القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 199
لا تلمني إن السماع يقيت
لا تلمني إن السماع يقيت / وهو يحيي بطيبه ويميت
وهو باب لبيت سر عظيم / بيت حق جداره التثبيت
نفحات من الغيوب تبدت / بث مسك منه لدينا حتيت
وعلى الجاهلين ريح كريه / فائح منه عندهم كبريت
والذي عندهم هزار وبوم / لم يغيره منهما التصويت
حيوان في الطبع لا إنسان / وهو حي وفي الحقيقة ميت
حبذا حبذا سماع الأغاني / والنشيد الذي إليه دعيت
تتثنى به الرجال انطراباً / كغصون لها الصبا قال هيت
سيما والدفوف منطرقات / والمزامير مالها تفويت
وفم الناي نافخ بثنايا / منه لاح المحيى بنا المميت
إنَّ لِلْثَاءِ فِي الحُروفِ ثَبَات
إنَّ لِلْثَاءِ فِي الحُروفِ ثَبَات / وَلِبَادِي ثَبَاتِهِ وَثَبَات
حرف سر سرى بلا سريان / في المعاني جمع له وشتاتُ
هو هذا هذا وهذا وهذا / تتسامى آياتُهُ البيناتُ
وهو أمر محقق في أمور / كشخوصٍ تُريكَها المرآةُ
أخذت ظاهراً وأعطت خفياً / فسكارى شهودها وصحاةُ
لهب النار في الفتيلة كالرو
لهب النار في الفتيلة كالرو / ح لدى الجسم والغذا كالزيت
والذي يحرق الفتيلة منها / في لهيب كالنفس ذات الصيت
إن أزالوه أشرق النور حساً / فأضاءت به جهات البيت
وإذا أهملوه زاد سواداً / وعلا النور ظلمة التفويت
فاعتبر أيها المريد وصولاً / لجناب المحيي لنا والمميت
خلوة القبر أشرف الخلوات
خلوة القبر أشرف الخلوات / بلقاء الحبيب في الجلوات
خلوة القبر للتجرد عما / يشغل الروح عن إتم الصفات
خلوة القبر لذةٌ ونعيمٌ / لسعيد قد ذاق سرَّ الممات
خلوة القبر راحةٌ وسرور / ودخول في أشرف الجنات
حضرة تجمع المتيم فيها / أي جمع في أكمل الحالات
فهي لولا أتى لنا النهي عنها / بالتمني لها لكانت نجاتي
هي سعد لكل عبد سعيد / يترقى بها علا الدرجات
وهي سجن لكل عبد شقي / يتدلى بها إلى الدركات
ليس والله من يمت فهو ميت / إنما الموت موت هذي الحياة
كل من قام في الحياة بنفس / قام بالوهم والأسى والشتات
والذي قام بالإله فحي / بحياة الإله في الأوقات
ترك الجسم والكثائف عنه / طاهراً من خبائث الأدوات
خالعاً ما كسته منه طباع / لابساً للملابس الطاهرات
إن آل النبي في كل عصر
إن آل النبي في كل عصر / من زمان مضى وما هو آت
شمس فضل بها القلوب أضاءت / فرأينا الأعمال بالنيات
ذهب الخوف والرجا
ذهب الخوف والرجا / ومضى المدح والهجا
وأنا اليوم مسلم / بك قلبي إليك جا
طال ما كنت في عمى / لم أجد عنه مخرجا
جامد الذات خامداً / حامداً ظلمة الدجا
وأنا في كثافة / مطري منك أثلجا
مستقيمي القويم بي / مثل قوم تعوجا
حائراً بي أتيه في / ليل وهمي الذي سجا
فبدت نارك التي / كان موسى لها التجى
فتقصدت جمرها / عندما قد تأججا
وتذاوبت فوقه / باحتراق فأنتجا
جامدي صار مائعاً / كله يا أولي الحجا
وأنائي غسلته / وبدا الصبح أبلجا
وخزامى شممت من / نفحاتي وعرفجا
إن رحماننا له / نفس قد تأرجا
كنت أشتاقه وقد / كان أوساً وخزرجا
