المجموع : 178
أنا لولا الرحمن والعفو منه
أنا لولا الرحمن والعفو منه / داخل في الجحيم بعد المعاد
إنما في سلاسل ذرعها سبعون / أمشي رسفا وفي أقياد
يوم يزجوني للجحيم تلظى / سبعة من أملاك ربي الشداد
نصبوا فوقها صراطاً يحاكي / شعرة أوشبا السيوف الحداد
ثم قالوا هذا طريقك فانهجه / وإن طال فوق ذاك الوادي
فتمشيت فوقه وهي تحتي / تتراءى حمراء ذات اتقاد
تتلظى كأنها بركان / ثار من بعد هجعة ورقاد
فهي ترمي من جوفها بشواظ / وشظايا حجارة ورماد
يضرع الخاطئون من تحت فيها / بصراخ يشق قلب الجماد
انفحونا ياعابرين بماء / إنما هذه النفوس صوادي
ثم ذاك الصراخ يضعف حتى / يختفي في زفيرها المتمادي
بدلتهم سمومها من بياض / كان يطرى الوجوه لون السواد
يا له من هول جسام ومرأى / يرسل الحزن منه للأكباد
رب ثبت رجلي رب وسلمني / عليه يا رب كل العباد
وأمامي على الصراط أناس / واصلوا السير في بطئ وعادي
ثبتوا عند عبرهم لتقاهم / في متون الأكباش كالأوتاد
يطلبون الوصول إن عبروه
يطلبون الوصول إن عبروه / لجنان تبيح كل مراد
من ثمار تجني ولحم طري / وشراب من سلسبيل براد
وجوار حور كواعب أبكا / ر وولد يزهون كالأولاد
تحتها أنهار على الأرض تجري / عسلاً قد صفوه للزهاد
إن فيها عيشاً يدوم رخيا / وسلاماً من الصروف العوادي
إن فيها لهواً وكأساً دهاقا / كل يوم سرورها في ازدياد
إن فيها تيناً ونخلاً وما / نا وأعناباً لذة للعباد
إن فيها أساوراً تتراءى / وهي من فضة على الأزناد
إن للمتقين فيها مفازا / ونعيماً ما إن له من نفاد
للمصلين المؤمنين برب / هو للكافرين بالمرصاد
ولمن صام الشهر من رمضان / فهو غرثان في النهار وصادي
ولمن جاء يبتغي حج بيت اللَه / والأجر من بعيد البلاد
ولمن أعطى ماله يتزكى / ولمن جاء طائعاً للجهاد
إن أجر المجاهدين كثير / ليس يحصى بالحصر والتعداد
فإذا ما حباهم اللَه نصراً / ملكوا بنت كل علج معادى
فسبوها وضاجعوها بلا عقد / عليها منهم ولا إشهاد
شهد اللَه أن ذلك حق / منه قد جاء في كتاب هادي
أنتِ في هجرنا وهذا الصدود
أنتِ في هجرنا وهذا الصدود / يا سليمى جاوزتِ كل الحدودِ
يا سليمى أفرطتِ في الصرم رفقاً / يا سليمى بالعاشق المعمود
لك جسم يكاد ينصبُّ لطفا / وفؤاد أقسى من الجلمود
ولِقلبي شوق إليك أراه / عن قريب يجرُّني للّحود
أسليمى لا تقطعي حبل وصلي / واقطعي إن أردت حبل وريدي
عجِّلي أن أموت فيك والَّا / فاسمحي لي بنظرة من بعيد
كيف جوّزت أن تفكي عهوداً / أنتِ أبرمتها أمام الشهود
بالذي قد جوّزته يا سليمى / قد لعمري أشمتّ قلب الحسود
علليني ولو بوعد فإني / يا سليمى لَقانعٌ بالوعود
ما ألذَّ العيش الذي قد تقضى / لو وجدنا لعهده من معيد
انقضت تلكم العهود فآهٍ / ثم آهٍ مني لتلك العهود
إن ممشوقة القوام سليمى / قد لعمري ضنّت فيا عينُ جودي
طال عتبي على زمانٍ رماني / بخطوبٍ يُشبن رأس الوليدِ
