المجموع : 199
إن بين الوجود والموجودِ
إن بين الوجود والموجودِ / حرف ميم بها مدار الشهودِ
وهو حرف محمدي شريف / هو عين الآباء عين الجدود
وهو إمكانُ كل شيء تبدى / وهو نفس الرسوم نفس القيود
وله دورة كلمعة برق / هي من عين وقفة وجمود
وهو أمر الإله في كل خلق / بالتقادير في الشقا والسعود
ألف باستقامة وهي ميم / حيث دارت في خدمة المعبود
والوجود الوجود ما زال عما / كان فيه بخطها الممدود
وهي عقل يرى الإضافة حتماً / لوجود المهيمن المقصود
فاعذروه لأنه عبد رب / هائم في ركوعه والسجود
وهو باقي الحروف أيان ولّى / بانحراف لوجهه المشهود
خالق الكل واحدُ
خالق الكل واحدُ / وهو للكل قاصدُ
وتأمله فهو في / أنت والكل شاهد
فإذا قلت أنني / أنا والكل واحد
قلت حقا إذا انتفى / عنك ما أنت جاحد
حيث لا نفس تدعي / ما ترى أو تعاند
حيث لم يخف عنك ما / أنت فيه معاهد
من فناء محقق / في وجود يشاهد
حيث لا غيره ولا / شيء يلقاه واجد
فاعتبر ما أقوله / دون ما قال حاسد
وتحقق به وكن / عين كن يا مساعد
تلق كن عينه بلا / أحرف هم زوائد
إنما الحرف عندنا / طرف عنه حائد
وهو حد لمطلق / عنه فيه الفوائد
عرِّجا بي على النقا فجيادِ
عرِّجا بي على النقا فجيادِ / وامشيا بي كمشية المتهادي
يا خليليَّ وانشدا قلب صبٍّ / ضاع منه خلال تلك البوادي
لي بسلع فرامةٍ فالمصلَّى / جيرة بل بناظري وفؤادي
هم بقلبي حلّوا مكان السويدا / ومن العين في مكان السواد
ظهرت نشأتي بهم وهي منهم / في شخوص الأرواح والأجساد
أنا إلا كلامهم بحروف / عاليات ظلالها في الوهاد
كلموا نفسهم بنا فتكلم / نا بهم في الثلاث والآحاد
وهم الظاهرون هم لا سواهم / وسواهم تصويرهم للمراد
واسمهم ما به الجميع تسمّى / عندهم في النزول للأعداد
حيث كانوا على المراتب منا / في ظهور وخفية بازدياد
قل لهم يا أنا يجودوا علينا / باللقا إننا لبالمرصاد
سعدت مقلة بهم قد رأتهم / فرأت ما رأت على المعتاد
يا عريب الحمى قفوا لضعيف / جره ركبكم بنغمة حادي
كلما أظلمت عليه الدياجي / لمع البرق فاهتدى للهادي
والهوى سائق له ودليل / في الفيافي على لقاء سعاد
أنا كالحرف قائم بالمدادِ
أنا كالحرف قائم بالمدادِ / بالوجود الحق الكريم الجوادِ
يا مداد الجميع نحن حروف / بك نبدو وأنت بالمرصاد
ولهذا كلّاً نمد لنا قل / ت فأنت الممد بالإيجاد
ما تغيرت أنت حيث ظهرنا / عنك كم في مثنى وفي آحاد
عدم نحن كلنا ووجود / أنت حق باق بغير نفاد
مطلق أنت مثل ما كنت قدماً / خارج عن مراتب الأعداد
وقيود جميعنا نحن لكن / قد نسبنا إليك بالإسناد
حيث أنت الذي تقدر منا / كل ما شئت من رباً ووهاد
فظهورٌ لنا ظهورك حقاً / وبطونٌ لنا بطونك بادي
جهلت أمة تقول وجدنا / إذ لها أنت لم تكن لك هادي
يا وجود الجميع قوليَ مبني / يٌ على القول بالوجود المفاد
وهو قول توهمته عقولٌ / عقلت أمرها خلاف المراد
ليت شعري من يستفيد وجوداً / والذي يستفيد لا شيء عادي
