القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 68
غالب الأمر بالتوكل غالب
غالب الأمر بالتوكل غالب / وأطلب العون في جميع المطالب
رُبَّ أمر به تضيق المساعي / لك منه إلى الفضاء مذاهب
لحظها لحظها رويدا رويدا
لحظها لحظها رويدا رويدا / كم إلى كم تكيد للروح كيدا
هذه مصر جاءها الدهر يسعى / وهو يا طالما جفاها وصدّا
ليس للدهر من وفاء ولكن / هاب فيها العباس أن يستبدّا
صاحب النيل في البرية إيه / حرّر النيل للبرية وردا
وارفع الصوت إن عصرك حر / لن يرى من سماع صوتك بدّا
إنما الملك أن تكون بلاد / وتصيب البلاد بالملك مجدا
فتول الذي سننت ونجِّح / لرعاياك في المعارف قصدا
ومر العلم أن يزور بلادا / عهدتها له الخلائق مهدا
واقدح الكهرباء فيه لتهدى / وأقمها على البخار لتندى
وأجلُ بأس الحديد فيها وجدّد / عهد بنّائها الذي كان عهدا
وأدع سودانها إليك يلبى / إنه كان للأعزة عبدا
حسبه حسبه كفاه كفاه / ما يراه العزيز عظما وجلدا
قل لراج أن يسترق يراعى / أنا لا أشترى بذا التاج قيدا
نومة السيف قد تكون حياة / ورأيت اليراع إن نام أردى
بدأ الطيف بالجميل وزارا
بدأ الطيف بالجميل وزارا / يا رسول الرضى وقيت العثارا
خذ من الجفن والفؤاد سبيلا / وتَيَمَّم من السويداء دارا
أنت إن بت في الجفون فأهلا / عادة النور ينزل الأبصارا
زار والحرب بين جفنى ونومي / قد أعد الدجى لها أوزارا
حسن يا خيال صنعك عندي / أجمل الصنع ما يصيب افتقارا
ما لربِّ الجمال جار على القل / ب كأن لم يكن له القلب جارا
وأرى القلب كلما ساء يجزي / ه عن الذنب رقة وأعتذارا
أجريح الغرام يطلب عطفا / وجريح الأنام يطلب ثارا
أيها العاذلون نمتم ورام الس / هد من مقتليّ أمرا فصارا
آفة النصح أن يكون جدالا / واذى النصح أن يكون جهارا
سألتني عن النهار جفوني / رحم الله يا جفوني النهارا
قلن نبكيه قلت هاتي دموعا / قلن صبرا فقلت هاتى اصطبارا
يا لياليّ لم أجدك طوالا / بعد ليلى ولم أجدك قصارا
إن من يحمل الخطوب كبارا / لا يبالى بحملهن صغارا
لم نفق منك يا زمان فنشكو / مدمن الخمر ليس يشكو الخمارا
فأصرف الكأس مشفقا أو فواصل / خرج الرشد من أكف السكارى
شعراء الزمان مهلا رويدا / إن في مصر شاعرا لا يجارى
حاملا في الصبا لواء القوافي / مسترقا لملكة الأشعارا
قد بلغنا أبا محمد النج / م كما يبلغ السُراة المنارا
نرتجى منه للديار اعتزازا / وجدير بأن يُعز الديار
ودَّع الصبر أمة ودعت عبا / سها المرتجى عشية سارا
بعثت إثره القلوب تراعي / ه وترعى وتأخذ الأخبارا
فأعدها قريرة يا بن توفي / ق وهِّئ لقومك استبشارا
أنت في نضرة الثلاثين كسرى / قاتِلُ الدهر أو أجل وقارا
لتعيشنّ كالنجوم نراها / جاوزت وهي في الصبا الأعمارا
أفن إن شئت بالثواء الليالي / وإذا شئت أفنها أسفارا
وجُب البر واركب البحر واسلم / إن للبدر في السرى أوطارا
فإذا جئت ملكة تملك البر / رَ بيمنى وباليسار البحارا
والقَ ما شئت من حفاوة شمس / تُكبر الشمس عرشها إكبارا
كلما ألقت الشعاع بأرض / شاطرتها العباد والأمصارا
وأحقُّ الأقوام بالعز قوم / يقدِرون الأمور والأقدار
ورجال إذا سعوا للمعالي / ركبوا في سبيلها الأخطارا
لا يبالون بالحوادث ربحا / حملت في بطونها أم خَسارا