نصرة الدين لي به / وعن الكرب فرجا
وقعت قطرتاي في / بحر أمر تموجا
كيف أمتاز بعد أن / أوضح الحق منهجا
من كفوف الهزبر وال / ناب ما واقعي نجا
واسقياني عتيقة / يا خليلي وامزجا
وعلى حيِّ ربَّةِ ال / خال بالقلب عَرِّجا
إنني مستهامهما / ولي البعد أزعجا
لم أجد مثل حسنها / قط أبهى وأبهجا
سلبتني بناظر / طرفه صار أدعجا
وسبتني بطلعة / لم يقم بعدها الدجا
وجهها قد عشقته / لا سواراً ودملجا
وأنا اليوم مغرم / حبها مهجتي شجا
كلما ناح طائر / حث شوقي وهيجا
وغدا الجفن من دمي / في بكائي مضرجا
ثم قلبي وقالبي / للفنا قد تدرجا
إن بحر الوجود بالإختلاجِ
إن بحر الوجود بالإختلاجِ / لم يزل مكثراً من الأمواجِ
واسمها الكائنات حساً وعقلاً / في نهار يضي وليل داجي
لا تظن الوجود زاد وهذا / غير أنواع زينة وابتهاج
عدمٌ كلُّ ما ترى فتحقق / بوجود في ظلمة كالسراج
عينته شؤونه وهي منه / وبها بعضه لبعض يناجي
عظم الأمر وهو باطن خلق / وهو عين الأفراد والأزواج
قف هنا عند وحدة الأمر واشهد / كثرة الخلق عين ما أنت راجي
واحد أظهر المراتب منه / في حساب الألوف للمحتاج
إن ترده في كل شيء تجده / واحداً ظاهراً بغير علاج
فانظر الرتبة التي هو فيها / ثم دعها وكنه بالإمتزاج
وليكن ظاهرا بما أنت فيه / ظاهر فهو مادح أو هاجي
وعليك الحكم الذي منه باد / لا عليه فهالكٌ أو ناجي
صور تارة نقول وطوراً / لمعات من نوره الوهاج
إن تكن عارفاً عذرتَ قصوراً / في كلامي ولم تقل باحتجاج
وإذا كنت جاهلاً فتوقى / حي ميت من هذه الأمواج
قد أتينا الحمى على منهاجِ
قد أتينا الحمى على منهاجِ / فانظروا عندكم له من هاجي
سيرة أحمدية سرت فيها / مستضيئاً بنور ذاك السراج
جل وجه عز العوالم يعلو / بكمال الجمال والإبتهاج
جنة الخلد جنة الخلد لكن / تستر القلب عن بديع التناجي
فتجرد عن السوى وبجيم ال / جمع فافرق قاف البقا في الدياجي
إنما الجمع نور سرِّ التجلّي / وبه الفرق بغية المحتاج
جف جف المداد من أقلامٍ / جاريات السواد في لوح عاج
فاكتبوا بالنضار يا أهل ودي / في لجين الخدود والأوداج
جل جل الجليل حيث تجلّى / بحلى الإنفراد والإزدواج
عدم للوجود كالأمواجِ
عدم للوجود كالأمواجِ / في امتزاج به بغير امتزاجِ
ثم إنّا ثلاثة وهو فرد / ووجود حق عظيم ابتهاج
نحن في ذاتنا وفي العلم أيضاً / والكلام النفسي أصل التناجي
عدم نحن في الثلاث وأما / هو فهو الوجود والأزواج
ربنا الحق قد تنزه عنا / مستحيل الأولاد والأزواج
ما ظهرنا به سوى بكلام / أزليٍّ يضيء في ظل داجي
وهو أيضا مراتب ليس تخفى / عن أمام مكمل المعراج
رتبة الذات قبل رتبة علم / بعدها رتبة الكلام المناجي
وهو فرد حق ونحن كثير / باطل في كلامنا كالسراج
فافهموا ما أقول يا قوم مني / إنني البحر فيه ذو الأمواج
هذه هذه بديعة وقت / سمح الله فيه بالإفراج
زينة العبد فقره واحتياجُهْ
زينة العبد فقره واحتياجُهْ / والغنى بالإله لاق ابتهاجُهْ
وهو في غيره مجرد وهمٍ / كم به رادت الردى أفواجه
