القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 178
أنا لولا الرحمن والعفو منه
أنا لولا الرحمن والعفو منه / داخل في الجحيم بعد المعاد
إنما في سلاسل ذرعها سبعون / أمشي رسفا وفي أقياد
يوم يزجوني للجحيم تلظى / سبعة من أملاك ربي الشداد
نصبوا فوقها صراطاً يحاكي / شعرة أوشبا السيوف الحداد
ثم قالوا هذا طريقك فانهجه / وإن طال فوق ذاك الوادي
فتمشيت فوقه وهي تحتي / تتراءى حمراء ذات اتقاد
تتلظى كأنها بركان / ثار من بعد هجعة ورقاد
فهي ترمي من جوفها بشواظ / وشظايا حجارة ورماد
يضرع الخاطئون من تحت فيها / بصراخ يشق قلب الجماد
انفحونا ياعابرين بماء / إنما هذه النفوس صوادي
ثم ذاك الصراخ يضعف حتى / يختفي في زفيرها المتمادي
بدلتهم سمومها من بياض / كان يطرى الوجوه لون السواد
يا له من هول جسام ومرأى / يرسل الحزن منه للأكباد
رب ثبت رجلي رب وسلمني / عليه يا رب كل العباد
وأمامي على الصراط أناس / واصلوا السير في بطئ وعادي
ثبتوا عند عبرهم لتقاهم / في متون الأكباش كالأوتاد
يطلبون الوصول إن عبروه
يطلبون الوصول إن عبروه / لجنان تبيح كل مراد
من ثمار تجني ولحم طري / وشراب من سلسبيل براد
وجوار حور كواعب أبكا / ر وولد يزهون كالأولاد
تحتها أنهار على الأرض تجري / عسلاً قد صفوه للزهاد
إن فيها عيشاً يدوم رخيا / وسلاماً من الصروف العوادي
إن فيها لهواً وكأساً دهاقا / كل يوم سرورها في ازدياد
إن فيها تيناً ونخلاً وما / نا وأعناباً لذة للعباد
إن فيها أساوراً تتراءى / وهي من فضة على الأزناد
إن للمتقين فيها مفازا / ونعيماً ما إن له من نفاد
للمصلين المؤمنين برب / هو للكافرين بالمرصاد
ولمن صام الشهر من رمضان / فهو غرثان في النهار وصادي
ولمن جاء يبتغي حج بيت اللَه / والأجر من بعيد البلاد
ولمن أعطى ماله يتزكى / ولمن جاء طائعاً للجهاد
إن أجر المجاهدين كثير / ليس يحصى بالحصر والتعداد
فإذا ما حباهم اللَه نصراً / ملكوا بنت كل علج معادى
فسبوها وضاجعوها بلا عقد / عليها منهم ولا إشهاد
شهد اللَه أن ذلك حق / منه قد جاء في كتاب هادي
أنتِ في هجرنا وهذا الصدود
أنتِ في هجرنا وهذا الصدود / يا سليمى جاوزتِ كل الحدودِ
يا سليمى أفرطتِ في الصرم رفقاً / يا سليمى بالعاشق المعمود
لك جسم يكاد ينصبُّ لطفا / وفؤاد أقسى من الجلمود
ولِقلبي شوق إليك أراه / عن قريب يجرُّني للّحود
أسليمى لا تقطعي حبل وصلي / واقطعي إن أردت حبل وريدي
عجِّلي أن أموت فيك والَّا / فاسمحي لي بنظرة من بعيد
كيف جوّزت أن تفكي عهوداً / أنتِ أبرمتها أمام الشهود
بالذي قد جوّزته يا سليمى / قد لعمري أشمتّ قلب الحسود
علليني ولو بوعد فإني / يا سليمى لَقانعٌ بالوعود
ما ألذَّ العيش الذي قد تقضى / لو وجدنا لعهده من معيد
انقضت تلكم العهود فآهٍ / ثم آهٍ مني لتلك العهود
إن ممشوقة القوام سليمى / قد لعمري ضنّت فيا عينُ جودي
