المجموع : 68
غالب الأمر بالتوكل غالب
غالب الأمر بالتوكل غالب / وأطلب العون في جميع المطالب
رُبَّ أمر به تضيق المساعي / لك منه إلى الفضاء مذاهب
لحظها لحظها رويدا رويدا
لحظها لحظها رويدا رويدا / كم إلى كم تكيد للروح كيدا
هذه مصر جاءها الدهر يسعى / وهو يا طالما جفاها وصدّا
ليس للدهر من وفاء ولكن / هاب فيها العباس أن يستبدّا
صاحب النيل في البرية إيه / حرّر النيل للبرية وردا
وارفع الصوت إن عصرك حر / لن يرى من سماع صوتك بدّا
إنما الملك أن تكون بلاد / وتصيب البلاد بالملك مجدا
فتول الذي سننت ونجِّح / لرعاياك في المعارف قصدا
ومر العلم أن يزور بلادا / عهدتها له الخلائق مهدا
واقدح الكهرباء فيه لتهدى / وأقمها على البخار لتندى
وأجلُ بأس الحديد فيها وجدّد / عهد بنّائها الذي كان عهدا
وأدع سودانها إليك يلبى / إنه كان للأعزة عبدا
حسبه حسبه كفاه كفاه / ما يراه العزيز عظما وجلدا
قل لراج أن يسترق يراعى / أنا لا أشترى بذا التاج قيدا
نومة السيف قد تكون حياة / ورأيت اليراع إن نام أردى
بدأ الطيف بالجميل وزارا
بدأ الطيف بالجميل وزارا / يا رسول الرضى وقيت العثارا
خذ من الجفن والفؤاد سبيلا / وتَيَمَّم من السويداء دارا
أنت إن بت في الجفون فأهلا / عادة النور ينزل الأبصارا
زار والحرب بين جفنى ونومي / قد أعد الدجى لها أوزارا
حسن يا خيال صنعك عندي / أجمل الصنع ما يصيب افتقارا
ما لربِّ الجمال جار على القل / ب كأن لم يكن له القلب جارا
وأرى القلب كلما ساء يجزي / ه عن الذنب رقة وأعتذارا
أجريح الغرام يطلب عطفا / وجريح الأنام يطلب ثارا
أيها العاذلون نمتم ورام الس / هد من مقتليّ أمرا فصارا
آفة النصح أن يكون جدالا / واذى النصح أن يكون جهارا
سألتني عن النهار جفوني / رحم الله يا جفوني النهارا
قلن نبكيه قلت هاتي دموعا / قلن صبرا فقلت هاتى اصطبارا
يا لياليّ لم أجدك طوالا / بعد ليلى ولم أجدك قصارا
إن من يحمل الخطوب كبارا / لا يبالى بحملهن صغارا
لم نفق منك يا زمان فنشكو / مدمن الخمر ليس يشكو الخمارا
فأصرف الكأس مشفقا أو فواصل / خرج الرشد من أكف السكارى
شعراء الزمان مهلا رويدا / إن في مصر شاعرا لا يجارى
حاملا في الصبا لواء القوافي / مسترقا لملكة الأشعارا
قد بلغنا أبا محمد النج / م كما يبلغ السُراة المنارا
نرتجى منه للديار اعتزازا / وجدير بأن يُعز الديار
ودَّع الصبر أمة ودعت عبا / سها المرتجى عشية سارا
بعثت إثره القلوب تراعي / ه وترعى وتأخذ الأخبارا
فأعدها قريرة يا بن توفي / ق وهِّئ لقومك استبشارا
أنت في نضرة الثلاثين كسرى / قاتِلُ الدهر أو أجل وقارا
لتعيشنّ كالنجوم نراها / جاوزت وهي في الصبا الأعمارا
أفن إن شئت بالثواء الليالي / وإذا شئت أفنها أسفارا
وجُب البر واركب البحر واسلم / إن للبدر في السرى أوطارا
فإذا جئت ملكة تملك البر / رَ بيمنى وباليسار البحارا
والقَ ما شئت من حفاوة شمس / تُكبر الشمس عرشها إكبارا
كلما ألقت الشعاع بأرض / شاطرتها العباد والأمصارا
وأحقُّ الأقوام بالعز قوم / يقدِرون الأمور والأقدار
ورجال إذا سعوا للمعالي / ركبوا في سبيلها الأخطارا
لا يبالون بالحوادث ربحا / حملت في بطونها أم خَسارا