والجهول الذي يظن بشيء / من متاع الدنيا يصح مزاجه
ليس يغنى الفقير شيء ولو سي / ق إليه من الوجود خراجه
ولهذا تراه والحرص في حا / ل افتقار وغنية معراجه
وهي من داء حب دنياه مازا / ل مريضاً أعيى الجميع علاجه
والغني الغني بالذات لا بال / عرَض الزائل المثار عجاجه
يا ابن يومين لا تخف قطع رزق / كم فتى قبلك اكتفى محتاجه
وكم ارتاب عائل في كفاف / وعليه في العيش ضاقت فجاجه
ثم لما أن سلم الأمر أثرت / خادموه وأيسرت أزواجه
فُزْ بِراحات قلبك الغر يا من / زادَ من فَوْتِ ما يروم انزعاجه
واطرح الهمَّ عن فؤادك واربح / صفوَ عيشٍ إن طبت طاب نتاجه
لا تقل قل دون غيري رزقي / كل رزق مقدر إخراجه
قسمة الله لا زيادة فيها / لا ولا نقص عذبه وأجاجه
والفتى غير رزقه لم ينله / ولو احتال واستطال لجاجه
كم شجاع أراد رزق سواه / يحتويه فقطعت أوداجه
ولكم ضم رزق إنسان حصن / فغزوه وهدمت أبراجه
صاح لو كان فيك رزقك ما لم / يفتح الله عاقك استخراجه
ولو انضم تاج كسرى على رز / ق فتى ذل وانزوى عنه تاجه
كل ضيق وإن تطاول دهراً / عن قريب لا بد يأتي انفراجه
هذه عادة المهيمن فينا / وعليها لقد جرى منهاجه
أي وقت يمر من غير نوع / من عطاء كسا الكساد رواجه
كم لمولاي في الورى من أياد / عند عبد بها استقام اعوجاجه
وله كل ساعة وزمان / بحر فضل تدفقت أمواجه
ثق بلطف الإله في كل حال / فهو في الخلق مستنير سراجه
وإذا ضاق أو تعسر أمر / ثم أبطا انفساحُه وانبلاجه
وغدا القلب منه في سجن همٍّ / زائد الظلم لم يمت حجاجه
فتوكل وارمِ السلاحَ ودعْ ما / أنت فيه وليمض عنك هياجه
واجعل الكون كله لم يكن من / قبلُ يذهبْ عن الفؤاد ارتجاجه
وتر الخير في الذي أنت فيه / لكن الجهل سود الوجه زاجه
والذي عنده الأمور تساوت / ثم في طاجن الحجا إنضاجه
من لصب متيم ملتاحِ
من لصب متيم ملتاحِ / أخذ العلم عن خدود الملاحِ
فقَّهته في الدين قامات غيد / إن تثنت تزري بسمر الرماح
وأرته ملاحة الحق حقاً / فعصى في اتباعه كل لاحي
وغدا باطل الملامة شيئاً / باطلاً في اجتنابه إصلاحي
طار قلبي على معاطف ظبيٍ / ما على من يحبه من جناح
يتجلى بطلعة أرشدتني / لكمالي وخيرتي وفلاحي
يا كثيفاً يلومني في لطيف / إن هذا الملام غير مباح
رمت مني والله شيأ محالاً / كيف تسلو زجاجتي مصباحي
لِمَتى أنت هكذا في عناءٍ / أنا لا أرعوي إلى النصاح
وإذا كنت ليس عندك فرق / بين لون الدجا ولون الصباح
أتظن المشوق مثلك أعمى / عن بروق الحمى وتلك النواحي
اعشقِ الحسنَ إن أردت التلاقي / واتصال الأرواح بالأرواح
وتهتك بكل أحور طرف / كل أطوار وجهه أقداحي
نسمات من داخل الستر هبت / بعبير فأسكرت كل صاح
هي محبوبتي بدت في وشاح / رقمت فيه لون كل وشاح
وتثنت تيهاً وقد ألبستني / ثوبها وهو موذن بافتضاحي
وأعارتني الجناح انتساباً / فأنا طائر بذاك الجناح
إن هذا الصبا وهذا الصباحا
إن هذا الصبا وهذا الصباحا / كشفا لي تلك الوجوه الصباحا
