَعيفُ يَمسي ذَليلاً / وَتصيرُ الأَحكامُ لِلأَغنياءِ
كَم بَريءٍ في السِجنِ أَمسى شَقِيّاً / من ضَحايا الشَرائِعِ العَمياءِ
وَلكَم مجرمٍ يَعيثُ فَساداً / هُوَ في شَرعِكُم مِنَ الأَبرِياءِ
يا قَضاةً وَالعَدلُ أَعظَمُ ركنٍ / لِمَسيرِ النظامِ في الغَبراءِ
كَيفَ كفَّنتُمُ الشَبابَ بِقانو / نٍ تَوارى ملوّثاً بِالدماءِ
ما دَرى الناسُ قَبلَ ذلِكَ أَنَّ ال / عدلَ رهنٌ لِلأَعينِ النَجلاءِ
وَلَهُ مُهجَةٌ أُصيبَت بِسَهمٍ / مِن هَوى مرغريت في الأَحشاءِ
أَي جَمال النِساءِ أوليتَ حُكماً / فَاِحتَكِم ما تَشاءُ في الضّعفاءِ
إِن تَكُن سافِكاً فكُن مُستَبِدّاً / لا تَخَف ما هُناكَ غَير القَضاءِ
إيهِ برناسُ هَيكَلُ الشُعَراءِ
إيهِ برناسُ هَيكَلُ الشُعَراءِ / وَمصلّى الكَهّانِ وَالأَنبِياءِ
لا دهاكَ الفَناءُ بَعد بَقاءٍ / خالِدٌ أَنتَ في ضَميرِ البَقاءِ
لا رَأى الدَهرُ غارَ رَأسِك يَذوي / بَعدَ هذا النضور هذا البَهاءِ
إِنَّ غاراً عَلى ذراكَ لمجدٌ / خَلَّدته نَوابِغُ القُدَماءِ
حكمَةٌ أَنتَ في الوُجودِ وَنورٌ / لِعقولِ الجَهّالِ وَالحُكَماءِ
سكبَ الفَجرُ في مَراشِفِها ال / حُمرِ رَحيقَ الخُلودِ لِلشُعَراءِ
إيه برناس وَالعَرائِسُ تَشدو / فيكَ أُغنيَّةَ الهَوى وَالرَجاءِ
سَكبَ الفَجرُ في مَراشِفِها ال / حمرِ رَحيقَ الخُلودِ لِلشُعراءِ
هَيكَلَ الفَنِّ وَالجَمالِ سَلامٌ / وَسَلامُ يا هَيكَلَ البُؤَساءِ
سَجد المَجدُ تَحتَ قَوسِكَ سكرا / نَ سجودَ الفَقيرِ لِلأَغنِياءِ
قُل لِأَبنائِكَ الَّذينَ اِستَمَدّوا / شُعلَةَ الوَحيِ مِنكَ كَالكَهرُباءِ
إِنَّما البُؤسُ في تُرابي ثَراءُ / فَرِدوا المَجدَ من بحارِ ثَرائي
وَدَعوا الغَيرَ يَبحَثونَ طَويلاً / في وُحولِ الغِنى عَن الإِثراءِ
فَلَكم من لَآلىء النور كَنزٌ / فَاِنثُروهُ على طَريقِ الإِباءِ
إِنَّما الشاعِرُ الحَقيقِيُّ قَلبٌ / ذابَ حُبّاً عَلى شُعاعِ الفِداءِ
هو روحُ من السَماءِ اِستَمَدَّت / حِكمَةَ الفَنِّ من دِماغِ السَماءِ
هو بانٍ يوَدّ تَقويضَ رُكنٍ / شَيَّدَته مَظالِمُ الزُعَماءِ
وَبناءُ العَلى عَلى ذلِكَ الرك / نِ وَتِلكَ الأَنقاضِ أَقوى بِناءِ
هوَ قيثارَهُ الشعور تُناجي / بِنَشيد الأَوتارِ سرَّ الضِياءِ
