القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 68
يا أبا عاصم وداع أخ كا
يا أبا عاصم وداع أخ كا / ن وراء البحار يوم احتجابك
جسمه يوم سرت بالغرب ثاوٍ / بيد أن الفؤاد خلف ركابك
عبرات على التنائي أعانت / أدمع الحاضرين من أحبابك
كانت الخمس الاغترابي حدّا / أى حدّ تُرى لطول اغترابك
ما ملكت الإياب حتى دهتني / صحف آذنت بطىّ كتابك
ناعيات نفح الربى من سجايا / ك وزهر الرياض من آدابك
وودادا على الزمان كريما / سبكت تبره الليالي السوابك
أى أعواد منبر لم تطأها / واسع الخطو في عنان خطابك
كل يوم من البلاغة وشى / فارسيّ وأنت للوشي حابك
وسيول من الفصاحة تترى / بين واديك جريها وشعابك
كنت كالدهر هممة في الثمان / ين فما أنت في زمان شبابك
وإذا جرّت المحاماة ذيلا / ونميناه كان فضل ثيابك
كنت في صرحك المشيد أساسا / أنت والمحسنون من أترابك
وإذا لم يكن ثوابك للغر / س فلا خير للجَنىَ في ثوابك
فاجعل السابقين في كل فضل / أوّل الآخذين من إعجابك
يا قريب الجواب في الفصل والهز / ل عزيز علىّ بطء جوابك
لست أنساك والضيوف على الرح / ب بناديك والعفاة ببابك
طيبات تقدمتك إلى الأخ / رى وخير أقام في أعقابك
اطَّرح واسترح فكل خليل / سوف يدنو ترابه من ترابك
كلما مر من مصابك عام / وجدت مصر جدّة لمصابك
قيل ما الفن قلت كل جميل
قيل ما الفن قلت كل جميل / ملأ النفس حسنه كان فنا
وإذا الفن لم يكن لك طبعا / كنت في تركه إلى الرشد أدنى
وإذا كان في الطباع ولم تحس / ن فما أنت بالغ فيه حسنا
وإذا لم تزد على ما بنى الأو / ل شيئا فلست للفن ركنا
لك يا مرتضى خلال كزهر ال / روض لاقى في ظل آذار مزنا
حلف الخط بعد مؤنس أو جع / فر لا يصطفى لغيرك يمنى
لك خط لو كان يغنى عن الحظ / جميل من الأمور لأغنى
هو أوفى من الزمان صِوانا / لبنات النهى واصدق خِذنا
تتمناه كل ناعمة الخدّ / ين خالا وكل دعجاء جفنا
مرقصات الوليد أعجب لفظا / بين أجزائه وأطرب معنى
حُلَل منذ أُلبِستها المعاني / لا نراها بجودة اللفظ تعنى
أخذتِ السماء يا دار ركنا
أخذتِ السماء يا دار ركنا / وأويت الكواكب الزهر سُكنى
وجمعت السعادتين فباتت / فيك دنيا الصلاح للدين خِدنا
نادَما الدهر في ذَراك وفضا / من سلاف الوداد دَنا فدنا
وإذا الخُلق كان عقد وداد / لم ينل منه من وشَى وتجنى
وأرى العلم كالعبادة في أب / عد غاياته إلى الله أدنى
واسع الساح يرسل الفكر فيها / كل من شك ساعة أو تظنى
هل سألنا أبا العلاء وإن قلّ / ب عينا في عالم الكون وسنى
كيف يهذِى بخالق الطير من لم / يعلم الطير هل بكى أو تغنى
أنتِ كالشمس رفرفا والسماك / ين رواقا والمجرّة صحنا
لو تسترت كنت كالقبة الغرا / ء ذيلا من الجلال وردنا
إن تكن للثواب والبر دارا / كيف إن تمت الملاوة قرنا
