المجموع : 85
حبّذا طِيبُ يومنا الممطورِ
حبّذا طِيبُ يومنا الممطورِ / بِفناء المختار ماءَ السرورِ
حين نجني اللذات سِراً وجهراً / بشقيق الندى أبي المنصور
أشرق الأُفْقُ بالجزيرة لمّا / زارها فهي بين عِزّ ونور
ملِك آمر ولكنَّه من / فضله في خلائق المأمور
ما ترى الروض كيف أبدى نسيماً / زاد في طيبه على الكافور
وطيورَ الأشجار كيف تغنَّت / بين تغريدها وبين الصَّفير
يترنّمن عن نفوسٍ ثَكَالَى / ويجاوِبن صوتَ مَثْنىً وزِير
من قِيانٍ كأنّهن غصون / ناعماتٌ يمِسْن تحت بدور
كل مخطوفة الحَشَا تُضرم الشو / ق بلفظٍ عذبٍ وطَرْف سَحُورِ
فدعِ الفكر والبس اللهو وانعَمْ / طرباً تحت بَنْدِه المشهور
وأدِرْها مدامةً خَنْدريساً / مُعمِلاً للكبير بعد الصغير
لا أرتْك الأيامُ بؤساً ولا زِل / ت عزيز الجناب صافي الضمير
أنت أهدَى إلى المكارم والفض
أنت أهدَى إلى المكارم والفض / لِ وأندَى من الغمام المَطِيرِ
وابنُ من بان فَضْلُه يوم بدر / واصطفاه النبيّ يوم الغدِير
ولك الهِمَّة التي عَلَت النج / مَ وزادت عليه في التنوير
صانك الله للمكارم والمج / د وأبقاك للعُلاَ والحُبُور
ربَّ صفراء علَّلتني بصفرا
ربَّ صفراء علَّلتني بصفرا / ء وجِنْح الظلام جَوْن الإزار
بين ماءٍ وروضةٍ وكُرومٍ / وقِبابٍ مِنيفةٍ وصحارى
تتثنى بها الغصونُ علينا / وتجِيب القِيانَ فيها القمارى
وكأن الدجى غدائر شَعْرٍ / وكأن النجوم فيه مَدارِى
وأنجلى الغيمُ عن هلالٍ تبدّى / في يد الأُفْق مثلَ نصف سِوارِ
فاسقِيانِي فإنني أطلب المج / د بثارٍ والحادثاتِ بثارِ
وندامى لو لم يكونوا من الإن / س لما ناسبوا سوى الأقمار
بتُّ أسقِيهم ويسقونني الرا / ح على طِيب صحَّة الأوتار
وبساطٍ من الحديث تبدّى / كنباتِ النِسْرين بين البَهَار
لم نزل نلثم الكؤوس إلى أن / دُفِن الليل في فؤاد النهار
جادَك الغيث من محلّة دارِ
جادَك الغيث من محلّة دارِ / وثوى فيكِ كلُّ غادٍ وسارِ
حكَمَتْ بعد قاطِنِيكِ الليالي / في مغاني رُبَاكِ بالإقفار
ورمْتِك الخطوبُ منهم ببينٍ / ورحيلُ القطينِ موتُ الديار
فاسِقياها الدموع إِن بخل الغي / ثُ عليها بواكف مِدرار
ليس للدمع إن تأخّر عذرٌ / فدعاه فيها خليعَ العِذار
يا طلول الِلوَى غدوتِ رسوماً / دارسِات الأعلامِ والأحجار
بعد ما كنتِ مَأْلَفَ العزّ والحس / ن وملهىً لأعينِ النظار
وكذاك الزمان منقلب الحا / لين بين الإقبالِ والإدبار
وخَنُوفٍ عَيْرانة عَنْتَريسٍ / عَيْسَجُور شِمِلَّة مِسيارٍ
