المجموع : 85
قد عَزَمْنا على التصّيد والنُّزْ
قد عَزَمْنا على التصّيد والنُّزْ / هَةِ والصّيدُ في التَّنَزُّه فَضْلُ
فيه ضَرْبٌ من السياسة والعَزْ / مِ وفيه لِلْحَزْمِ عَقْدٌ وحَلٌ
ولَدَيْنا من الجَوَارح للطَّيْ / رِ ضُروبٌ فهنّ للطير قَتِلُ
ولدَيْك البواشِقُ اللاءِ قَدْ رُحْ / نَ كما رُحْتَ ما لِفَضلِك مِثْلُ
فَتَفَضَّلْ بباشِقَ كُلُّ ما فِي / هِ جَناحٌ ومِخْلَبٌ فِيهِ نَصْل
طالَمَا طاردَ السُّماني وأَضحَى / دَمُها وهْوَ تَحتَ رِجلَيهِ نَعْل
وافِر الدَّسْتِ مُرْهَف الرِّيشِ لولا / صَدْرُه لم يكن له مِنه ثِقْلُ
واقتراحِي له عليكَ لِعلمي / أنني مخلِصٌ لديك مُدِلُّ
ضَمَّخوا الريحَ بالعَبِيرِ وقالوا
ضَمَّخوا الريحَ بالعَبِيرِ وقالوا / إنْ تَنَشَّقْتَها لِقيتَ الوصالا
نَشْرُها نَشْرنا فإن شِئتَ رؤيا / نا فلا تَعْدُ أن تُلاقِي الهِلالا
قد بَعَثْنا في الريح والشمسِ والبدْ / رِ إلى مُقْلَتَيك مِنّا مِثالا
فدعِ العذْلَ في الصدودِ فإنّا / لا نُطِيقُ الرقيبَ والعُذَّالا
ونهارٍ أَرَقَّ صُبْحاً من الرّا
ونهارٍ أَرَقَّ صُبْحاً من الرّا / حِ وأَحْلَى من الأَمانِي أصيلا
ظَلْتُه بين قَيْنةٍ ومُدامٍ / أَجْتَني وَجْنةً وأُسْقَى شَمولا
وكأنّ السحابَ والبرقَ فيه / مُطْرَفٌ أَدْكَنٌ يَهُزُّ نُصولا
سَقّياني فلستُ أُصْغِي لعَذْلِ
سَقّياني فلستُ أُصْغِي لعَذْلِ / ليس إلاّ تَعِلَّةَ النفسِ شُغْلِي
أَأُطيع العذولَ في ضِدّ ما أَهْ / وَى كأنّي أتَّهمتُ رأي وعَقْلي
عَلِّلاني بها فقد أَقبلَ اللَّيْ / لُ كَلَونِ الصدودِ مِنْ بعدِ وَصْل
وانجلَى الغَيْمُ بعدَ ما أَضحك الرو / ضَ بكاءُ السّحابِ فيه بوبْلِ
عن هلالٍ كصَوْلجَانِ نُضارِ / في سماءٍ كأنها جامُ ذَبْلِ
ما نسيناكُمُ عَلَى كلِّ حالِ
ما نسيناكُمُ عَلَى كلِّ حالِ / لا ولا زِلْتُمُ حُضوراً ببالِي
فعَلاَمَ أتَّركْتُمُ حين غِبْنا / حِفْظَنا وافتقادَنا بالسُّؤالِ
أَمَلِلتُمْ وِدادَنا فَسَلوتُمْ / تركُ تَسآلِكُمْ دليلُ المَلالِ
نحن راعون حافظون مُجازُو / نَ على الصَّدِّ منكُمُ بالوِصال
سوف نشكو إذا التَقَيْنا جَفَاكُمْ / لِهواكُمْ وَقَوْلَكمْ للِفعال
خلِيليّ هَلْ دير القُصَيرِ مُحَرِّكي
خلِيليّ هَلْ دير القُصَيرِ مُحَرِّكي / على الطَّرَبِ المُحْتَثِّ والخُلُقِ السَّهْلِ
فإنّي أَراني كُلِّما زرتُ أَرضَه / وجدتُ ارتياحي فيه مُجْتَمِع الشَّملِ
رُباً كلّما هَزَّ النسيمُ مُتونَها / أقامتْ برَيّاها التّصابِي على رِجْلِ
قُلْ لمن تاهُ بالجما
