المجموع : 199
قم تأمل في هذه الأنوارِ
قم تأمل في هذه الأنوارِ / واخل منك المحل للأسرارِ
لا تقل كيف أنت أصبحت أم كي / ف العدا إننا بحكم الباري
نحن في جنة المعارف نزهو / والعدا في جهنم الإنكار
هم حجاب لنا عليهم كثيف / حاجب من ظهور شمس النهار
ظلمات ونحن في نور حق / هو عنهم بكونهم متواري
أنكروه لأنهم جهلوه / وعن الجنة اكتفوا بالنار
يتجلى بهم علينا فندري / كيف عنهم بهم غدا في استتار
كلما أشرقت لنا الشمس منهم / أظلمت عندهم على الأبصار
فرمتهم نفوسهم في جحيم / لا يبالون بالعمى والعوار
هكذا هم في علمه من قديم / وكذا أنت هكذا كم تماري
هو أمر وكل أمرْ
هو أمر وكل أمرْ / وهو زيد هنا وعمروْ
وهو غيبٌ مقدسٌ / شربته الرجال خمر
وأكلناه خبزة / وهو زبد لنا وتمر
جنة في غدٍ لنا / وعلى الكافرين جمر
غمرتنا هباته / وبها للجميع غمر
نحن تقديره له / طبْقَ نهيٍ لنا وأمر
نافخ في جسومنا / روح أمر كنفخ زمر
ولنا النشر في غد / منه في الترب بعد طمر
وهو لا شك قامر / كل شيء إليه قمر
حيث محض الوجود وهو / ضامر من عداه ضمر
عدم كلنا وكا / مرنا بالوجود كمر
كلنا واحد هو الأمرُ
كلنا واحد هو الأمرُ / وهو سر له بنا جهرُ
نحن خلق له وكثرتنا / وحدة إذ لموجنا بحر
قف هنا يا ابن عقله أدباً / عقلك الروض والورى زهر
إن تكن كنت أمره وإذا / لم تكن فهو ما له حصر
هذه حالة سكرت بها / لا تلمني وغرني السكر
ثم إني متى صحوت أقل / هو لا غيره ولا نكر
طر به عنه في الوجود إلى / عينه لا يصيبك المكر
إن ذلي في حب علوة عزُّ
إن ذلي في حب علوة عزُّ / فالطفوا في المنام أو فاستفزوا
يا نفوساً بالجهل منتكسات / يعتريها إن شمَّت الحق وخز
اخسئي لا تجاوزي قدْرَ وهمٍ / هو طرزٌ والفهم في الله طرز
نظرت بالعيون منا سعاد / فسواها نفوسنا تشمئز
وحَّدُوها في غيبها وعجيب / أشركوا حين أقبلت تهتز
إن جسمي هو الجدار عليها / وهو منها وتحته هي كنز
ظهرت بالقدود منعطفات / وعيون فيهن للسحر رمز
وغرامي على هواها غرامي / ما اعتراني عيٌّ ولا حل عجز
لا تقل أنك المروع منها / هي أمن للخائفين وحرز
ولها من ذواتنا إيماء / ولها بالعقول منا غمز
ألف الحق في الغيوب استقامت / وهي في الكون بالتحرك همز
زينة الله في العوالم رمزُ
زينة الله في العوالم رمزُ / وهي من عين عين عينك غمزُ
سرها ظاهر بها وخفيٌّ / وهي مدح طوراً وذم ولمز
طالعات نجومها في وجوه / أسفرت أو تعبست تستفز
ما لقلبي سلوى لمن باللقا منّ
ما لقلبي سلوى لمن باللقا منّ /
وسقاني هواه صافية الدنّ /
أو يلقى الهوان قلبي وإن أنّ /
لا وحقِّ الجمال ما ذل من أن / ت مليك الجلال في الدهر عزُّهْ
غرس نعماك فاق فضلا ومنّا /
وهو بالنصر لم يزل مطمئنا /
لا يهاب الردى إذا الليل جنّا /
لا ولا يتقي العداة وأنّى / يختشيهم وسوح نصرك حرزُهْ
جذبتنا إليك نفحة رندِ /
