القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 85
حبّذا طِيبُ يومنا الممطورِ
حبّذا طِيبُ يومنا الممطورِ / بِفناء المختار ماءَ السرورِ
حين نجني اللذات سِراً وجهراً / بشقيق الندى أبي المنصور
أشرق الأُفْقُ بالجزيرة لمّا / زارها فهي بين عِزّ ونور
ملِك آمر ولكنَّه من / فضله في خلائق المأمور
ما ترى الروض كيف أبدى نسيماً / زاد في طيبه على الكافور
وطيورَ الأشجار كيف تغنَّت / بين تغريدها وبين الصَّفير
يترنّمن عن نفوسٍ ثَكَالَى / ويجاوِبن صوتَ مَثْنىً وزِير
من قِيانٍ كأنّهن غصون / ناعماتٌ يمِسْن تحت بدور
كل مخطوفة الحَشَا تُضرم الشو / ق بلفظٍ عذبٍ وطَرْف سَحُورِ
فدعِ الفكر والبس اللهو وانعَمْ / طرباً تحت بَنْدِه المشهور
وأدِرْها مدامةً خَنْدريساً / مُعمِلاً للكبير بعد الصغير
لا أرتْك الأيامُ بؤساً ولا زِل / ت عزيز الجناب صافي الضمير
أنت أهدَى إلى المكارم والفض
أنت أهدَى إلى المكارم والفض / لِ وأندَى من الغمام المَطِيرِ
وابنُ من بان فَضْلُه يوم بدر / واصطفاه النبيّ يوم الغدِير
ولك الهِمَّة التي عَلَت النج / مَ وزادت عليه في التنوير
صانك الله للمكارم والمج / د وأبقاك للعُلاَ والحُبُور
ربَّ صفراء علَّلتني بصفرا
ربَّ صفراء علَّلتني بصفرا / ء وجِنْح الظلام جَوْن الإزار
بين ماءٍ وروضةٍ وكُرومٍ / وقِبابٍ مِنيفةٍ وصحارى
تتثنى بها الغصونُ علينا / وتجِيب القِيانَ فيها القمارى
وكأن الدجى غدائر شَعْرٍ / وكأن النجوم فيه مَدارِى
وأنجلى الغيمُ عن هلالٍ تبدّى / في يد الأُفْق مثلَ نصف سِوارِ
فاسقِيانِي فإنني أطلب المج / د بثارٍ والحادثاتِ بثارِ
وندامى لو لم يكونوا من الإن / س لما ناسبوا سوى الأقمار
بتُّ أسقِيهم ويسقونني الرا / ح على طِيب صحَّة الأوتار
وبساطٍ من الحديث تبدّى / كنباتِ النِسْرين بين البَهَار
لم نزل نلثم الكؤوس إلى أن / دُفِن الليل في فؤاد النهار
جادَك الغيث من محلّة دارِ
جادَك الغيث من محلّة دارِ / وثوى فيكِ كلُّ غادٍ وسارِ
حكَمَتْ بعد قاطِنِيكِ الليالي / في مغاني رُبَاكِ بالإقفار
ورمْتِك الخطوبُ منهم ببينٍ / ورحيلُ القطينِ موتُ الديار
فاسِقياها الدموع إِن بخل الغي / ثُ عليها بواكف مِدرار
ليس للدمع إن تأخّر عذرٌ / فدعاه فيها خليعَ العِذار
يا طلول الِلوَى غدوتِ رسوماً / دارسِات الأعلامِ والأحجار
بعد ما كنتِ مَأْلَفَ العزّ والحس / ن وملهىً لأعينِ النظار
وكذاك الزمان منقلب الحا / لين بين الإقبالِ والإدبار
وخَنُوفٍ عَيْرانة عَنْتَريسٍ / عَيْسَجُور شِمِلَّة مِسيارٍ
تصل الوَخْد بالذَمِيل إذا ما / خان أمثالُها بني الأسفار
من بناتِ الجَدِيل وهي من السر / عة معدودةٌ من الأطيار
أكلتْ لحمَ زوْرها دُلَجُ اللي / ل ووصلُ الرواح بالإبكار
ترتمي مَجْهَل المهامِه مني / بقليلِ الكَرَى قليلِ الحِذار
ببعيد المُرَاد أصبح نِضْو ال / جسم نضو السرور نضو القرار
