القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَلاقِس الكل
المجموع : 66
رُبَّ أمرٍ أَتاكَ لا تحْمَدُ الفَع
رُبَّ أمرٍ أَتاكَ لا تحْمَدُ الفَع / عال فِيه وتحمَدُ الأَفعالا
قد عَصَيْنا النُّهَى فكيف النُّهاتَا
قد عَصَيْنا النُّهَى فكيف النُّهاتَا / وأَطَعْنَا الصِّبا فيكف الصُّباتا
وخشِينا فواتَ لَذَّةِ عيشٍ / قَلَّما ساعدَ الخليعَ مُوَاتَى
فالسُّقاةَ السُّقاةَ أَسعدكَ الل / ه على حَثِّكَ السُّقاة السُّقاتا
هاتِ بنتَ الكرومِ واستعِملِ اللحْ / ن لمعنىً عندي وقُلْ لِيَ هاتَا
عَلَّمَ المُعْجِزُ المسيحيُّ عينَيْ / هِ فأَحْيَا بلَحْظِها أَوْ أَماتا
فأَدارَ الكؤوسَ تُلْهِي عن الهَمِّ / سريعاً وما يَجوز اللَّهَاتا
ما ركبْنَا منها الكُمَيْتَ فثُرْنَا / في نواحِي الهُمومِ إِلا كُماتا
أَيُّها العاذِلُ المُفَنِّدُ فيها / لاتَ حينَ الملام وَيْحَكَ لاتَا
جَعَلَتْنَا المدامُ نُصْبِحُ أَحيا / ءً ونُمْسِي في حُكْمِها أَمواتا
فإِذا ما سَأَلْتَ عنِّي فاسْأَلْ / كيف أُضْحِي ولا تَسَلْ كيفَ باتا
ليَ كالنَّخْلَةِ السَّحوقِ حديثٌ / غَيْرَ أَنِّي كما غَرَسْتُ النَّواتا
كنتُ لا أَرْهَبُ الليوثَ وقددا / رَزمانِي حَتَّى رَهِيْتُ الشَّاتا
وَلَوَ آنِّي قذفتُ يوما حَصَاةً / بِيَدَيْ فِطْنَتِي أَصَبْتُ الحَصَاتَا
قُلْ لمَنْ مَا لَهُ سِلاحٌ يَدَعْ من / جَرَّدَ العضبَ واسْتَجَرَّ القناتا
وهنياً له أبو القاسم النَّدْ / بُ نهانِي بما أَقولُ النُّهَاتا
هو بَحْرٌ وما يُكَدِّرُهُ الحا / سِدُ أَنْ باتَ فِيه يُلْقِي القَذَاتا
قد سَعَى بي الوشاةُ نحو عُلاهُ / فسعَوْا لي فلا عَدِمْتُ الوشاتا
حَرَّكوا لي الشَّباةَ منه وظنُّوا / أَنهم جرَّدوا عَلَيَّ الشَّباتا
فَدَعَا من بَلَرْمَ حَجِّي فلبَّيْ / تُ وَكانَتْ سُرْقُوسَةَ الميقاتا
وامتَطْيُت الفلاةَ أَقْتَحِمُ الهو / لَ وَلولاهُ مَا امتطيْتُ الفلاتا
فِي جبالٍ أَرسى الشتاءُ عليها / قاطناً لا يخافُ عنها الشَّتاتا
كلُّ سامِي الذُّرى تُسَامِقُه الشم / سُ فيعتدُّ نحوَها مِرْقاتا
وقيلٌ أَن يركَبَ الركْبَ في السَّعْ / يِ لمغناهُ المَوْتَ لا المَوْماتا
وَهْوَ قَدْ جَدَّ واسْتَجَدَّ على شَرْ / طِ أَبُوَّاتِهِ وقال وماتا
واقتسمنا مكانَ عارِضِ غيثٍ / عِشْتُ في ظلَّهِ وكنتُ النَّباتا
واقْتَضَتْ عنده الرَّفاهَةُ أَنِّي / صارَ يومي سَبْتاً ونَوْمِي سُباتا
وتَبَحَّرْتُ في لغاتِ أُناسٍ / لَمْ تَزَلْ عَنْ مَسَامِعِي مُلْغَاتا
قد عدمتُ الوفاءَ منمهم ولولا / عَطْفَةٌ منه ما عَدِمْتُ الوَفَاتا
ثم حَيَّيْتُ وجْهَهُ فتأَمل / تُ حياءً يُولِي الحَيَا والحياتا
كرمٌ ينجِزُ العِداتِ وسلطا / نٌ على رسمه يُبيدُ العُداتا
يرقبُ الداءَ والدّواءَ إِذا ما / قيلَ قَد قَرَّبُوا إِليهِ الدَّواتا
ويداهُ في الغَرْبِ أَغْرَبُ شيءٍ / ما تَرَى النَّيلَ منهما والفُراتا
وحبالٍ في الله رَثَّتْ فما با / تَ إِلى أَنْ لَمْ يُبْق منها انْبِتَاتا
مِنْ قُرَيْشَ الذين هُمْ جَبَلُ الفخ / رِ إِذَا كان غَيْرُهُمْ مِرْدَاتا
عُدَّ مِنهُمْ في السَّبْقِ مَنْ يَعْبُدُ الل / هَ تعالَتْ صِفاتُه واللاَّتا