وحمانا سيفٌ صقيلُ الفرندِ /
أَفَأُغْتَالُ والعناية جندي /
من يشاني ذويك لا ريب عندي / أن أسيافك الرقاق تحزُّهْ
نحن قوم لنا الجمال تبدّى /
هالك كل من علينا تعدّى /
حافر البئر فيه ذاك تردّى /
لا يغر العدوَّ بُرْدٌ تردّا / هُ وعِطفٌ بين الأنام يهزُّهْ
لا تقل من بغى عليك استداما /
سوف يأتي الضيا فيمحو الظلاما /
من يراه نجا رأى الأوهاما /
فهي كالزرع في المبادي إذا ما / جاء وقت الحصاد أُحكمَ جزُّهْ
إن بيت الهدى عظيم ثناءٍ /
كن به واثقاً بغير عناءٍ /
وإذا رمت تحتمي بالتجاءٍ /
فالزم الباب خاضعا في رجاءٍ / لأناسٍ لهم من السر رمزُهْ
تلك ساداتنا كرام المحلِّ /
آل بيت الصدّيق سر التملي /
ليتني لو دنيت منه ومن لي /
فهمو دائماً بيوت التجلي / وهمو معدن التحلي وكنزُهُ
كلمتني من كل عقل وحسِّ
كلمتني من كل عقل وحسِّ / ودعتني من كل نوع وجنسِ
هي عندي مكشوفة كشف عين / وهي عندي محجوبة حجب لبس
وجهها مشرق بغير غروب / وأنا اليوم في الغروب وأمس
أيها المَيْتُ من ضلالة جهل / أنت بالجسم ضمن قبر ورمس
فإلى كم ترى نجوم البرايا / هات قل لي متى ترى ضوء شمسي
ومتى تنجلي كؤوسك صرفاً / من يد البدر في أصابع خمس
هذه النفس كالسفينة تجري / لو تأملت منك في بحر طمس
فاقتلع لوحها بعزمك واغرق / يغسل الماء منك آثار رجس
وجه حق تعنو الوجوه إليه / إن تبدّى لم تستمع غير همس
كن لمن يدعي الصلاح محبّاً
كن لمن يدعي الصلاح محبّاً / واحترم منه خرقة الأكياسِ
واترك الشك والتردد فيه / وابن أمراً على أتم أساس
وتمسك بما ادعاه ودع عن / ك احتمالاً يلقيك في الأرجاس
وتيقن أن الصلاح بحار / زاخرات والله ما شاء كاسي
وقل الصدق منه يرجع والكذ / ب إلى نفسه بغير التباس
لا إلى من يحب وصف صلاح / لاح للعقل منه أو للحواس
واخز شيطانك اللعين عدو ال / لَه فيه وفيك بالوسواس
وتحقق بأنه لا يُضِيعُ ال / لَه هذا على امرئٍ فيه راسي
وتأمل في كلب أصحاب كهف / وهو كلب باق من الأنجاس
كيف بالإعتقاد نال المزايا / دون كل الكلاب والإتياس
تبع القومَ جاهلاً بالذي هم / فيه حباً ولم يخف من باس
فرأى الله منه ذلك خيراً / فحباه من نورهم باقتباس
قرن الله ذكره معهم في / محكم الذكر لا بحكم قياس
وهو أيضا يوم القيامة في الجن / نة معهم معطر الأنفاس
فاخدم الصالحين واثبت على ما / أنت فيه من حبهم باحتراس
واغرس الخير في المساكين تحصد / يوم حشر الورى ثمار الغراس
واترك المنكرين تعساً لهم من / عصبة للفساد بين الناس
سمع السمع وهو في الإلتباسِ
سمع السمع وهو في الإلتباسِ / وتناسى سماعه في الناسِ
سوف قد سوفت إليها قلوباً / قلبتها زخارف الوسواس
ولسين السماء ماء مضاف / لحياة النفوس بالأنفاس
هي حرف لها انحراف المعاني / وحشة أدمجت مع الإيناس
سطعت في الورى نجوم هداها / فتراءت لراسخ القلب راسي