جمعوا المجد والمفاخر طرا / وجمعنا صغائرا وصغار
إنما يبلغ الذي بلغوه / من حذا الحذو واقتفى الآثارا
وسما للعلى سموّ أبى / يأنف الهون منزلا وقرارا
وإذا ما العزيز ساس بلادا / علّم المجد أهلها والفخارا
كوكب الآمان صبح التمنى / كلما همت الخطوب أنارا
نحن رضوان في جوارك يا ع / باس لا زلت للعناية جارا
راية الموت فوق هام العباد
راية الموت فوق هام العباد / نشرتها كتائب الآباد
يشرب العالمون في السلم منها / ويريفون ظلها في الجهاد
من تعاجِل يمت وينس ومن تم / هل يعش تحت خافق متهاد
غاية المرء عائد وطبيب / ومصير الطبيب للعواد
وبكأسين من حياة وموت / شرب العالمون من عهد عاد
حلم هذه الحياة فمن تم / دد له يشق أو يطب بالرقاد
وقصارى الكرى وإن طال نعمى / لزوال أو شقوة لنفاد
ذهبت في حساب يوسف سبع / لينات في إثر سبع شداد
واستوى الصاحبان هذا إلى الرع / د تولى وذا إلى الإبعاد
قبره الأرض والبرية ميت / تلك مطوية وذى لمعاد
ومرور الأجساد بالأرض هلكي / كمرور الأرواح بالأجساد
أي عصر ببعلبك دفين / تحت ذاك الثرى وتلك العماد
قف بآثارها الجلائل وانظر / هل ترى من ممالك وبلاد
أصبح الملك سيرة وذوو المل / ك حديثا فكيف بالأفراد
شيدوا للبلى ومر عليهم / زمن صالح وآخر عاد
بعلبك أخشعى ولاقى أبا يو / سف لقيا الرياض صوب العهاد
وإذا جاور الملوك وأمسى / بين عين البلى وعين السواد
أنزليه منازل الصيد منهم / وأبيجيه مرقد الأنداد
قف بفادى الصديق والجار واسأل / يا أسير المنون هل لك فاد
إن سهما أصاب منك حبيبا / وقعه في القلوب والأكباد
وقضاء دهاك هد بناء ال / بر ركن العفاة والقصاد
أى حي سواك يوم تولى / خدّدته نجابة الأولاد
خمسة بالشام بعدك قاموا / ملء عين اللدات والحساد
كلهم حافظ الصديق كريم ال / عهد راعى الزمام وافي الوداد
ذا لهذا أب وجد إذا ول / لَى أبر الآباء والأجداد
أخذوا البر والوفاء جميعا / عن أب سيد وفيّ جواد
آل مطران لو أتيت بوحى / لم أزدكم من الحجى والرشاد
لكم أنفس تمر بها الأح / داث مر الرياح بالأطواد
فخذوا بالعزاء في خطب من با / ن وكونوا عليه غوث العباد
يهزل العيش والمنية جد / وتضل الحياة والموت هاد
وخفوق الفؤاد في ساعة التك / وين داع إلى سكون الفؤاد
فإذا جددت فأبلت فأعيت / جاءها حينها بلا ميعاد
حل بالأمتين خطب جليل
حل بالأمتين خطب جليل / رجل مات والرجال قليل
زال عن سوريا فتاها المرجّى / وعن النيل جاره المأمول
وعن الهل من يبر ويحنو / وعن الأصدقاء من لا يحول
وعن الأمر من يغامر فيه / وعن الحق سيفه المسلول
وعن الرأى والسياسة والتح / رير مَن رأيه السديد الأصيل
يا صديقي وكنت بالأمس حيا / عهدك اليوم بالحياة طويل
قد شجاني من نأى وجهك عني / أن وجه الوداد باقٍ جميل
يقطر الفضل والمرؤة منه / ويميل الوفاء حيث يميل
خير ما خلّف ابن آدم في الدن / يا خلال يبكى عليها خليل
ليت شعري ماذا لقيت من المو / ت وأخفى لك التراب المهيل
يلبث العالمون في الشك إلا / ساعة عندها الشكوك تزول
ترجع النفس للحقيقة فيها / وترى أن ما مضى تضليل
ويلوذ العليل فيها إلى الط / ب وهل ينفع العليل العليل
إنما الموت ظلمة تملأ العي / ن ووِقر على الصدور ثقيل