طال عتبي على زمانٍ رماني / بخطوبٍ يُشبن رأس الوليدِ
رُبَّ ليل سهرته في هواكم / حاضر الهمّ غائباً عن شهودي
أرقب النجم فيه نجم الثريا / بعيونِ ما ذقن طعم الهجود
لكروب يفللن حدّ المواضي / وهموم يأكلن قلب الحديد
ظلتُ فيه أرى النجوم إلى أن / وضح الصبح بادياً كعمود
أو كامنية بدت غبّ يأس / أو كوعد قد سر بعد وعيد
وفشا ضوءه فمزق ما قد / كان لليل من غلائل سود
سجن بغداد في الحقيقة قبرٌ
سجن بغداد في الحقيقة قبرٌ / موحش فيه تدفن الأحياءُ
حجرات في جوفها ظلمات / فهي في الليل والنهار سواءُ
قوَّض الحيُّ للرحيل الحياما
قوَّض الحيُّ للرحيل الحياما / ما على الحي لو قليلاً أقاما
قد مررنا على الحبيب وسلَّم / نا عليهِ فلم يردّ السلاما
أزمع الركب في للصباح رحيلا
أزمع الركب في للصباح رحيلا / ما على الركب لو أقام قليلا
خدعوها بقولهم حسناء
خدعوها بقولهم حسناء / شعرها الليل والجبين ذُكاء
غرّها ذلك الثناء فلانت / والغواني يغرهن الثناء
ما تراها تناست اسمي لما / ذكرت نسبتي لها العشراء
ما تناست لشيء اسمي ولكن / كثرت في غرامها الأسماء
إن رأتني تميل عني كأن لم / يجتذبها يوماً إليَّ الولاء
وكأن لم أوافها وكأن لم / تك بيني وبينها أشياءُ
نظرة فابتسامة فسلام / من بعيد يوحى بهِ فرجاء
فاقتراب فوقفة فاستلام / فكلام فموعد فلقاء
يوم كنا ولا تسل كيف كنا / نتلاقى والعيش رغد رخاء
نتلاقى وعند ما نتلاقى / نتهادى من الهوى ما نشاء
وعلينا من العفاف رقيب / دونه في التيقظ الرقباء
مارسته الأهواء منا إلى أن / تعبت في مراسهِ الأهواء
جاذبتني ثوبي العصى وقالت / ببكاء وهل يفيد البكاء
كيف ترضون بالخداع وأنتم / أنتم الناس أيها الشعراء
فاتقوا اللَه في خداع العذارى / فهو إثم تهتز منه السماء
لا تدسّوا الهوى لهن غرورا / فالعذارى قلوبهن هواء
إن تأييد نهضة العلم مجد
إن تأييد نهضة العلم مجد / فاز سعدٌ بهِ فلله سعدُ
وعد الناس بالفلاح فأوفى / وجزاءُ الذين يوفون حمد
إن خيراً به اقتنت مصر قبلاً / غير ما تقتني بهِ مصر بعد
كم له من مكارم زاهرات / أهل مصر من نورها تستمد
لو أردنا إحصاءها ما اقتدرنا / وكذاك النجوم ليست تُعد
مدَّ باعاً إلى الرياسة رحباً / هو مثل الفضاء ليس يُحدُّ
مدَّ باعاً ما مده من وزير / قبل سعدٍ وبعده لا يمد
باذلاً في نشر العلوم بمصرٍ / منه جهداً ما أن يضاهيه جهد
ليس في مصر مثل سعدٍ وزير / فهو كالسيف في الرجاحة فرد
نظر ينفؤ الغوامض لا يك / بو لَهُ في عواقب الأمر زند
وكذاك الذي يكون خفياً / بشعاع من نور رنتجن يبدو
فخرت مصر والمعارف فيها / بسريّ في مدحه الشعر يشدو
سرَّ مصراً منها أجد طرازٍ / حسب مصر ذاك الطراز الأجد
وعيون الذين ما اعترفوا من / ه بحسن الصنيع في مصر رُمد
هل يضر الشمس المضيئة أن يب / دُوَ في شانها من العمى جحد
رقيت مصر في نظارة سعد / درجات كما الزمانَ يودُّ
وسترقى به على ما لديها / من رقيّ فانها تستعد