تصل الوَخْد بالذَمِيل إذا ما / خان أمثالُها بني الأسفار
من بناتِ الجَدِيل وهي من السر / عة معدودةٌ من الأطيار
أكلتْ لحمَ زوْرها دُلَجُ اللي / ل ووصلُ الرواح بالإبكار
ترتمي مَجْهَل المهامِه مني / بقليلِ الكَرَى قليلِ الحِذار
ببعيد المُرَاد أصبح نِضْو ال / جسم نضو السرور نضو القرار
وحرامٌ عليَّ كلُّ حَلاَل / أو أُقَضِّي من العلا أوطاري
يا بني هاشم ولسنا سواء / في صِغَار من العلا أو كبار
إن نكن ننتمي لجَدّ فإنا / قد سبقناكُم لكلّ فخار
ليس عبّاسُكم كمثل عليّ / هل تقاس النجوم بالأقمار
من له الفضل والتقدم في الإس / لام والناس شِيعةُ الكفار
من له الصِهْر والمواساة والنُصْ / رة والحرب ترتمي بالشَرار
من دعاه النبي خدْناً وسمَّا / ه أخاً في الخفاء والإظهار
من له قال أنت مِنّي كهارو / ن وموسَى أكرِمْ به من نِجارِ
ثم يوم الغَدِير ما قد علمتم / خَصّه دون سائر الحُضَّار
من له قال لا فتى كعليّ / لا ولا مُنْصُل سوى ذي الفَقَار
وبَمْن بأهل النبيَّ أأنتم / جُهَلاء بواضح الأخبار
أبعبد الإله أم بحسين / وأخيه سُلاَلة الأطهار
يا بني عمّنا ظَلَمتم وطِرْتم / عن سبيل الإنصاف كل مَطَار
كيف تحوون بالأكفّ مكاناً / لم تنالوا رؤياه بالأبصار
من توطّا الفراش يُخلف فيه / أحمدا وهْو نحوَ يثربَ سار
أين كان العبّاس إِذ ذاك في الهج / رة أم في الفراش أم في الغار
ألكم حُرْمة بعمّ رسول ال / لهِ ليس فيكمْ بذات توار
ولنا حُرمة الوِلادة والأع / مام والسبق والهدى والمنار
ولنا هجرةُ المهاجِر قِدْماً / ولنا نُصْرةٌ من الأنصار
ولنا الصوم والصلاة وبذل ال / عُر في عُسْرنا وفي الإيسار
نحن أهل الكِساء سادسنا الروُ / ح أمين المهيمِن الجبّار
نحن أهل التقى وأهل المواسا / ة من بني بيت أحمدَ الأبرار
أو فلوموا الإله في أن برانا / فوقكم واغضبوا على المِقدار
أجعلتم سَقْيَ الحجيج كمن آ / من بالله مؤمِناً لا يداري
أو جعلتم نِداء عبّاس في الحر / ب وقد فُرَّ عن لقاء الشِفَار
كوقوفِ الوصيّ في غَمْرة المو / ت لضرب الرؤوس تحت الغُبار
حين ولَّى صَحْبُ النبيّ فِراراً / وهو يحمي النبيَّ عند الفِرار
واسألوا يوم خيبرٍ واسألوا مكْ / كة عن كَرِّه على الفُجّار
واسألوا يوم بَدْر مَن فارسُ الإس / لام فيه وطالبُ الأوتار
اسألوا كلّ غزوة لرسول ال / له عمَّن أغار كلَّ مُغَار
يا بني هاشمٍ أليس عليٌّ / كاشفَ الكرب والرزايا الكبار
فبماذا ملكتُم دوننا إر / ث نبيّ الهدى بلا استِظهار
