المجموع : 68
يا أبا عاصم وداع أخ كا
يا أبا عاصم وداع أخ كا / ن وراء البحار يوم احتجابك
جسمه يوم سرت بالغرب ثاوٍ / بيد أن الفؤاد خلف ركابك
عبرات على التنائي أعانت / أدمع الحاضرين من أحبابك
كانت الخمس الاغترابي حدّا / أى حدّ تُرى لطول اغترابك
ما ملكت الإياب حتى دهتني / صحف آذنت بطىّ كتابك
ناعيات نفح الربى من سجايا / ك وزهر الرياض من آدابك
وودادا على الزمان كريما / سبكت تبره الليالي السوابك
أى أعواد منبر لم تطأها / واسع الخطو في عنان خطابك
كل يوم من البلاغة وشى / فارسيّ وأنت للوشي حابك
وسيول من الفصاحة تترى / بين واديك جريها وشعابك
كنت كالدهر هممة في الثمان / ين فما أنت في زمان شبابك
وإذا جرّت المحاماة ذيلا / ونميناه كان فضل ثيابك
كنت في صرحك المشيد أساسا / أنت والمحسنون من أترابك
وإذا لم يكن ثوابك للغر / س فلا خير للجَنىَ في ثوابك
فاجعل السابقين في كل فضل / أوّل الآخذين من إعجابك
يا قريب الجواب في الفصل والهز / ل عزيز علىّ بطء جوابك
لست أنساك والضيوف على الرح / ب بناديك والعفاة ببابك
طيبات تقدمتك إلى الأخ / رى وخير أقام في أعقابك
اطَّرح واسترح فكل خليل / سوف يدنو ترابه من ترابك
كلما مر من مصابك عام / وجدت مصر جدّة لمصابك
قيل ما الفن قلت كل جميل
قيل ما الفن قلت كل جميل / ملأ النفس حسنه كان فنا
وإذا الفن لم يكن لك طبعا / كنت في تركه إلى الرشد أدنى
وإذا كان في الطباع ولم تحس / ن فما أنت بالغ فيه حسنا
وإذا لم تزد على ما بنى الأو / ل شيئا فلست للفن ركنا
لك يا مرتضى خلال كزهر ال / روض لاقى في ظل آذار مزنا
حلف الخط بعد مؤنس أو جع / فر لا يصطفى لغيرك يمنى
لك خط لو كان يغنى عن الحظ / جميل من الأمور لأغنى
هو أوفى من الزمان صِوانا / لبنات النهى واصدق خِذنا
تتمناه كل ناعمة الخدّ / ين خالا وكل دعجاء جفنا
مرقصات الوليد أعجب لفظا / بين أجزائه وأطرب معنى
حُلَل منذ أُلبِستها المعاني / لا نراها بجودة اللفظ تعنى
أخذتِ السماء يا دار ركنا
أخذتِ السماء يا دار ركنا / وأويت الكواكب الزهر سُكنى
وجمعت السعادتين فباتت / فيك دنيا الصلاح للدين خِدنا
نادَما الدهر في ذَراك وفضا / من سلاف الوداد دَنا فدنا
وإذا الخُلق كان عقد وداد / لم ينل منه من وشَى وتجنى
وأرى العلم كالعبادة في أب / عد غاياته إلى الله أدنى
واسع الساح يرسل الفكر فيها / كل من شك ساعة أو تظنى
هل سألنا أبا العلاء وإن قلّ / ب عينا في عالم الكون وسنى
كيف يهذِى بخالق الطير من لم / يعلم الطير هل بكى أو تغنى
أنتِ كالشمس رفرفا والسماك / ين رواقا والمجرّة صحنا
لو تسترت كنت كالقبة الغرا / ء ذيلا من الجلال وردنا
إن تكن للثواب والبر دارا / كيف إن تمت الملاوة قرنا