همه أن تزيد مصر رقياً / فتراه وراء ذلك يعدو
ربّ حقق آمال سعدٍ وحققذ / ربّ ما فيهِ ربّ سعدٌ يجدِ
بخلاف العراق فهو لعمري / لضروبٍ من الجهالة مهد
بعد إذ كان موطناً لرجال / أيَّدوا العلم بينهم وأمدوا
مات من كان ينصر العلم فيهِ / والذي عاش فهو خصم ألدُّ
فمضى العلم واستقرَّ مكان ال / علم جهل والجهل للعلم ضد
كان للقاطنين في جانبي بغ / داد عيش وذل العيش رغد
مرّ ذاك العيش الذي طاب حيناً / وكذاك الحياة صاب وشَهد
فاستَردت ما نوّلته الليالي / والليالي تنيل ثم ترد
إن دهراً أعطى العراق رقياً / ثم رد الرُقيَّ منه لوغد
يؤلم القلب قلب من يتروى / أن هذا عهدٌ وذلك عهد
سلب المال من صنوف الرعايا / وعليهم منه بقايا بعد
ضعف الناس عن أداءِ البقايا / والذي ما غدا ضعيفاً سيغدو
ما لأهل العراق بد من الكر / بة أدُّوا الأموال أو لم يؤدوا
لم يكن في نوائب الدهر ظني / أنها هكذا بنا تستبد
رب في قلب مالكي أمرنا اجعل / رأفة لا تبيح أن يتعدوا
أو فبدلهمُ بأرحم منهم / إنهم ربّ عن سبيلك صدوا
أن قلب الذين وُلُّوا علينا / حجرٌ من أقسى الحجارة صلد
غربت عن بغداد شمس الترقي / فعراها بعد الحرارة برد
ما لأغنى أرضِ العراق مواتاً / أترى أن ماء دجلة ثمد
رفدتها ديالة من يسار / ومن الأيمن الفرات يمد
وتسير البواخر الشم فيها / ما خرات لها ذميل ووخد
ليس في الماء قلة نشتكيه / بل دها أهلها نوائب نكد
أن غصب الحق الصريح شديد / وسكوت الأحرار عنه أشد
لاغتراف الثراء من فيض مصر / كل يوم يأتي إلى مصر وفد
بلغت ثروة الطبيعة فيها / مبلغاً ما وراء ذلك حدّ
وهبتها وللطبيعة جود / من صنوف الخيرات ما لا يعد
ومن النيل قلدتها حساماً / فوقه من نسج الرياح فرند
أن سعداً بين المعارف والجه / ل الذي يجرف المعارف سدُّ
قلت لما حاز الوزارة أرَّخ / قد كفى مصر بالوزارة سعد
رقدت ههنا فتاة لبيبه
رقدت ههنا فتاة لبيبه / ذات حسن في عنفوان الشبيبه
قصفت غصنها المنايا رطيباً / فأَطالت بكاء أمٍّ كئيبه
ودعت أهلها وقالت بحزن / رحلتي عن دنياي هذي قريبه
هي والشمس غابتا في زمانٍ / واحدٍ آه آه يا للمصيبه
فابك ما شئت يا يراعي وأرخ / في شباب الحياة أودت نجيبه
بعد اني اردى فاهبط رمسي
بعد اني اردى فاهبط رمسي / يتساوى غدي ويومي وأمسي
جدث فيه كل دهري ليل / ما لاضواء فجره من بجس
ظلمة فوق ظلمة انا فيها / ابداً مصبح كما انا ممسي
اتأسى بفقدي الحس في مو / تي وفقدان الحس ما لا يؤسي
تعتري جسمي هزة كلما فكر / ت اني يرما سافقد حسي
في الخضم الطامي ستنكس فلكي / صخرة في طريقها أي نكس
لا تلمني اذا خشيت عليها / غرقا فهي اليوم تحمل رأسي
أترى عن عقيدة ان جسمي / سوف يخضر عوده بعد يبس
ولكل امرئ من الموت كأس / وسأحسو عند النهاية كاسي
لم ازل بالحياة صباً وان نؤ / ت بستين من سني وخمس
اشمط الرأس مثلما سار ماش / تحت شجراء بين ظل وشمس