قُلْ لمن تاهُ بالجما / لِ ومَنْ دلّ بالكمالْ
لا تَتَيهِوا ولم تَرَوْ / نِي فإنّي بلا مِثالْ
قد قَضَتْ لي بأنّها / أَمتي الشمسُ والهِلالْ
والإمامُ العزيزُ فِيَّ / قَؤُولٌ بذا المقالْ
إنما تَكْرُمُ الطِّباعُ إذا ما
إنما تَكْرُمُ الطِّباعُ إذا ما / كَرُمَتْ قبلها طباعُ الأَصولِ
وكبارُ النفوسِ يا بْنَ مَعَدٍّ / ليس تَرْضَى إلاّ بفعل الجميل
وكذا قالت الأَوائلُ قِدْماً / لا تَضِيعُ العلومُ عندَ العقول
أيُّ فَضْل لم يُعْطِكَ اللهُ منهُ / رتبةً لم يَجُدْ بها لِفَضيل
إن نَسَبْناك كنتَ في شَرَفٍ الأنْ / ساب يا بنَ الوصيِّ وابنَ الرّسولِ
أو سألناك كنتَ أَنْدَى من الغَيْ / ث وأَعْطَى لكلِّ شيءِ جزيل
أو هَزَزْناك للخطوبِ هَزَزْنا / شَفْرَةَ الصّارِم الحُسامِ الصَّقيل
لَم أفارِقْكُما اختِياراً وهَلْ تَخْتا
لَم أفارِقْكُما اختِياراً وهَلْ تَخْتا / ر يُمْنَى اليدينِ فَقْدَ الشِّمالِ
حاشَ للهِ مِنْ قِلىً وصُدودٍ / وسُلُوٍّ وجَفْوَةٍ ومَلالِ
أنتما نورُ ناظِرَيَّ وهل في النْ / نَاسِ خَلْقٌ لنور عَيْنَيه قالي
غير أنّ الزمان أَبْخَلُ مِن أَنْ / يتمادَى على إدامةِ حالِ
شأْنُه نقصُ ما اسْتَتَمَّ مِن الأَمْ / رِ وإفْسَادُ ما انتهى مِن كمالِ
فاعْذِرَا من عَذَلْتُماه على الْبُعْ / دِ ولُومَا في الْبُعْد جَوْرَ اللِّيالي
لا أُهنّيكما بعِيدٍ لأَنّ ال / عيدَ نَقْصٌ لَنا مِن الآجالِ
إنما عِيدُنا العزِيزُ الّذي نِل / نا بنُعْماه مُنْتَهَى الآمالِ
كلُّ يومٍ نِلنا بِجَدْوى أَبِي المن / صورِ عيدٌ مُجَدَّدُ الإقبالِ
مَلِكٌ من بَنِي الوصيِّ عَزِيزٌ / نَبَويٌ الهُدَى كَرِيم الفِعَالِ
أَفضل العالَمِين بعد الرسولِ
أَفضل العالَمِين بعد الرسولِ / عِند أهلِ التميِيز والتحصيلِ
خِدْنُه وابنُ عمّهِ وأَخوه / وأَبو سِبْطِهِ وزوجُ البَتولِ
يا سراجَ الأنامِ جنحَ الَّظلامِ
يا سراجَ الأنامِ جنحَ الَّظلامِ / ومُبيدَ العُداة يَوم الِّلطامِ
والذي جَلَّ أن يُساوَى بشمسٍ / أو ببَدرِ التَّمامِ عند التَّمامِ
والذي عَمَّ بالجَدَا والعطايا / والنَّوالِ الجزيلِ كلَّ الأنام
والّذي يُرتَجي لِدينٍ ودُنْيَا / والمُصَفَّى من كلّ عَيبٍ وذامِ
والّذي رأيُه إذا أَلْيَلَ الخَطْ / بُ وأَعيَا أَمضَى من الصَّمْصامِ
والّذي صَوْلُه إذا صال في حَرْ / بِ الأعادي كصَوْلةِ الضِّرْعام
إنّ ذا اليوم إذ شربتَ دواءً / فيه يومٌ من أفضل الأيّامِ
في اعتدالٍ من الهواءِ وطِيبٍ / من زمانٍ صافٍ كصفو المُدامِ
في أوانٍ قد أينع الوَرْدُ فيه / بِافْترارٍ من نَوْرِه وابتسامِ