أَبِقُربَي فنحن أقرب للمو / روث منك ومن مكان الشِعار
أم بإرث ورِثتموه فإنا / نحن أهلُ الآثارِ والأخطار
لا تُغَطَّوا بحيفكم واضح الح / ق فيُفْضِي بكم لكلّ دَمَار
وأصِيخوا لوقعة تملأ الأر / ض عليكم بجحفلٍ جرّار
تحت أعلامه من الفاطِمِيي / ن أُسودٌ تُدمِي شَبَا الأظفارِ
فاصدُروا عن موارد الملك إنا / نحن أهل الإيراد والإصدار
ولنا العزّ والسموّ عليكم / والمساعي وقُطْب كلَّ مَدَار
يا بني فاطم إلى كم أقِيكم / بلساني ومُنْصُلي وانتصاري
فخذوها منّي نتيجة فهم / بين حَدّ الإقلال والإكثار
سلمتْ من تعصُّب وغُلُوٍّ / وتبَّرت من سوء كلّ اختيار
غير أن البيان يظهر فيها / ساطعاً نورهُ بغير استِتار
حُجَج كلَّما تأمّلها العا / لم بانت له بيانَ النهار
رُبَّ مَن سألَني ليَعلم حالي
رُبَّ مَن سألَني ليَعلم حالي / قلتُ بي علّةٌ من الإخبار
زمنِي راح عابساً قمطريراً / بجميع الأبرار لا الفُجَّار
حالُنا في ذِلّة وسكون / مثل وصف الإله للكفّار
يوم لا ينطِقون فيه ولا يؤ / ذَن في هُوْلِه لَهمْ باعتذار
سَقِّياني بسَفْح دَيْرِ القُصَيرِ
سَقِّياني بسَفْح دَيْرِ القُصَيرِ / بين حُلْوانَ والنَقَا فسُدَيرِ
ما ترى الروض كيف قد حرّكْته / بنَداها دموعُ هذا المُطَير
وغيومُ السحاب تَنْشر سَكْباً / ثم تنجابُ تارةً عن قُمَير
أَنْحفَتْهُ أواخِرُ الشهرِ حتَّى / عاد في أُفْقِه كقَصِّ ظُفَير
فاسقِياني فليس للحمد والمج / د سِوائي وليس للراح غيري
ليس شعري وإن كسا المجدَ دُرّاً
ليس شعري وإن كسا المجدَ دُرّاً / بالغاً عُشْر ما حويتَ فغَفْرا
إنني عالم بذنبِيَ إن كن / تُ إذا قلتُ أشعرَ الناسِ طُرّاً
بهرتْني أضدادُ فضلك لمَّا / أن تجمَّعن فيك شَفْعاً وَوِترا
أنت شمسٌ وأنت بدرٌ منيرٌ / ليس من شاء كان شمساً وبدرا
ويقولون إنّ في الأرض بحرا / كَذَبوا ليس غيرُ كفِّيك بحرا
ما رأوا راحتيك تقذِف دُرّاً / ولُجيَناً إذا استهلَّت وتِبْرا
قد ملأتُ السماءَ فيك دعاءً / وملأتُ البلادَ والأرضَ شكرا
بِأبي الزائرُ الذي ملأَ اللح
بِأبي الزائرُ الذي ملأَ اللح / ظ بهاءً وكلَّ قلب سرورا
خِلْتُه البدرَ مقبلاً وقديماً / كان آباؤه الكرام بدورا
زاد داري أنساً فيا ليت أني / كلَّ يوم به أروح مَزُورا
أيها الماجد الّذي لم يقصِّرْ
أيها الماجد الّذي لم يقصِّرْ / عن معالي آبائه الأبرارِ
إنّ حقّ الوداد عند ذوي الآ / داب حقّ معظَّم المقدار
سيمَّا حقّ من صفا وتَناهَى / لكَ في ظاهرٍ وفي إضمارِ