تركتني الايام ارعس حتى / انكرت عين من يراني رعسي
قيل لي احمد على الشدائد والاو / صاب رباً يهدى الورى ويدسى
يمنع الناس ما به يسعد النا / س ويعطى جماً ويعري ويكسي
قلت هذا ما لست افعل شيئاً / منه حتى اردى فدعني وتعسى
انني ان حمدت ربي على ما / اتشكى منه اكذب نفسي
طالما كنت آسياً للرزايا / غير ان الايام للمرء تنسى
فارى ضاحكا بجانب آس / وارى مأتما بجانب عرس
رب قبر عليه اطلقت دمعي / بعد ان طال للمدامع حبسي
هو في زورتي سلامي عليه / وهو شعري الذي يشايع حسي
ايها الراحل الثويّ سلام / قل اذا كنت اليوم تسمع جرسي
انما النازلون حولك قوم / قد خلوا من حقد يعاب ودلس
اخرستهم عن الكلام المنايا / ولقد كانوا قبلها غير خرس
ابتغى في جوار رمسك رمساً / حبذا في جوار رمسك رمسي
ازفت ساعتي فاني سأردى / وسيردى معي رجائي ويأسي
انما الدنيا جنة لسعيد / وجحيم لذي شقاء وبؤس
لك فيها الحياة ما طبت عيشا / كل شيء فلا تبعها ببخس
ويح هذي الخراف ماذا تلاقي / من ذئاب بين الحضيرة طلس
ولقد يأتي الرجس من لا يرى / الرجس وان شنعوا عليه برجس
ارشدوني فقد ضللت سبيلي / بين طرد للحادثات وعكس
ولقد اذكر الحوادث سوداً / في ربوع على الفراتين درس
ايها الحب انت اول حسي / في حياتي وانت آخر حسي
ايها الحب انت خيري وشري / ايها الحب انت سعدي ونحسي
رب حب نزعته من فؤادي / فكأني اقتلعت باليد ضرسي
لي احباب يهتفون بذكري / ثم اعداء يفرحون بتعسي
واراد الحساد خفضي باشيا / ء عزرها اليّ ترفع رأسي
ولقد عاب للجهالة شعري / نفر هجسهم يخالف هجسي
انا لم انظم القصائد غراً / لابن آوى يوما او ابنة عرس
وحسود يعيب شعري باسم / مستعار فعل الجبان الاخس
ما نظمت القريض الا بالها / م جديد من السماء لنفسي
قبسوه من قول من سبقوهم / ومن الشمس والكواكب قبسي
قد غرست التجديد في النشء حتى / كاد لولا الجمود يثمر غرسي
في الالى يحتفون حولي قد يخطئ / فهمي وليس يخطئ حدسي
ومن الرزء ان اعاشر رهطاً / لم يكن جنسهم يلائم جنسي
انا اما حضرت فالقوم خرس / واذا لم احضر فهم غير خرس
ما ارى ان يطيب لي العيش الا / بين جن يبدون في زي انس
انما هذه الطبيعة سفر / لم تحبر حروفها فوق طرس
وستبقى نجومها بازغات / ثم تمنى بعد البزوغ بطمس
مرقت كالسهام تخرق ابعا / د فضاء حدوده فوق حدسي
انها لا تقر في جهة منه / كخيل فوق الصحاصح شمس
ركبت رأسها تجوب الموامي / أبها شيء من جنون ومس
ولعل الوجود من بعد حين / يتجلى للعقل من بعد لبس
ولقد كنت بالطبيعة أشدو / يوم ما كان ذكرها غير همس
قد أماطت عن نفسها الستر ترنو / بعيون فيهن ومضة قدس
يا لها من حسناء أيقظت الحب / بما في عيونها من نعس
أتغاضى عن وجهها ثم ألقي / من حذار عليه نظرة خلس
وإذا ما ابتسمت من جذل بي / فهي تجزي على ابتسامي بعبس
وإذا ما أردت حرباً وأزمعت / عداء رميت سيفي وترسى
قلت في تيهي للسماء وقداد