لا كَمَنْ ماتَتِ المَنَاسِبُ منهُ / فَهْوَ يُحْيِي أَرضَ المِحالِ المَوَاتا
لو غَدَا المَجْدُ صُورَةً كان منها / أَخْمَصاً حافِياً وكُنْتَ الشَّواتَا
وأَنا المُوضِحُ الدَّليلَ بلَفْظٍ / ما ارتضى تُوضِيحاً ولا المِقراتا
لِيَ طَبْعٌ لانَتْ لديهِ القوافي / فلوِ اختارَ لم يَدَعْ بَعْدُ هاتا
لَسْتُ أَدرِي أَتُحْفَةٌ تُتَهادَى
لَسْتُ أَدرِي أَتُحْفَةٌ تُتَهادَى / أَم عَروسٌ في حَلْيِها تَتَهَادى
أم عهودٌ قد أَضْحَكَ الدهرُ فيها / مَبْسِمَ الزهرِ حين أَبْكَى العِهادا
أَم بياضُ الخدودِ نَشْرَ طِرْساً / وسوادُ الأَصداغِ سالَ مِدادا
بل قريضٌ من سِّيدٍ سَدَّ عَنِّي / لَهَواتِ العِدَا وشَدَّ وشَادا
فاحَ من مِجْمَرِ القريحةِ منه / نَدُّ شعرٍ قد أَعْجَزَ الأَنداد
ورأَتْ ما رأَتْ صِقِلِّيَّةٌ من / هُ فَحَقٌّ أَنْ فاخَرَتْ بغدادا
ماجِدٌ جَدَّ في اكتساب المعالي / والمعانِي فأَتْعَبَ الأَمجادا
زادَ عن رُتْبَةِ المُنَظِّمِ للشع / ر ولو شاءَها لكانَ زِيادا
ولقَدْ أَظْلَمَ الزَّمانُ لِعَيْني / وأَرانِيه كوكباً وَقَّادا
فَحَمِدْتُ المُرادَ ِفي ظِلِّ نُعْما / هُ على بَسْلِهِ ونِلْتُ المُرادا
ومضَى يدفَعُ الشَّدائدَ عَنِّي / ويشُدُّ القُوَى ويُولِي الرَّشادا
شاهِراُ سَيْفَ عَزْمِهِ في مُلِمَّا / ت أُموري لا يَعْرِفُ الأَغْمَادا
يا عِمادِي وقد حُرِمْتُ العِمادا / ووِدادي وقد نَسِيتُ الوِدادا
والذي يَمْلأُ الزمانَ اتِّقاداً / في دياجِي خطوبهِ وانْتِقادا
من يُجارِيكَ فِي العلومِ وقد مَلَّ / كَكَ الفضلُ والكمالُ القِيادا
فَابسُطِ العُذْرَ إِنَّها بِنْتُ فِكْرٍ / لَيْسَ يَزْوَى وَلَيْسَ يُورِي زِنادا
مثَلٌ سائرٌ لجارحتَيْ أحْ
مثَلٌ سائرٌ لجارحتَيْ أحْ / مَدَ مأثورُهُ عن الحُكَمَاءِ
أنفُه في السماءِ من شدّةِ العُجْ / ب والأُبْنةِ في الماءِ
اجتَلِ اللهوَ حُمرةً في بياضِ
اجتَلِ اللهوَ حُمرةً في بياضِ / بين آتٍ من السرور وماضِ
إن أيامَه الجموحةَ تعدو / في عنانِ المدامِ طات ارْتياضِ
ما لِبِكْرِ السرور إن لم تُصبْها / سَورةُ الراحِ من أداةِ افتضاضِ
فالْقَ مستقبلَ الهمومِ إذا ثا / رَ مغيراً من المدام بماضي
من حَباب كأنّ فيه حُبابا / تتّقي من لسانِه النّضْناضِ
ما ترى الأفْقَ فوقَ برْدِ سحابٍ / في انسحابٍ وعارضٍ في اعتراضِ
أنهضَتْهُ الصَّبا فأعيا عليها / ثِقَلٌ في جناحِه المُنهاضِ
ورغَتْ فيه بالرعودِ عِشارٌ / نحرَتْها خناجِرُ الإيماضِ
كلما انحلّ فيه بالوبل سِلْكٌ / حال عقداً على نحورِ الرياضِ
فارتعى منه كلُّ ظبي كناسٍ / وارتوى منه كل ليثِ غَياضِ
وتمشّى النسيمُ وهْوَ صحيحٌ / تحت أنفاسِه الضّعافِ المِراضِ
فاعلاً في لطائم الدّوحِ ما لم / ينتسِبْ بعضُه الى البرّاضِ
فازْدَهى العودُ من ملاحِن وُرْقٍ / ما عداها الغريضُ في الأغراضِ
يتقاضى النّديمَ محتبِسَ الكأ / سِ ويشدو عليه قبلَ التقاضي
فهي والزّيرَ تارةً في ارتفاعٍ / وهْي والبَمّ تارةً في انخفاضِ
يا نديمي وقد وهبْتُك أرضي / فاقتطِعْها فإنني عنك راضي
لك مصرٌ وما حوى السورُ منها / وتعدّى عنه الى الأرباضِ
وندى الشيخ ياسرِ بنِ بلال / عِوَضٌ لي من أنفَسِ الأعواضِ
غُربَتي عنده كفَتْني ممِضّاً / من خطوبٍ في غُربةِ ابن مُضاضِ