وثوان أخف منها العوالي / كل عضو ببعضها مقتول
ينتهى العيش عندها حين لا اليا / فع سالٍ ولا الكبير ملول
هذه الأرض والأنام عليها / ملعب ثم ينقضى التمثيل
والذي ينشئ الروايات دهر / كم له من فصولها تخييل
أيها الراحل العزيز عليها / سر برغم القلوب هذا الرحيل
إن فضلا خلّفت فينا ونبلا / لأمين عليهما جبريل
دام ديويت غانما
دام ديويت غانما / سالما من محاربه
تلك ثيرانه التي / هي إحدى عجائبه
يُشترى اثنان منهما / بعرابي وصاحبه
رنة الكف فوق خدك اشهى
رنة الكف فوق خدك اشهى / عند قومي من رنة الأوتار
إن كفا كفّت أذاك عن النا / س لكف خليقة بالفخار
أرقصوه بقولهم فيلسوف
أرقصوه بقولهم فيلسوف / حين غنت على قفاه الكفوف
كاتب الشرق ماله من جزاء / غير صفع السقاة حين تطوف
وله السبك حين ينشى وما يس / بك مما يخط إلا الحروف
كذبت في باينه كل دعوى / هو في الناس سارق معروف
لك خدّ كأنه قطعة الجل
لك خدّ كأنه قطعة الجل / مد ثقلا فمن تراه استخفه
كلفوا صافعا به وهو لا يد / رى لذا راح صافعا كفه
قد صفعناك صفعة
قد صفعناك صفعة / ليس يمحى لها أثر
هذه الكف مبتدا / ولدى غيرنا الخبر
لي سؤال يا أهل مصر فردّوا
لي سؤال يا أهل مصر فردّوا / بجواب عن السؤال مفيد
أى كف قد باشرت صفع خدّ / فسمعنا دويَّها في الصعيد
بين أهل الصعيد شاع حديث
بين أهل الصعيد شاع حديث / وهو أن المويلحي صفعوه
ليت شعري وليتني كنت أدرى / ساعة الصفع أين كان ابوه
صرت أرجو بأن تكون المرجى
صرت أرجو بأن تكون المرجى / وبان يبدل الهجا لك مدحا
تلك كف قد اكتفت واكتفينا / فرأينا أن نعقب الصفع صفحا
جئننا بالشعور والحداق
جئننا بالشعور والحداق / وقسمن الحظوظ في العشاق
حبذا القِسم في المحبين قِسمى / لو يلاقون في الهوى ما الاقى
حيلتي في الهوى وما اتمنى / حيلة الأذكياء في الأرزاق
لو يجازي المحب عن فرط شوق / لجزيت الكثير عن أشواقي
وفتاة ما زادها في غريب ال / حسن إلا غرائب الأخلاق
ذقت منها حلوا ومرا وكانت / لذة العشق في اختلاف المذاق
ضربت موعدا لما التقينا / جانبتني تقول فيم التلاقى
قلت ما هكذا المواثيق قالت / ليس للغانيات من ميثاق
عطفتها نحافتي وشجاها / شافع بادر من الآماق
مرحبا بالفتى العظيم الشان
مرحبا بالفتى العظيم الشان / سيد الكل من بنى الألمان
وارث النسر للسلام جناحا / ه وللحرب ذانك المِخلبان
يخطف النصر في وجوه السرايا / زاهدا في غنائم العقبان
مصر من نوركم ونور اخيكم / قد مشى فوق أرضها الفرقدان
أنت في كل بلدة تتجلى / وأبوك العظيم ملء الزمان
مظهر الشمس في الوجود علوا / ونشاط الأفلاك في الدوران
عالم شاعر حكيم خطيب / ماله فوق منبر العصر ثاني
ما نسينا وقوفه بصلاح ال / دين والعالمون في نسيان
كلمات قد زادت القبر طيبا / فوق طيب العظام والأكفان
وإذا القلب كان سمحا كريما / ظهرت طيباته في اللسان
والمروءات عند أربابها فو / ق اختلاف الآراء والأديان
قف برمسيس إنه كصلاح ال / دين أهل لذلك الإحسان
قل له يا أبا الملوك هل العي / ش وإن طال غير بضع ثوان
قم فعظنا فهذه هامة أبن ال / شمس اين النحاس والتاجان
ونعم هذه يمينك لكن / حيل بين اليمين والصولجان
وتأمل على الصعيد بقايا / دولة فوق دولة الرومان
قهرت أربعين شعبا إلى أن / قبرتها طوارق الحدثان