وهي ملء العيون حيث تبدت / تتجلى وملء باقي الحواس
وبها هذه وتلك استقامت / فهي فيها تضيء كالنبراس
عالم النطق عالم الأنفاسِ
عالم النطق عالم الأنفاسِ / خمر معنى واللفظ مثل الكأسِ
سنة الله في الذين مضوا إن / عرفوه به لطمس الحواس
هذه هذه الحقيقة لا ما / تجتنيه العقول بالإفتراس
سبقتنا أئمة الحق قوم / رسخوا فيه كالجبال الرواسي
فشربنا من سؤرهم وارتوينا / وشممنا منهم شذا الأنفاس
سادة الدين بالشريعة قاموا / لا بفهمٍ فيها ولا بقياس
بل بمولاهمُ المهيمن فيهم / عبدوه كشفاً بغير التباس
إذ هو الحي والعوالم موتى / يدّعون الحياة بالوسواس
وهو محض الوجود والكل فان / فيه طراً من فرعه للأساس
وإذا كنت أنت والكل لا شي / ء فقل لي من أنت يا ابن الناس
أنت تقديره وتصويره في / علمه سابقاً وما هو ناسي
ثم لما تكلم الحق عن عل / م تبينت بالكلام المواسي
وهو حق والعلم حق وفيه / كل هذا الترتيب في الأجناس
وكذاك الكلام حق وعنه / أنت باد ونوره لك كاسي
فإذا قال كن تكن بوجود / هو قول الحق الشديد الباس
ما تغيرت أنت عن عدم في / علمه بل ما زلت في الإنطماس
لا ولا الحق قد تغير عما / هو فيه بما لديك يواسي
عدم ظاهر بنور وجود / ووجود بغيره في التباس
اغسلوا بي نجاسة الوسواس
اغسلوا بي نجاسة الوسواس / عن قلوب لكم بها الجهل راسي
يا صحابي فإنني ماء قدس / نازل من حظائر الأقداس
وانشقوا عرف روضتي فعساكم / أن تشموا منها شذا أنفاسي
واسبحوا في مياه بحر علومي / واكشفوا بي ستائر الإلتباس
وادخلوا حانتي معي واشربوا من / خمرتي واسكروا بفضلة كاسي
وانزعوا حلة التكبّر عنكم / وابدلوا ذا الإيحاش بالإيناس
إن لله في الغيوب قلوباً / أثمرت حبه بطيب غراس
دخلت دير عشقه فاستقلت / لا إلى راهب ولا شماس
حفظتها من المهيمن عين / ثم أغنت عن سائر الحراس
ولتلك القلوب أجسام نور / أشرقت بن ظلمة الأجناس
تحت أثوابها ضراغم غاب / ألفت في الهوى ظباء كناس
يا نداماي لا عليكم إذا ما / جذبتكم حرارتي من باس
أنا شعشاع نوركم فاعشقوني / لا تحولوا عن شرب كاسي وطاسي
انفضوا عن وجوهكم نقع كون / وامسحوا في العيون كحل النعاس
لا تقولوا بفرد عرش وكرسي / كم عروش لربنا وكراسي
واسألوا القلب عن معارف روح / واسألوا الجسم عن علوم الحواس
رب ناس رأيتهم ورأوني / وإذا فتشوا فليسوا بناس
كل وقت قلوبهم في انقلاب / أسرتهم خواطر الوسواس
يزنون الرجال بالوزن جهلاً / ويقيسون في الورى بالقياس
قطعوا عمرهم بقال وقيل / وهو أقوى علامة الإفلاس
هم كُسالى وإن دعتهم دواعي / حظ نفس كانوا من الأكياس
أطلق الكاس بعد طول احتباسِ
أطلق الكاس بعد طول احتباسِ / واسقنيها ما بين ورد وآسِ
خمرة كاسها ألستُ قديماً / وحديثا عقلي وكل حواسي
شرب الكوب فهو سكران منها / وتراه معربداً بالناس
يا نداماي ما على شاربيها / حيث باحوا بسرها من باس