لا تَعدِّى السنين إن ذكر الع / لم فما تعلمين للعلم سنا
سوف تفنى في ساحتيك الليالي / وهو باق على المدى ليس يفنى
يا عكاظا حوى الشبا فصاحا / قرشيين في المجامع لُسنا
بثهم في كنانة الله نورا / من ظلام على البصائر أخنى
علَّموا بالبيان لا غرباء / فيه يوما ولا أعاجم لُكنا
فتية محسنون لم يخلفوا الع / لم رجاء ولا المعلم ظنا
صدعوا ظلمة على الريف حلت / وأضاءوا الصعيد سهلا وحزنا
من قضى منهم تفرق فكرا / في نهى النشء أو تقسم ذهنا
ناد دار العلوم إن شئت يا عا / يش أو شئت نادها يا سُكَينا
قل لها يا ابنة المبارك إيه / قد جرت كاسمه أمورك يمنا
هو في المهرجان حى شهيد / يجتلى غرس فضله كيف أجنى
وهو في العرس إن تحجّب أو لم / يحتجب والد العروس المهنا
ما جرى ذكره بناديك حتى / وقف الدمع في الشؤون فأثنى
رب خير ملئت منه سرورا / ذكّر الخيرين فاهتجت حزنا
أدرى إذ بناك أن كان يبني / فوق أنف العدوّ للضاد حصنا
حائط الملك بالمدارس إن شئ / ت وإن شئت بالمعاقل يبني
أنظر الناس هل ترى لحياة / عَطَلت من نباهة الذكر معنى
لا الغني في الرجال ناب عن الفض / ل وسلطانه ولا الجاه أغنى
رب عاث في الأرض لم يجعل الأر / ض له إن أقام أو سار وزنا
عاش لم ترمه بعين وأودى / همَلا لم تهب لناعيه أذنا
نظّم الله ملكه بعباد / عبقريين أورثوا الملك حسنا
شغلتهم عن الحسود المعالي / إنما يُحسد العظيم ويُشنا
من ذكىّ الفؤاد يوِرث علما / أو بديع الخيال يَخلق فنا
كم قديم كرقعة النجم حر / لم يقلل له الجديدان شأنا
وحديد عليه يختلف الده / ر ويفنى الزمان قرنا فقرنا
فاحتفظ بالذخيرتين جميعا / عادة الفطن بالذخائر يعنى
يا شبابا سقونيَ الودّ محضا / وسقوا شانئي على الغل أجنا
كلما صار للكهولة شعري / أنشدوه فعاد أمرد لدنا
أسرة الشاعر الرواة وما عنَّ / وه والمرء بالقريب معنى
هم يضنون في الحياة بما قا / ل ويُلفَون في الحياة أضنا
وإذا ما انقضى وأهلوه لم يع / دم شقيقا من الرواة أو أبنا
النبوغَ النبوغَ حتى تنصوا / راية العلم كالهلال وأسنى
نحن في صورة الممالك ما لم / يصبح العلم والمعلم منا
لا تنادوا الحصون والسفن وادعوا ال / علم ينشئ لكم حصونا وسفنا
إن ركب الحضارة اخترق الأر / ض وشق السماء ريحا ومزنا
وصحبناه كالغبار فلا رح / لا شددنا ولا ركابا زممنا
دان آباؤنا الزمان مليا / ومليا لحادث الدهر دنا
كم نباهي بلحد ميت وكم نح / مل من هادم ولم يبن مَنَّا
قد أنَى أن نقول نحن ولا نس / مع أبناءنا يقولون كنا
يا مصلَّى أيمه
يا مصلَّى أيمه / من بنى آدم طَهُر
سبَّح الرمل والحصى / في نواحيه والحجر
وعلى ظهر جوّه / صلَّت الشمس والقمر
جمعا عزلة المدار / إلى عزلة المدر
