القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 85
حّبذا طِيبُ وقتِنا المأنوس
حّبذا طِيبُ وقتِنا المأنوس / بين شَدْوِ الغِنا وحثّ الكؤوسِ
من مُدامٍ بها يعِيش التصابي / وتُداوَى معلِّلات النفوسِ
غرُبت في الشفاهِ ماءً ولكِن / طلعت في الخدود مثلَ الشموسِ
وكأن النجوم في غَسَقِ اللي / لِ جُمَان يلوح في آبِنوسِ
نحن في روضة يقصِّر عنها
نحن في روضة يقصِّر عنها / كلُّ وصفٍ وتشتهيها النفوسُ
بين وردٍ وسوسَنٍ وبَهَارٍ / سعودٍ قد جانبتها النحوس
وترى النرجِس الذكيّ إذا ما / حرّكته الرياح وهو يمِيسُ
كعَذَارَى تخالهنّ سُكَارى / يتعانقن والوجوه شموس
قُضُب من زُمُرّدٍ حامِلاتٌ / فضة فوقها اللُجَين كؤوس
ولنا قهوة كلونِ خدودٍ / ناعماتٍ قد شفّهنّ البوس
رِيحها ريح عنبرِ الشحر لما / أَحكمتها وعتَّقتها المجوسُ
قد دعانا إلى الصِبَا الناقوسُ
قد دعانا إلى الصِبَا الناقوسُ / حين حنَّتْ إلى الصَبُوحِ النفُوسُ
ونسِم الهواءِ قد رَقَّ حتى / كاد يخفَى نهوضه المحسوس
وكأنّ الصباح والليل لمّا / أَسفر الفجرُ أسْعُدٌ ونحوس
حبّذا الراح كلَّما شيَّع الرا / حَ بألفاظِهِ الغزالُ الأنيس
فاستَحثّ الكؤوسَ وهي صباح / وسقانا المدام وهي شموس
عَيْنَ شمس لا عاينتِك الشموس
عَيْنَ شمس لا عاينتِك الشموس / منزِل مقفر ورَبْع دَرِيس
يرجِع الطَرْفُ خاسِئاً وحسِيرا / وتقاسِي الكروبَ فيه النفوسُ
عسكرت فِيهِ للأفاعِي جيوش / وثوى للذئابِ فيه خَميسُ
فهو عار إلا مِن الشؤمِ والشر / ر فلا حلَّ أرضَه التقدِيس
آهِ مِن منزِلٍ طوى إِيناسَهْ
آهِ مِن منزِلٍ طوى إِيناسَهْ / وأطالت أيَّامُه إِنحاسَهْ
كالح الأرضِ خافِتِ الريح جَهْم الن / نبتِ لم تُنْطِقِ النوى إخراسه
كيف أَستعمِل الطلاقة ما بي / ن ربوعٍ أسماؤها العبَّاسه
عانقْت لامَ صُدْغها صادُ لثمي
عانقْت لامَ صُدْغها صادُ لثمي / فأرتها المرآةُ في الخد لِصّا
فاسترابت بما رأت ثم قالت / أكتابا أرى ولم اَرَ شخصا
ودَعَتْني لمحوِه فتمكَّن / ت من الوجنتين لَمْساً وقرصا
ثم قالت ألا امْحُهُ محو من يج / هد في محوِه ومن يتقصّى
قلت بالقشط يمَّحِي قالت اقشط / بالثنايا وأتْبع القشط مَصّا
قلت إن الذي أمرتِ به فر / ضٌ علينا مؤكّد ليس يُعصى
ورأت إثر ما محوت فقالت / كان لصّا فصار والله فَصّا
قلت إن الفصوص تطبع باللّث / م على خدِّ كلُِّ من كان رَخْصا
يا غزالاً إذا شَكَوْ
يا غزالاً إذا شَكَوْ / تُ إليه تَصَلّفا
وإذا رُمْتُ وصلَه / صَدَّ عنّي وسَوَّفا
وهو من بَعْدِ ذا يَسُلْ / لُ بعَيْنيه مُرْهفا
ليته جاد لِي الغَدا / ةَ بوعدٍ وأَخْلَفا
ما محا الذنبَ عن ذوي الاقترافِ
ما محا الذنبَ عن ذوي الاقترافِ / قَطُّ كالاعتذار والاِعترافِ
قد قبِلْنا اعتذارَك المحضَ لمّا / جِئْتَ مُسْتَجْدِياً لعَفْوٍ معافِ
وصَفَحْنا عن زَلَّةٍ لم تكنْ مِن / كَ مُراداً ولا أَتَت عن خِلافِ
إن عِلمِي بمحض وُدِّك مُغْنٍ / لك عِندي عن اعتِذارك كافِ