وإذا قلت ربنا يوجد المع / دوم قلنا ذا القول محض عناد
نحن أيضا نقول مثلك هذا / قول حق بغير ما تراداد
لا على الوصف بالوجود لمعدو / مٍ ولا قبله وجوداً إرادي
حيث قلب الحقائق الكلُّ قالوا / مستحيل عند العقول الجياد
إنما قولنا بذلك قول ال / لَهِ في محكم الكتاب الجواد
فتأمل الله نور السموا / ت وجوداً بياضه في السواد
وإذا كان في السواد بياض / لاح غير البياض في المعتاد
لقبول البياض في كل لون / ضد أمر السواد بالإنفراد
فتنحوا يا غافلون فغير ال / له لا يرشدنَّكم للرشاد
كل لون على البياض يغطي / بانتقاص من السوى وازدياد
وبياض السواد يعجز عنه / كل شخص سوى إله العباد
وهو شيب في لمة الشعر يبدو / عبرةً فافهموا كلام المنادي
إنني قادر بقدرة ربي / لا سواها محقق الإمداد
وبياضي على السواد تبدى / فمحاه بشدة الإمتداد
فأنا النور عنده وظلام / عندكم يا جماعة الحساد
والذي عنده يراني نوراً / والذي عندكم يرى فيعادي
وعليه الظلام يغلب حتى / يقدح النار قلبه بالزناد
إنما النار جهد فاقد نور / فاستعدوا بواحد للمعاد
أنا كلي منك إنعامٌ وجودْ
أنا كلي منك إنعامٌ وجودْ / صور تبدو وتخفى ووجودْ
هذه جملة أمر واحد / لا سواه عند غيب وشهود
تارة يبدو ويخفى تارة / وهو إطلاق لدينا وقيود
أيها الساري إليه وبه / يقطع البيدا على ظهرِ قَعود
فرِّغِ القلبَ له من غيره / واجتليه بركوع وسجود
وتأمله به واسكن به / في حمى عزته بين الوفود
عطفت سلمى على حلَّتها / وهي منها سدلت فوق النهود
ليتها ترفع عنا طرفاً / لنرى الخال الذي فوق الخدود
وهو خالٌ أسودٌ وهو أنا / في سنا طلعتها يشجي الأسود
كم به أَصْمَتْ وكم أردت فتىً / بوجوهٍ عنده بيض وسود
وهو وجه واحد صبغته / حكمها النافذ من غير نفود
لا تدع يا شوق مني أثراً / للتي سرت بها سير الجدود
شكرها شكري وحمدي حمدها / وبها منها قيامي والقعود
ثمد الماء سقتنا وروت / وهدتنا لم تَقُلْ أمّا ثمود
وبأرض الحِجْر لم تحجر على / أمرها فينا فكنا قوم هود
دأبنا حفظ المواثيق التي / هي منا أخذتها والعهود
وهي فينا عن حدود خرجت / نحن فيها ما خرجنا عن حدود
قيدتنا بهدى أحكامها / وهي عنا انطلقت ليست تعود
ما لنا عنها غناء أبداً / هل يقوم الظل من غير عمود
نقطة الكون تحت باء الوجودِ
نقطة الكون تحت باء الوجودِ / حرفُ معنى انحرافِه المشهودِ
ألف الإنحراف فيها ولكن / هي في الغيب حضرة المعبود
ولها مخرج من الجوف فينا / غائب ليس مدركاً بشهود
لا تقل وحدة الوجود إذا لم / تفنَ عن كل كائن موجود
ثم تفنى ذوقاً بتحقيق حقٍّ / عنك حتى عن الفنا المقصود
ويصير الوجود عنك خفياً / لست تدري منه سوى فرط جود
ثم تبقى به له لمع برق / ظاهر عن بطونه المعهود
كظلال عن أمره أو خيال / خيَّلَتْهُ أسماءُ ربٍّ ودود
وإذا لم تكن كذلك فاحذر / من تلابيس عقلك المعقود
واجتنب وحدة الوجود ودعها / لرجال قاموا بحفظ العهود
ركع في غيوبهم بالفنا عن / كل شيء سوى الوجود سجود
