المجموع : 58
بأبي نَظْمُكَ الّذي جَلَّ قَدْراً
بأبي نَظْمُكَ الّذي جَلَّ قَدْراً / عن بَياني وعَن بَديعِ صِفاتي
فهو سِحْرٌ من دِقَّةٍ وجفَاءٍ / وهو وَحيٌ مِن صِحَّةٍ وثَباتِ
وهو وِردٌ لكُلِّ شربٍ فُراتٍ / وحَياةٌ لكُلِّ أُنْسٍ رُفاتِ
جمعَ الحُسنَ والمَلاحةَ لفَظاً / ثمَّ معنىً من بَعدِ طُولِ شَتاتِ
جَمعَ اللهُ في الأميرِ أبي نَصْ
جَمعَ اللهُ في الأميرِ أبي نَصْ / رٍ خِصالاً تعلو بِها الأقدارُ
راحَةً ثَرَّةً وصَدراً فضَاءً / وذَكاءً تبدو له الأسرارُ
خَطُّهُ رَوْضَةٌ وألفاظهُ الأز / هارُ يَضحَكْنَ والمَعانِي ثِمارُ
قيلَ لي خَفِيتَ قلْتُ كَبَدْرٍ
قيلَ لي خَفِيتَ قلْتُ كَبَدْرٍ / صارَ يخفى مِن بَعدِ أنْ كانَ بَدْرا
أنا خافٍ كَليلةِ القَدْرِ في النَّا / سِ وعالٍ كَليلَةِ القَدْرِ قَدْرا
ولا أصافِحُ إنساً بعدَ فرقَتِكُمْ / حتَّى يصافِحَ كَفُّ اللاّمِسِ القَمَرا
ولا أملُّ مدى الأياّامِ ذِكرَكُمُ / حتَّى يملَّ النَسيمُ الرَّوضَةَ السَّحَرا
أيُّ عُذْرِ أنْ صامَ عنه ثنائي
أيُّ عُذْرِ أنْ صامَ عنه ثنائي / وأنا الدَّهرُ مِنهُ في يَومِ فِطْرِ
وأتمُّ الأشياءِ نُوراً وحُسْناً / بِكْرُ شُكُرٍ زُفَّتْ إلى صِهرِ بِرِّ
ما قِرانُ السَّعْدَيْنِ أبهى وأعلى / مَنظَراً مِن قِرانِ بِرٍّ وشُكْرِ
لا يَسوءَنْكَ إنْ برا
لا يَسوءَنْكَ إنْ برا / نِيَ دَهْرٌ فلم يَرِشْ
أنتَ عِشْ سالِماً فإنَّ / كَ إنْ عِشْتَ أنتعِشْ
لا تَلُمْني على اضطرابٍ تَراهُ
لا تَلُمْني على اضطرابٍ تَراهُ / في كتاب أخصُّهُ أو قَريضِ
فأعَزُّ الأشياء عندي وُجوداً / صِحَّةُ القَولِ في الزَّمانِ المَريضِ
كم نظَمْنا عُقودَ لَهْوٍ وأُنْسِ
كم نظَمْنا عُقودَ لَهْوٍ وأُنْسِ / وجعَلْنا الزَّمانَ لِلَّهْوِ سِلْكا
وفَتَقْنا الدِّنانَ في يَوْمِ ثَلْجٍ / عُزِلَ الكَأسُ فيهِ رشْداً ونُسْكا
فكأنَّ السَّماءَ تنحَلُّ كافو / راً عَلَينا ونَحنُ نَفْتُقُ مِسْكا
قلْتُ لّما غدوْتَ صَدْراً وأضحى
قلْتُ لّما غدوْتَ صَدْراً وأضحى / زُمَرُ النّاسِ وافِدينَ عَلَيكَ
لا رعى اللهُ مَنْ رعاكَ وأعلى / فَوقَ أيدي بني المَعالي يَدَيْكَ
فلقدْ ذَلَّ مَنْ أفادَكَ عِزّاً / ولقد زَلَّ من أزَلَّ إليْكَ
بِأبي مَنْ شفى فُؤاداً عَليلا
بِأبي مَنْ شفى فُؤاداً عَليلا / بكَلامٍ حكى النَّسيمَ عَليلا
زادَ في طُولِهِ ارتِياحاً إلَيهِ / وغَراماً بهِ عريضاً طويلا
كرُضابِ الحَبيبِ يَروي غليلاً / ثم ينشي إلى المزيدِ غَليلا
ما قضى الله كائنٌ لا محالَهْ
ما قضى الله كائنٌ لا محالَهْ / والشَّقِيُّ الذَّمِيمُ مِنْ لامَ حالَهْ
أيُّها الخاطِبونَ شُكْراً كَريماً
أيُّها الخاطِبونَ شُكْراً كَريماً / أينَ أنتُمْ عن مَهْرِ شُكْرٍ كَريمِ
قَدَّموا البِرَّ تستفيدوا مِنَ الشُّكْ / رِ كِفاءً لِذَلكَ التَّقديمِ
أوَلَمْ تُبصِروا إلى الأرضِ تُسقى / ثمَّ تهتَزُّ بالنَّباتِ العَميمِ
وافَيْتُ سُدَّتَهُ لَحماً على وَضَمٍ / وصِرْتُ مِن عندِهِ ناراً على عَلَمِ
أنتَ قِدْماً أتحْتَ لي من رَجائي
أنتَ قِدْماً أتحْتَ لي من رَجائي / بِكَ أُنساً بِبِرِّكَ المُسْتَرام
فاقْرِ فَقري غِنىً فإنَّيَ ضَيْفٌ / وقِرى الضَّيفِ مِن سَجايا الكِرامِ
إنَ لي في الهوى لِساناً كَتوماً
إنَ لي في الهوى لِساناً كَتوماً / وجَناناً يُخفي حَريقَ جَواهُ
غيرَ أنِّي أخافُ دَمعي عَلَيهِ / سَتَراهُ يُفشي الّذي سَتَراهُ
نحنُ واللهِ في زَمانٍ سَفيهٍ
نحنُ واللهِ في زَمانٍ سَفيهٍ / يصنَع النّائباتِ في كَأْسِ فيهِ
فتَشَكَّلْ بشَكلِهِ يَكُ أحفى / بِكَ إنَّ السّفيهَ صِنْوُ السَّفيهِ
قلْ لذي العِزِّ والمَحَلِّ النِّبيهِ
قلْ لذي العِزِّ والمَحَلِّ النِّبيهِ / لأبي رَوْحٍ الفَقيهِ الوَجيهِ
مَن دعاهُ إخوانُهُ فتباطا
مَن دعاهُ إخوانُهُ فتباطا / لا لِعُذْرٍ عنهمُ ففيهِ وَفيهِ
يا محبّ النجاةِ أَصغِ لقولي
يا محبّ النجاةِ أَصغِ لقولي / تلقَ خيراً وتنجُ من كل مَقتِ
كل وقتٍ لديكَ للّهِ نُعمى / فلتكن شاكراً له كلَ وَقتِ
إن إخواننا الأُلى سبقونا
إن إخواننا الأُلى سبقونا / حين دارت من السرور الكؤوس
شربوا صفوةَ الزمانِ وأبقوا / كدراً تقشعرُّ منه النفوسُ
وكذا عادة الزمانِ وكلٌّ / بتصاريفه مسوسٌ مدوسُ
فلقومٍ إذا اعتبرتَ سعودٌ / ولِقومٍ إذا اعتبرت نُحوسُ