ومُقامي بظلِّه الوارِف الرط / بِ حماني تهجيرةَ الارتِماضِ
حيث أخلاقُه تفتّحُ روضاً / ما عهدناهُ نابتاً في الأراضي
وندى كفِّه يفيضُ زُلالاً / لم نَرِدْهُ في الزاخِرِ الفيّاضِ
ولسيّانِ عزْمُه وظُباهُ / فهُما مثلُ شفرَتَيْ مِقْراضِ
ملكٌ تصبح القرومُ لديهِ / ليس تمتازُ من بناتِ المِخاضِ
سطوةٌ بات يحذر الكلُّ منها / شرراً يستطيرُ في إنفاضِ
ونوالٌ عند الأباعد منه / مثلُ حظِّ الأقاربِ الأمْحاضِ
ناظِرٌ يخرِقُ الحجابَ بطرْفٍ / عن إساءاتِ قومِه مُتغاضِ
يقظٌ لا تكادُ تكحَلُ جفْنيْ / هِ بسَهْوٍ مَراوِدُ الإغماضِ
طوعَ إقبالِه الحياةُ وما أسْ / رَعَ أخْذَ الحِمام في الأعْراضِ
وسديدُ الآراءِ يبعَثُ عنها / أسهُماً لم تطِشْ عن الأغراضِ
غلْغَلَتْ في فؤادِ كلِّ عدوٍّ / وهْي ما فارقَتْ فؤادَ الوِفاضِ
وعجيبٌ في أن تُصيبَ نبالٌ / لم تُطِرْها القِسيُّ بالإنباضِ
حكَمٌ ما اهْتدى بواضحِها الخص / مانِ إلا تفارقا عن تَراضي
قلتُ للدّهْرِ كيف شاءَ بكيدٍ / مُبرِمٍ في خطوبه نقّاضِ
إذ صدورُ الحسامِ ذاتُ فلولٍ / وكعوبُ القناةِ ذاتُ ارْفِضاضِ
ضاقَ عن فضلِه الثناءُ وقد جدّ / اختيالاً في بُرْدِه الفَضْفاضِ
ورأى أنّ جوهرَ الحَمْدِ دِرْعٌ / تُنتَقى في حمايةِ الأعراضِ
فهْو بالنائِل المُفاضِ منيعُ ال / عِرْضِ في جوشَنِ الثّناءِ المُفاضِ
قائمٌ بين سؤدد واضِعَ الرِّجْ / ل وذكر مُسافِرٍ نهّاضِ
لا سماءُ الفخارِ منه لطَيٍّ / لا ولا أنجمُ العُلا لانقِضاضِ
يا ربيعاً جَناهُ ملْءُ النواحي / وغماماً نداهُ ملْءُ الحِياضِ
فُضَّ مسْكَ الثناءِ بين قريضي / فقديماً فضَضْتَه في قِراضِ
وتأمّلْهُ فهْو في الطِّرْسِ من أحْ / لى سَوادٍ رأيتَهُ في بَياضِ
كلما دبّ في المفاصِلِ باتَتْ / من حُميّاهُ وهْيَ ذاتُ انتِفاضِ
وابْقَ مَحْيا يُسْرٍ بغير انقِضابٍ / ومُحيّا بِشْرٍ بغير انقِباضِ
يا كتابَ الحبيبِ أفدي حُروفاً
يا كتابَ الحبيبِ أفدي حُروفاً / فيك قد كلّمَتْ حشًى كلّمَتْهُ
شفَتي قد شفَتْ فؤادي لمّا / قبّلَتْهُ لراحة قلّبَتْهُ
يا بْنَ عدْلانَ يا أخسّ الرجالِ
يا بْنَ عدْلانَ يا أخسّ الرجالِ / والذي تستحقّ نَتْفَ السِّبالِ
لك وجْه الحمارِ لكنْ عليه / لحيةٌ عُلِّقَتْ كبعض المَخالي
مذْ عددناكَ في الشهودِ علِمْنا / أنّ بعض الشهودِ شرطُ النِّعالِ
باشرَتْ رأسُك الفِراءَ فلاقَتْ / جلدَها في صلابة السِّنْدالِ
أيّ شيءٍ سمِعْتَ يا أحمَقَ النا / سِ بأنْ عشّرَتْ إناثُ البِغالِ
يضع الخطّ بالشهادةِ جهلاً / وهو خطٌّ مخلَّطُ الأشكالِ
إن عرَفْتَ الهجاءَ والخطّ فاقْرأ / بعضَ ما قد أتى من الأقوالِ
ورأينا المسافرين من الغر / بِ أتونا عنه بداءٍ عُضالِ
أخبَرونا بأنّ عندكَ بنتاً / وهْي تُنمى الى ثلاثِ رجالِ
شِركةٌ في النساءِ كالشِّرك بالل / هِ لقد بُؤتَ خاسراً بالضّلالِ
والعبيدُ الذين عندك قالوا / عنك قولاً يقضي بصفعِ القَذالِ
قد رآكَ المنجّمونَ فقالوا / ذلك الرأسُ نجمُه بالدّالي
ورأى ثغرَكَ الشّنيبَ عليه / خُضرةٌ كالكنيفِ تحت الكَعالِ
واستمِعْ إنْ أردتَ تسمعُ نُصحي / واستمع إن أردت في أقوالِ
لك ثغرٌ مثل الكنيف وهذا / فوق أسنانِه كنيف الكعال
ولسانٌ معوّجٌ ليس يدري / أبحَقٍّ أتى لنا أم مُحالِ