ما لهم عندهم ولا لسواهم / مِن وجودٍ ظلٌّ بدا لعمود
من لعبدٍ بجسمه السقم بادي
من لعبدٍ بجسمه السقم بادي / بين أيدي حواسد وأعادي
وعيون قد أحدقت بازورارٍ / وخزتني مثل السيوف الحداد
وقلوب كأنما البغض فيها / جمر نار تبدو من الأجساد
صاعدات أنفاسها كدخان / منه يعلو الوجوه صبغ السواد
كل هذا لأنهم ينظروني / في ارتقاء إلى العلا وازدياد
وصفاء وصحة وسرور / وكمال يرونه ورشاد
ويرون الإله يحفظني في / كل حال يكون بين العباد
إن ربي حسبي عليهم جميعاً / وهو نعم الوكيل وهو اعتمادي
سق مطاياك بالحدا يا حادي
سق مطاياك بالحدا يا حادي / فهو سوق القلوب والأكبادِ
وبقرع العصا تساق جسوم / موضع الكره واختلاف الأيادي
هي نوق يقودها الشوق حثّاً / لحبيب لها على البعد بادي
واحذر السوق بالعصا فهو ما لا / نفعَ فيه يضر بالأجساد
صورٌ تظهر الغيوب علينا / فهي فينا دلائل الإرشاد
ظلمات وراءها نور وجه / كهلال أضاء والليل هادي
هذه هذه المليحة فاخلع / عنك ثوب الضلال والإفساد
واترك الغير لا تقل ثَمَّ غيرٌ / إنما الغير عين ذاك المراد
لابس حلة السواد التباساً / لك فاكشف عن ثوبك المستفاد
وتجرد له به أنت درٌّ / ضمن أصداف صورة في المعاد
أنا عبد الغني لمعة برق / بعدها لمعة على المعتاد
هكذا دائما لأني روح / نفخ أمر من الإله الجواد
إنما الدين كله تقليدُ
إنما الدين كله تقليدُ / وهو أمر تقلدته العبيدُ
وهو معنى التكليف محض اعتقاد / حاد عنه الشقي وفاز السعيد
ثم إيمان من يقلد حقٌّ / منه تبدو الأعمال والتوحيد
قاده الشرع كالبهيمة ينقا / د بإيمانه فيدنو البعيد
واتباعٌ دين الهدى لا ابتداعٌ / بعقول أفكارهنَّ صديد
طاعة الله والرسول وأهل ال / أمر منكم إشارة لا تبيد
هكذا قال ربنا فاستقموا / يا أولي العلم ما هنا ترديد
ديننا اليسر كله وهو سهل / ليس فيه التحريج والتشديد
فاتقوا الله مخلصين له الدي / ن يعلمكم الهدى ويفيد
وتصيرون عارفين به لا / بعقول جميعها تنكيد
واتركوا العقل للذين به ضل / لوا وعما قد حاولوه يحيد
وخذوا الفتح إنما هو بالنو / ر من الله يقتفيه المريد
كلما آمن المكلف بالغي / ب ترقى وجاءه الإقليد
ثم علم الكلام ردَّ على من / حاولوا أن يكون دين جديد
فاستفزت أئمة الحق للحق / ق وقاموا مرادهم تأييد
وأبانوا دلائلاً بعقول / قصدهم رد ما يقول العنيد
لا اعتقاد له ولكن كلام / كسلاح يسطو به الصنديد
دونوه لما رأوا الدين شتى / كل حزب للإفتراق يريد
وذووا الإعتزال قاموا جهاراً / فيهم الخلف مبدئٌ ومعيد
وهدى الله ظاهرٌ ليس يخفى / عند من آمنوا به يا رشيد
آمنوا تأمنوا وللغيب عنكم / أسلموا تسلموا يكون المزيد
إنما الدين سنة تبعتها / عصبة التابعين قول سديد
نقلوها عمن مضى من صحاب / تبعوا المصطفى أب ووليد
سلف صالحون صلوا وصاموا / باتباع جميعه تقليد
وعلى ملة المفضل طه / عيشهم كان ههنا وأبيدوا
قط ما استشكلوا ولا سألوا عن / معضل فيه للهدى تعقيد