غَيرَ أَن اللبِيبَ من لم يَنَمْ عن / شُبُهاتِ الأُمورِ والاختلاف
حُكْمُ من قَدَّم النباهةَ أن يَغْ / دو برأْيٍ جَزْلٍ وفِكرٍ صافِ
لو أتى الذنْبُ منك في غيرِ سهوٍ / لقبِلنا الإنصاف والانتصافِ
قد علمنا بأنّك المخلِصُ الحا / فظ لِلغيبِ والولِيُّ المصافي
لك عندي فقَرَّ عينا من المُكْ / نَة ما لا تُحْصِيه مِنّي القوافي
ليس نصرِي لك الغداةَ بِنَاءٍ / عنك منّي ولا حِفاظِي بعافِ
كم سَقَينا عِداك عِنْدَ الإمام ال / عَدْلِ إذ فَنَّدُوا بِسُمّ ذعافِ
وكَسَوْنا رِيشاً جناحَيْك لمّا / عِريا مِن قوادمٍ وخوافِ
وأَنا في الجميلِ عنك لنفسِي / شاكرٌ حامدٌ وجازٍ مُكافِ
إنّني ناظرٌ إليك بعَيْنَيْ / مَنْ صَفَا وُدُّهُ صفاءَ السُّلافِ
ومُراعٍ لحُسْنِ حالك حتّى / لا أرى غَرْسَها سريعَ الجفافِ
هَزَّني للصَّبوحِ صُبْحٌ تَبَدَّى
هَزَّني للصَّبوحِ صُبْحٌ تَبَدَّى / مِن خِلال الدّجى كَغُرَّةِ طِرْف
ونَسِيمٌ مُضَمّخٌ بعَبِير الرْ / روضِ يُحْيي من الخُمارِ ويشفِي
خَذلته القُوَى وحَرّكَهُ الجَوْ / وُ بِلينٍ من الهواءِ ولطف
فهو بَرْدٌ على جَوَى كلِّ قلبٍ / وعبِيرٌ يفوح في كل أَنْفِ
كلّما هبّ هبّ فينا نشاطٌ / وارتياحٌ لكلِّ عَزْفٍ وقَصْفِ
وكأَن الهلال في الغَرْبِ يَحكي / مُتَوَفَّى دعا به المُتَوفِّى
وكأنّ السحابَ إذ نثر القَط / ر محِبّ يبكِي على بَيْن إلف
فاسقياني فقد تكامل حسن ال / يوم يا صاحِبَيَّ في كلِّ وصفِ
وأدِيرا المُدَام صِرْفا وإلاّ / فاسقِياني إن شئتما غَيْرَ صِرفِ
في كؤوسٍ تكاد تُخْطِئها الأع / ين لُطْفا من رِقَّةِ الْمُسْتَشَفِّ
حاملاتٍ من المدامةِ سِراً / دقّ عن حِسِّ كل سمعٍ وطرف
إن تشفِّيت من زماني شفيت الن / نفسَ فيه والله لِي بالتَشفّي
ربَّما اسْتَبْعَد المؤمِّل أمراً / وهو مِن قربِه كأخذٍ بكفِّ
أنا باللهِ واثقٌ وَهْوَ بي أَع / لم منّي بما أُحب وأُخفي
لما أمت إِذْ بعدتَ عند انطلاقِكْ
لما أمت إِذْ بعدتَ عند انطلاقِكْ / إنني لست مُدْنَفاً لِفِراقِكْ
غير أنّ الحِمَامَ يا مُهْجَتِي لم / يَسْتَطِعْ أن يَفُكَّني من وَثاقك
قاسَمَتْني النّوى وصالكَ حتّى / لكأنّ الفراقَ مِن عُشّاقك
وأرى البين واهِباً حُسْنَ عَيْنَيْ / ك لِوَشْكِ النّوى وطِيب عناقِكْ
كيف صبري وقد غدوتُ بأرضٍ / لا أرى فوقَها سنا إشراقِكْ
يومُنا ليّن الحواشِي رقيق
يومُنا ليّن الحواشِي رقيق / ليس فيه لغيرها مستفيق
جاوب الناي فيه زيراً وبَمًّا / وأطاع الصدِيق فيه الصديق
فكأنّ الغِناءَ روضةُ خَدٍّ / وضروبُ الأوتارِ فيها شقِيق
قُضِيت فِهِ كلُّ لَذَة نَفْسٍ / وانتهَتْ للحقوق فيهِ الحقوق
عِدِيني بوعد تستريح صَبابتي
عِدِيني بوعد تستريح صَبابتي / إِلَيْهِ وأرجوه وإن لم يكن حقّا
أعلّل نفسِي بانتظار وفائه / وأَشفِي به وَسْواسَ قلبي وما أَلْقَى
فإني رأيت الغيثَ يَبْعَثُ رَعْدُه / سَحَاباً وبَرْقاً ثم يتلوهما دَفْقا