لا تَعدِّى السنين إن ذكر الع / لم فما تعلمين للعلم سنا
سوف تفنى في ساحتيك الليالي / وهو باق على المدى ليس يفنى
يا عكاظا حوى الشبا فصاحا / قرشيين في المجامع لُسنا
بثهم في كنانة الله نورا / من ظلام على البصائر أخنى
علَّموا بالبيان لا غرباء / فيه يوما ولا أعاجم لُكنا
فتية محسنون لم يخلفوا الع / لم رجاء ولا المعلم ظنا
صدعوا ظلمة على الريف حلت / وأضاءوا الصعيد سهلا وحزنا
من قضى منهم تفرق فكرا / في نهى النشء أو تقسم ذهنا
ناد دار العلوم إن شئت يا عا / يش أو شئت نادها يا سُكَينا
قل لها يا ابنة المبارك إيه / قد جرت كاسمه أمورك يمنا
هو في المهرجان حى شهيد / يجتلى غرس فضله كيف أجنى
وهو في العرس إن تحجّب أو لم / يحتجب والد العروس المهنا
ما جرى ذكره بناديك حتى / وقف الدمع في الشؤون فأثنى
رب خير ملئت منه سرورا / ذكّر الخيرين فاهتجت حزنا
أدرى إذ بناك أن كان يبني / فوق أنف العدوّ للضاد حصنا
حائط الملك بالمدارس إن شئ / ت وإن شئت بالمعاقل يبني
أنظر الناس هل ترى لحياة / عَطَلت من نباهة الذكر معنى
لا الغني في الرجال ناب عن الفض / ل وسلطانه ولا الجاه أغنى
رب عاث في الأرض لم يجعل الأر / ض له إن أقام أو سار وزنا
عاش لم ترمه بعين وأودى / همَلا لم تهب لناعيه أذنا
نظّم الله ملكه بعباد / عبقريين أورثوا الملك حسنا
شغلتهم عن الحسود المعالي / إنما يُحسد العظيم ويُشنا
من ذكىّ الفؤاد يوِرث علما / أو بديع الخيال يَخلق فنا
كم قديم كرقعة النجم حر / لم يقلل له الجديدان شأنا
وحديد عليه يختلف الده / ر ويفنى الزمان قرنا فقرنا
فاحتفظ بالذخيرتين جميعا / عادة الفطن بالذخائر يعنى
يا شبابا سقونيَ الودّ محضا / وسقوا شانئي على الغل أجنا
كلما صار للكهولة شعري / أنشدوه فعاد أمرد لدنا
أسرة الشاعر الرواة وما عنَّ / وه والمرء بالقريب معنى
هم يضنون في الحياة بما قا / ل ويُلفَون في الحياة أضنا
وإذا ما انقضى وأهلوه لم يع / دم شقيقا من الرواة أو أبنا
النبوغَ النبوغَ حتى تنصوا / راية العلم كالهلال وأسنى
نحن في صورة الممالك ما لم / يصبح العلم والمعلم منا
لا تنادوا الحصون والسفن وادعوا ال / علم ينشئ لكم حصونا وسفنا
إن ركب الحضارة اخترق الأر / ض وشق السماء ريحا ومزنا
وصحبناه كالغبار فلا رح / لا شددنا ولا ركابا زممنا
دان آباؤنا الزمان مليا / ومليا لحادث الدهر دنا
كم نباهي بلحد ميت وكم نح / مل من هادم ولم يبن مَنَّا
قد أنَى أن نقول نحن ولا نس / مع أبناءنا يقولون كنا
يا مصلَّى أيمه
يا مصلَّى أيمه / من بنى آدم طَهُر
سبَّح الرمل والحصى / في نواحيه والحجر
وعلى ظهر جوّه / صلَّت الشمس والقمر
جمعا عزلة المدار / إلى عزلة المدر
سبّحا ثم سبّحا / بالعشايا وبالبكر