لا يميلون للعقول ولا ما / أنتجته العقول فيما تجيد
ولهم قال ربنا الحق فاعلم / أنه لا إله إلا الفريد
لم يقل فاستدل أو فتعلق / بدليل لأنه تحديد
إن علم الكلام يزجر عنه / كل من رامه به يستفيد
هو للرد لا لأجل اعتقاد / وعلى من يرد إذ لا رديد
إن هذا لهو الصواب وأما / غير هذا فإنه تبديد
صدق الله من له الله يهدي / فهو المهتدي وجل المجيد
بسط الله لي بساط الوجودِ
بسط الله لي بساط الوجودِ / وعليه قعدت وقت الشهودِ
والسوى قاعد على الأرض جهلاً / منه بي منكراً عليَّ وجودي
هذه حالة عن العقل جلت / لم ينلها غير الطليق الشرود
إنني مثلكم ونحن وأنتم / خلقُ مولىً كثيرِ فضلٍ وجود
غير أني خرجت عنكم إليه / فوجدت الهدى إلى المعبود
وارتبطتم أنتم بما قد عرفتم / من سواكم بحبله الممدود
يا أخلاي ما أردتم أردنا / وإلى وردكم جميعا ورودي
غير أني علمته وجهلتم / فاصلحوا حالكم تروا مقصودي
واتركوا أنفساً لكم حجبتكم / عن سواه وعنه بالمحدود
رمتموه مقيداً وشهدتم / أنه جلَّ عن جميع القيود
كل قيد فإنه عرض لا / هو باق بل كالبروق الرعود
صدق الله ما لمن ضل هادٍ / غيره فاسلموا لرب ودود
هل تظنون بالركوع إليه / تترقون أو بذل السجود
هو حق ما قد ظننتم ولكن / إن يكن ذاك لا بكم يا جنودي
تابعوني فيما أقول فإني / حبلكم منه موصل للوفود
انظر الكون خارجاً من وجودِهْ
انظر الكون خارجاً من وجودِهْ / من وجودٍ منزه عن قيودِهْ
عدم من وجوده هو باد / أنت منه ممتع بشهوده
حضرة العلم بالكلام أبانت / عن تفاصيل حادث وحدوده
فهو حق في علمه كل شيء / ظاهر بالكلام عن مقصوده
لا تقل غير ما أقول وإلا / أنت عبد الخيال يا ابن جدوده
لا تكن عابداً خيالك وهماً / واعبد الله في حقيق وجوده
هو حق وأنت والكون طراً / باطل زاهق بحكم نفوده
هذه وحدة الوجود فخذها / مثلنا عنه ذائقاً فيض جوده
ودع الملحدين بالجهل فيها / مع معاداة غيهم وصدوده
يحسبون الضلال في الله رشداً / ويظنون أنهم من وفوده
أنت لا تستطيع أنك تهدي / عبد رب قد ضل عن معبوده
إن من هام فيه وجداً فؤادي
إن من هام فيه وجداً فؤادي / لا أنا لا سواي حاشاه وحدَهْ
قبلَ كلٍّ وبعدَ كلٍّ ومعْ كل / لٍ ولا قبلَهُ ومعْهُ وبعدَهْ
لو تجلى عن ناظريك الغبارُ
لو تجلى عن ناظريك الغبارُ / لرأيت الكؤس كيف تدارُ
ولبانت نار لديك كما با / نت لموسى من جانب الطور نار
ولزالت رسوم ذاتك فيمن / لم يزل وأنمحت به الآثار
وتبدت فريدة الحسن تُجلَى / زائلات عن وجهها الأستار
ورأيت الهدى وأرشدك الدف / فُ وصوت الغناء والمزمار
لكن القلب منك في غفلات / وعلى وجهك الكثيف خمار
ويقيناً أن التكاثر ألها / ك وعزت بوهمك الأغيار
ورمتك الذنوب في ظلمات / من شكوكٍ بها العقول تحار
فاجتهد واقصد الحقيقة واطلب / ولتكن فيك همة واصطبار
وتذلل بباب ديرك واخضع / فعسى أن يريدك الخمار
إنما أنت عند نفسك وهم / ظهرت منك هذه الأطوار
والذي أنت فيه محض غرور / وهو في مذهب الحقيقة عار
