القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 199
قم تأمل في هذه الأنوارِ
قم تأمل في هذه الأنوارِ / واخل منك المحل للأسرارِ
لا تقل كيف أنت أصبحت أم كي / ف العدا إننا بحكم الباري
نحن في جنة المعارف نزهو / والعدا في جهنم الإنكار
هم حجاب لنا عليهم كثيف / حاجب من ظهور شمس النهار
ظلمات ونحن في نور حق / هو عنهم بكونهم متواري
أنكروه لأنهم جهلوه / وعن الجنة اكتفوا بالنار
يتجلى بهم علينا فندري / كيف عنهم بهم غدا في استتار
كلما أشرقت لنا الشمس منهم / أظلمت عندهم على الأبصار
فرمتهم نفوسهم في جحيم / لا يبالون بالعمى والعوار
هكذا هم في علمه من قديم / وكذا أنت هكذا كم تماري
هو أمر وكل أمرْ
هو أمر وكل أمرْ / وهو زيد هنا وعمروْ
وهو غيبٌ مقدسٌ / شربته الرجال خمر
وأكلناه خبزة / وهو زبد لنا وتمر
جنة في غدٍ لنا / وعلى الكافرين جمر
غمرتنا هباته / وبها للجميع غمر
نحن تقديره له / طبْقَ نهيٍ لنا وأمر
نافخ في جسومنا / روح أمر كنفخ زمر
ولنا النشر في غد / منه في الترب بعد طمر
وهو لا شك قامر / كل شيء إليه قمر
حيث محض الوجود وهو / ضامر من عداه ضمر
عدم كلنا وكا / مرنا بالوجود كمر
كلنا واحد هو الأمرُ
كلنا واحد هو الأمرُ / وهو سر له بنا جهرُ
نحن خلق له وكثرتنا / وحدة إذ لموجنا بحر
قف هنا يا ابن عقله أدباً / عقلك الروض والورى زهر
إن تكن كنت أمره وإذا / لم تكن فهو ما له حصر
هذه حالة سكرت بها / لا تلمني وغرني السكر
ثم إني متى صحوت أقل / هو لا غيره ولا نكر
طر به عنه في الوجود إلى / عينه لا يصيبك المكر
إن ذلي في حب علوة عزُّ
إن ذلي في حب علوة عزُّ / فالطفوا في المنام أو فاستفزوا
يا نفوساً بالجهل منتكسات / يعتريها إن شمَّت الحق وخز
اخسئي لا تجاوزي قدْرَ وهمٍ / هو طرزٌ والفهم في الله طرز
نظرت بالعيون منا سعاد / فسواها نفوسنا تشمئز
وحَّدُوها في غيبها وعجيب / أشركوا حين أقبلت تهتز
إن جسمي هو الجدار عليها / وهو منها وتحته هي كنز
ظهرت بالقدود منعطفات / وعيون فيهن للسحر رمز
وغرامي على هواها غرامي / ما اعتراني عيٌّ ولا حل عجز
لا تقل أنك المروع منها / هي أمن للخائفين وحرز
ولها من ذواتنا إيماء / ولها بالعقول منا غمز
ألف الحق في الغيوب استقامت / وهي في الكون بالتحرك همز
زينة الله في العوالم رمزُ
زينة الله في العوالم رمزُ / وهي من عين عين عينك غمزُ
سرها ظاهر بها وخفيٌّ / وهي مدح طوراً وذم ولمز
طالعات نجومها في وجوه / أسفرت أو تعبست تستفز
ما لقلبي سلوى لمن باللقا منّ
ما لقلبي سلوى لمن باللقا منّ /
وسقاني هواه صافية الدنّ /
أو يلقى الهوان قلبي وإن أنّ /
لا وحقِّ الجمال ما ذل من أن / ت مليك الجلال في الدهر عزُّهْ
غرس نعماك فاق فضلا ومنّا /
وهو بالنصر لم يزل مطمئنا /
لا يهاب الردى إذا الليل جنّا /
لا ولا يتقي العداة وأنّى / يختشيهم وسوح نصرك حرزُهْ
