هكذا كانَ فعلَها الحمقاءُ
هكذا كانَ فعلَها الحمقاءُ / ربَّما تَحْلقُ اللّحى الكيمياءُ
أفكان الإِكسير والشَّعر والبَعْرُ / وهذي المقالة الشَّنعاء
كانَ عهدي به ولا لحية ال / تيس وفي حَلْقِها يقلُّ الجزاء
ليتَ شِعري أُريقَ ماءٌ عليها / قبلَ هذا أَمْ ليس ثمَّةَ ماء
لم يعانِ الزّرنيخَ وهو لعمري / فيه للداء في الذقون دواء
ذَهَبَ الشَّعر والشُّعور وأَمسى / يَتَخَفَّى ومشيُه استحياء
وادَّعى أنَّه أُصيبَ بداءٍ / صَدقَ القولُ إنَّما الحَلْقُ داء
أيّ داء إذ ذاك أعظمُ منه / والمجانين عنده حكماء
وترجّى للحَلْق أمراً محالاً / ولقَدْ خابَ ظنُّه والرَّجاء
ما سَمِعْنا اللّحى بها حجر ال / قوم وفي الدّبر تُوضَعُ الأَجزاء
زاعماً أنَّهم أَشاروا إليها / ولهذا جرى عليها القضاء
أَخَذَ العلمَ عن حقيرٍ فقير / هو والسَّارح البهيم سواء
طلب السّعد بالشَّقاء وهي / هات مع الجهل تسعد الأَشقياء
ذهبتْ لحية المريد ضياعاً / وعَلَيْها بَعْدَ الضياع العفاء
ليته صانها ولو بضراطٍ / ولقد يعقب الضراط الفُساء
لم يدع شَعْرَةً وقد قيل أَرِّخْ / حَلَقَتْ شَعْرَ لحيتي الكيمياء