وخِضما من الرمال / أواذيُّه الصخر
ما له ساحل ولا / من فُجاءاته وزر
فيه من كل حاصب / جَلَّل الجو وانهمر
هب من كل جانب / كالَّدَبى اشتد وانتشر
رب أكفان مصحر / منه هيئن أو حفر
وفضاء كأنه / حلم رائع الصور
العشايا سواحر / في حواشيه والبكر
كل سار وسامر /
يا فضاء بسحره / دَلَّه الركب بالسحر
فتنتهم وجوهه / واستخفتهمو الصور
وشجاهم سكونه / بالعشايا وبالبُكر
لا تلمهم فانما / قائد الأنفس الفِطر
كل نفس لها هوى / كل نفس لها وطر
كم جمال ومنظر / فرَّقا لذة النظر
كل حسن ومنظر / فيهما للهوى نظر
يا شباب اقتدوا بشيخ المعالى
يا شباب اقتدوا بشيخ المعالى / فالمعالي تشبُّه وتحدّي
قد تصدى لنائبات حقوق / غير سهل لمثلهن التصدّي
حزَنَته بلاده وهي صيد / بين نابى مظَّفر الناب ورد
أمة من غرائب النصر نشوَى / تسلب الملك من تشاء وتسدي
أخرست أفصح القياصر سيفا / بأساطيل في الخصومة لُدّ
جاءها سعد شاهر الحق يدعو / سيفها المنتضى لخطة رشد
أعزل المنِكبين إلا من الحق / ق ومن حجة كنصل الفرند
خاطب النار وهي في شفة المِد / فع والسيف وهو في غير غمد
غمرة يشفق الضياغم منها / خاضها لم يهب عواقب وِرد
فنفوا فانتفى فصادف خظا / حبذا الجِد إن أعين بِجد
وإذا مصر كاللبوءة غضبي / لأبنها تبذل الدماء وتفدي
أنت فوق النقيب دخلا وريعا
أنت فوق النقيب دخلا وريعا / بعد حين وأنت أكثر مالا
جدة تجعل الحديد على الما / ل وتحمى الأبواب والأقفالا
لكنها يا صديق / أشد منى ومنكا
صبرا فعما قليل / سيفرج الله عنكا
لم تقل لي عن الفتى ما أيوه
لم تقل لي عن الفتى ما أيوه / كان فخر الرجال كان مديرا
كان والله يسكع الصبح واللي / ل إلى كل حانة سكيرا
قلتها ومن أين أدرى / ربما صار حاجبا أو خفيرا
لا تسلني ما أبوه يا أخي / أومن الأم وسل ما جدته
لا ولا ما شغله ما جاهه / في الدواوين ولا ما رتبته
فجمال في غد أو بعده / بوزيرين تُساوي ثروته
ليلة الأمس قد ذهبت وما تذ
ليلة الأمس قد ذهبت وما تذ / هب رؤيا أقصها شر رؤيا
ذاك أنى حلمت بالمتنبي / صار في مصر قاضيا أهليا
خيروه فقال طنطا أحب المد / ن في هذه البلاد إليا
فوجدت الصواب في الرأى أنى / أهجر الشعر والقوافي مليا
هو قد بدَّ قائل الشعر ميتا / كيف يلقاه قائل الشعر حيا
وتأملت في مصيبة حفني / يوم للحكم يجلسان سويا
هو عادي كرسيَّ كافور عمرا / هل يصافى لناصف كرسيا
جاءني صاحبي يقول بلاء / كنت والله عن بلاء غنيا
قلت نرجو من ناظر العدل يُص / يه بأسيوط مبعدا منفيا
إن فيها لشاعرا لك حرا / وأراه بالذَّود عنك حرِيا
مُره يمسخ له ولو شطر بيت / قال أخشى انقلاب ذاك عليا
أصبح الصبح زيد صدقي وقالوا / ناصف عاد قاضيا جزئيا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025