جذبتنا إليك نفحة رندِ /
وحمانا سيفٌ صقيلُ الفرندِ /
أَفَأُغْتَالُ والعناية جندي /
من يشاني ذويك لا ريب عندي / أن أسيافك الرقاق تحزُّهْ
نحن قوم لنا الجمال تبدّى /
هالك كل من علينا تعدّى /
حافر البئر فيه ذاك تردّى /
لا يغر العدوَّ بُرْدٌ تردّا / هُ وعِطفٌ بين الأنام يهزُّهْ
لا تقل من بغى عليك استداما /
سوف يأتي الضيا فيمحو الظلاما /
من يراه نجا رأى الأوهاما /
فهي كالزرع في المبادي إذا ما / جاء وقت الحصاد أُحكمَ جزُّهْ
إن بيت الهدى عظيم ثناءٍ /
كن به واثقاً بغير عناءٍ /
وإذا رمت تحتمي بالتجاءٍ /
فالزم الباب خاضعا في رجاءٍ / لأناسٍ لهم من السر رمزُهْ
تلك ساداتنا كرام المحلِّ /
آل بيت الصدّيق سر التملي /
ليتني لو دنيت منه ومن لي /
فهمو دائماً بيوت التجلي / وهمو معدن التحلي وكنزُهُ
كلمتني من كل عقل وحسِّ
كلمتني من كل عقل وحسِّ / ودعتني من كل نوع وجنسِ
هي عندي مكشوفة كشف عين / وهي عندي محجوبة حجب لبس
وجهها مشرق بغير غروب / وأنا اليوم في الغروب وأمس
أيها المَيْتُ من ضلالة جهل / أنت بالجسم ضمن قبر ورمس
فإلى كم ترى نجوم البرايا / هات قل لي متى ترى ضوء شمسي
ومتى تنجلي كؤوسك صرفاً / من يد البدر في أصابع خمس
هذه النفس كالسفينة تجري / لو تأملت منك في بحر طمس
فاقتلع لوحها بعزمك واغرق / يغسل الماء منك آثار رجس
وجه حق تعنو الوجوه إليه / إن تبدّى لم تستمع غير همس
كن لمن يدعي الصلاح محبّاً
كن لمن يدعي الصلاح محبّاً / واحترم منه خرقة الأكياسِ
واترك الشك والتردد فيه / وابن أمراً على أتم أساس
وتمسك بما ادعاه ودع عن / ك احتمالاً يلقيك في الأرجاس
وتيقن أن الصلاح بحار / زاخرات والله ما شاء كاسي
وقل الصدق منه يرجع والكذ / ب إلى نفسه بغير التباس
لا إلى من يحب وصف صلاح / لاح للعقل منه أو للحواس
واخز شيطانك اللعين عدو ال / لَه فيه وفيك بالوسواس
وتحقق بأنه لا يُضِيعُ ال / لَه هذا على امرئٍ فيه راسي
وتأمل في كلب أصحاب كهف / وهو كلب باق من الأنجاس
كيف بالإعتقاد نال المزايا / دون كل الكلاب والإتياس
تبع القومَ جاهلاً بالذي هم / فيه حباً ولم يخف من باس
فرأى الله منه ذلك خيراً / فحباه من نورهم باقتباس
قرن الله ذكره معهم في / محكم الذكر لا بحكم قياس
وهو أيضا يوم القيامة في الجن / نة معهم معطر الأنفاس
فاخدم الصالحين واثبت على ما / أنت فيه من حبهم باحتراس
واغرس الخير في المساكين تحصد / يوم حشر الورى ثمار الغراس
واترك المنكرين تعساً لهم من / عصبة للفساد بين الناس
سمع السمع وهو في الإلتباسِ
سمع السمع وهو في الإلتباسِ / وتناسى سماعه في الناسِ
سوف قد سوفت إليها قلوباً / قلبتها زخارف الوسواس
ولسين السماء ماء مضاف / لحياة النفوس بالأنفاس
هي حرف لها انحراف المعاني / وحشة أدمجت مع الإيناس
سطعت في الورى نجوم هداها / فتراءت لراسخ القلب راسي