جمعوا المجد والمفاخر طرا / وجمعنا صغائرا وصغار
إنما يبلغ الذي بلغوه / من حذا الحذو واقتفى الآثارا
وسما للعلى سموّ أبى / يأنف الهون منزلا وقرارا
وإذا ما العزيز ساس بلادا / علّم المجد أهلها والفخارا
كوكب الآمان صبح التمنى / كلما همت الخطوب أنارا
نحن رضوان في جوارك يا ع / باس لا زلت للعناية جارا
راية الموت فوق هام العباد
راية الموت فوق هام العباد / نشرتها كتائب الآباد
يشرب العالمون في السلم منها / ويريفون ظلها في الجهاد
من تعاجِل يمت وينس ومن تم / هل يعش تحت خافق متهاد
غاية المرء عائد وطبيب / ومصير الطبيب للعواد
وبكأسين من حياة وموت / شرب العالمون من عهد عاد
حلم هذه الحياة فمن تم / دد له يشق أو يطب بالرقاد
وقصارى الكرى وإن طال نعمى / لزوال أو شقوة لنفاد
ذهبت في حساب يوسف سبع / لينات في إثر سبع شداد
واستوى الصاحبان هذا إلى الرع / د تولى وذا إلى الإبعاد
قبره الأرض والبرية ميت / تلك مطوية وذى لمعاد
ومرور الأجساد بالأرض هلكي / كمرور الأرواح بالأجساد
أي عصر ببعلبك دفين / تحت ذاك الثرى وتلك العماد
قف بآثارها الجلائل وانظر / هل ترى من ممالك وبلاد
أصبح الملك سيرة وذوو المل / ك حديثا فكيف بالأفراد
شيدوا للبلى ومر عليهم / زمن صالح وآخر عاد
بعلبك أخشعى ولاقى أبا يو / سف لقيا الرياض صوب العهاد
وإذا جاور الملوك وأمسى / بين عين البلى وعين السواد
أنزليه منازل الصيد منهم / وأبيجيه مرقد الأنداد
قف بفادى الصديق والجار واسأل / يا أسير المنون هل لك فاد
إن سهما أصاب منك حبيبا / وقعه في القلوب والأكباد
وقضاء دهاك هد بناء ال / بر ركن العفاة والقصاد
أى حي سواك يوم تولى / خدّدته نجابة الأولاد
خمسة بالشام بعدك قاموا / ملء عين اللدات والحساد
كلهم حافظ الصديق كريم ال / عهد راعى الزمام وافي الوداد
ذا لهذا أب وجد إذا ول / لَى أبر الآباء والأجداد
أخذوا البر والوفاء جميعا / عن أب سيد وفيّ جواد
آل مطران لو أتيت بوحى / لم أزدكم من الحجى والرشاد
لكم أنفس تمر بها الأح / داث مر الرياح بالأطواد
فخذوا بالعزاء في خطب من با / ن وكونوا عليه غوث العباد
يهزل العيش والمنية جد / وتضل الحياة والموت هاد
وخفوق الفؤاد في ساعة التك / وين داع إلى سكون الفؤاد
فإذا جددت فأبلت فأعيت / جاءها حينها بلا ميعاد
حل بالأمتين خطب جليل
حل بالأمتين خطب جليل / رجل مات والرجال قليل
زال عن سوريا فتاها المرجّى / وعن النيل جاره المأمول
وعن الهل من يبر ويحنو / وعن الأصدقاء من لا يحول
وعن الأمر من يغامر فيه / وعن الحق سيفه المسلول
وعن الرأى والسياسة والتح / رير مَن رأيه السديد الأصيل
يا صديقي وكنت بالأمس حيا / عهدك اليوم بالحياة طويل
قد شجاني من نأى وجهك عني / أن وجه الوداد باقٍ جميل
يقطر الفضل والمرؤة منه / ويميل الوفاء حيث يميل
خير ما خلّف ابن آدم في الدن / يا خلال يبكى عليها خليل
ليت شعري ماذا لقيت من المو / ت وأخفى لك التراب المهيل
يلبث العالمون في الشك إلا / ساعة عندها الشكوك تزول
ترجع النفس للحقيقة فيها / وترى أن ما مضى تضليل
ويلوذ العليل فيها إلى الط / ب وهل ينفع العليل العليل
إنما الموت ظلمة تملأ العي / ن ووِقر على الصدور ثقيل
