المجموع : 37
لمتُ لمَا أرادَ منّي
لمتُ لمَا أرادَ منّي / وقد بالبدورِ الطوالِعْ
قالَ دَعني منَ الملامِ فإنّي / لَستُ ما عِشْتُ للملامِ بِسامِعْ
كيفَ أرضى دينَ اليهودِ / حيثُ لي بالنِّساء دينٌ واسع
ليَ شغلٌ عن ذكرِ لبني وهندٍ
ليَ شغلٌ عن ذكرِ لبني وهندٍ / وَنوار أو الرَّباب وَدَعْدِ
فاطوِ عَنّي حَديثَ طيءٍ وَدَعْني / منْ كَثيب اللوى وأكناف نَجْدِ
وطلولٍ قد أقفَرَتْ من أُناس / كالشّياطين إنْ بَدَتْ عَنْ بُعدِ
كلُّ بادي السِّنان يلمع كالنج / مِ ليَ الويلُ إنْ رآني وَحْسدي
ذِكره يَنقُصُ الوضوءَ وَمنْ عا / ينَه رُبّما تراهُ يُنَدِّي
أنتَ عَوني على الزَّمانِ فَكُنْ لي / منْ غريمٍ مطالبٍ لي ألَدِّ
زوجهٌ في النِّقار ديكٌ ولكنْ / لها في النِّساء صورةَ قردِ
لَكَمتني بِبَطْنِ راحَتِها في / ظهرِ خَلفي وأصبحت تستعدي
طلبتني بالحقِّ والحقُ إن صُحِّ / فَ فيهِ نكايةٌ في جلدي
وَلَعَمري لو حاوَلَتْ نقدَ أهلِ ال / غربِ صَكّاً لَكُنْتُ أوفى بِنَقْدِ
ثم جاءت بِرقعةِ الحيس عجلي / برسولٍ لِلحُكمِ قاس جَلْد
قلتُ لا يستطيعُ حبسي قاضٍ / وأنا خريةٌ وَحَسبسْيَ يُردي
فأكفهَرَّتْ ثمَّ أشرأبَتْ وَوَلّتْ / وَهيَ تَسْطو بِكُلِّ هدٍّ وَرَعْدِ
قلتُ لا تَغْضَبي عَلَيَّ وَلومي / شؤمَ بَخْتي وارعَيْ حقوقي وَوُدِّي
أنا إلا ذاك المكدِّي بالشعّ / رِ وأَينَ الكرامُ حتّى أُكدِّيْ
ولئن دام ذا الكسادُ على الشع / رِ يقيناً أقومُ أفتَحُ جُندي
وَتَريني يومَ الطرادِ بِخَيْلٍ / وافراتِ الأكفالِ جُردٍ مُرْدِ
أيّ شيءٍ أعوز تِرسي قفايَ / في حروبِ الهوى وَلَتِّي قُمُدِّي
أوَ ماذا الشِّتا أتاني وفوقي / جُبّةٌ قد لَبِسْتُها من جِلدي
وَلِرأسي منَ العمائمِ شَعري / ذات مشطٍ أعيى بَنانَ ألمُسَدي
يا رياحَ المريس هُبيِّ وصُبي / وأجهدي إنَّ قبّةَ الفرنِ عِنْدي
وَجَليسي فيها قَطَطّوا العِظامي / وَكُوَيكاتُ مَعْ سحابِ القَمَنْدي
وَجُعَيْسات والقُلَيْطُ وَحكّو / ودُميعات والعَكَفْشُ العرندي
وَقَطاطير ثُقْبَةُ البرشِ والغو / ل وشحفورُ والقَشا والزَّرندي
معشَرٌ في الحرافِ من جندِهم إبلي / سُ مَعَ جُندِهِ وهم منْ جندي
ذا يُنادي بالَلْحَرافيشِ مَنْ في / كُمُ مِثلي وَقَدْ تَفَرَّدتُ وَحْدي
أهطُلُ الكدَّ والسّماقينِ بالفَيْ / سِ وما أَن أكيفهم شطرَ مَرْد
مَن يقاسي وَمَن يُسابِقني بال / قَملِ في بوصتي وكعبي ونردي