فَهْوَ طَلْقٌ من كُلِّ حَرٍّ وقُرٍّ / وخَليٌّ مِنْ مُنشَآت الغَمام
إنْ تداويتَ بالدَّواءِ فَقِدْماً / كنتَ لِلْمُعْتَفي أَسَا الإعدامِ
دُمْ سليماً من الزّمان مُوَقىًّ / ما تَداعَى في الأَيْكِ وُرْقُ الحمَام
مَرِض الجودُ والْتوَى الإكرامُ
مَرِض الجودُ والْتوَى الإكرامُ / وشكَا ما شكوتَه الإسلامُ
وَغَدا لاْعتِلالكَ العِزُّ والمَجْ / د عَلِيلَيْن واحتذى الإعظامُ
عجباً كيف يَشْتَكي مَن فَداهُ الدْ / دهْرُ واستَعصَمتْ به الأيّام
وأطاعتْه عاصياتُ الرّزايا / وصِعابُ الأُمورِ حتّى الحمامُ
مَلِكٌ فيه جَوهرُ النورِ والقُدْ / سِ وإن ظَلَّ تدّعيه الأنام
كيف تَضنَى يَدٌ بِها يُمطر الجو / د وكفّ بها يَصولُ الحُسامُ
وجبينٌ به تُنِير نُجوم السْ / سَعدِ فينا ويَستضِيء الظَّلام
كيف تصفرّ غُرّةٌ لك لولا / ها لَمَا كان للزّمان ابتِسام
إنّما الدهر أنت يا بن مَعَدٍّ / فعلى الدهر إن سَقِمتَ السَّلام
لا أراني الإله فيكَ مُهِمّاً / لا ولا عَرَّجتْ بك الآلام
يا إمامَ الهُدَى الّذي بِيَدَيْهِ / حُسِمَ الكُفْرُ وانجلى الإعدْام
ليتني والكرام نَفْدِيه طرّاً / وقليلٌ له أنا والكِرام
كيف يَضْنَى مَلْكٌ له الله جارٌ / ومُجِيرٌ مّما يريد السَّقام
إنما زارك التشكّي طَلُوباً / منكَ سَلْماً كَيْلاَ بِخَسفٍ يُسامُ
ما تراه استقلّ عنكَ سريعاً / وبه عنك ذِلّة وانهِزَام
ثِقْ بأنّ الإله يُبْقِيك حتى / تَملكِ الأرض قادِراً لا تُرام
وتعِيش العمرَ الّذي هو تسعو / ن وعشر مُسَلَّماً لا تُضام
فبِذا جاءتِ الرّواية قِدْماً / وبهذا جرتْ لك الأقلام
فعلينا لله فيك صلاةٌ / وزكاةٌ زكيّةٌ وصِيامُ
حين عُوفيتَ للخلافة والمُلْ / كِ وصحّت بك الأُمورُ الجِسام
شَرِبَتْ مُهجتي وِدادَك صِرفاً / شُرْبَ من لا يَثْنِيه عنك ملاَم
فعسى أن يكون لي بك فيما / أقتضيه على الزمان ذِمام
أنت سُؤْلي الذي اقترحتُ وهل بع / دَكَ لي في الْبَرِيَّة استعصام
فابقَ مستعلِياً لمُلْكِك مشتدْ / داً بك النقَّضُ فيه والإبرام
ليس لي فِطنةٌ تُتَرجِم عنّي
ليس لي فِطنةٌ تُتَرجِم عنّي / لَم تدعْ لي نَواكَ فِطْنة فَهْمِ
إنّما تَفهم القلوبُ وقد بِذْ / تَ بِقلبي وكيف يَفهَم جِسمي
عجباً في تخّلِفي عنك أنّي / فيه كالمبتِدي بِتجْرِيبِ سُمّ
كيف أحيا إذا بَعُدْتَ ومِن نُعْ / ماك عِندي دَمي ولَحمي وعظمي
إنّما هوَّنَ الرزيَّةَ أني / منذ خلّفتَني أراك بِوَهمْي
سَقِّياني على العناقيد ممّا
سَقِّياني على العناقيد ممّا / عَصَرَتْه الأكُفّ منها قديمَا