وهي ملء العيون حيث تبدت / تتجلى وملء باقي الحواس
وبها هذه وتلك استقامت / فهي فيها تضيء كالنبراس
عالم النطق عالم الأنفاسِ
عالم النطق عالم الأنفاسِ / خمر معنى واللفظ مثل الكأسِ
سنة الله في الذين مضوا إن / عرفوه به لطمس الحواس
هذه هذه الحقيقة لا ما / تجتنيه العقول بالإفتراس
سبقتنا أئمة الحق قوم / رسخوا فيه كالجبال الرواسي
فشربنا من سؤرهم وارتوينا / وشممنا منهم شذا الأنفاس
سادة الدين بالشريعة قاموا / لا بفهمٍ فيها ولا بقياس
بل بمولاهمُ المهيمن فيهم / عبدوه كشفاً بغير التباس
إذ هو الحي والعوالم موتى / يدّعون الحياة بالوسواس
وهو محض الوجود والكل فان / فيه طراً من فرعه للأساس
وإذا كنت أنت والكل لا شي / ء فقل لي من أنت يا ابن الناس
أنت تقديره وتصويره في / علمه سابقاً وما هو ناسي
ثم لما تكلم الحق عن عل / م تبينت بالكلام المواسي
وهو حق والعلم حق وفيه / كل هذا الترتيب في الأجناس
وكذاك الكلام حق وعنه / أنت باد ونوره لك كاسي
فإذا قال كن تكن بوجود / هو قول الحق الشديد الباس
ما تغيرت أنت عن عدم في / علمه بل ما زلت في الإنطماس
لا ولا الحق قد تغير عما / هو فيه بما لديك يواسي
عدم ظاهر بنور وجود / ووجود بغيره في التباس
اغسلوا بي نجاسة الوسواس
اغسلوا بي نجاسة الوسواس / عن قلوب لكم بها الجهل راسي
يا صحابي فإنني ماء قدس / نازل من حظائر الأقداس
وانشقوا عرف روضتي فعساكم / أن تشموا منها شذا أنفاسي
واسبحوا في مياه بحر علومي / واكشفوا بي ستائر الإلتباس
وادخلوا حانتي معي واشربوا من / خمرتي واسكروا بفضلة كاسي
وانزعوا حلة التكبّر عنكم / وابدلوا ذا الإيحاش بالإيناس
إن لله في الغيوب قلوباً / أثمرت حبه بطيب غراس
دخلت دير عشقه فاستقلت / لا إلى راهب ولا شماس
حفظتها من المهيمن عين / ثم أغنت عن سائر الحراس
ولتلك القلوب أجسام نور / أشرقت بن ظلمة الأجناس
تحت أثوابها ضراغم غاب / ألفت في الهوى ظباء كناس
يا نداماي لا عليكم إذا ما / جذبتكم حرارتي من باس
أنا شعشاع نوركم فاعشقوني / لا تحولوا عن شرب كاسي وطاسي
انفضوا عن وجوهكم نقع كون / وامسحوا في العيون كحل النعاس
لا تقولوا بفرد عرش وكرسي / كم عروش لربنا وكراسي
واسألوا القلب عن معارف روح / واسألوا الجسم عن علوم الحواس
رب ناس رأيتهم ورأوني / وإذا فتشوا فليسوا بناس
كل وقت قلوبهم في انقلاب / أسرتهم خواطر الوسواس
يزنون الرجال بالوزن جهلاً / ويقيسون في الورى بالقياس
قطعوا عمرهم بقال وقيل / وهو أقوى علامة الإفلاس
هم كُسالى وإن دعتهم دواعي / حظ نفس كانوا من الأكياس
أطلق الكاس بعد طول احتباسِ
أطلق الكاس بعد طول احتباسِ / واسقنيها ما بين ورد وآسِ
خمرة كاسها ألستُ قديماً / وحديثا عقلي وكل حواسي
شرب الكوب فهو سكران منها / وتراه معربداً بالناس
يا نداماي ما على شاربيها / حيث باحوا بسرها من باس
ملأتهم فالآن تقطر منهم / بقياس لهم وغير قياس