أنا مِن عصبةٍ همُ الجمرُ في الشرِّ / وهذي علامتي فوقَ زَندي
والسّعيدُ الكبيرُ مِنّا إذا قا / مَ تراهُ يَمشي بِقِطعةِ لَبْدِ
وَتَراني إنْ نِمْتُ فَرشي رمادُ ال / فرنِ سخناً وصحفتي تحتَ خدِّي
أتدفا بالنّارِ حتّى يرى جِلْ / دِيَ منهُ مبقّعاً كالَفْهدِ
هذه حالةُ المفاليسِ لم يَرْ / ضَ بها للحرافِ أنَجسُ عَبْدِ
وَلَوَ أنّي هَلَكتُ في بَلَدِ الكر / ج بِبَرْدٍ لكفّنوني بِبُرْدِ
قبل هذا الملامِ يا عُذَّالي
قبل هذا الملامِ يا عُذَّالي / كُنْتُ طوعاً إذ كانَ قلبي سالي
كانَ قلبي لو لم يُتَيمهُ ذو الخا / ل مطيعَ النّصوح لو كانَ خالي
قد أُصيبت حشاشَتي منه بالْعَيْ / نِ وهذا تأثيرُ عينِ الكمالِ
قُل لعين الأماثلِ الأعيان
قُل لعين الأماثلِ الأعيان / وَمَحلِّ الإنسانِ من إنساني
يا سِراجاً أسنى منَ الشّمس والشّمْ / سُ سِراجٌ قد جاءَ في القرآنِ
خُذْهُ كحلاً مثلَ السيوفِ صِقالاً / وفِرنداً يروقُ في الأجفانِ
حجرٌ كَسْرُهُ يَفوقُ سَنا الأكسي / رِ فعلاً في العينِ أو في العيانِ
ألفُ عَينٍ تقيمُها حبّةُ من / هُ قياماً قد صحَّ بالبرهانِ
إنْ تُعظِّمْ مثالَهُ في حِجاز / كانَ هذا مُعَظّماً في أصبهانِ
كُلُّ نَفْسٍ لا تقصدُ ابنَ سلامَه
كُلُّ نَفْسٍ لا تقصدُ ابنَ سلامَه / فَهْيَ نَفْسٌ عن الغنى لوّامَه
ناضرٌ ناظرٌ بإنسانِ إنس / نٍ خَيرٌ في دَستهِ علاّمه
كاتبٌ دونه ابنُ مقْلةَ خطاً / ليسَ يرضى قُدامةً قدامه
كم غدا الثّغرُ قمطرِيراً عَبوساً / ثمَّ أبدى بالعَدل منه ابتسامه
إنَّ دارَ الطرازِ بعدَ هَوانٍ / قد تبدَّتْ بالحفْظِ دارَ كرامَه
فَعْلُوّا يا مَنْ حوى كُلَّ فَضْلٍ / ها أنا ذاكرٌ لكُم أقامَه
رِفعةٌ عَنْ تَواضُعٍ وافتقارٌ / عن غِنَى مَعْ تَحَكُّمٍ عَنْ صرامه
وبهذا تُعطي الرياسةَ حَمداً / لا بكبرٍ في الرأسِ أو في العَمامه
يا جمالاً قَد جَمّلَ الله مَن سا / مَ نداهُ وَللمواهبِ شامه
لا تَراني في العينِ جزأ صغيراً / أنا مني تحتَ الثّرى ألفُ قامَه
أنا قَد جُزتُ في الورى ألفَ علْمٍ / وخُصوصاً منْ ذاكَ علمَ النجامه
لي نَجمٌ يقولُ لي في رجوع / عنكَ ذَقنَ الحكيم في الاستقامه
كم نَظَرتُ التَقويمَ يوماً ونادَ ب / تُ أسألُ الله في القران السّلامه
صّح عندي قرانُ رأسكَ في الدل / وِ إلى أنْ تدورَ كالدوامه
كلُّ ما كُنْتَ تتّقيهِ محالا / لم تُحَقّقْ بصّحة أحكامَه
قرَّ عَيناً فإنَّ جودَ جمالِ الإ / بنِ ينضي ما قَدْ خَشيتُ دوامَه