سبّحا ثم سبّحا / بالعشايا وبالبكر
وخِضما من الرمال / أواذيُّه الصخر
ما له ساحل ولا / من فُجاءاته وزر
فيه من كل حاصب / جَلَّل الجو وانهمر
هب من كل جانب / كالَّدَبى اشتد وانتشر
رب أكفان مصحر / منه هيئن أو حفر
وفضاء كأنه / حلم رائع الصور
العشايا سواحر / في حواشيه والبكر
كل سار وسامر /
يا فضاء بسحره / دَلَّه الركب بالسحر
فتنتهم وجوهه / واستخفتهمو الصور
وشجاهم سكونه / بالعشايا وبالبُكر
لا تلمهم فانما / قائد الأنفس الفِطر
كل نفس لها هوى / كل نفس لها وطر
كم جمال ومنظر / فرَّقا لذة النظر
كل حسن ومنظر / فيهما للهوى نظر
يا شباب اقتدوا بشيخ المعالى
يا شباب اقتدوا بشيخ المعالى / فالمعالي تشبُّه وتحدّي
قد تصدى لنائبات حقوق / غير سهل لمثلهن التصدّي
حزَنَته بلاده وهي صيد / بين نابى مظَّفر الناب ورد
أمة من غرائب النصر نشوَى / تسلب الملك من تشاء وتسدي
أخرست أفصح القياصر سيفا / بأساطيل في الخصومة لُدّ
جاءها سعد شاهر الحق يدعو / سيفها المنتضى لخطة رشد
أعزل المنِكبين إلا من الحق / ق ومن حجة كنصل الفرند
خاطب النار وهي في شفة المِد / فع والسيف وهو في غير غمد
غمرة يشفق الضياغم منها / خاضها لم يهب عواقب وِرد
فنفوا فانتفى فصادف خظا / حبذا الجِد إن أعين بِجد
وإذا مصر كاللبوءة غضبي / لأبنها تبذل الدماء وتفدي
أنت فوق النقيب دخلا وريعا
أنت فوق النقيب دخلا وريعا / بعد حين وأنت أكثر مالا
جدة تجعل الحديد على الما / ل وتحمى الأبواب والأقفالا
لكنها يا صديق / أشد منى ومنكا
صبرا فعما قليل / سيفرج الله عنكا
لم تقل لي عن الفتى ما أيوه
لم تقل لي عن الفتى ما أيوه / كان فخر الرجال كان مديرا
كان والله يسكع الصبح واللي / ل إلى كل حانة سكيرا
قلتها ومن أين أدرى / ربما صار حاجبا أو خفيرا
لا تسلني ما أبوه يا أخي / أومن الأم وسل ما جدته
لا ولا ما شغله ما جاهه / في الدواوين ولا ما رتبته
فجمال في غد أو بعده / بوزيرين تُساوي ثروته
ليلة الأمس قد ذهبت وما تذ
ليلة الأمس قد ذهبت وما تذ / هب رؤيا أقصها شر رؤيا
ذاك أنى حلمت بالمتنبي / صار في مصر قاضيا أهليا
خيروه فقال طنطا أحب المد / ن في هذه البلاد إليا
فوجدت الصواب في الرأى أنى / أهجر الشعر والقوافي مليا
هو قد بدَّ قائل الشعر ميتا / كيف يلقاه قائل الشعر حيا
وتأملت في مصيبة حفني / يوم للحكم يجلسان سويا
هو عادي كرسيَّ كافور عمرا / هل يصافى لناصف كرسيا
جاءني صاحبي يقول بلاء / كنت والله عن بلاء غنيا
قلت نرجو من ناظر العدل يُص / يه بأسيوط مبعدا منفيا
إن فيها لشاعرا لك حرا / وأراه بالذَّود عنك حرِيا
مُره يمسخ له ولو شطر بيت / قال أخشى انقلاب ذاك عليا
أصبح الصبح زيد صدقي وقالوا / ناصف عاد قاضيا جزئيا