وهَلْ طُرْفة أحلَى وأَلْطَفُ مَوقِعاً / مِن الوَعْدِ يُحْيي العاشِقون به العِشقا
خَدُّها روضَةٌ ولكنْ للصُّدْ
خَدُّها روضَةٌ ولكنْ للصُّدْ / غ بها عَقْرباً يَصُون الشقيقا
ما لمعشوقها شِفاءٌ سوى اللثْ / م لها والعناق حتى يُفيقا
من أعان الْهُمُوم والدهرَ وَالبَيْ
من أعان الْهُمُوم والدهرَ وَالبَيْ / نَ على نفسِهِ بحزنٍ وضيقِ
فأَنا أدفع الثلاثَة عنّي / بثلاثٍ رواتِقِ للفُتوق
والرزايا ليستْ تُداوَى بشيء / كمدام وقَينةٍ وصديقِ
فاسقِنيها على سنا وجهك الغَضْ / ضِ فإني إليه عين المشوقِ
ما ترى كيف زيّن الحسن خدّي / ك بليلٍ على بساطِ عقيقِ
من شقيقٍ مطرّزٍ بِعذارٍ / وعِذار موشّح بشقيق
إن أفاق الفؤاد منك فلا أَصْ / بَحَ مما يَسُوءه بمُفِيق
رُبَّ ليلٍ وصَلْتُه بصَبوحٍ
رُبَّ ليلٍ وصَلْتُه بصَبوحٍ / وصباحٍ وصلته بغَبوقِ
ونَعيمٍ جَذَبْتُ طِيبَ التّصابِي / فيه جَذْبَ الصّدودِ للمعشوق
وكؤوسُ المدامِ تحمل منها / نَسَمَ المِسكِ في لميع البروقِ
لا أحِبُّ الحياةَ إلا لأمري / ن مدى اللهوِ أو قضاءِ الحقوق
كيف أَسْلُو والدَّمْعُ غَيْرُ مُفيقِ
كيف أَسْلُو والدَّمْعُ غَيْرُ مُفيقِ / والأَسَى جائِلٌ مكانَ الرِّيقِ
وسقاني اجتماعُنا بِرُبا البِر / كَةِ فقد الصِّبا وفَقْدَ الرِّحيقِ
بدّلتنا بها الشَّآمَ ليالٍ / حكمت بالبِعاد والتفريق
يا زماني بِمصرَ عُدْ لِي / بين رأسِ الخليج والمعشوق
حيث تَلْقَى الصَّبا الرياضَ فَتُهْدِي / مسْكَها في ذَرى النّسيم الرٌقِيقِ
حَيّ شَرْباً تَفَرّدوا بالرّحِيق
حَيّ شَرْباً تَفَرّدوا بالرّحِيق / ونفوساً حَنَّتْ إلى المعشوق
كلَّما دارتِ المدامُ عليهمْ / سَلَكوا لِلعلوم كُلَّ طَريق
وتعاطَوا على الكؤوسِ حديثاً / مُحْكَمَ النَّصّ مُؤْنِقَ التّنْمِيقِ
سَبَقُوا كُلَّ سابِقٍ للمعالي / واستدلّوا بكل فَهْمٍ دقيق
لست أنبيك بافتِقادِي لأني
لست أنبيك بافتِقادِي لأني / شاغل مهجتي بخلقٍ سِواكا
لا ولا أنني أُفَرّغ قلبي / ساعةً يا نِزار مِن ذِكراكا
غير أَني إذا تَهَيّمني الشو / قُ طلبت الشفاءَ في رؤياكا
لا أراني الإله غَيْرَك مَوْلىً / لا ولا اجتاحني بوشكِ نواكا
أنا لو رُمت شكرَ بعضِ أيادِي / ك لأَعْيا عَلَيّ إدراك ذاكا
أَما تَرَى الرعدَ بكَى فاشْتَكَى
أَما تَرَى الرعدَ بكَى فاشْتَكَى / والبرق قد أومض فاستضحكا
فاشرب على غَيْم كَصِبْغِ الدجى / أضحكَ وجهَ الأرضَِ لمّا بكى
وقد حكَى العودُ أَنِينَ الهوى / لكِنّه جوّد فيما حكى
وانظر لماءِ النيلِ في مدّهِ / كأنما صُنْدِل أو مُسِّكا
وهاكها تشبِه فِكَر الذي / نظّمها في لفظِه أو حكى
عنّ لِي أن أُقَبِّلَكْ
عنّ لِي أن أُقَبِّلَكْ / فارضَ مِنّي بذاكَ لَكْ
ليس أَنِّي أردتُ ذا / لك عمداً لأُخْجِلَكْ
إنما لاح بدر وج / هِك عِندِي بِلا فَلَكْ
فَتَخَيَّرتُ قُبْلَةَ النْ / نورِ من ذلِك الحلك

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025