رُبَّ ليل سهرته في هواكم / حاضر الهمّ غائباً عن شهودي
أرقب النجم فيه نجم الثريا / بعيونِ ما ذقن طعم الهجود
لكروب يفللن حدّ المواضي / وهموم يأكلن قلب الحديد
ظلتُ فيه أرى النجوم إلى أن / وضح الصبح بادياً كعمود
أو كامنية بدت غبّ يأس / أو كوعد قد سر بعد وعيد
وفشا ضوءه فمزق ما قد / كان لليل من غلائل سود
سجن بغداد في الحقيقة قبرٌ
سجن بغداد في الحقيقة قبرٌ / موحش فيه تدفن الأحياءُ
حجرات في جوفها ظلمات / فهي في الليل والنهار سواءُ
قوَّض الحيُّ للرحيل الحياما
قوَّض الحيُّ للرحيل الحياما / ما على الحي لو قليلاً أقاما
قد مررنا على الحبيب وسلَّم / نا عليهِ فلم يردّ السلاما
أزمع الركب في للصباح رحيلا
أزمع الركب في للصباح رحيلا / ما على الركب لو أقام قليلا
خدعوها بقولهم حسناء
خدعوها بقولهم حسناء / شعرها الليل والجبين ذُكاء
غرّها ذلك الثناء فلانت / والغواني يغرهن الثناء
ما تراها تناست اسمي لما / ذكرت نسبتي لها العشراء
ما تناست لشيء اسمي ولكن / كثرت في غرامها الأسماء
إن رأتني تميل عني كأن لم / يجتذبها يوماً إليَّ الولاء
وكأن لم أوافها وكأن لم / تك بيني وبينها أشياءُ
نظرة فابتسامة فسلام / من بعيد يوحى بهِ فرجاء
فاقتراب فوقفة فاستلام / فكلام فموعد فلقاء
يوم كنا ولا تسل كيف كنا / نتلاقى والعيش رغد رخاء
نتلاقى وعند ما نتلاقى / نتهادى من الهوى ما نشاء
وعلينا من العفاف رقيب / دونه في التيقظ الرقباء
مارسته الأهواء منا إلى أن / تعبت في مراسهِ الأهواء
جاذبتني ثوبي العصى وقالت / ببكاء وهل يفيد البكاء
كيف ترضون بالخداع وأنتم / أنتم الناس أيها الشعراء
فاتقوا اللَه في خداع العذارى / فهو إثم تهتز منه السماء
لا تدسّوا الهوى لهن غرورا / فالعذارى قلوبهن هواء
إن تأييد نهضة العلم مجد
إن تأييد نهضة العلم مجد / فاز سعدٌ بهِ فلله سعدُ
وعد الناس بالفلاح فأوفى / وجزاءُ الذين يوفون حمد
إن خيراً به اقتنت مصر قبلاً / غير ما تقتني بهِ مصر بعد
كم له من مكارم زاهرات / أهل مصر من نورها تستمد
لو أردنا إحصاءها ما اقتدرنا / وكذاك النجوم ليست تُعد
مدَّ باعاً إلى الرياسة رحباً / هو مثل الفضاء ليس يُحدُّ
مدَّ باعاً ما مده من وزير / قبل سعدٍ وبعده لا يمد
باذلاً في نشر العلوم بمصرٍ / منه جهداً ما أن يضاهيه جهد
ليس في مصر مثل سعدٍ وزير / فهو كالسيف في الرجاحة فرد
نظر ينفؤ الغوامض لا يك / بو لَهُ في عواقب الأمر زند
وكذاك الذي يكون خفياً / بشعاع من نور رنتجن يبدو
فخرت مصر والمعارف فيها / بسريّ في مدحه الشعر يشدو
سرَّ مصراً منها أجد طرازٍ / حسب مصر ذاك الطراز الأجد
وعيون الذين ما اعترفوا من / ه بحسن الصنيع في مصر رُمد
هل يضر الشمس المضيئة أن يب / دُوَ في شانها من العمى جحد
رقيت مصر في نظارة سعد / درجات كما الزمانَ يودُّ
وسترقى به على ما لديها / من رقيّ فانها تستعد