فَالضِياءُ الأَكيدُ في مقلَة الشا / عِرِ لا في النُجومِ أَو في ذُكاءِ
هو نسرٌ لهُ جناحا إِلهٍ / طائِرٌ في مَدينَةِ التعساءِ
ناثِرٌ دَمعَة العزاءِ عَلى الأَر / ضِ لتَشفي تَعاسَةَ الضُعَفاءِ
هو روح الخَليل في النجمَة الزه / راء تَمتَصُّ عُنصر الزَهراءِ
لتروّي بهِ الفُنون وَتحيي / مَيِّت الشِعر في عُروقِ الرُواءِ
أَي خَليلَ البِلادِ وَفَّيتَ قِسطاً / من فُروضٍ عَلَيكَ لِلعَلياءِ
فَاِشدُدِ العَزمَ لِلنجاء وَأَكمِل / ذلِكَ الشَوطُ يا رَبيبَ النجاءِ
ما تَرى في البِلادِ بَعد اِغتِرابٍ / أَسوى البُؤسِ وَالبَلى وَالشَقاءِ
إِنَّ صَدراً حنَوتَ طفلاً عَلَيهِ / لهوَ صَدرٌ مهشَّمُ الأَعضاءِ
كلَّ ما في البِلادِ أَمسى غَريباً / شَوَّهتَهُ مناكِلُ الغُرَباءِ
فَبلبنان أَيمُ المَجدِ ثَكلى / وَهيَ تَبكي مصيبَةَ الأَبناءِ
هيَ تَبكي الأُلى أَبادَهُم الظُل / مُ وَوارَتهُم يَدُ البَغضاءِ
بَرِئَت مِنهُم المَظالِمُ لكِن / أَنكَرَت أَنَّهُم مِن الأَبرِياءِ
شُهداءُ العلى قَضت وَبَقينا / في حَياةٍ كَثيرَةِ الأَدواءِ
إِن أَطَلَّت من كوَّةِ المَوتِ تبصر / نَزَواتِ الأَرواحِ في الأَحياءِ
يا قبوراً تربَّعَ الوَحيُ فيها / لَيسَ مَن فيكِ صائِراً لِلفَناءِ
كلّ جيلٍ يَجثو أَمامك بِالمَج / دِ وَيَرمي عَلَيكِ زهرَ البقاءِ
يا سَمير الأَبراجِ في مُنتَهى الأَج / واءِ ماذا في مُنتَهى الأَجواءِ
وَعَذارى الفَضاءِ ماذا أَسَرَّت / لَكَ لَمّا أَضَفتَها في الفَضاءِ
كلّ لَيلٍ تَزورُها فَتُناجي / كَ طَويلاً في خِدرِها المُتَنائي
كَيفَ فرجيل وَالمَعرّي وَهو / ميروس في ذلِكَ المَكان الهَوائي
طَرِبَت بِعَلبَكُّ بِالوَلد البَ / رِّ وَبشَّت لَهُ ثُغورُ الظِباءِ
وَأَطَلَّت من الهَياكِلِ سكرى / نَظَراتُ الكَهّانِ وَالأَنبِياءِ
وَجثا الشعرُ لِلَّصلاةِ جثّو ال / مُؤمِنينَ العُفاةَ وَالأُمَناءِ
يا نَديمُ الرُؤى عَلَيكَ سَلامٌ / وَسَلامٌ يا سَيِّدَ الشُعَراءِ
كَم سَهِرتُ الساعاتِ في الظلماءِ
كَم سَهِرتُ الساعاتِ في الظلماءِ / أَرصدُ النُجمَ في فَسيحِ الفَضاءِ
وَزَفيرُ الفُؤادِ يَعلو تباعاً / فَتوافيهِ مُقلَتي بِالبُكاءِ
شاعِر الحُبِّ قيل عَنِّيَ قبلاً / لكِن اليَومَ شاعِرُ البُؤَساءِ