لم تدع فضلة بهم لسواها / طهرتهم من سائر الأنجاس
فليهيموا بل فَلْتَهِمْ هي عنهم / واحرسوها يا جملة الحراس
إنهم فعلها وهم أهل شطح / وهوى لا شك ولا وسواس
سبقت قبلنا أناس إليها / غرستهم فيها أتم غراس
فتحوا باب ديرها فشممنا / نفحة المسك من فم الشماس
وسكرنا براهب الدير لما / هب منها معطر الأنفاس
وتثنت سقاتها كغصون / بعيون سبت ظباء الكناس
كل غصن من المليح أناء / هي فيه بالوهم والإلتباس
فإذا قال أو رنا أو تثنّى / منه ذابت عروشها والكراسي
جل وجه يلوح من كل شيء / فيزيل المشكاة بالنبراس
عميت كل مقلة لا تراه / ظاهراً فهي مقلة الخناس
نابت عنه كل ما كان منه / مثل نبت المعنى من الإحساس
أيها اللائم الذي لام جهلاً
أيها اللائم الذي لام جهلاً / في هوى ذلك الغلام النفيسِ
مالنا والجهول يبحث عنا / بكلام واه وعقل خسيس
إن في الحسن والذكورة سراً / ليس يدريه غير ذي التقديس
عش سليماً أومت بدائك فينا / والْقَنا بابتسامٍ اَو تعبيس
أحسن الظن أو به كن مسيئاً / نحن في رفعة عن التدنيس
إن تساوى في الخلق بين مليح / وقبيح أخطأت في التقييس
قد أتاك اسجدوا لآدم فافهم / ما أتاك اسجدوا إلى إبليس
يا ذوينا وأمنا وأبينا
يا ذوينا وأمنا وأبينا / نسب الحب بيننا هو راسي
يا ذوي الإعتقاد فينا ويا من / أسسونا على أتم أساس
أحصنوا بالتقى فروج قلوب / طاهرات ممن سواكم بِفاس
من زناة لهم ذكور كلام / نطف الغي منه والوسواس
جامعوه يلقون فيه شكوكاً / تنتج الريب في أمور الناس
اسقني من مدامة القدوسِ
اسقني من مدامة القدوسِ / فهي ملء الدنان ملء الكؤوسِ
وأدرها عليَّ بين الندامى / من قيام بسكرها وجلوس
صرف راح بشربها كم أُميتتْ / من نفوس وأحييت من نفوس
بكر دنٍّ عتيقة قد أعادت / بالتدابير عهد جالينوس
قام يسعى بها المليح علينا / ذو محيَّا يفوق ضوء الشموس
فخرجنا بنشأة السكر منها / عن جميع المعقول والمحسوس
وشهدنا هنالك السر يبدو / بالتجلي من غيبه المحروس
وبه لا بنا معانيه قامت / بالإشارات في حروف الطروس
ثم لا مسجد ولا بيت نار / هو للمسلمين أو للمجوس
شمعة النور لم تزل في اشتعال / وعليها الجميع كالفانوس
وهو ستر الأشياء بالنص فانٍ / في عيون المحقق المطموس
والسوى في القيود من كل شيء / ليس ينفك أسرها والحبوس
إن بشرٍّ قد مُسَّ كان يؤوساً / وبخير إن مُسَّ غير يؤوس
قم لصافي الكؤوس وانشق شذاها / يا نديمي واستجل وجه العروس
هذه حضرة المنى والتهاني / فاغنم السعد مُذهباً للنحوس
واستمع آلة الدفوف أشارت / ببديع الترنُّم المأنوس
وتنصت لصوت نايٍ رخيم / إنما ذاك رقية المأيوس
واعشق الجنْكَ والرباب سماعاً / وتعلم كيف انحناء الرؤوس
إنما العيش بالمعازف عيش / في نظير المذوق والملموس
جنة عجللت لقوم كرام / ما بهم من خب ولا من شموس
يتثنون في رياض علوم / مزهرات بحضرة القدوس
وعليهم سرادق الغيب مدت / دائماً للحفاظ من كل بوس