همه أن تزيد مصر رقياً / فتراه وراء ذلك يعدو
ربّ حقق آمال سعدٍ وحققذ / ربّ ما فيهِ ربّ سعدٌ يجدِ
بخلاف العراق فهو لعمري / لضروبٍ من الجهالة مهد
بعد إذ كان موطناً لرجال / أيَّدوا العلم بينهم وأمدوا
مات من كان ينصر العلم فيهِ / والذي عاش فهو خصم ألدُّ
فمضى العلم واستقرَّ مكان ال / علم جهل والجهل للعلم ضد
كان للقاطنين في جانبي بغ / داد عيش وذل العيش رغد
مرّ ذاك العيش الذي طاب حيناً / وكذاك الحياة صاب وشَهد
فاستَردت ما نوّلته الليالي / والليالي تنيل ثم ترد
إن دهراً أعطى العراق رقياً / ثم رد الرُقيَّ منه لوغد
يؤلم القلب قلب من يتروى / أن هذا عهدٌ وذلك عهد
سلب المال من صنوف الرعايا / وعليهم منه بقايا بعد
ضعف الناس عن أداءِ البقايا / والذي ما غدا ضعيفاً سيغدو
ما لأهل العراق بد من الكر / بة أدُّوا الأموال أو لم يؤدوا
لم يكن في نوائب الدهر ظني / أنها هكذا بنا تستبد
رب في قلب مالكي أمرنا اجعل / رأفة لا تبيح أن يتعدوا
أو فبدلهمُ بأرحم منهم / إنهم ربّ عن سبيلك صدوا
أن قلب الذين وُلُّوا علينا / حجرٌ من أقسى الحجارة صلد
غربت عن بغداد شمس الترقي / فعراها بعد الحرارة برد
ما لأغنى أرضِ العراق مواتاً / أترى أن ماء دجلة ثمد
رفدتها ديالة من يسار / ومن الأيمن الفرات يمد
وتسير البواخر الشم فيها / ما خرات لها ذميل ووخد
ليس في الماء قلة نشتكيه / بل دها أهلها نوائب نكد
أن غصب الحق الصريح شديد / وسكوت الأحرار عنه أشد
لاغتراف الثراء من فيض مصر / كل يوم يأتي إلى مصر وفد
بلغت ثروة الطبيعة فيها / مبلغاً ما وراء ذلك حدّ
وهبتها وللطبيعة جود / من صنوف الخيرات ما لا يعد
ومن النيل قلدتها حساماً / فوقه من نسج الرياح فرند
أن سعداً بين المعارف والجه / ل الذي يجرف المعارف سدُّ
قلت لما حاز الوزارة أرَّخ / قد كفى مصر بالوزارة سعد
رقدت ههنا فتاة لبيبه
رقدت ههنا فتاة لبيبه / ذات حسن في عنفوان الشبيبه
قصفت غصنها المنايا رطيباً / فأَطالت بكاء أمٍّ كئيبه
ودعت أهلها وقالت بحزن / رحلتي عن دنياي هذي قريبه
هي والشمس غابتا في زمانٍ / واحدٍ آه آه يا للمصيبه
فابك ما شئت يا يراعي وأرخ / في شباب الحياة أودت نجيبه
بعد اني اردى فاهبط رمسي
بعد اني اردى فاهبط رمسي / يتساوى غدي ويومي وأمسي
جدث فيه كل دهري ليل / ما لاضواء فجره من بجس
ظلمة فوق ظلمة انا فيها / ابداً مصبح كما انا ممسي
اتأسى بفقدي الحس في مو / تي وفقدان الحس ما لا يؤسي
تعتري جسمي هزة كلما فكر / ت اني يرما سافقد حسي
في الخضم الطامي ستنكس فلكي / صخرة في طريقها أي نكس
لا تلمني اذا خشيت عليها / غرقا فهي اليوم تحمل رأسي
أترى عن عقيدة ان جسمي / سوف يخضر عوده بعد يبس
ولكل امرئ من الموت كأس / وسأحسو عند النهاية كاسي
لم ازل بالحياة صباً وان نؤ / ت بستين من سني وخمس
اشمط الرأس مثلما سار ماش / تحت شجراء بين ظل وشمس