كل وجه له من الله شكل / أتراءى به الجمال الصراحا
واحد لا سواه لكن عليه / من تقاديره ترى أشباحا
لك تبدو به وما هي شيء / فتراها الأجسام والأرواحا
وهو وهو الله الوجود تعالى / عن شبيه له إذا غبت لاحا
وإذا لحت غاب عنك فحاذر / ه وسلم له وألق السلاحا
أنت باب الوجود في يده إن / شاء فتحاً تكن له المفتاحا
وإذا لم يشأ فلا تعترضه / وتأدب واخفض إليه الجناحا
دين هذا الزمان محض ابتداعٍ
دين هذا الزمان محض ابتداعٍ / ثم دنياه فالحرام الصريحُ
فاتركو دينه ودنياه تنجوا / واتبعوا العلم واقنعوا تستريحوا
ركب شوق بدار قلبي أناخا
ركب شوق بدار قلبي أناخا / أم فؤادي مع الغرام تواخى
لي بشرقيِّ رامةٍ فزرودٍ / صفوُ عيش هناك كان رخاخا
مع صحب عن العيان استقلوا / فطووه سباسباً وسباخا
رفقة لي بهم قديم عهود / لا يشوب الثبوت فيها انتساخا
ما تغنت بهم حداة المطايا / قط إلا وصرت كلّي صماخا
وبهم كلما تألق برق / ملت عن عالم الكيان انسلاخا
وإذا هبت الصبا هب قلبي / معها لايني ولا يتراخى
يا حبيباً هواه دين أناس / هم عليه قد عاهدوا الأشياخا
غائب الذات حاضر الوصف فينا / عرف أسمائه هو المسك فاخا
وجهه يوجب الفناء انكشافاً / والفنا فيه يغسل الأوساخا
لي على قربه دواوين عشق / نظمها العذب أطرب النساخا
لا تقل وجهه تحجب عني / هو بالعز لم يزل شماخا
إنما أنت عنه خلف حجاب / عاجزاً عن شهوده وخواخا
وعليه من القلوب طيور / حاضنات نفوسها الأفراخا
حسنه للعيون لا زال نوراً / وتجليه للقلوب مناخا
يا نديمي بحانة الغيب إن ال / غيب كالعين لم يزل نضاخا
فأملأ الكأس لي ولا تترنّم / بسوى من به السوى فيه ساخا
وأتى أمره إليَّ بروح / قام في زمر نشأتي نفاخا
صاد كل القلوب بالحسن لما / مد أكوانه لهن فخاخا
وأنا صيده بغير شباك / لا حراكا لا نفرة لا صراخا
نخلتي أثمرت هواه جنياً / حين مدت حشاشتي شمراخا
وأنا اليوم عنده في مقام / مطربٍ كلَّ من إليه أصاخا
قص لي ذكر حاطب في قريش / والكتاب الذي أتى روض خاخا
أنا بدريُّ وجهه لا ارتشاشاً / نوره في سابقاً وانتضاخا
أخذتني عيونه النجل لما / بي تجلى فكان سيلاً جلاخا
إن للكفر ظلمة في الوجود
إن للكفر ظلمة في الوجود / تستر الروح تحت طي الجلود
وهو عين السوى وللنور نار / هي في النشأتين ذات الوقود
فلهذا ترى الكثائف فيه / آذنت يوم بعدها بالخلود
كل علو له من الكفر سفل / ضم موجوده إلى المفقود
ويح قوم باعوا نهارات قرب / بليال من شدة البعد سود
ثم أعمالهم بدت كسراب / حسبوه المياه في الأخدود
ثم لما أتوه لم يجدوه / ودهتهم جهالة المطرود
ورمتهم سماؤهم بشهاب / فرأوا النار تحت ظل العمود
أمسك الحق باليدِ
أمسك الحق باليدِ / كل شيء محددِ
ولقد كان مطلقاً / فبدا كالمقيد
حين مفقودنا أتى / بوجود كموجد
والذي في ضلالة / صار فيه كمهتدي
ثم قرت عيونه / وارتوى قلبه الصدي
يا أبا الخير لا تكن / بالسوى في تردد
إنما كل منتهى / في الورى كل مبتدي
فإذا لاح كوكبٌ / منك فاشهده تهتدي
ومتى ما بدا أما / مك في ذاتك اقتد