بِسمَ المرجُ لِلرَّبيعِ وَجَفَّت / أَدمُعُ الغَيثِ في عُيونِ الشِتاءِ
وَتعالى عَرفُ الأَزاهرِ لَمّا / اِنفَرَجَت عَن مَباسِمِ العَذراءِ
قرب ذاكَ الغَديرِ في المَرجِ طيفٌ / شاحِبُ الوَجهِ بارِزُ الأَعضاءِ
نَسجَ الجوعُ فَوقَ عَينَيهِ سَتراً / لا نَراهُ في أَعيُنِ الأَحياءِ
يَتَخَطّى إِلى الأَمامِ قَليلاً / ثُمَّ يَعدو بِسُرعَةٍ لِلوَراء
فَكَأَنَّ الحِمامَ يَبحَث عَنهُ / وَهوَ يَرجو النَجاةَ بِالالتِجاءِ
بائِسٌ وَالحَياةُ تَأنَفُ مِنهُ / كَبَقايا الحُطامِ في الدأماءِ
إِنَّهُ بدعَةٌ مِن اللَهِ لكِن / أَنكَرَتهُ جَماعَةُ الأَغنِياء
لا عَزاءَ يُنسيهِ بَعضَ عَذابٍ / في لَيالي شَقائِهِ السَوداءِ
غَيرُ نُجمِ الفَضا تُطِلُّ عَلَيهِ / كَعُيونِ السَما مِن العلياءِ
حامِلاتٍ سِرَّ الحَياةِ غَريباً / فَيَرى فيهِ روح سرِّ الضِياءِ
يَتَعَزّى إِذ ذاكَ بَعضُ عَزاءٍ / ما تَراهُ يُفيدُ بَعض العَزاءِ
تارَةً يسمعُ الغَديرَ يُغَنّي / فَيُوافيهِ صَوتُهُ بِالغِناءِ
وَغِناءُ الغَديرِ ماءٌ قراحٌ / وَغِناءُ الفَقيرِ رَجو غذاءِ
تَتَراءى لهُ الكَواكِبُ طَوراً / كَدَنانيرَ أُلقِيَت في الهَواءِ
فَيمدُّ اليَدَين لَهفاً إِلَيها / غَير أَنَّ الفَضا من البُخلاءِ
طَرَدته مَدينه الفَحشِ وَالظُل / مِ فَآواهُ مَهبَط الفُقَراءِ
ذلكَ المَهبَط الَّذي عاشَ فيهِ / هوميروسُ الكَبيرُ في الشعراءِ
حَشرَجَت روحُه صَباحَ نَهارٍ / بِعَذابٍ فَقاءَها في المَساءِ
وَعَلى الزَهرِ أَدمُعٌ مِن عُيونِ ال / فَجرِ ما جُفِّفَت بِنورِ ذُكاءِ
فَكَأَنَّ الدُموعَ مُضطَرِباتٍ / في اللَيالي مراشِفُ الضُعَفاءِ
تصرخ اللَهُ في الأَعالي اِنتِقاماً / من أُولي الجور من أُولي الإِثراءِ
أُغرُبي يا مَدينَةَ العارِ إِنَّ ال / مرجَ مَهدٌ لِدَولَةِ الأَنبِياءِ
هُو مَأوى الزُهورِ وَالزَهرُ طهرٌ / نَثَرته في المَرجِ روحُ السَماءِ
أُغرُبي يا جَهَنَّماً فَوقَ أَرضٍ / ما رَأَينا فيها سِوى الفَحشاءِ
فَالشَياطينُ مِن بَني الأَرضِ أَقوا / مٌ همُ سادَةٌ من الزُعَماءِ
كَثُرَ الإِثمُ في الوُجودِ فَيا ر / بّ تَرَحَّم وَاِعطُف عَلى التُعَساءِ
هَل خَلَقتَ الغَنِيَّ لِلمَجدِ / وَالبائِسَ أَوجدتَهُ تُرى لِلشَقاءِ
أَيُّ داءٍ يشفُّهُ أَيُّ داءِ