فاجعلَنْهُ في الاستقامةِ حتى / يغتدي بعد ميلِه في اعتدالِ
فتنتني لجينك الآن جوى / وهي فتانةٌ قلوبَ الرجالِ
والحراقى لحنبل فاقرأ / كي تكُنْ فاضلاً كثيرَ الجدالِ
وإذا انحلّ فتلُ جيبِك فاعْقِدْ / عُقدةً لا تلينُ للحلاّلِ
وعلى هذه المسائل عوّلْ / إنّ فيها الجزاءَ في الأعمالِ
ما هجوناكَ يا رقيعُ بنقطي / نِ ولكن نُبْنا لحلّ الشِّكالِ
واقتصرْنا على القليل الى أن / تشتري هامةً من القلاّلِ
قصُرَتْ هذه الوريقةُ حتى / منعتْنا من العِراضِ الطّوالِ
فاحْمَدِ الله كيف كُنتَ فهذا / واجِبٌ عند سائرِ الأحوالِ
ما لقلبي على فراقك صبرٌ
ما لقلبي على فراقك صبرٌ / لا ولو كان في حِمى رضوانِ
ملكٌ شاعرُ السماح تراه / وهو يُبدي لنا دقيقَ المعاني
بدرُ علمٍ يلوح في فلكِ الفضْ
بدرُ علمٍ يلوح في فلكِ الفضْ / لِ عليه من المفاخرِ هالَهْ
كم فقيرٍ أغنى بمُغدقِ جدوى / راحتَيْهِ وذي عثار أقالَهْ
وأسيرٍ أتاه يرسُفُ في قي / دِ هوان ففكّ عنه عِقالَهْ
وإذا أشكل السؤالُ انتَحَتْهُ / لحظةٌ منه بيّنَتْ إشكالَهْ
بدرُ علمٍ يضيءُ روضةَ فضلٍ / غيثُ جودٍ يسحّ طودُ جلالَهْ
جمع الله فيه مُفترَقَ الفض / لِ وماذا سواه في الدهر نالَهْ
هو كالشافعيّ علماً إسحا / قَ ويحيى ضبطاً وعُمقَ أصالَهْ
أيها الحافظُ الذي طاولَ النج / مَ الى نيلِه المعالي فطالَهْ
ما تغنّى الحمامُ في أفُقِ الفج / رِ وهزّت ريحُ الشمائِلِ ضالَهْ
خبّراني بهولِ يومِ الفراقِ
خبّراني بهولِ يومِ الفراقِ / أيّ صبرٍ يكون للمُشتاقِ
فلقد أصبحَ الفؤادُ كئيباً / وغدا الدمعُ دائمَ الانسياقِ
وبراني الهوى وبرّح بي الوجْ / د فأصبحتُ ذا حشاً خفّاقِ
بيّن البينُ فقْدَ خَوْدٍ رِداحٍ / كعبةِ الحُسنِ فتنةِ العشاقِ
ودعَتْني فما رأى الطرفُ بدراً / قبلها راكباً ظهورَ العِتاقِ
مِلْتُ إذ ودّعَتْ وقلبيَ في نا / رٍ تلظّى ودمعتي في اندفاقِ
لا رعى الله يوم ودّعَتِني الحِبُّ / وصان الإلهُ يومَ التلاقي
كم جوادٍ ذي مَيعةٍ صرعَتْهُ / مع عزٍّ وقائع الأحداقِ
سقِّ يا أيها السحابُ دياراً / سكنَتْها بوابلٍ غَيْداقِ
سقِّها سقِّ طال ما قد سقاها / فيضُ دمعٍ من هائمٍ مُشتاقِ
يا خليليّ خلّياني فما العي / شُ سوى أن أجوب في الآفاقِ
تارةً أقصدُ الشآم وطوراً / نحو بغدادَ من بلادِ العراقِ
اطلُبِ الفضلَ عند مجتمَعِ الفض / لِ ومُروي الرّفاق بعد الرفاقِ
عند صِنْوِ العدى وغَيظِ المعالي / في اصطباح من شربها واغتباقِ
مَنْ على الحاسدينَ سوطُ عذاب / وعلى القاصدين ذو إشفاقِ
عند نَدْبِ إذا بدا بين قوم / فإليه تطاوُلُ الأعناقِ
ذي عطايا تَتْرى دفاقٍ على النا / سِ وناهيكَ من عطايا دفاقِ
زُرْهُ تسلَمْ من كل سوءٍ وتأمنْ / أبدَ الدهر سطوةَ الإملاقِ
أريحيٌّ مهذّبٌ أصمعُ القل / بِ وفيٌّ بالعهد والميثاقِ
فرّقَ المال في اجتماعِ المعالي / فحوى الاجتماعَ بالافتراقِ
ليس للحافظِ الإمام شبيهٌ / في جميعِ الأقطار والآفاقِ
والذي قال إنه يشبه البدْ / ر مُحالٌ تشبيهُهُ باتّفاقِ
وجهُ هذا يزدادُ نوراً ووجه ال / بدرِ قد جاز فيه حكمُ المحاقِ
أيها الحافظُ الإمام المفدّى / والكريمُ الأخلاقِ والأعراقِ
جُدْتَ حتى طوقتَ جيدَ البرايا / طوقَ جودٍ وليس طوق خِناقِ