تركتني الايام ارعس حتى / انكرت عين من يراني رعسي
قيل لي احمد على الشدائد والاو / صاب رباً يهدى الورى ويدسى
يمنع الناس ما به يسعد النا / س ويعطى جماً ويعري ويكسي
قلت هذا ما لست افعل شيئاً / منه حتى اردى فدعني وتعسى
انني ان حمدت ربي على ما / اتشكى منه اكذب نفسي
طالما كنت آسياً للرزايا / غير ان الايام للمرء تنسى
فارى ضاحكا بجانب آس / وارى مأتما بجانب عرس
رب قبر عليه اطلقت دمعي / بعد ان طال للمدامع حبسي
هو في زورتي سلامي عليه / وهو شعري الذي يشايع حسي
ايها الراحل الثويّ سلام / قل اذا كنت اليوم تسمع جرسي
انما النازلون حولك قوم / قد خلوا من حقد يعاب ودلس
اخرستهم عن الكلام المنايا / ولقد كانوا قبلها غير خرس
ابتغى في جوار رمسك رمساً / حبذا في جوار رمسك رمسي
ازفت ساعتي فاني سأردى / وسيردى معي رجائي ويأسي
انما الدنيا جنة لسعيد / وجحيم لذي شقاء وبؤس
لك فيها الحياة ما طبت عيشا / كل شيء فلا تبعها ببخس
ويح هذي الخراف ماذا تلاقي / من ذئاب بين الحضيرة طلس
ولقد يأتي الرجس من لا يرى / الرجس وان شنعوا عليه برجس
ارشدوني فقد ضللت سبيلي / بين طرد للحادثات وعكس
ولقد اذكر الحوادث سوداً / في ربوع على الفراتين درس
ايها الحب انت اول حسي / في حياتي وانت آخر حسي
ايها الحب انت خيري وشري / ايها الحب انت سعدي ونحسي
رب حب نزعته من فؤادي / فكأني اقتلعت باليد ضرسي
لي احباب يهتفون بذكري / ثم اعداء يفرحون بتعسي
واراد الحساد خفضي باشيا / ء عزرها اليّ ترفع رأسي
ولقد عاب للجهالة شعري / نفر هجسهم يخالف هجسي
انا لم انظم القصائد غراً / لابن آوى يوما او ابنة عرس
وحسود يعيب شعري باسم / مستعار فعل الجبان الاخس
ما نظمت القريض الا بالها / م جديد من السماء لنفسي
قبسوه من قول من سبقوهم / ومن الشمس والكواكب قبسي
قد غرست التجديد في النشء حتى / كاد لولا الجمود يثمر غرسي
في الالى يحتفون حولي قد يخطئ / فهمي وليس يخطئ حدسي
ومن الرزء ان اعاشر رهطاً / لم يكن جنسهم يلائم جنسي
انا اما حضرت فالقوم خرس / واذا لم احضر فهم غير خرس
ما ارى ان يطيب لي العيش الا / بين جن يبدون في زي انس
انما هذه الطبيعة سفر / لم تحبر حروفها فوق طرس
وستبقى نجومها بازغات / ثم تمنى بعد البزوغ بطمس
مرقت كالسهام تخرق ابعا / د فضاء حدوده فوق حدسي
انها لا تقر في جهة منه / كخيل فوق الصحاصح شمس
ركبت رأسها تجوب الموامي / أبها شيء من جنون ومس
ولعل الوجود من بعد حين / يتجلى للعقل من بعد لبس
ولقد كنت بالطبيعة أشدو / يوم ما كان ذكرها غير همس
قد أماطت عن نفسها الستر ترنو / بعيون فيهن ومضة قدس
يا لها من حسناء أيقظت الحب / بما في عيونها من نعس
أتغاضى عن وجهها ثم ألقي / من حذار عليه نظرة خلس
وإذا ما ابتسمت من جذل بي / فهي تجزي على ابتسامي بعبس
وإذا ما أردت حرباً وأزمعت / عداء رميت سيفي وترسى
قلت في تيهي للسماء وقداد