واجتنب كل مشرك / في ثياب الموحد
إن ديني وملتي واعتقادي
إن ديني وملتي واعتقادي / حب سلمى وزينب وسعاد
فانتقص من ملامتي أو فزدني / يا عذولي فلست من أندادي
كيف أسطو مليحة هي مني / في مقام الأرواح للأجساد
إن كلي قد شف عنها جهاراً / فاعرفوها في أرجلي والأيادي
أبغضتها مني العدا بعيون / هي ما بين جفنهم والسواد
قذفتهم عنها بوهم حلولٍ / صوَّروه بهم ووهم اتحاد
وأشاعوه في اعتقاد رجال / ربهم عندهم لبالمرصاد
وإذا تاهت العقول فهل من / مرشد غير خالق الإرشاد
لي بنجد سقى الحيا أرض نجد / فرط عشق ما إن له من نفاد
وغرام وصبوة بجياد / يا رعى الله عهدنا بجياد
نزل الركب عن يمين المصلَّى / وأراهم قد خيموا بفؤادي
وأنا الذنب عند من هو كلي / ارتجى توبة من الإيجاد
ملت عني به إليه لأني / دائماً منه طوع كل مراد
ثم بي مال عنه لي وهو طوعي / فرأيت الأشفاع في الأفراد
وأتاني الخطاب من طور نفسي / عند ما دك من تجلي الجواد
وسرى سرُّ كل شي بسري / وبدا النور من يمين الوادي
خضت بحر الحياة والكل موتى / وشربت الوجود والكل صادي
وصعدت العلا وخلَّفتُ جسمي / في يدي أصدقائه والأعادي
منه قوم ذاقوا اللذيذ وقوم / مضغوا السم منه في الأكباد
عظمت منَّةُ الإله علينا / كل حينٍ من دون كل العباد
وإذا أنعم الكريم فماذا / أنتجته عداوة الحساد
إن أعيانَنا ثوابتُ في العل
إن أعيانَنا ثوابتُ في العل / م الإلهيِّ قبل هذا الوجود
عدم خالص بغير خلاف / عند أهل الحجا وأهل الشهود
فهي ليست مجعولة للزوم ال / جعل حلّ الموجود في الموجود
ولأن الجعل الإضافة للنو / ر وذي لا تكون للمفقود
نحن قوم ذنوبنا للأعادي
نحن قوم ذنوبنا للأعادي / أخذوها بغيبة وانتقاد
وأخذنا طاعاتهم بازدراء / وعتوٍّ في حقنا وعناد
كيف لا نرتقي عليهم ونعلو / ونرى كل ساعة في ازدياد
وهم العاملون خيراً لنا إن / عملوا لانتهاك حق العباد
وهم الغاسلون للذنب عنا / مثل بالوعة لنفي فساد
ولهم كل ساعة حرب شرك / واعتراض على عطاء الجواد
ولنا صبر ذي الكمال عليهم / ولنا بالدعا ثواب جهاد
خلهم يا أخا المودة فينا / يطعنوا إن الله بالمرصاد
كل وقت جمال وجهك بادي
كل وقت جمال وجهك بادي / يتجلى في مهجتي وفؤادي
ولقد دلني عليك محياً / لك قام الجمال فيه ينادي
وبجسمي أودى السقام وقلبي / زائل الصبر زائد الإيقاد
وعيوني مدى الدجى شاخصات / آه من فرط دمعها والسهاد
وشج بين صبوة وغرام / واشتياق وحرقة وارتعاد
واجتناب وقسوة وجفاء / وصدود ونفرة وبعاد
ورقيب ولائم وعذول / وبغيض وكاشح ومعادي
كيف يهنا بل كيف يبقى وهذا / حاله وهو مؤذن بالنفاد
يا هلالاً طلعت بالنفس مني / فتحققت كثرتي واتحادي
شهدت نورك القلوب فولت / ظلمة الكون من عيون العباد
نظري للسوى إليك ولكن / دق عن فكرتي لفقد رشادي
ثم لما أردت مني تدنو / كنت أنت الحشى وسر الفؤاد
وتلطفت بي فشاهدت مرءى / مقتضي ذاك أنت بالمرصاد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025