أنا فيه مقدِّم لك عذرا / فأجِزْ بالقبول وجهَ اعتذاري
لا أُؤَدِّي حقوقَه وهْو فردٌ / كيف لمَّا شفعتُه بالجِوار
لم تعبِّر بلاغتي ولساني / منه عن عُشْر ما حوتْ أسراري
ليس أني ضعُفت عنه ولكن / ضعفتْ عن بلوغه أشعاري
زاد رَبْعي دنُّو رَبْعِك منه / أَنَساً في القلوب والأبصار
زان شعري لذيذُ شِعرِك فيه / مثلَ ما زان قربُ دارك داري
فهنيئاً لك المنازلُ والإق / بالُ والعمرُ دائَم الإيسار
لو أمِنتُ الذي حذرتُ إذاً زر / تُكَ فيهنّ أوّل الزُّوّار
قاضياً في زيارتي لك حقّاً / ليس تقضيه رُقْعتي واستتاري
إن تأخّرتُ باختيار زماني / عنك فاعلم أن الدنّو اختياري
ساعةٌ من جني حديثك ما بي / ن سماع الغِنَا وشُرْب العُقَار
ومعاطاتُك الكئوسُ على رو / ض المعاني ورِقّة الأفْكار
هو عندي ألذّ من مُلْك كِسَرى / وافتضاضِ الكواعب الأبكار
يا وحيدَ الكمالِ في كلّ فنّ / ووحيدَ الأيّام والأعصار
أبهج النِيلَ ما بنيتَ عليه / كابتهاج السماء بالأقمار
وكذاك البقاعُ تفخرُ بالأمْ / جاد فخراً يَحُطُّ كلَّ فخَار
صانك اللهُ مُبَقِّي مُعَلِّي / وَلَوى عنك حادثَ المقْدار
فيك للمكرمات سر خفي
فيك للمكرمات سر خفي / كامِنٌ وهو في البريَّة جهر
أنت ليثٌ وأنت بحر وغَيْثٌ / وسحابٌ جَزْلٌ وشمسٌ وبدرُ
كيف سمّوا في الأرض بحراً وقطرا / وندى راحتيك بحر وقَطْر
يا إماماً لولاه ما ستُمطِر الجو / دُ ولا كان للبريّة فخر
إنني فيك قائلٌ قولَ حقٍّ / ساعةٌ من فراق وجهك شهرُ
لعنة الله والعبادِ على مَنْ / ليس يهواك منه قلبٌ وصدر
ليس إلا الغِنَاء يُظهر بَثِّي
ليس إلا الغِنَاء يُظهر بَثِّي / ويُقَوِّي عليّ جيشَ السرورِ
يا ندِيمي اتَّخِذْ سوايَ فإِنّي / لستُ أَحْيا ما بين مَثْنىً وزِير
سيَّما إن بَدا بلَفْظٍ رخيم / وتردّى بلحظ طَرْف سَحُور
أيها الدِعْص والقضيب الذي قا
أيها الدِعْص والقضيب الذي قا / بَلَ بدرَ الدُّجى ببدر منيرِ
لا تمكِّن لَحَاظَ عينيك من قت / لِي فما اللّحظ فيه بالمعذور
لا تكن للنبيّ فيه خصيماً / عند ربّ النبيّ يومِ النُّشور
ربَّ ليل أنرتُه بثغورِ
ربَّ ليل أنرتُه بثغورِ / وصباح طمسْته بشُعورِ
ورقيبٍ خبأتُ شخصيَ عنه / أن يراني في مستكِنّ النُحور
بات حِصْني منه ذِراع ونهد / ومَجِنّي قلائد الكافور
أجتني البرقَ من لآلي ثغور الصْ / صفْرِ والورد في صحون البدور
تحت ليل كثوبِ يوسفَ في أج / فان يعقوبَ أو كقول البشير
قسمة الموت قسمةٌ لا تجور
قسمة الموت قسمةٌ لا تجور / كلُّ حيٍّ بكأسها مخمور