أنت أصبحتَ عاشقاً للمعالي / وأراها قليلة العُشاقِ
غلَّقَ الناسُ بابَهُمْ وغدا / بابُكَ والله مجمَعَ الأسواقِ
أنت منا يا أيها الحبرُ في مو / ضع حَبِّ القلوب والأحداقِ
وغداةَ اتّجعْتَ قد ضاقتِ الأر / ضُ علينا كأنّنا في وَثاقِ
والذي لا يغُمّهُ وعَكٌ نا / لكَ والله ما له من خَلاقِ
فدعونا يا سرّنا وتضرّعْ / نا الى مالك الورى الخلاقِ
عش وقاكَ الإلهُ سائرَ أحدا / ثِ الليالي ناهيكَهُ من واقِ
وابْقَ واسلَمْ في العزّ لا زلْتَ يسقي / كَ على حالِه من الغيث ساقِ
هل لركْبِ العراقِ بعدَ نُجودِه
هل لركْبِ العراقِ بعدَ نُجودِه / أوبةٌ تقتضي دنوّ بَعيدِهْ
فيُردُّ الحسودُ وهو حسيرٌ / عن محبٍّ صبِّ الفؤادِ عميدِهْ
لن ترى في جميع ذا الخلقِ أتْلى / قولَ صدقٍ لعائقٍ من حَسودِهْ
وغزالٍ أغنّ أحوى رخيمٍ / أهيفِ القدّ مخطفِ الكشحِ رُودِهْ
مثل بدرِ السماءِ وجهاً ومثلِ الد / رِّ ثغراً قد راعني بصدودِه
يُخلِفُ الوعدَ بالدنوّ ويوفي / لمحبّيه في الهوى بوعيده
ساحرُ الطرفِ كالغزالِ مَتاعُ ال / عينِ في خدّه وفي توريدِه
رُمتُ أستنجدُ الفؤادَ عليه / فوجدتُ الفؤادَ بعض جُنودِه
زارني في الدُجى وقد أقبل البدْ / رُ سريعاً ولاح ضوءُ عمودِه
مُعطياً ضد ما لعمرُك يعطى / وهو مستيقظٌ أذًى من صدودِه
ولقد قلت حين زار وقلبي / ذو ثباتٍ على الهوى وعهودِه
يا مريضَ الجفونث من غير سُقمٍ / والذي يُمرِضُ القلوبَ بجيدِه
لا تعذّبْ صبّاً غدا غير مُصغٍ / لملامِ العذولِ أو تفْنيدِه
وفلاةٍ قطعتُها بمطيٍّ / أربُ النفسِ لُفّ في توحيدِه
لم يزلْ في مذموم عيشٍ فلما / أن رأى الخيرَ ظلّ في محمودِه
أحمد الحافظُ الأجلُّ ومن أص / بح كلُّ الورى عَبيدَ عَبيدِه
سندُ المستجيرِ عرّفهُ الل / ه تعالى برغم أنف حسودِه
بركاتِ الشهرِ المباركِ في العزّ / ولقّاهُ باكراتِ سُعودِه
علمٌ عمّ مَنْ يُعاديه بأسا / مثل ما عمّ قاصديهِ بجودِه
يُصدرُ الجودَ عن سماحِ وجودٍ / كالسحابَينِ مُزنِه ورُعودِه
رفعَتْهُ جدودُه وكثيرٌ / من أتاهُ انخفاضُه من جُدودِه
فإذا مدّ كفَّه كان أعلى / سؤدُدٍ عنده كحبلِ وريده
كم رجالٍ قاموا لكسبِ المعالي / لم ينالوا ما نالَه في قُعودِه
فإذا ما العُداةُ يوماً رأوهُ / رجعوا خيبةً لفرطِ سعودِه
بوجوهٍ مسودّةٍ وشُعورٍ / عُدْنَ بيضاً هذا حديثُ حسودِه
صان أعراضَهُ وجادَ بما في / راحتَيْهِ فلن ترى مثلَ جودِه
سيدٌ أجمعَتْ جميعُ البرايا / قولَ صدقٍ إذاً على تسويدِه
هو مُبدي العلوِّ والمجدِ أكرِمْ / بإمامٍ مُبدي العُلوّ مُعيدِه
يا إماماً عمّ الورى بعد قحطٍ / عمهم من طريفِه وتليدِه
عشْ فداءٌ لك النفوسُ موقًّى / من صروفِ الزمانِ مع تنكيدِه
وابقَ واسلَمْ في العزّ ما أرّقَ الصبّ / حمامٌ في أيكِه بنشيدِه
صاحِ هذا ربعُ الهوى المعهودُ
صاحِ هذا ربعُ الهوى المعهودُ / فتلقِفْ ساعةً فقلبي عميدُ
لا تعرِّجْ على سواهُ ففيه / لي ظلٌّ من الهوى ممدودُ
قفْ به فالغرامُ وقْفٌ عليه / ليس لي ما حييتُ عنه مَحيدُ
أتُرى ترجعُ الليالي المواضي / كان ما كان ما مضى لا يعودُ
وغزالٌ أغنُّ مختصرُ الخص / رِ رخيمُ الدلالِ عنّي شَرودُ
قيّدوني على هواهُ وهَيْها / تَ لمثلي أن ينفَع التقْييدُ