ما ترى الكرمَ كيف نَضَّدَ ياقو / تاً وأَبدَى زُمرًّ ذا منظوما
يَتبدَّى للَعينِ حَبّاً ويُخفي / عَسَلاً في ظُروفه مختوما
كَنواصي القِيانِ نَظْماً وكالشَّهْ / د مَذاقاً وكالعَبِيرِ نسيما
غلِطوا حين سمَّوا الكَرْمَ كَرْماً / لو أَصابوا القياسَ قالوا الكريما
فاسقني يا نديمُ واشرب بكأسي / واقسم الّلهوَ بيننا والنعيما
لا شربتُ المدامَ إن لم أُعظِّم / فوق نفسي على المُدام النَّدِيما
لو تقصّيتَ وصفَ شوقي وتَوْقي
لو تقصّيتَ وصفَ شوقي وتَوْقي / فَرَغَ الَّلفظُ دُونَه والكَلامُ
غير أَنّي كتمتهُ وهو بادٍ / مِثلَ ما تَكتمُ البُروقَ الغَمامُ
كلّما صُنْتُه اكتِتاما بقلبي / شَفَّ عن مَحْض سرِّه الاكتِتامُ
فهوَ كالراحِ في الزُّجاجِ وهل تَخ / فَى عن الَّلحظ في الزُّجاجِ المُدام
لكَ منّي محبّةُ الطّبعِ والفِطْ / رة والطبعُ ليس منه انصرامُ
خُلّة لا تحُولُ غَدْراً ولا تَطْ / مَع في حَلِّ عَقْدِها الأيّام
وإذا صَحّت الحقائقُ في الأَن / فسُ صحّ المُرادُ والاِعتِزام
ليَ قلبٌ أَمضَى من الدّهر في الده / ر إذا كَعَّت القلوبَ الطَّغامُ
ففؤادي إذا صَمَتُّ نَطُوقٌ / ولساني إذا نَطقتُ حُسامُ
وُدُّ غَيْري تصنُّعٌ ورِياءٌ / وهَواه بشاشةٌ وسَلامُ
وأنا الشمسُ لا تُسِرّ سِوى النو / ر ولا في ضِيائِها إظلامُ
أيّها الفاضل الّذي فَضَل العا
أيّها الفاضل الّذي فَضَل العا / لَمَ في فهمه فليس يرامُ
أنت في الفضل والمكارم سَبّا / قٌ وفي القول شاعرٌ مِقدام
وصل النثُر مِن كلامك بالسِّح / ر عنه ووافَى بالمعجز الاِنتظام
فقضينا فيه ذِمامَك إذ لي / س لخَلق سواك عندي ذمام
وتورّدتُ منكَ بحراً نبتْ عن / نيلِ تيّار فضلهِ الأوهامُ
من معانٍ كأنّهنّ الغواني / تحت لفظٍ كأنّه بسّامُ
تَرجَمَ الّلفظُ عن سَناه كما تَر / جَم عن واضح النهار الظلامُ
عجباً إنه يقوم مقام الرْ / راح في الارتياح وهو كلام
ليت شعري أعاره الروض حَليْا / أم كستْه سعودَها الأيّام
أم غدا مَذهبُ التَّناسُخ حقّاً / فرمى فيك روحَه النَّظَّام
أم تناولت للبلاغة بعدي / خطّةً نام عنك فيها الأنام
إن يكن للوفاء والفضل والفه / م حُسامٌ فأنت ذاك الحسام
قد يزيد المدامَ للمرء طيباً
قد يزيد المدامَ للمرء طيباً / حسنُ مسموعه وظَرفُ نديمهْ
فدع الفكر في الزمان وخذها / مُزّةَ الطّعم من قِطافِ كرومِهْ
أشرقت تحت ظلمة الليل حتى / خلت أقداحها بوادي نجومه
وغناءٍ عذب غَنِينَا به عن / حِذْق إسحاقِه وإبراهيمهْ
صَدْحةٌ بعد صَدْحَةٍ فهو كاللؤ / لؤ في نثره وفي منظومه