عدم في الوجود يبدو ويخفى / ما له في الحقيقتين قرار
أيها الناي عندك الخبرُ
أيها الناي عندك الخبرُ / ليس للأذن عنك مصطبرُ
سيما والدفوف معلنة / بالذي قد أسره الوتر
هات حدث عن الذين نأوا / في هواهم لم يقض لي وطر
واشرح الحال واحك ما صنعت / في فؤادي العيون والطرر
وارو أخبار من أحب فإن / فاتت العين لم يفت أثر
واترك العاذلين في ولهي / لا تلمهم فإنهم بقر
لا عقول لهم ترددهم / عن ملامي ولا لهم نظر
كل فظ بدت كثافته / بازدياد كأنه حجر
ميت جهل والقبر جثته / نطقه اللغو ليس يعتبر
من أناس بعقلهم قصدوا / فهم ما العقل عنه محتقر
حاولوا الدرك مع جمودتهم / ثم لما أعياهمو كفروا
هل ملامي يليق في قمر / إن تبدى يسجد له القمر
بل هي الشمس بل أجلُّ سناً / كل حسن من حسنها أثر
ذات وجه تلوح خافية / خلف ستر جميعه صور
يكثف العقل عن لطافتها / فلهذا حارت بها الفكر
رب شخص تقوده الأقدارُ
رب شخص تقوده الأقدارُ / للمعالي وما لذاك اختيارُ
غافل والسعادة احتضنته / وهو منها مستوحش نفّار
يتعاطى القبيح عمداً فيلقا / ه جميلاً وفلسه دينار
كلما قارف الذنوب أتته / توبة طهرته واستغفار
وعليه إن زل عين من ال / له تقيه ويستر الستار
فهو بالله دائما يترقى / لا به حيث تشرق الأنوار
وفتى كابد العبادة حتى / منه قد مل ليله الأنوار
يتسامى بالذكر والفكر قصداً / وهو ناء وعنه شط المزار
يفعل الخير ثم يلقاه شراً / وإذا رام جنة فهي نار
حكم حارت البرية فيها / وحقيق بأنها تحتار
وعطايا من المهيمن دلت / أنه الله فاعل مختار
قيل لي كن مع الأنام وداري
قيل لي كن مع الأنام وداري / كلَّ شخصٍ فقلت ما الذلُّ قدري
أنا عبد الغني لا عبد زيدٍ / من جميع الورى ولا عبد عمرو
دارنا هذه هي الأشجارُ
دارنا هذه هي الأشجارُ / وعليها جسومنا أزهارُ
والنفوس التي إذ زال عنها / قشر جسم تبقى هي الأثمار
فأدر نحو نفسك العقل ربطاً / لك ينحل ما به الكل حاروا
واحفظ القلب واحتفظ باطناً من / كل سوء وكل ما هو عار
واترك الغير لا تفتش عليه / يشغل العقل منك عنك الفشار
جعل الله بعضنا فتنة لل / بعض حيث استِغْنا و حيث افتقار
وعليكم قد قال أنفسَكم يا / صاح فارشد وإن غوت أغيار
وتنبه فحكمُ إنا جعلنا / ما على الأرض زينةً غرار
هذه نفثة النصوح تبدت / قذف الخوف درها والحذار
حثت العيس للحمى فأزيلت / بالتقى عن ظهورها الأوقار
قف على باب حانتي يا نديمي / علّ يرضى دخولَك الخمّار
واستمع صوت قَينتي تتغنّى / حيث جسمي في كفها مزمار
وجميع الوجود ليل لقوم / جهلوا وهو عند قوم نهار
وجنان النعيم عند أناس / وأناس ذا عندهم هو نار
فاعتبر ما أقوله لك وافهم / حسن الفهم منك والإعتبار
ظلمات تقدرت تقديرا
ظلمات تقدرت تقديرا / من قديم وصورت تصويرا
وعلا بعضها المرتَّبَ بعضٌ / هكذا طبق ما أتى تحريرا
واسمها الكائنات علواً وسفلاً / كاملات لا نقص لا تغييرا
كاشف حيث لا بداية عنها / نور حق يعرِّفُ التنكيرا
فهي بالنور وهو محض وجود / مطلق عن قيودها تكبيرا