قلت في تيهي للسماء وقداد / جت اريني نوراً يكون دليلا
فأجابت لو استطعت لما أل / فيتني بالذي سألت بخيلا
غير اني مربوطة باواخي / سنن لا ألقى لها تبديلا
قلت للريح خففي البرد اني / واجد وطأه عليّ ثقيلا
فاجابت لا استطيع لانفا / سي حراً وعن عصوفي عدولا
انني في دنياي مثلك مدفوع / فما ذنبي ان هببت عجولا
قلت بعد العياء للمرض / ارحمني ولا تتخذ اليّ سبيلا
قال الله لا ضغينة عندي / لك قبلا ولم اكنّ ذحولا
غير اني بان اغولك مأمور فما / حيلتي سوى ان اغولا
رمت للقوم نهضة في الحياة
رمت للقوم نهضة في الحياة / ورجوعاً الى طريق النجاة
واندفاعاً كما قد اندفع الاقوام / قبلا ويقظة من سبات
فبهم صحت ان يهبوا خفافا / ويجوبوا الطريق بالوثبات
ان يفكوا كالريح عنهم قيودا / اثقلتهم بكثرة الحلقات
ان يسيروا من الثقافة في ضو / ء يقيهم معرة العثرات
قلت ان الاقوام قد سبقوكم / فالحقوهم ووسعوا الخطوات
قلت هاكم نوراً فظلوا عليه / يؤثرون البقاء في الظلمات
بالغوا في الجمود حتى كأن / القوم ناس لم يشعروا بالحياة
لفظوا ما منحتهم من حقوق / نشدتها الاجيال لفظ النواة
رمت انهاضهم فلم يجدوا في / نفسهم من هوى الى النهضات
شئت تحريرهم فلم يرتضوا / الا اساراً مستحكم الحلقات
فدنوا يكلؤنه في جموع / زحفت لا تنى عن الهجمات
رفضوا النور والسعادة والتحرير / مزرين بالهدى والهداة
حسنات جزاؤها سيئات / تلك بئس الجزاء للحسنات
سوف يطرى التاريخ ما لك من / نفس سما نبلها ومن عزمات
انهم فضلوا وللجهل حكم / ان تظل النساء محتجبات
ولقد تنظر الفتاة اباها / والاسى ملء تلكم النظرات
اخر المسلمين عمن سواهم / رهق المسلمين للمسلمات
أتراهم سيرجعون عن الغي / وعما يجر من ويلات
ام يقولون هكذا قد وجدنا / في القديم الآباء والامهات
لا تحول الاخلاق الا ببطء / انها ميراث من الاموات
ليس يقوى جهل وان قاد اجنا / داً على ما للعلم من حملات
ما لانصاره الكثيرة شأن / قد تضيع الالوف في الوحدات
قد عزوتم الى السفور غروراً / طائشاً قد يفضى الى الهفوات
هل يحول الحجاب بين التي لم / تتثقف والطيش في الرغبات
بل ارى في الحجاب تسهيل ما / تخشونه من نكر على الفتيات
قد وجدت الجمود للهلك ادنى / ووجدت الحياة في الحركات
ايها الداعي أن شعبك ما زال / الى الماضي ويحده ذا التفات
لا يرى في التجديد قومك الا / بدعة تقصيهم عن الجنات
مصطفى بالاصلاح جاء ولكن / لم يجد ما وجدت من عقبات
نظم الجيش واسترد به از / مير من بعد خوضه الغمرات
هذه جنة لكم فادخلوها / وكلوا ما شئتم من الطيبات
انا ارجو لهم اليك مآبا / وبودي ان لا تخيب رجاتي
تلك امنيتي فان هي ضاعت / ذهبت نفسي خلفها حسرات
ان هذي قصيدتي لك فاقرأ / ها تجدها حقائقاً بينات
كل ابيات شعرها نغمات / فاستمع ساعة الى النغمات
ليس من طبعها البكاء ولكن / شربت ماء دجلة والفرات
رب شعر كأن ابياته في / السمع مجموعة من الشهقات
قد طغى يطفح الفرات وعبا