قلت في تيهي للسماء وقداد / جت اريني نوراً يكون دليلا
فأجابت لو استطعت لما أل / فيتني بالذي سألت بخيلا
غير اني مربوطة باواخي / سنن لا ألقى لها تبديلا
قلت للريح خففي البرد اني / واجد وطأه عليّ ثقيلا
فاجابت لا استطيع لانفا / سي حراً وعن عصوفي عدولا
انني في دنياي مثلك مدفوع / فما ذنبي ان هببت عجولا
قلت بعد العياء للمرض / ارحمني ولا تتخذ اليّ سبيلا
قال الله لا ضغينة عندي / لك قبلا ولم اكنّ ذحولا
غير اني بان اغولك مأمور فما / حيلتي سوى ان اغولا
رمت للقوم نهضة في الحياة
رمت للقوم نهضة في الحياة / ورجوعاً الى طريق النجاة
واندفاعاً كما قد اندفع الاقوام / قبلا ويقظة من سبات
فبهم صحت ان يهبوا خفافا / ويجوبوا الطريق بالوثبات
ان يفكوا كالريح عنهم قيودا / اثقلتهم بكثرة الحلقات
ان يسيروا من الثقافة في ضو / ء يقيهم معرة العثرات
قلت ان الاقوام قد سبقوكم / فالحقوهم ووسعوا الخطوات
قلت هاكم نوراً فظلوا عليه / يؤثرون البقاء في الظلمات
بالغوا في الجمود حتى كأن / القوم ناس لم يشعروا بالحياة
لفظوا ما منحتهم من حقوق / نشدتها الاجيال لفظ النواة
رمت انهاضهم فلم يجدوا في / نفسهم من هوى الى النهضات
شئت تحريرهم فلم يرتضوا / الا اساراً مستحكم الحلقات
فدنوا يكلؤنه في جموع / زحفت لا تنى عن الهجمات
رفضوا النور والسعادة والتحرير / مزرين بالهدى والهداة
حسنات جزاؤها سيئات / تلك بئس الجزاء للحسنات
سوف يطرى التاريخ ما لك من / نفس سما نبلها ومن عزمات
انهم فضلوا وللجهل حكم / ان تظل النساء محتجبات
ولقد تنظر الفتاة اباها / والاسى ملء تلكم النظرات
اخر المسلمين عمن سواهم / رهق المسلمين للمسلمات
أتراهم سيرجعون عن الغي / وعما يجر من ويلات
ام يقولون هكذا قد وجدنا / في القديم الآباء والامهات
لا تحول الاخلاق الا ببطء / انها ميراث من الاموات
ليس يقوى جهل وان قاد اجنا / داً على ما للعلم من حملات
ما لانصاره الكثيرة شأن / قد تضيع الالوف في الوحدات
قد عزوتم الى السفور غروراً / طائشاً قد يفضى الى الهفوات
هل يحول الحجاب بين التي لم / تتثقف والطيش في الرغبات
بل ارى في الحجاب تسهيل ما / تخشونه من نكر على الفتيات
قد وجدت الجمود للهلك ادنى / ووجدت الحياة في الحركات
ايها الداعي أن شعبك ما زال / الى الماضي ويحده ذا التفات
لا يرى في التجديد قومك الا / بدعة تقصيهم عن الجنات
مصطفى بالاصلاح جاء ولكن / لم يجد ما وجدت من عقبات
نظم الجيش واسترد به از / مير من بعد خوضه الغمرات
هذه جنة لكم فادخلوها / وكلوا ما شئتم من الطيبات
انا ارجو لهم اليك مآبا / وبودي ان لا تخيب رجاتي
تلك امنيتي فان هي ضاعت / ذهبت نفسي خلفها حسرات
ان هذي قصيدتي لك فاقرأ / ها تجدها حقائقاً بينات
كل ابيات شعرها نغمات / فاستمع ساعة الى النغمات
ليس من طبعها البكاء ولكن / شربت ماء دجلة والفرات