لي غَدْرٌ منه ومني وفاءٌ / ووصالٌ مني ومنه صدودُ
نفّر النومَ عن جفوني ظبيٌ / نافرٌ وهْو في النِّفارِ صَيودُ
دلّهُ الدّلُّ في الهوى فتجنّى / وتجنّيه في الهوى المعهودُ
كم جحدتُ الهوى فباح به دم / عي ودمعي مهما جحدتُ شهيدُ
قُلْ له أيها الخيالُ الذي يط / رقُ ليلاً والحاسدون هُجودُ
مات ذاك الهوى وعاش التسلّي / وانطَفا من حشايَ ذاك الوَقودُ
وتبدّلْتُ منك إلفاً أَلوفاً / وتسلّى عنك الفؤادُ العَميدُ
فالْهُ عني فقد لهوتُ بظبي / هو طول الزمان برٌّ وَدودُ
فاقَ في حسنِه الحسانَ كما فا / ق ذوي العلم أحمدُ المحمودُ
الأجلُّ الإمامُ سيدنا الحا / فظُ فخرُ الأئمةِ الصّنْديدُ
شهدَ الناس أنه أوحدُ في / كل فنٍّ وفضلُه مشهودُ
هو في دولة النّدى والمعالي / مُبدئٌ دون غيره ومُعيدُ
هو صدرٌ للدين شرقاً وغرباً / وعلى بابه الأنيسِ الوُفودُ
هو كالشّافعيّ في الحلمِ والعل / مِ وفي النصّ دونَه داوودُ
ومفيدٌ أموالَه للبَرايا / وهْو للحمدِ والثّنا يستفيدُ
في الدجى ساهرٌ يصلي ويدعو / خائفاً والأنامُ طُرّاً رُقودُ
مَن كفخرِ الأئمّة العلَمُ العا / لم مَن بحرُ رفدِه مورودُ
لا مزيدٌ على الذي قد حواه / من فخارٍ وسؤددٍ لا مزيدُ
ومُريدٌ للمكرماتِ وإن لا / مَ على فعلِها بخيلٌ مَريدُ
ومُجيدٌ في كل ما يتولاّ / ه وما عنه للثناءِ مَحيدُ
وسديدٌ في الرأي ليْنٌ ولكن / هو في النائبات جَلدٌ شديدُ
وسعيدٌ والناس منهم شقيٌّ / بقضاءٍ مقدّرٍ وسعيدُ
فاقصدَنْه تظفرْ بما تشتهيه / منه فهو المبجّلُ المقصودُ
حسدَتْهُ ذوو الرياسة طُرّاً / وكذا كل فاضلٍ محسودُ
فهناهُ العامُ الجديدُ الذي مرّ / وإنعامُه علينا جديدُ
ولنا كلَّ ساعةٍ من أيادي / هِ وإنعامِه مدى الدهرِ عيدُ
وأدامَ الإلهُ في العزّ عَليا / هُ سعيداً وسعيُه محمودُ
وقضايا الأنامِ تجري مدى الدهْ / رِ بما نبتغي له ونُريدُ
فُحْنَ طيباً من بعدهنّ الديارُ
فُحْنَ طيباً من بعدهنّ الديارُ / فوحَ مسكٍ أفاحَه العطارُ
ذاك نَشْرُ الأحباب أودِعَ في الدا / رِ ففاحَتْ طيباً عشيّةَ ساروا
رحلَتْ ظُعنُهُم فغاضَت على الإث / رِ دموعٌ من الديار غِزارُ
وسفرْنَ الغداةَ عن أوجُه من / دونِها في بهائها الأقمارُ
فأصبْنَ الفؤاد وخْزاً بأشفا / رٍ ما تِيكُمُ الأشفارُ
عجباً صائدُ الصّوارِ أصابتْ / هُ فأصْمَتْهُ بالسّهامِ الصّوارُ
فتبسّمْتُ ثم قلتُ وفي القل / بِ لعمري مما أكابدِ نارُ
هل سبيلٌ الى القصاصِ فقالوا / إنّ جُرحَ العجماءِ صاحِ جُبار
ومهاةٍ زرعْتُ باللثم فوق ال / خدّ منها روضاً ففيهِ احمِرارُ
راعَها البين فابتدَتْ تذرف الدم / ع وقالت ماءُ الدموعِ اعتذارُ
فكأنّ الدموعَ طلٌّ بدا من / نرْجسِ العين تحته جُلّنارُ
أيُّ يومٍ مضى لنا في رياضٍ / عرّسَتْ في عِراصها الأمطارُ
كلُّ شيءٍ أكنَّ كانونُ فيها / لم يذَرْهُ حتى بدا آذارُ
أُقحوانٌ غضٌّ وورْدٌ نضيرٌ / وشقيقٌ قانٍ بها وبَهارُ
وبها بالأغصانِ رقْصٌ إذا ما / أنشدَتْ في حافاتِها الأطيارُ
وكأنّ الأوراقَ فيها لعيني / كَ سماءٌ أثمارُها أقمارُ
ومطيٍّ جلَتْ أهلّةَ ليلٍ / قد علَتْ فوقَ ظهرِها أكوارُ
خيّلَتْ لي أنّ الفيافيَ صُحْفٌ / وعليها آثارَها أعشارُ
فتعسّفْتُها بليلٍ علينا / من دُجاهُ في ضِمنِها أستارُ