يستوي كل من تفاوت فيها / لا أميرٌ يبقى ولا مأمور
نحن في غفلة وللموت فينا / طالب مدرك مُجِدّ قدير
نستطيب المنى وهن عواصٍ / فنطيل الآمال وهي غرور
فِكره في الحياة وهيْ ضلال / إنّ في الموت يحسنُ التفكيرُ
ليس ينجو من الغرور سوى مَنْ / قبرهُ في فؤاده محفور
كدَّر الموتُ صفوَ عيشي وهل في الْ / أَرْضِ عيشٌ ما شابَهُ تكدير
وتذكرتُ بالمصائب قومي / وجدودي إني لقومي ذَكُور
أَيْنَ قومي الأُلَى الذين بهمْ كا / ن يموت الخنا ويحيا الفقير
لو حَمَى معشراً من القوم حامٍ / لحمتْ قوميَ العُلاَ والخِيرُ
أين آبائي الذين تفانَوْا / وبهمْ كانت الليالي تُنِير
أين جدّي حسينٌ بن عليّ / أين زيدُ المفجَّع الموتور
أين مهِدِيُّنا المملَّكُ والقا / ئمُ أين المعزّ والمنصور
أين تلك الحلوم والفضل والأَلْ / باب بل أين ذلك التدبير
أين ذاك السلطانُ والملكُ والمَنْ / عةُ والبطشُ والعلا والظهور
أين تلك الجيوشُ والعزةُ القَعْ / ساءُ والجمعُ والعديدُ الكثير
فرّقتهمْ يَدُ المنون فبادُوا / وَحوَتْهُمْ بعد القصور القبورُ
سَلَفٌ صالح وأملاكُ صِدقٍ / بهمُ تستوي وتُلْوَي الأمور
ثم عِشنا ثلاثةً بفم الحا / سد من عيشنا الثَرَى والصخور
فعمَرْنا بذاك مدَّة دهرٍ / كلُّنا ظاهرُ الرضا مسرور
لم يعِش للمعزّ نَسْلٌ سِوانا / كلُّ ميْتٍ بنجله مذكور
فأصابت يدُ المنون عَقِيلاً / وهو مثلُ القضيب غَضّ نضِير
حين هزّ الشبابُ أعطافَه الغِي / دَ وحين استوى له التعمير
لم يجاوِز حَدَّ الثلاثين إلا / بليالٍ ليست لها تكثِير
أين تلك البشاشةُ الغضَّةُ الطلْ / قةُ والنظَرُ البهِيُّ المنير
أين ذاك الطبعُ السليمُ وذاك ال / خُلُقُ العذْبُ والسَّنَا والنور
أين ذاك البِشرُ الذي كان يبدو / مِنْ سَناه للناظرين البشير
كان عفَّ الضمير عذبَ السجايا / ليس في سرّ أمره تعسير
صادقَ الودّ وارِيَ الزَنْد لا يَعْ / دُوهُ في كلّ حالةٍ تطهير
صار من بعد ذلك الأُنسِ وَحْشاً / وهُوَ في قعر حفرةٍ مهجور
آهِ من لوعة لها في سواد الْ / عينِ دمعٌ وفي الفؤاد زفير
كيف يبقَى امرؤ توَلَّى أبوه / وأخوه فحبْلهُ مبتور
بأن أَصل وجُدَّ فرعيَ واللّ / هُ عليم بما تُجِنّ الصدور
فسأبكيك يا عَقِيل بقَلْبٍ / فيه من حزنه عليك سعير
كنتُ قِدماً أظنّ أنّي جَلِيد / ليس يَلِوي عزيمتي المحذور
فأراني مما بلا الصبر عيًّا / أيُّ قلبٍ على الخطوب صبور
ليس بُعْدُ الديار مِنا وإن شَطْ
ليس بُعْدُ الديار مِنا وإن شَطْ / طَ مزارٌ بِنا وقلّ ازديار