رب شعر كأن ابياته في / السمع مجموعة من الشهقات
قد طغى يطفح الفرات وعبا
قد طغى يطفح الفرات وعبا / يملأ الانفس الجريئة رعبا
ساعة ثم طبق الارض ماءاً / فكأن الاتي قد جاء وثبا
ان ذاك الذي حسبناه نهراً ضيقاً / امسى اليوم كالبحر رحبا
غمر الجانبين منه وانحجى / يتسامى الى التلاع فاربى
اغرق الزرع والمساكن والشا / ء مطافيل والبساتين غلبا
كذبتنا الحياة في كل شيء / ولعل الآمال اكثر كذبا
جاء غضبان بادي الازباد
جاء غضبان بادي الازباد / عابثاً بالاسداد والارصاد
ولقد مدته على ما اتاه / كثرة للثلوج في الاطواد
هبت الامهات في الذعر ليلا / يتعثرون فيه بالاولاد
قد تمادى الفرات في طغيانه
قد تمادى الفرات في طغيانه / وابى الا قسوة في افتتانه
فاض حتى حسبته وهو يسطو / ملكا يستبد في سلطانه
غمر القاع ثم عب فانحى / يعتدي مزبداً على كثبانه
أتراه مصارعا يتحدى / ام تراه قد هاج من اشجانه
ذاهباً بالشياه يجرفها جر / ف وبالزرع وهو في ريعانه
انه في اكتساحه الزرع يعثو / سل روح الفلاح من جثمانه
لعظيم طوفانه وعظيم / ما اصاب الفلاح من طوفانه
ولقد كان قبل ذلك يأتي / حاملا للسلام في اردانه
قد طحا بالفلاح يقسو الفرات
قد طحا بالفلاح يقسو الفرات / وله كانت منه تأتي الحياة
واصابته في النهاية منه / نكبات وراءها نكبات
امهات لهن تدعو صغار / وصغار تدعوهم الامهات
ولقد اصبحوا جميعاً بلا مأ / وى وباتوا وهم جياع عراة
ذهب الزرع عند ادراكه / والبيت ثم الشياه والبقرات
كل هذا في ليلة هطلت فيها / السواحي واشتدت الظلمات
انما هذه الطبيعة قيد / والنواميس كلها حلقات
القرى قد تهدمت والبيوت
القرى قد تهدمت والبيوت / ثم عز المأوى وعز القوت
فتيات يعولن خوف المنايا / ومنايا تطوف وهي سكوت
بالاتي الفلاح فوجئ ليلا / فهو في ظهر ربوة مبهوت
ينظر السيل وهو ضخم مخيف / يتنزى كأنه عفريت
امل ذاهب وجهد مضاع / وشياه غرقى وشمل شتيت
ليت شعري هل الطبيعة غضبى / قد قضت في ابنائها ان يموتوا
جلل ما الم بالفلاح
جلل ما الم بالفلاح / جاءه السيل بغتة وهو طاح
انه في ليل من الهم داج / قد خلا صبحه من الاوضاح
ظل في بهرة الشقاء مقيما / ما له عنها ساعة من براح
افسدت عيشه صروف الليالي / هل لما افسدته من اصلاح
كلما ازداد الفقر في بلد قلت / من اليأس قيمة الارواح
أرأفي يا سماء بالمفجوع
أرأفي يا سماء بالمفجوع / بضراعاته وتلك الدموع
بائس ينخز الاسى قلبه كل / لياليه ليلة الملسوع
اول الحب في القلوب شراره
اول الحب في القلوب شراره / تختفي تارة وتظهر تاره
ثم يرقى حتى يكون سراجاً / لذويه فيه هدى واناره
ثم يرقى حتى يكون مع ال / أيام ناراً حمراء ذات حراره
ثم يرقى حتى يكون اتونا / بحراراته تذوب الحجاره
ثم يرقى حتى يكون حريقاً / فيه هلك لاهله وخساره
ثم يرقى حتى يمثل بركا / ناً يرى الناس من بعيد ناره
ثم يرقى حتى يكون جحيما / عن تفاصيلها تضيق العباره