ملأتهم فالآن تقطر منهم / بقياس لهم وغير قياس
لم تدع فضلة بهم لسواها / طهرتهم من سائر الأنجاس
فليهيموا بل فَلْتَهِمْ هي عنهم / واحرسوها يا جملة الحراس
إنهم فعلها وهم أهل شطح / وهوى لا شك ولا وسواس
سبقت قبلنا أناس إليها / غرستهم فيها أتم غراس
فتحوا باب ديرها فشممنا / نفحة المسك من فم الشماس
وسكرنا براهب الدير لما / هب منها معطر الأنفاس
وتثنت سقاتها كغصون / بعيون سبت ظباء الكناس
كل غصن من المليح أناء / هي فيه بالوهم والإلتباس
فإذا قال أو رنا أو تثنّى / منه ذابت عروشها والكراسي
جل وجه يلوح من كل شيء / فيزيل المشكاة بالنبراس
عميت كل مقلة لا تراه / ظاهراً فهي مقلة الخناس
نابت عنه كل ما كان منه / مثل نبت المعنى من الإحساس
أيها اللائم الذي لام جهلاً
أيها اللائم الذي لام جهلاً / في هوى ذلك الغلام النفيسِ
مالنا والجهول يبحث عنا / بكلام واه وعقل خسيس
إن في الحسن والذكورة سراً / ليس يدريه غير ذي التقديس
عش سليماً أومت بدائك فينا / والْقَنا بابتسامٍ اَو تعبيس
أحسن الظن أو به كن مسيئاً / نحن في رفعة عن التدنيس
إن تساوى في الخلق بين مليح / وقبيح أخطأت في التقييس
قد أتاك اسجدوا لآدم فافهم / ما أتاك اسجدوا إلى إبليس
يا ذوينا وأمنا وأبينا
يا ذوينا وأمنا وأبينا / نسب الحب بيننا هو راسي
يا ذوي الإعتقاد فينا ويا من / أسسونا على أتم أساس
أحصنوا بالتقى فروج قلوب / طاهرات ممن سواكم بِفاس
من زناة لهم ذكور كلام / نطف الغي منه والوسواس
جامعوه يلقون فيه شكوكاً / تنتج الريب في أمور الناس
اسقني من مدامة القدوسِ
اسقني من مدامة القدوسِ / فهي ملء الدنان ملء الكؤوسِ
وأدرها عليَّ بين الندامى / من قيام بسكرها وجلوس
صرف راح بشربها كم أُميتتْ / من نفوس وأحييت من نفوس
بكر دنٍّ عتيقة قد أعادت / بالتدابير عهد جالينوس
قام يسعى بها المليح علينا / ذو محيَّا يفوق ضوء الشموس
فخرجنا بنشأة السكر منها / عن جميع المعقول والمحسوس
وشهدنا هنالك السر يبدو / بالتجلي من غيبه المحروس
وبه لا بنا معانيه قامت / بالإشارات في حروف الطروس
ثم لا مسجد ولا بيت نار / هو للمسلمين أو للمجوس
شمعة النور لم تزل في اشتعال / وعليها الجميع كالفانوس
وهو ستر الأشياء بالنص فانٍ / في عيون المحقق المطموس
والسوى في القيود من كل شيء / ليس ينفك أسرها والحبوس
إن بشرٍّ قد مُسَّ كان يؤوساً / وبخير إن مُسَّ غير يؤوس
قم لصافي الكؤوس وانشق شذاها / يا نديمي واستجل وجه العروس
هذه حضرة المنى والتهاني / فاغنم السعد مُذهباً للنحوس
واستمع آلة الدفوف أشارت / ببديع الترنُّم المأنوس
وتنصت لصوت نايٍ رخيم / إنما ذاك رقية المأيوس
واعشق الجنْكَ والرباب سماعاً / وتعلم كيف انحناء الرؤوس
إنما العيش بالمعازف عيش / في نظير المذوق والملموس
جنة عجللت لقوم كرام / ما بهم من خب ولا من شموس
يتثنون في رياض علوم / مزهرات بحضرة القدوس