وكأنّ السماءَ روضٌ أنيقٌ / حفّهُ من نجومِها أزهارُ
وعليها من المجرّةِ نهرٌ / قد سقاها من دونِه الأنهارُ
وكأنّ الهلال إذ لاحَ فيها / زورقٌ يعجِبُ العيونَ نُضارُ
ونرى أنجُمَ الثريا فقلنا / هو كأسٌ للغرب فيه عقارُ
وبدا الصبحُ فاختفى كلُّ نجمٍ / عندما منه عمّنا إسفارُ
مثلُ بحرٍ غطّى الرياضَ فما إن / بقيت بعده لها آثارُ
أو كأنّ الظلماء ليلٌ وضوءَ الص / بح فيها لما تبسّم نارُ
أو محيّا الحَبرِ الإمامِ إذا ما / أُنشِدَتْ فيه هكذا الأشعارُ
علَمٌ أوحدٌ له الفضلُ والدي / نُ مدى الدهرِ والعُلا والوقارُ
حازَ منه الإزارُ قسّاً وزَيداً / وابنَ إدريسَ حاز منه الإزارُ
طال فضلاً ورفعةً وجلالا / زاده الله واللئامُ قِصارُ
لفظُه حكمةٌ وآراؤه نو / رٌ وألفاظُه بدَتْ أقمارُ
فيه للهِ إذ هو الحافظ الفر / دُ المرجّى فخرُ الورى أسرارُ
خلّد الله مُلكَ مالِكِنا الصا / لحِ فهْو السميدَعُ المختارُ
ملكٌ شاكَلَتْ شمائلُهُ الرو / ضَ وأضحَتْ كوجهه الأقمارُ
هو كالسيفِ غير أنّ له من / كل وجهٍ للمفسدين غِرارُ
عزمُهُ سيفُه وهيبتُه الرع / بُ حقيقاً ونصرُهُ الأنصارُ
فله منه وحدَه حالةُ الحر / بِ للاعْداءِ جحفَلُ جرّارُ
فإذا ما الخطّيّ غُرِّسَ في الأع / داءِ يوماً فللرؤوسِ نِثارُ
وإذا ما ظلامُ ليلٍ من الشِّرْ / كِ دَجا وادلَهمّ فهْو نَهارُ
زانَ هذا الزمانَ حتى كأنّ الد / هْرَ خدٌّ يلوحُ وهو عِذارُ
ولثغرِ الإسكندريّةِ منه / في العُلى لا لغيره آثارُ
شادَ للعلم فيه مدرّساً للث / غر منها جِنحَ الدُجى أنوارُ
ورأى الحافظَ الإمام المُرجّى / لوذعيّاً من دونِه الأحبارُ
فحباهُ بها يدرِّسُ فيها / لا افتخارٌ إلا كذا الافتخارُ
أيها الحافظُ الذي من يدَيْه / للورى باللُّهى تفيضُ بِحارُ
رحلَ الصومُ ثم وافى غداةَ ارْ / تحلَ الصومُ للورى الإفطارُ
وأتانا عيدٌ وأنت له العي / دُ لك الله طولَ عُمرِكَ جارُ
فابْقَ واسلَمْ ما لاحَ برقٌ وغنّتْ / فوقَ أغصانِ بانةٍ أطيارُ
إنها أعرضَتْ عن الإعراضِ
إنها أعرضَتْ عن الإعراضِ / فاقضِ يا عاذلي الذي أنتَ قاضي
غادةٌ أمرضَتْ جُسوماً صِحاحاً / بجفونٍ ذواتِ سُقمٍ مِراضِ
جمعَتْ في الهوى جنودَ سُهادي / مثل ما فرّقتْ جفونَ اغتماضي
ريقُها خمرَتي وفي وجنتَيْها / روضةٌ لي فاقتْ جميع الرّياضِ
ذاتُ طرْفٍ ما أبصرَ الطّرفُ أحلى / من سوادٍ قد حازَه في بياضِ
فتكَتْ بي جُفونُها في هواها / مع عزّي كفتكةِ البرّاضِ
كلُّ سيفٍ يكلُّ غيرَ سيوفٍ / جُرِّدَتْ لي من ألحاظِ مواضي
وغزالٍ قضى عليّ غرامي / في هواهُ منه بتركِ التّقاضي
أنا راضٍ بذِلّتي وخضوعي / في هواه فهل تُرى هو راضِ
ذو عذارٍ يمشي على وردِ خدّيْ / هِ الهُوَيْنا كالحيّةِ النّضناضِ
مُستفاضٌ هواي فيه وصبري / عن هواهُ فليس بالمستفاضِ
صاحِ دعْ كرَه سِرْ في الفيافي / وتغرّبْ كالحرث بنِ مُضاضِ
سر مجدّاً الى طِلابِ المعالي / فوقَ ظهرِ السّواهمِ الأنقاضِ
وانْحُ بابَ الإمامِ سيّدِنا الحا / فظِ تظفَرْ بسائِرِ الأغراضِ
الكريمِ النِّجارِ والطاهرِ الموْ / لِدِ بين الأنام والأعراضِ
صيغَ من جوهرِ المكارمِ صِرْفاً / وكرامِ الورى من الأعراضِ
ذو ارتفاعٍ على السِّماكَيْنِ والنّسْ / رِ كما أنّ ضدّه ذو انخِفاضِ