وثوان أخف منها العوالي / كل عضو ببعضها مقتول
ينتهى العيش عندها حين لا اليا / فع سالٍ ولا الكبير ملول
هذه الأرض والأنام عليها / ملعب ثم ينقضى التمثيل
والذي ينشئ الروايات دهر / كم له من فصولها تخييل
أيها الراحل العزيز عليها / سر برغم القلوب هذا الرحيل
إن فضلا خلّفت فينا ونبلا / لأمين عليهما جبريل
دام ديويت غانما
دام ديويت غانما / سالما من محاربه
تلك ثيرانه التي / هي إحدى عجائبه
يُشترى اثنان منهما / بعرابي وصاحبه
رنة الكف فوق خدك اشهى
رنة الكف فوق خدك اشهى / عند قومي من رنة الأوتار
إن كفا كفّت أذاك عن النا / س لكف خليقة بالفخار
أرقصوه بقولهم فيلسوف
أرقصوه بقولهم فيلسوف / حين غنت على قفاه الكفوف
كاتب الشرق ماله من جزاء / غير صفع السقاة حين تطوف
وله السبك حين ينشى وما يس / بك مما يخط إلا الحروف
كذبت في باينه كل دعوى / هو في الناس سارق معروف
لك خدّ كأنه قطعة الجل
لك خدّ كأنه قطعة الجل / مد ثقلا فمن تراه استخفه
كلفوا صافعا به وهو لا يد / رى لذا راح صافعا كفه
قد صفعناك صفعة
قد صفعناك صفعة / ليس يمحى لها أثر
هذه الكف مبتدا / ولدى غيرنا الخبر
لي سؤال يا أهل مصر فردّوا
لي سؤال يا أهل مصر فردّوا / بجواب عن السؤال مفيد
أى كف قد باشرت صفع خدّ / فسمعنا دويَّها في الصعيد
بين أهل الصعيد شاع حديث
بين أهل الصعيد شاع حديث / وهو أن المويلحي صفعوه
ليت شعري وليتني كنت أدرى / ساعة الصفع أين كان ابوه
صرت أرجو بأن تكون المرجى
صرت أرجو بأن تكون المرجى / وبان يبدل الهجا لك مدحا
تلك كف قد اكتفت واكتفينا / فرأينا أن نعقب الصفع صفحا
جئننا بالشعور والحداق
جئننا بالشعور والحداق / وقسمن الحظوظ في العشاق
حبذا القِسم في المحبين قِسمى / لو يلاقون في الهوى ما الاقى
حيلتي في الهوى وما اتمنى / حيلة الأذكياء في الأرزاق
لو يجازي المحب عن فرط شوق / لجزيت الكثير عن أشواقي
وفتاة ما زادها في غريب ال / حسن إلا غرائب الأخلاق
ذقت منها حلوا ومرا وكانت / لذة العشق في اختلاف المذاق
ضربت موعدا لما التقينا / جانبتني تقول فيم التلاقى
قلت ما هكذا المواثيق قالت / ليس للغانيات من ميثاق
عطفتها نحافتي وشجاها / شافع بادر من الآماق
مرحبا بالفتى العظيم الشان
مرحبا بالفتى العظيم الشان / سيد الكل من بنى الألمان
وارث النسر للسلام جناحا / ه وللحرب ذانك المِخلبان
يخطف النصر في وجوه السرايا / زاهدا في غنائم العقبان
مصر من نوركم ونور اخيكم / قد مشى فوق أرضها الفرقدان
أنت في كل بلدة تتجلى / وأبوك العظيم ملء الزمان
مظهر الشمس في الوجود علوا / ونشاط الأفلاك في الدوران
عالم شاعر حكيم خطيب / ماله فوق منبر العصر ثاني
ما نسينا وقوفه بصلاح ال / دين والعالمون في نسيان
كلمات قد زادت القبر طيبا / فوق طيب العظام والأكفان
وإذا القلب كان سمحا كريما / ظهرت طيباته في اللسان
والمروءات عند أربابها فو / ق اختلاف الآراء والأديان
قف برمسيس إنه كصلاح ال / دين أهل لذلك الإحسان
قل له يا أبا الملوك هل العي / ش وإن طال غير بضع ثوان
قم فعظنا فهذه هامة أبن ال / شمس اين النحاس والتاجان
ونعم هذه يمينك لكن / حيل بين اليمين والصولجان
وتأمل على الصعيد بقايا / دولة فوق دولة الرومان