وعهدنا النور المنفر للظل / مة في الحال إن بدا تنفيرا
ثم إنا لما رأيناه أبقى / وصفها طبق ما اقتضته قريرا
وهي لا شك أنها عدم صر / ف قديماً قلنا مقالاً شهيرا
رحمة منك عمت الكل حتى / أثرت في ظهورهم تأثيرا
ولهم ههنا الظهور وخاف / هو عنهم بهم يرى التستيرا
وهو رأى العوام من أهل دين ال / له حظ النفوس فيهم أثيرا
ولنا ههنا مقالة صدق / حبرتها أئمتي تحبيرا
إنما الظاهر الذي ليس يخفى / نور حق وسل بذاك خبيرا
والتي لم تكن ولا هي كانت / لاح فيها نور الغيوب منيرا
ظلمات على الذي هي فيه / أزلاً لم تزل ولا تنويرا
إنما النور وحده هو باد / في ظلام مقدر تقديرا
فيرى نفسه برؤيتنا في / كل شيء لذاك كان بصيرا
ونرى نفسنا به ويرانا / هو أيضا بنا فكان قديرا
ونراه برؤية هي منه / جاءنا وعده بها تبشيرا
ثم في الأربع المراتب كشف / هو هذا للنور ثم استعيرا
واعترته مراتب وإضافا / ت فسمى عقلاً وحساً كثيرا
وإذا حقق المحقق هذا / ونفى عنه بالسوى تغريرا
قال أوصاف ربنا وكذا الأس / ماء بالكائنات فاحت عبيرا
فهو منها الأوصاف وهو المسمى / عندها باعتبارها تقريرا
ولهذا نقول تلك قديما / ت وعين الذات التي لا نظيرا
وهي ذات حقيقة موصوف / ومسمى شريعة توقيرا
ثم بالشرع والحقيقة نأتي / ظاهراً باطناً ولا تخييرا
ونقول الذي به الكل قالوا / فنساوي المحقق النحريرا
إنهم عند ربهم درجات / كلهم لا تشيين لا تعييرا
والبرايا قسمان أهل نعيم / في جنان ومن يرون السعيرا
والذي قلبه المصدق ناج / وسواه مكفّر تكفيرا
ثم أهل الجنان قسمان أدنى / ثم أعلى يرى بها التصديرا
والذي فاته الذي نحن فيه / ههنا من علومنا تقصيرا
إن يكن مؤمناً به مذعناً لا / هو ناف له يراه حقيرا
فهو في جنة النعيم ولكن / لا يرى الرفع والمقام الخطيرا
وإذا كان جاحداً مسلماً في / ظاهر الشرع يلتقي تيسيرا
وهو في مذهب الحقيقة شخصٌ / كافر لا يرى الغداة نصيرا
وبحكم الحقيقة الله فينا / حاكم في غد فكن مستجيرا
وهنا الشرع لانتظام أمور ال / ناس وافى مبشراً ونذيرا
فاغتنم ما أقوله لك واعرف / وتذكر بفهمه تذكيرا
وتبين مقالتي فهي نصح / لك جاءت فحذرت تحذيرا
هو أمر وكل أمرْ
هو أمر وكل أمرْ / وهو زيد هنا وعمروْ
غمرته شؤنه / ذاته ذاتهن غمرْ
عنه خذ كل ذرة / ملئت منه كأس خمر
وتمتع بوصله / روحه فيك نفخ زمر
واترك الجاهل الغبي / قلبه في سواه جمر
وتجنب كلامه / ليس كل اللذيذ تمر
ثم حقق وقل له / هو أمر وكل أمر
إن محسوسات الحواس الظواهرْ
إن محسوسات الحواس الظواهرْ / إن معقولات العقول البواهرْ
إن أنواع هذه العرضيا / ت وأجسامها وكل الجواهر
معنويات روحِ أمرٍ شريفٍ / تتراءى له به وهو قاهر
قائمات به قيام المعاني / بالمعاني لها الذي هو ماهر
وهو روحٌ لطفٌ من الله باد / وهو خاف عن الجميع وظاهر
نور طه الرسول مركز علم ال / غيب بالذات والصفات الشواهر
من ترقى له به عنه كشفاً / كانَهُ فهو ذو العيون السواهر