هو يعطي بُزْلاً وكلُّ كريمٍ / غيرَهُ باخِلٌ ببنْتِ مِخاضِ
ما لهُ ساخطٌ عليه مدى الده / رِ كما أنّ عِرضَه عنه راضِ
قطّ لم يُحوِجَ العُفاةَ ولا المسا / ئِلَ جدوى يمينه الفيّاضِ
هو قاضٍ على لُهاهُ بجورٍ / وهو بالعدْلِ في البريّةِ قاضِ
ذو فخارٍ ضخمٍ وعزٍّ منيع / ونوالٍ جمٍّ وأيْدٍ عِراضِ
إيتِ يا صادياً حياضَ نداهُ / وارْو منها وخلِّ كلَّ الحياضِ
لم يزَلْ مذْ عرفتُه ذا انبساطٍ / وسواه طولَ المدى ذات انقباضِ
أيها الحافظُ الإمام المفدّى / جُدْتَ فالمكرماتُ عنك رَواضِ
هاك بكراً كسوتُها ثوب فخرٍ / أيُّ ثوبٍ من سؤددٍ فضفاضِ
فغدَتْ تزدري بشعر المعرّي / وبمهيارَ والشريفِ البَياضي
فابْقَ واسلَم ما غرّد الطيرُ في الأي / كِ وهز النسيمُ زهرَ الرياضِ
من يكن جاهلاً عطاءَ اللهِ
من يكن جاهلاً عطاءَ اللهِ / فليطالِعْهُ في عَطاءِ اللهِ
مُبْتَدٍ في جميلِه بدعاءٍ / ليس يوافي أبلها المتناهي
ساهرُ الطرفِ للمكارمِ مُحتا / طٌ عليها بخاطرٍ غيرِ ساهِ
رُبّ ليلٍ قطعتُه في ذَراهُ / يشبهُ الحُلْمَ وهْو في الانتِباهِ
بمدامٍ كأنما لاح فيها / مَندليُّ الأفواه في الأفواهِ
وصديقٍ يلقي المُسائلُ منه / ذا جوابٍ ما إنْ له من مَضاهِ
عبثَتْ بالغصونِ فانعطَفَتْ غيْ
عبثَتْ بالغصونِ فانعطَفَتْ غيْ / داءَ لاحَتْ من الثّمارِ حُليّا
واستطالَتْ على الأزاهرِ حتى / سلَبَتْها نسيمَها العنبَريّا
وأرادَ الإلهُ أن سيَراها / صُوراً كُمِّلَتْ فكانت عليّا
بأبي مَنْ زَها بخدّيْهِ وردٌ
بأبي مَنْ زَها بخدّيْهِ وردٌ / ناضرٌ والجبينُ شمسُ نهارِ
منعَ الحُسْنَ أن يخاف ذُيولاً / وهو قد ظلّ تحت ظلّ العِذارِ
أنا من مَدمعيّ من حرّ وجدي / ذو انسباكٍ ما بينَ ماءٍ ونارِ
أتُراني يبقى على ذَيْنِ جسمي / والحديدُ الشديدُ منهنّ جاري
لا مَدَدْتُ اليمينَ إلا بعَضْبٍ
لا مَدَدْتُ اليمينَ إلا بعَضْبٍ / صارِمٍ إن مدَدْتَها لَبَخيلُ
ومضاءٍ يَزينُه وَقفةُ الحِلْ
ومضاءٍ يَزينُه وَقفةُ الحِلْ / مِ كما زانتِ الحسامَ الفُلولُ
يا إماماً أحسِنْ به من إمامٍ
يا إماماً أحسِنْ به من إمامٍ / وكريماً قد فاقَ كل الكرامِ
إنّ لي في مدارسِ العلمِ شأناً / ردّ شأني مُساجِلاً للغمامِ
قد قرأتُ القرآنَ حفظاً فلم أحْ / ظَ بما فوق سورة الأنعامِ
وطلبتُ العلومَ فيها على مث / لِك مُحيي شريعةِ الإسلامِ
وأتَتْني مسائلٌ أشكَلَتْ فه / يَ لَعَمري تدقّ عن أوهامي
أحرمَتْ راحتي من الوَرْق والوق / تُ فوَقْتُ الإحلالِ والإحرامِ
وبلائي بالفقرِ غيرُ حلالٍ / وتلافي أمري فغيرُ حرامِ
وأرى دارَك المشيّدةَ الأرْ / كان أضحتْ كمثلِ دارِ السّلامِ
فاستمِعْني فلسْتُ أُلْحِفُ فيما / قُلتُه غيرَ كاذبٍ في كلامي
فانتظامُ الخطوب فيه انتشاري / وانتثارُ النوالِ فيه انتظامي
غرَضي أن تقدِّم الآن جاريَّ / كما أشتهي على الإتْمامِ
للذي قد خلا من الأربَعِ الأش / هُرِ وُقّيتَ سطوةَ الأيامِ
فثيابي تمزّقَتْ مثل أعرا / ضِ أعاديكَ لا رُعُوا من طَعامِ
هذَيانٌ نظمتُه لك في الشع / رِ وإني لَصادِقٌ في نظامي
ولَعَمْري إن الفصيحَ ليُضْحي / ألكنفا عند فقدِه للطعامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025