قهرت أربعين شعبا إلى أن / قبرتها طوارق الحدثان
يا ابن غليوم يوم ترجع بر / لين ويصغى لقولك الوالدان
قل لمولاك يا أبي ومليكي / مصر أم الشعوب ذات الحنان
منهل العالمين من كل جنس / وخِوان لكل قاصٍ دانى
يا عزيزا يسعى لعز الرعايا
يا عزيزا يسعى لعز الرعايا / فله تجزل الثناء الناس
إن آباءك الكرام بمصر / خير من مدّنوا البلاد وساسوا
تلك آثارهم تدل مدى الده / ر عليهم كأنهم نبراس
أنت أحييتها وشاهد صدق / بالنوايا الحسان هذا الأساس
ولسان السعود قد قال أرّخ / خير دار بني لنا العباس
أطيب العيش منزل
أطيب العيش منزل / فيه روض وجدول
وسقاة أولو نهى / وكؤوس تَنَقَّل
ومغنّ وعازف / وهَزار وبلبل
وحبيب يحبني / ورقيب مغفل
حظوة اللورد قُسمت
حظوة اللورد قُسمت / بين فتحي وبيرم
فاحمد الله أنها / لم تدم للمقطم
أيها البحر ألق في مصر أملا
أيها البحر ألق في مصر أملا / حك حتى ترابها يتسبخ
كل من ضاقت الحياة عليه / جاء مصرا وباض فيها وفرخ
غال في قيمة أبن بطرس غالى
غال في قيمة أبن بطرس غالى / علم الله ليس في الحق غال
نحتفى بالأديب والحق يقضَى / وجلال الأخلاق والأعمال
أدب الأكثرين قول وهذا / أدب في النفوس والأفعال
يُظهر المدح رونق الرجل الما / جد كالسيف يزدهى بالصقال
رب مدح أذاع في الناس / وأتاهم بقدوة ومثال
وثناء على فتى عم قوما / قيمةُ العقد حسن بعض اللآلى
إنما يقدر الكرام كريم / ويقيم الرجال وزن الرجال
وإذا عظَّم البلادَ بنوها / أنزلتهم منازل الإجلال
توجت هامهم كما توّجوها / بكريم من الثناء وغال
إنما واصف بناء من الأخ / لاق في دولة المشارق عال
ونجيب مهذب من نجيب / هدَّبته تجارب الأحوال
واهب المال والشباب لما ين / فع لا للهوى ولا للضلال
ومذيق العقول في الغرب مما / عصر العُرب في السنين الخوالي
في كتاب حوى المحاسن في الشع / ر وأرعى جوائز الأمثال
من صفات كأنها العين صدقا / في أداء الوجوه والأشكال
ونسيب تحاذر الغيد منه / شرك الحسن أو شباك الدلال
ونظام كأنه فلك اللي / ل إذا لاح وهو بالزهر حال
وبيان كما تجلى على الرس / ل تجلّى على رعاة الضال
ما علمنا لغيرهم من لسان / زال أهلوه وهو في إقبال
بليت هاشم وبادت نزار / واللسان المبين ليس ببال
كلما همّ مجده بزوال / قام فحل فحال دون الزوال
يا بني مصر لم أقل أمة ال / قبط فهذا تشبث بمحال
واحتيال على خيال من المج / د ودعوى من العراض الطوال
إنما نحن مسلمين وقبطا / أمة وحِّدت على الأجيال
سبق النيل بالأبوّة فينا / فهو أصل وآدم الجد تال
نحن من طينة الكريم على الله / ومن مائة القَراح الزُّلال
مرّ ما مرَّ من قرون علينا / رُسَّفا في القيود والأغلال
وانقضى الدهر بين زغردة العُر / س وحثوا التراب والإعوال
ما تحلّى بكم يسوع ولا كُن / نَا لطه ودينه بجمال
وتُضاع البلاد بالنوم عنها / وتضاع الأمور بالإهمال
يا شباب الديار مصر إليكم / ولواء العرين للأشبال
كلما روّعت بشبهة يأس / جعلتكم معاقل الآمال
هيئوها لما يليق بمنف / وكريم الآثار والأطلال
هيئوها لما أراد على / وتمنى على الظُّبى والعوالى
وانهضوا نهضة الشعوب لدنيا / وحياة كبيرة الأشغال
وإلى الله من مشى بصليب / في يديه ومن مشى بهلال