بمنوعٍ لنا من الشوق بل في الْ / بُعْدِ يَقْوَى الغرامُ والتَّذْكار
وإذا ما قُلوبُ قومٍ تناءتْ / لم يَرُحْ نافعاً لهنّ الجِوار
وإذا صحَّ مَعْقِدُ الحبِّ في الأَنْ / فُسِ واستأْنَسَتْ به الأَفكار
زادَ وكْداً في كلّ يوم وإنْ أكْ / ثَرَ واشٍ وإنْ تناءتْ ديارُ
شوقُنا مذ ظَعَنْتَ للحيِّ حَيٌّ / ليس تَخْبو له وإنْ بِنْتَ نار
والوفاءُ الذي علمِتَ مقيمٌ / ليس فيه عَمّا عهِدتَ انكسار
ولنا لوعةٌ لبُعدِك بِكْرٌ / ودموعٌ على نواك غِزار
وإذا ما اختصرتُ شِعريَ فاعلم / أَنّ وُدِّيك ليس فيه اختصار
أَظَلمَ الجوُّ مذ ترحَّلتَ إِظلا / ماً جفاه الصباحُ والإنفجار
واحتذتْ أَرْبُعُ المنامِة حتّى / طلع البَدْرُ وهو فِيها سِرار
إنّ صُبْحاً تغِيبُ عنه ظلامٌ / وظلاماً تكون فيه نهار
وقِفاراً تحلّ فيها دِيارٌ / ودِياراً تَبِين عنها قِفار
بأبى الزائر الذي ملأَ اللَّحْ
بأبى الزائر الذي ملأَ اللَّحْ / ظَ بهاءً وكلَّ قلبٍ سرورا
خِلْتُه البدرَ مقبِلاً وقديماً / كان آباؤه الكرامُ بدورا
زادَ داري أُنْساً فيا ليت أنِّي / كلَّ يومٍ به أروح مَزُورا
كم بديْرِ القُصَير لي من بكورٍ
كم بديْرِ القُصَير لي من بكورٍ / وراحٍ على الصّبا والعُقارِ
حيث أخلوا بما أُحِبّ من القَصْ / ف قليلَ الوقارِ لستُ أُداري
كم صبوحٍ شَدَدْته بغَبوقٍ / وظلامٍ وصلتُه بنهارِ
إنما العيشُ أن تروحَ عِشياً / قاصفاً عازِفاً خليعَ العذارِ
رِقَّتي فوق رقَّة الأبشارِ
رِقَّتي فوق رقَّة الأبشارِ / عَقْدُ سحر لأعينِ النُظَّارِ
من رآني رأى لهيباً وماء / وعجيبٌ لقاءُ ماءٍ ونار
أنا من نور جوهر الأنوارِ
أنا من نور جوهر الأنوارِ / خضعت لي في الحسن شمس النهار
ليس للشمس مثلُ خدّي وقدّي / وظُبَا مُقْلَتَيَّ والاحورار
من جمالي شُقّ الجمال وصلَي / ن لوجهي بواهرُ الأقمار
صاغني ذو العُلاَ حسنٍ / لوحيد الدنيا العزيز نزار
أي قلبٍ كوى الفِراق وهزّهْ
أي قلبٍ كوى الفِراق وهزّهْ / أيّ لبٍّ أَطاره واستفزّه
أيّ دمع جرى وقلب تلظّى / وفؤاد تداول البينُ وخزه
كم شموسٍ بعين شمس أُذيلت / لوداع رأى به الحِلْمُ عَجْزه
موقف جار فيه حكُم التصابي / وأصاب الأسَى العزاءَ فبزه
لو رآني كثير فيه ما ش / كّ بأنّي فيه كثيِّرُ عَزّهْ
ما غزتني كتائب البَثّ حتى / جعلوا موعد التلاقي بغزّهْ
فُرْقَة لا تزال في العين دمعاً / عند ذكرِي لها وفي القلب حَزَّه
سيدتِي أحسنُ من قد مشى / كذا أنا أحسن ما يُلْبَس
كأنني من رقّتي عاشق / ليس يُرَى سُقْما ولا يُلْمَس