أَيُّ داءٍ يشفُّهُ أَيُّ داءِ / يا إِلهي يا مُنقِذَ الأَبرِياءِ
أَيُّ داءٍ يشفُّهُ فَعَلى عَينَي / هِ طَيفٌ ذو جَبهَةٍ سَوداءِ
كُلُّ لَيلٍ يَمُرُّ يَسلُبُ مِنهُ / زَهراتٍ تَعهَّدَتها دِمائي
قيلَ لي إِنَّهُ سَيَشفى وَلكِن / مُقلَتاهُ تَوارَتا في غِشاءِ
في غِشاءٍ يشفُّ عَن بَعضِ روحٍ / لَيسَ فيهِ لِلأُمِّ بَعضُ رجاءِ
لَونُهُ أَمسِ غَيره اليَومَ إِنَّ ال / داءِ يَمحو عَنهُ جَمالَ الفَتاءِ
ربِّ رُحماكَ لا تُذلَّ فُؤادي / بِحَبيبي وَلا تَجهَّم مَسائي
ربِّ لا تضرب الحَزينَةَ بِالثَك / لِ وَلا تَبلني بِهذا البَلاءِ
لا تَدَعني يا رَبُّ أَحمل أَوجا / عي أَمامَ الباقينَ من أَبنائي
لا تلطِّخ بِاليَاسِ بيض شعوري / يا عزاءَ الأمومَةِ البَيضاءِ
وَأَصاخَت حيناً لِتَسمَعَ صَوت اللَ / هِ وَاللَهُ معرِضٌ في السَماءِ
فَكَأَنَّ السَما بناءُ نحاسٍ / وَكَأَنَّ الظَلامَ عرشُ قَضاءِ
وَكَأَنَّ النُجومَ في شُرفَةِ اللَي / لِ شموعُ الأَكفانِ لِلأَحياءِ
وَعيونُ المَريضِ تَزدادُ نَزعاً / كُلَّما اِزدادَ روحه في الضياءِ
قَوِّني يا مُقَسِّمَ الأَعباءِ
قَوِّني يا مُقَسِّمَ الأَعباءِ / وَأَعِنّي عَلى اِحتِمالِ شَقائي
أَنا يا رَبِّ في يَدَيكَ فَصُنها / فَاِتِّكالي عَلَيكَ كُلُّ عَزائي
إِن تَكُن تَحرُمُ العَزاءَ المُحبي / نَ فَماذا تَرَكتَ لِلشُعَراءِ
رَبِّ صُنها وَأَبقِها لِيَ ظِلّاً / مِن حَنانٍ يَمتَدُّ في صَحرائي
وَاِرفَعِ الأَلسُنَ الخَبيثَةَ عَنها / وَالأَذى في اللَواحِظِ السَوداءِ
أَنتَ يا رَبِّ ما خَلَقتَ جَمالاً / مِثلَها في المَلائِكِ الأَنقِياءِ
أَنتَ يا رَبِّ ما خَلَقتَ وَفاءً / كَالَّذي قاتَ حُبَّها في النِساءِ
أَنتَ يا رَبِّ ما خَلَقتَ نِساءً / مِثلَ لَيلى نَقِيَّةَ الأَحشاءِ
هيَ يا رَبِّ فِلذَةٌ مِنكَ في الحُ / بِّ جَرَت مِن دُموعِكَ الخَضراءِ
أَفَتُمسي يَبساً وَفيكَ رَبيعٌ / دائِمُ الطِيبِ طَيِّبُ الأَنداءِ
يا إِلهي قَرِّب إِلَيَّ البَعيدَي / نَ وَأَبعِد عَنِّيَ أَذى أَقرِبائي
رَبِّ حَوِّل عَينَيَّ عَن كُلِّ حَيٍّ / رَبِّ سَكِّر سَمعي عَن الأَنباءِ
أَأَرى صورَةً وَأَسمَعُ صَوتاً / قَبلَ أَن يَرجعَ الحَبيبُ النائي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025