سَيدي حاصلُ الإقامةِ نَزْرٌ / ولهذا هُنا كَرِهتُ الإِقامَه
وَصغاري مثلُ اليهودِ بذُل / تَشْتَهي لو أتَيتُهُمْ بعَلامه
لو رأُوا حَرْفَ كرةٍ من رغيفٍ / جعلوهُ لَدَيْهمُ شَمّامَه
يا إلهي تجاوُزاً عن ذُنوبي
يا إلهي تجاوُزاً عن ذُنوبي / فَلَقَدْ سوَّرَتْ بَياضَ مشيبي
غافرَ الذَّنبِ قابلَ التّوبِ كُنْ لي / عندَ ظَنّي فأنتَ خيرُ مُجيبِ
لي عَدُوُّ يقومُ منِّي بلا رِجلٍ
لي عَدُوُّ يقومُ منِّي بلا رِجلٍ / مَقامَ المحيِّرِ المرتابِ
باكياً كالمصابِ أبكي عَليْهِ / وعناء صلاحٌ عَقْلِ المصابِ
كل يومٍ أنكيهِ جلداً إلى أنْ / قد غدا قائماً بغيرِ إهابِ
جَلدْهُ هَيْنٌ ولا أجلدُ الحد / د على تِلكُمُ الأمورِ الصّعابِ
فَلَمّا بِتُّ لفي السماعاتِ إلا
فَلَمّا بِتُّ لفي السماعاتِ إلا / لَقَبوني باللاّئطِ الدَّبّابِ
وَلَعمري قد كنتُ أقتَحمُ الدَّب / بَ وآلاتُهُ معي في جِرابِ
مثل دَرْجِ وإبرةٍ وخيوطٍ / وعقيدٍ وَبَيْضةٍ وتُرابِ
صُحَبةُ الدُّبِّ علّمتني الكفاحا
صُحَبةُ الدُّبِّ علّمتني الكفاحا / وأرتني منَ الفساد صَلاحا
لَي خِلّ من الدّبابِ غليظ / الطبعِ عاتٍ عاصٍ يَصُّدُّ جِماحا
عَذَّبَتْهُ عَصايَ حينَ عَصاني / وأرَتهُ الأفراحَ والأتراحا
ساعدوني بالنوح والتعديد
ساعدوني بالنوح والتعديد / بَعد فَقْدِ العجوزِ أُم رشيدِ
أَ ستُ يالَهفَ نفسي عَلَيها / هَلَكتْ آخرَ الليالي السّودِ
فاندبيها يا أمَّ طوغانَ وابكي / فَقْدَها إنَّ فَقدها يوم عيدي
أمُ طوغانَ واندبيها وغَني / يا ليالي الوصالِ بالله عودي
واذكريها بكل شرٍّ / كلَّ يومٍ واهدي إليها وقودي
كلُّ حيِّ إلى المماتِ يَصيرُ
كلُّ حيِّ إلى المماتِ يَصيرُ / ما لهُ ساعةُ النّزاعِ نَصيرُ
وزَمانُ العمرِ الطويلِ إذا ما / اختلفَ الليلُ والنّهارُ قَصيرُ
أينَ عادٌ وَتُبّعٌ وأولو الرَّس / وأينَ الألى وأين نَصير
والسّعيدُ الذي يرى طُرقَ الرُّشْدِ / بعينِ اليقينِ وَهْوَ بَصيرُ
بلاتزامي لِصاحبي طولَ دهري
بلاتزامي لِصاحبي طولَ دهري / وَبِلَثمي أَناملَ الأكياسِ
صِرتُ من صَوْلةِ الملوك أَمانا / وأَميناً لَهمْ على الأكياسِ
انظروني يا سادتي كيفَ حالي
انظروني يا سادتي كيفَ حالي / في مُداراةِ ضَيْغَمٍ قَتّالِ
مَلِكٌ جائِرٌ أرومُ رِضاهُ / كُلَّ يوم بِذُلَةٍ واحتِيال
ليسَ يُبقي عَلَيَّ إلا لاَنّي / سائسٌ مُطعِمٌ بِلا إخلالِ
وأنا في يَديهِ قِطعةُ لَحمٍ / فأنقِذوني مِن أبقة الأَكّال