فهم القوم لا سواهم وهيها / ت يقاس الرئيس بالمرؤوس
شمعتي أشرقت بنورك ربي
شمعتي أشرقت بنورك ربي / وعليها حواسدي كالفراش
كلما حاولوا بأن يطفئوني / حرقوا بي فكان أمري فاشي
وأضاءت بالحق أنوار شمسي / فرأوني بأعين الخفاش
أتظن الكلاب إذ نبحتني / أن تغبيرهم يدنس شاشي
أو بأني في الناس أنقص قدراً / بكلام الأراذل الأوباش
لا ومن خصني بزائد علم / لم يعمّوا من وبله برشاش
وجلا خاطري بنور يقين / ورماهم في حيرة واندهاش
وابتلاهم بخيبة وعناد / وقلوب أسرى الشكوك عطاش
وحباني رفعاً عليهم جميعاً / بمقام عالٍ شريف الحواشي
لا ينالون بالتعرض مني / غير كفر بالحق واستيحاش
وضلال على الصواب ولعنٍ / في معاد على المدى ومعاش
فانقشوا يا منافقين أو امحوا / سأريكم فضيحة النقاش
قد نبشتم عن كفركم باعتراض / فاقطعوا بينكم يد النباش
أو لم تعلموا بأني نور / لاح للكشف في الظلام الغاشي
فلتفروا إني طلعت شهاباً / يا شياطين أو خذوا حرب جاشي
فارس السلهب الكميت بعيد / أن تجاري مداه عرج الجحاش
ثوب صدق المجال فوق قميصي
ثوب صدق المجال فوق قميصي / وله الإنتساب كالدخريص
لمعة بانحرافها عن ثريا / ذلك الوصف أطمعت للحريص
زاد في نقصه على كل حرف / وإذا زاد فهو في تنقيص
مثمن عند عنده بعد بعد / فتحقق بمثمن ورخيص
لو يكون الحظ السعيد رفيقاً
لو يكون الحظ السعيد رفيقاً /
قمت من سكر غفلتي مستفيقاً /
لكن الله رام لي تعويقاً /
كنت في لجة الذنوب غريقاً / لم تصلني يد تروم خلاصي
ثم إن الإله أمريَ أنهى /
فرأيت التقى أعز وأبهى /
وانمحت زلتي وأُبعدتُ عنها /
أنقذتني يد العناية منها / بعد ظني أن لات حين مناص
ملكوت السماء والأرضِ
ملكوت السماء والأرضِ / نافض في الجميع كالنبضِ
أصله الأمر واحد وبه / كل شيء في الرفع والخفض
نحن طوراً إليه نرجع في / مغضب للإله أو مرضي
كلنا واحدٌ بلا صور / في البنا للوجود والنقض
يا أخلاي هذه خلع / قد أتت من نوالها المحض
لبستها من نحن إياها / وإليها عنا بها نمضي
حضرة فذة مقدسة / حكمت بالحرام والفرض
حبها حبنا لها أبداً / وهو فينا بالحب والبغض
تتجلى بنا لنا ولذا / ينجلي بعضنا على بعض
جل من لا يحل في أحد / بارق لا يحل في الومض
من به قد تكاثرت أمراضي
من به قد تكاثرت أمراضي / لست أدري أساخط أم راضي
إنني عنده كما هو عندي / مثل أغراضه قضى أغراضي
هذه حالة بها ننتحّى / عن زمان مستقبل أو ماضي
لا نرى غيرها وما الغير إلا / عينها بالجسوم والأعراض
ثم هيهات لا جسوم ولا أع / راض فيها فلتقض ما أنت قاضي
يا خليليَّ هذه هي سلمى / نحن عنها كالبرق في الإيماض
تارة تختفي وتظهر طوراً / ما لنا غير جودها الفياض
عرفتها وما رأتها نفوس / قائمات بأمرها في التقاضي
لمتى بالسواد نكتب فيها / وهي فينا كتابها بالبياض

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025