يا ابن غليوم يوم ترجع بر / لين ويصغى لقولك الوالدان
قل لمولاك يا أبي ومليكي / مصر أم الشعوب ذات الحنان
منهل العالمين من كل جنس / وخِوان لكل قاصٍ دانى
يا عزيزا يسعى لعز الرعايا
يا عزيزا يسعى لعز الرعايا / فله تجزل الثناء الناس
إن آباءك الكرام بمصر / خير من مدّنوا البلاد وساسوا
تلك آثارهم تدل مدى الده / ر عليهم كأنهم نبراس
أنت أحييتها وشاهد صدق / بالنوايا الحسان هذا الأساس
ولسان السعود قد قال أرّخ / خير دار بني لنا العباس
أطيب العيش منزل
أطيب العيش منزل / فيه روض وجدول
وسقاة أولو نهى / وكؤوس تَنَقَّل
ومغنّ وعازف / وهَزار وبلبل
وحبيب يحبني / ورقيب مغفل
حظوة اللورد قُسمت
حظوة اللورد قُسمت / بين فتحي وبيرم
فاحمد الله أنها / لم تدم للمقطم
أيها البحر ألق في مصر أملا
أيها البحر ألق في مصر أملا / حك حتى ترابها يتسبخ
كل من ضاقت الحياة عليه / جاء مصرا وباض فيها وفرخ
غال في قيمة أبن بطرس غالى
غال في قيمة أبن بطرس غالى / علم الله ليس في الحق غال
نحتفى بالأديب والحق يقضَى / وجلال الأخلاق والأعمال
أدب الأكثرين قول وهذا / أدب في النفوس والأفعال
يُظهر المدح رونق الرجل الما / جد كالسيف يزدهى بالصقال
رب مدح أذاع في الناس / وأتاهم بقدوة ومثال
وثناء على فتى عم قوما / قيمةُ العقد حسن بعض اللآلى
إنما يقدر الكرام كريم / ويقيم الرجال وزن الرجال
وإذا عظَّم البلادَ بنوها / أنزلتهم منازل الإجلال
توجت هامهم كما توّجوها / بكريم من الثناء وغال
إنما واصف بناء من الأخ / لاق في دولة المشارق عال
ونجيب مهذب من نجيب / هدَّبته تجارب الأحوال
واهب المال والشباب لما ين / فع لا للهوى ولا للضلال
ومذيق العقول في الغرب مما / عصر العُرب في السنين الخوالي
في كتاب حوى المحاسن في الشع / ر وأرعى جوائز الأمثال
من صفات كأنها العين صدقا / في أداء الوجوه والأشكال
ونسيب تحاذر الغيد منه / شرك الحسن أو شباك الدلال
ونظام كأنه فلك اللي / ل إذا لاح وهو بالزهر حال
وبيان كما تجلى على الرس / ل تجلّى على رعاة الضال
ما علمنا لغيرهم من لسان / زال أهلوه وهو في إقبال
بليت هاشم وبادت نزار / واللسان المبين ليس ببال
كلما همّ مجده بزوال / قام فحل فحال دون الزوال
يا بني مصر لم أقل أمة ال / قبط فهذا تشبث بمحال
واحتيال على خيال من المج / د ودعوى من العراض الطوال
إنما نحن مسلمين وقبطا / أمة وحِّدت على الأجيال
سبق النيل بالأبوّة فينا / فهو أصل وآدم الجد تال
نحن من طينة الكريم على الله / ومن مائة القَراح الزُّلال
مرّ ما مرَّ من قرون علينا / رُسَّفا في القيود والأغلال
وانقضى الدهر بين زغردة العُر / س وحثوا التراب والإعوال
ما تحلّى بكم يسوع ولا كُن / نَا لطه ودينه بجمال
وتُضاع البلاد بالنوم عنها / وتضاع الأمور بالإهمال
يا شباب الديار مصر إليكم / ولواء العرين للأشبال
كلما روّعت بشبهة يأس / جعلتكم معاقل الآمال
هيئوها لما يليق بمنف / وكريم الآثار والأطلال
هيئوها لما أراد على / وتمنى على الظُّبى والعوالى
وانهضوا نهضة الشعوب لدنيا / وحياة كبيرة الأشغال
وإلى الله من مشى بصليب / في يديه ومن مشى بهلال

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025