وعليهم سرادق الغيب مدت / دائماً للحفاظ من كل بوس
فهم القوم لا سواهم وهيها / ت يقاس الرئيس بالمرؤوس
شمعتي أشرقت بنورك ربي
شمعتي أشرقت بنورك ربي / وعليها حواسدي كالفراش
كلما حاولوا بأن يطفئوني / حرقوا بي فكان أمري فاشي
وأضاءت بالحق أنوار شمسي / فرأوني بأعين الخفاش
أتظن الكلاب إذ نبحتني / أن تغبيرهم يدنس شاشي
أو بأني في الناس أنقص قدراً / بكلام الأراذل الأوباش
لا ومن خصني بزائد علم / لم يعمّوا من وبله برشاش
وجلا خاطري بنور يقين / ورماهم في حيرة واندهاش
وابتلاهم بخيبة وعناد / وقلوب أسرى الشكوك عطاش
وحباني رفعاً عليهم جميعاً / بمقام عالٍ شريف الحواشي
لا ينالون بالتعرض مني / غير كفر بالحق واستيحاش
وضلال على الصواب ولعنٍ / في معاد على المدى ومعاش
فانقشوا يا منافقين أو امحوا / سأريكم فضيحة النقاش
قد نبشتم عن كفركم باعتراض / فاقطعوا بينكم يد النباش
أو لم تعلموا بأني نور / لاح للكشف في الظلام الغاشي
فلتفروا إني طلعت شهاباً / يا شياطين أو خذوا حرب جاشي
فارس السلهب الكميت بعيد / أن تجاري مداه عرج الجحاش
ثوب صدق المجال فوق قميصي
ثوب صدق المجال فوق قميصي / وله الإنتساب كالدخريص
لمعة بانحرافها عن ثريا / ذلك الوصف أطمعت للحريص
زاد في نقصه على كل حرف / وإذا زاد فهو في تنقيص
مثمن عند عنده بعد بعد / فتحقق بمثمن ورخيص
لو يكون الحظ السعيد رفيقاً
لو يكون الحظ السعيد رفيقاً /
قمت من سكر غفلتي مستفيقاً /
لكن الله رام لي تعويقاً /
كنت في لجة الذنوب غريقاً / لم تصلني يد تروم خلاصي
ثم إن الإله أمريَ أنهى /
فرأيت التقى أعز وأبهى /
وانمحت زلتي وأُبعدتُ عنها /
أنقذتني يد العناية منها / بعد ظني أن لات حين مناص
ملكوت السماء والأرضِ
ملكوت السماء والأرضِ / نافض في الجميع كالنبضِ
أصله الأمر واحد وبه / كل شيء في الرفع والخفض
نحن طوراً إليه نرجع في / مغضب للإله أو مرضي
كلنا واحدٌ بلا صور / في البنا للوجود والنقض
يا أخلاي هذه خلع / قد أتت من نوالها المحض
لبستها من نحن إياها / وإليها عنا بها نمضي
حضرة فذة مقدسة / حكمت بالحرام والفرض
حبها حبنا لها أبداً / وهو فينا بالحب والبغض
تتجلى بنا لنا ولذا / ينجلي بعضنا على بعض
جل من لا يحل في أحد / بارق لا يحل في الومض
من به قد تكاثرت أمراضي
من به قد تكاثرت أمراضي / لست أدري أساخط أم راضي
إنني عنده كما هو عندي / مثل أغراضه قضى أغراضي
هذه حالة بها ننتحّى / عن زمان مستقبل أو ماضي
لا نرى غيرها وما الغير إلا / عينها بالجسوم والأعراض
ثم هيهات لا جسوم ولا أع / راض فيها فلتقض ما أنت قاضي
يا خليليَّ هذه هي سلمى / نحن عنها كالبرق في الإيماض
تارة تختفي وتظهر طوراً / ما لنا غير جودها الفياض
عرفتها وما رأتها نفوس / قائمات بأمرها في التقاضي
لمتى بالسواد نكتب فيها / وهي فينا كتابها بالبياض