هاكَ أمري وَلِلحَديثِ شجونُ
هاكَ أمري وَلِلحَديثِ شجونُ / وأنتقَدني فإنّني موزونُ
هذَّبِوني على التّثنّشي فَقَدِّي / غُصنُ بانٍ تَغارُ مِنْهُ الغُصون
بينَ رَدفي وبينَ خَصرِيَ فَرقٌ / مثلَ فَرْق لِرِقّةٍ لا يَبينُ
وَوَحقِّ الذي حَبانيَ بالحُسْ / نِ جَمالاً تَحارُ فيه العُيونُ
ما لِصَبٍّ يُحِبني غير صَبٍّ / من عُيونٍ تسيلُ منها عيونُ
وَلِدَ كّي على القُلوبِ أختلاسٌ / وَسُيوفي لها الجفونُ جُفونُ
كلُّ صَعْبٍ على رِضاكُمْ يهونُ
كلُّ صَعْبٍ على رِضاكُمْ يهونُ / وَجُنوني بِمَنْ هَوَيتْ فُنونُ
يَعْجَبُ الصّبْرُ من تَصَبّرِ قلبي / واحتمالي ما رَمَقَته العيونُ
جَلَدِي كَلِفٌ بِتَمزيقِ جِلدي / وَجُفوني لَدى السُّيوفِ جُفونُ
قل لِغُصنِ الأَراكِ وَيْحَكَ تحكي
قل لِغُصنِ الأَراكِ وَيْحَكَ تحكي / قدَّ مَحْبوبَتي ولم تخشَ مِنِّي
أنا لولا غَفِلتُ عَنها فَماسَتْ / ما تعلّمتَ أنتَ منها التَثَنِّي
ماتَ يا قومُ فجأةً إبليسُ
ماتَ يا قومُ فجأةً إبليسُ / وَخَلا منهُ رَبعُه المأنوسُ
وَنَعاني حَدسي بهِ إذْ تُوُفّي / وَلَعَمري مماتُهُ مَحدوسُ
هَوَ لَوْ لَمْ يَكُنْ كما قلتُ مَيْتاً / لم يُغَيّرْ لُحكمِه ناموسُ
أينَ عيناهُ تنظُرُ الخمرَ إذ عُطّلَ / منهُ الرَّاووقُ والمجريسُ
والبواطي بها تَكَسّرْنَ والخمّا / رُ مِن بَعْدِ كَسْرِها محبوسُ
وذَوو القَصفِ ذاهلونَ وقد كا / دَتْ على سَلها تسيلُ النّفوسُ
كم خَليعٍ يقولُ ذا اليومُ يومٌ / مِثَلَما قيلَ قمطريرٌ عبوسُ
وفتى قائلٍ لقد هانَ عندي / بعدَ هذا في شُربِها التَجريسْ
أينّ عيناهُ ينظُرُ المزرَ إذا أو / حشَ منهُ المأجورُ والقادوسُ
وَعجينُ البقولِ قد بَدَّدوهُ / وَهوَ بالتُّربِ خَلْطُهُ مَبسوس
واللفاتي مكسّرات كما قَدْ / كُسّرَتْ في رَحَى البدورِ الكؤوسُ
وَتَرى زَنَكلونَ يزعَقُ زينو / نُ وناتو يَصيحُ يا جاموسُ
نَهَبوا الكَلَّ والطّراطيرَ والطا / رَ وضاعَتْ خَريطتي والفلوسُ
أينَ سَنكولي وطاجنة والسفا / رضي الله عنه وأينَ المزراقث والدَّبّوسُ
أينَ نَمشي يا بنتَ عَمٍّ وزينو / نُ أخي من قَضيّتي محبوسُ
أينَ عَيناهُ والحشائشُ يُحْرَق / نَ بنارٍ تُراعُ منها المجوسُ
قَلَعوهخا منَ البساتينِ إذ ذا / كَ صغاراً خُضْراً وَهُنَّ غروسُ
والحرافيشُ حولهَا يَتَباكو / نَ دموعاً يُطفَى بهنَّ الوطيسُ
ذا يُنادي رفيقَهُ يا عنيكير / وهذا يصيحُ ما محلوس
أسمُرا لَرْكزَكَّ بينَ الأكواشِيْ / بسعي وهو كَرْ لَكَلْ خَشنى يموسُ