ونسيم أرقّ من خَصر من أه / وى وأحلى في النفس من ملثومه
ربِّ سَقِّ دَيْرَ القصير فأني / نلتُ لذّاته وطيبَ نسيمِه
لمن أشكو تظلُّمي
لمن أشكو تظلُّمي / منك يا ذا التجرُّمِ
ألجفنيكِ لا هما / نَذَرَاً في الهوى دمي
أم لخدّيِك إذ بدا / فيهما وردُ ملثمي
ليس لي عنكِ مَهربٌ / فانصفي أو تحكّمي
فقتِ كل الورى بلح / ظٍ ولفظٍ ومبسمِ
جسدي ناقصٌ وحبُّك نامِ
جسدي ناقصٌ وحبُّك نامِ / مذ غَدَا سُقم مقلتيك سقامي
يأبى تلك من جفون مِراضٍ / مرض فيه صحة للوَسام
أتُراها مَشوبةً بسَقامٍ / أم تراها كحيلةً بمنام
أم ترى ذِلّةَ الهوى خالطْتها / فهي تشكو ذلَّ المحبِّ المُضام
ما على الشادن الذي سَكرِتْ عي / ناه مّما بخدّه من مدام
لو رأى غفلةَ المراقب يوماً / فأشارت ألحاظُه بالسلامِ
هاك قلبي أسيرَ حبِّك عَبْداً / أو فجدِّدْ كُلُومَه بالكلام
قد تملّكت مذ تَمَلَّكْتَني النا / سَ جميعاً فأنت مولى الأنامِ
أنت مولاي دونهم وهمُ طُرْ / ر عبيدي والصَّبُّ عبدُ الغرام
ما تقاضت منَّا ليالي الزَّمان
ما تقاضت منَّا ليالي الزَّمان / ما تقاضَى شوَّالُ مِن رَمَضانِ
ما ترى بدرَه عَلاه سَقامٌ / كسَقام المحِبِّ في الهِجران
كَسفَتْ نورَه مخافةُ شوَّا / لٍ كُسوفَ الصِّيامِ لِلأَلوان
فَعَلتْ في اخترامِه وضَناه / فِعلَه في النُّفوسِ والأَبدانِ
فبدت فيه ذِلّةٌ حين وَلّت / منه عشرون كُمَّلٌ وثماني
يا لشَواَّلَ مِن مُعِينٍ على اللّذْ / ذَةِ والقَصْف تحت خيرِ أَوانِ
حين طاب النسيمُ وانصَرَم القَيْ / ظُ وطَلَّتْ أزاهر الألوانِ
وتغنّت أعاجمُ الطَّيْر في الأغ / صانِ مسرورةً بكلّ بَيانِ
ما تَرَى الفِطر كيف أَقبل يسمو / ظاهرَ الحُسْنِ شامخَ السلطانِ
يتَلقّى العزيزَ بالسَّعد والإق / بالِ والْفَتْحِ والعُلا والأَمانِ
بشَّرَتْنَا بذلِك الطيرُ والزَّجْ / رُ وطَرْقُ الحصا وفأْلُ اللِّسانِ
يا إمامَ الهدى الّذي حُبُّه فَرْ / ضٌ علينا كواجِب الإيمانِ
زادك الله بَسْطةً وعُلوّاً / واقتِداراً على ذَوي العِصيانِ
أنت نورُ الأنام عَدْلاً وفَضْلاً / ويمينُ الهدى وعَيْنُ الزمانِ
وشقِيقُ العُلا الَّذي بَشَّر اللّ / هُ بِه في تِلاوةِ القرآنِ
لك كفٌّ تُجاوِدُ الغَيْثَ بَذلاً / وجَبِينٌ كأَنَّه القَمَرانِ
وسَجايَا كالشَّهْد طَعْماً وخُبراً / مُشْبهات الإسرارِ بالإعلان
أَنا مِن بعضِ ما تأَنقْتَ فِيه / بضُروبِ الجميلِ والإحسانِ
لم أَزل منكَ بين بِرٍّ وقُرْبٍ / أَيادٍ تَتْرَى بِغَيرِ امتِنانِ
فإذا رمتُ أَن أَكافِيكَ بالمَدْ / حِ وبالشّكر كلَّ عنكَ لِساني