قد طغى يطفح الفرات وعبا / يملأ الانفس الجريئة رعبا
ساعة ثم طبق الارض ماءاً / فكأن الاتي قد جاء وثبا
ان ذاك الذي حسبناه نهراً ضيقاً / امسى اليوم كالبحر رحبا
غمر الجانبين منه وانحجى / يتسامى الى التلاع فاربى
اغرق الزرع والمساكن والشا / ء مطافيل والبساتين غلبا
كذبتنا الحياة في كل شيء / ولعل الآمال اكثر كذبا
جاء غضبان بادي الازباد
جاء غضبان بادي الازباد / عابثاً بالاسداد والارصاد
ولقد مدته على ما اتاه / كثرة للثلوج في الاطواد
هبت الامهات في الذعر ليلا / يتعثرون فيه بالاولاد
قد تمادى الفرات في طغيانه
قد تمادى الفرات في طغيانه / وابى الا قسوة في افتتانه
فاض حتى حسبته وهو يسطو / ملكا يستبد في سلطانه
غمر القاع ثم عب فانحى / يعتدي مزبداً على كثبانه
أتراه مصارعا يتحدى / ام تراه قد هاج من اشجانه
ذاهباً بالشياه يجرفها جر / ف وبالزرع وهو في ريعانه
انه في اكتساحه الزرع يعثو / سل روح الفلاح من جثمانه
لعظيم طوفانه وعظيم / ما اصاب الفلاح من طوفانه
ولقد كان قبل ذلك يأتي / حاملا للسلام في اردانه
قد طحا بالفلاح يقسو الفرات
قد طحا بالفلاح يقسو الفرات / وله كانت منه تأتي الحياة
واصابته في النهاية منه / نكبات وراءها نكبات
امهات لهن تدعو صغار / وصغار تدعوهم الامهات
ولقد اصبحوا جميعاً بلا مأ / وى وباتوا وهم جياع عراة
ذهب الزرع عند ادراكه / والبيت ثم الشياه والبقرات
كل هذا في ليلة هطلت فيها / السواحي واشتدت الظلمات
انما هذه الطبيعة قيد / والنواميس كلها حلقات
القرى قد تهدمت والبيوت
القرى قد تهدمت والبيوت / ثم عز المأوى وعز القوت
فتيات يعولن خوف المنايا / ومنايا تطوف وهي سكوت
بالاتي الفلاح فوجئ ليلا / فهو في ظهر ربوة مبهوت
ينظر السيل وهو ضخم مخيف / يتنزى كأنه عفريت
امل ذاهب وجهد مضاع / وشياه غرقى وشمل شتيت
ليت شعري هل الطبيعة غضبى / قد قضت في ابنائها ان يموتوا
جلل ما الم بالفلاح
جلل ما الم بالفلاح / جاءه السيل بغتة وهو طاح
انه في ليل من الهم داج / قد خلا صبحه من الاوضاح
ظل في بهرة الشقاء مقيما / ما له عنها ساعة من براح
افسدت عيشه صروف الليالي / هل لما افسدته من اصلاح
كلما ازداد الفقر في بلد قلت / من اليأس قيمة الارواح
أرأفي يا سماء بالمفجوع
أرأفي يا سماء بالمفجوع / بضراعاته وتلك الدموع
بائس ينخز الاسى قلبه كل / لياليه ليلة الملسوع
اول الحب في القلوب شراره
اول الحب في القلوب شراره / تختفي تارة وتظهر تاره
ثم يرقى حتى يكون سراجاً / لذويه فيه هدى واناره
ثم يرقى حتى يكون مع ال / أيام ناراً حمراء ذات حراره
ثم يرقى حتى يكون اتونا / بحراراته تذوب الحجاره
ثم يرقى حتى يكون حريقاً / فيه هلك لاهله وخساره
ثم يرقى حتى يمثل بركا / ناً يرى الناس من بعيد ناره
ثم يرقى حتى يكون جحيما / عن تفاصيلها تضيق العباره

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025