لَيْسَ تُصمي كَشَّ المَزِيةِ إلاَّ / مِنْ مَها الرَّصفِ أو فَتىً سالوسُ
ارحلوا هذهِ بِلادُ عَفاف / وَسعُودُ الخلاَعِ فيها نُحوسُ
أينَ عَيناه تَنْظُرُ والحا / نةَ قَدْ هَدَّمَتْ ذَراها الفؤوس
وَقَضيبٌ وَزَينَبٌ وَكهارٌ / باكياتٌ وَنُزْهَةٌ وَعَروسُ
ذي تُنادي حريفَها لِوَداع / لا عناقٌ لا ضَمُّ لا تَبويسُ
انقضى كل ذاكَ والعهدُ في حل / قيَ لم يَبْقِ بعدَها لي أنيسُ
أينَ زامَرْ دازَ عقّي لي بَرَامَزْ / دَ والأحمَدونَ يا طاووسُ
فَيُنادي شُهْ عَلَينا / نجمُ سِتي قد عَكَسَتْهُ النحوسُ
عَكَسَ اللهُ نجمَ ستي ففي سا / بعِ ضربِ رَملها أَنكيس
أينَ نَمشي حُزناً خُراخِتْ زَمانِ / لا فيهِ ولا خَنْدَريس
مَنْ لنا بعدَ ذلكَ الشيخِ خِدْنٌ / وسميرٌ ومؤنسٌ وَجَليس
مَنْ تُرى بعدَ موتهِ يُضحكُ المع / شوقَ لي إنْ بدا بهِ تعبيسُ
فأبكيهِ أرمدَ العينِ حتى / لِشقائي يَعيشُ جالينوس
وسأعوي لهُ حَياتي وأغوي / مَنْ لَهُ الكيشُ بعدَهُ والكيسُ
وَلَقَدْ قلت يومَ أنكرَ من أن / كر قَولي لمّا تَوى إبليسُ
هُوَ لولا عدلُ الوزيرِ لما ما / تَ ولا ضَمَّ جِسمَهُ ناووسُ
كيفَ يحيي في عصرِ من ليس يخَفى / عنهُ مَينٌ كلا ولا تلبيسُ
طَهرَ اللهُ بالمطهرِ تاجِ الدينِ / دينَ الورى فلا تدنيسُ
وعلا جَسدهُ بجَدٍّ لهُ العلياءَ / زُفّتْ كما تُزَف العروس
عتْرَةٌ منهُم العطاءُ طليقٌ / وَعَليهم كل الفخارِ حَبيسُ
فَهُمُ إنْ دَجى الظلامُ بدورٌ / وَهُمُ إنْ بدا النهارُ شموسُ
تاجُهُمْ تاجُهم ولستُ أباهي / كلهم في ذرى المعالي رُؤوسُ
يا جواداً إذا سرى بجواد / ذي شياةٍ كأنّهُ الطاووس
قالتِ الناسُ قَبلها ما بلغنا / أنّ بحراً يحوزهُ قَربوسُ
ويقول الحسّادُ ما قبل هذا / لا ولا بعدَهُ يُعَدُّ رئيسُ
نجمُ هذا آيُ النجومِ وَلِمْ لا / أخبرَ الناسَ عنْهُ بطليموسُ
الهلالُ الجبينُ والديمةُ الوط / فاءُ كفّاهُ والرياضُ الطروسُ
يا عيونَ الحسّادِ عنه تَوَلّيْ / وأخسأى إنَّ عزَّهُ مَحروس
دُمتَ يا أيّها الوزيرُ المرجَى / وإذا دُمْتَ زالَ عنا البوس
سالماً من يُحب سَعْدَك مسعو / دٌ ومن لا يُحبُّهُ مَنحوسُ
وحمى الله منزلاً أنتَ فيهِ / فلقد طابَ عندهُ التعريسُ
وَلَقّد قسْتهُ بَجنةِ عَدْنٍ / وحماهُ بغَيْرهِ لا أقيس
ليس عندي المعشوقَ بل كل غُصنٍ / فيهِ عندي المعشوقُ حينَ تميس
آنَسَ الله رَبْعَهُ بكَ دهراً / فهوَ رَبعٌ مباركٌ وأنيسُ