وحرامٌ عليَّ كلُّ حَلاَل / أو أُقَضِّي من العلا أوطاري
يا بني هاشم ولسنا سواء / في صِغَار من العلا أو كبار
إن نكن ننتمي لجَدّ فإنا / قد سبقناكُم لكلّ فخار
ليس عبّاسُكم كمثل عليّ / هل تقاس النجوم بالأقمار
من له الفضل والتقدم في الإس / لام والناس شِيعةُ الكفار
من له الصِهْر والمواساة والنُصْ / رة والحرب ترتمي بالشَرار
من دعاه النبي خدْناً وسمَّا / ه أخاً في الخفاء والإظهار
من له قال أنت مِنّي كهارو / ن وموسَى أكرِمْ به من نِجارِ
ثم يوم الغَدِير ما قد علمتم / خَصّه دون سائر الحُضَّار
من له قال لا فتى كعليّ / لا ولا مُنْصُل سوى ذي الفَقَار
وبَمْن بأهل النبيَّ أأنتم / جُهَلاء بواضح الأخبار
أبعبد الإله أم بحسين / وأخيه سُلاَلة الأطهار
يا بني عمّنا ظَلَمتم وطِرْتم / عن سبيل الإنصاف كل مَطَار
كيف تحوون بالأكفّ مكاناً / لم تنالوا رؤياه بالأبصار
من توطّا الفراش يُخلف فيه / أحمدا وهْو نحوَ يثربَ سار
أين كان العبّاس إِذ ذاك في الهج / رة أم في الفراش أم في الغار
ألكم حُرْمة بعمّ رسول ال / لهِ ليس فيكمْ بذات توار
ولنا حُرمة الوِلادة والأع / مام والسبق والهدى والمنار
ولنا هجرةُ المهاجِر قِدْماً / ولنا نُصْرةٌ من الأنصار
ولنا الصوم والصلاة وبذل ال / عُر في عُسْرنا وفي الإيسار
نحن أهل الكِساء سادسنا الروُ / ح أمين المهيمِن الجبّار
نحن أهل التقى وأهل المواسا / ة من بني بيت أحمدَ الأبرار
أو فلوموا الإله في أن برانا / فوقكم واغضبوا على المِقدار
أجعلتم سَقْيَ الحجيج كمن آ / من بالله مؤمِناً لا يداري
أو جعلتم نِداء عبّاس في الحر / ب وقد فُرَّ عن لقاء الشِفَار
كوقوفِ الوصيّ في غَمْرة المو / ت لضرب الرؤوس تحت الغُبار
حين ولَّى صَحْبُ النبيّ فِراراً / وهو يحمي النبيَّ عند الفِرار
واسألوا يوم خيبرٍ واسألوا مكْ / كة عن كَرِّه على الفُجّار
واسألوا يوم بَدْر مَن فارسُ الإس / لام فيه وطالبُ الأوتار
اسألوا كلّ غزوة لرسول ال / له عمَّن أغار كلَّ مُغَار
يا بني هاشمٍ أليس عليٌّ / كاشفَ الكرب والرزايا الكبار
فبماذا ملكتُم دوننا إر / ث نبيّ الهدى بلا استِظهار
أَبِقُربَي فنحن أقرب للمو / روث منك ومن مكان الشِعار
أم بإرث ورِثتموه فإنا / نحن أهلُ الآثارِ والأخطار
لا تُغَطَّوا بحيفكم واضح الح / ق فيُفْضِي بكم لكلّ دَمَار
وأصِيخوا لوقعة تملأ الأر / ض عليكم بجحفلٍ جرّار
تحت أعلامه من الفاطِمِيي / ن أُسودٌ تُدمِي شَبَا الأظفارِ
فاصدُروا عن موارد الملك إنا / نحن أهل الإيراد والإصدار
ولنا العزّ والسموّ عليكم / والمساعي وقُطْب كلَّ مَدَار
يا بني فاطم إلى كم أقِيكم / بلساني ومُنْصُلي وانتصاري
فخذوها منّي نتيجة فهم / بين حَدّ الإقلال والإكثار
سلمتْ من تعصُّب وغُلُوٍّ / وتبَّرت من سوء كلّ اختيار
غير أن البيان يظهر فيها / ساطعاً نورهُ بغير استِتار
حُجَج كلَّما تأمّلها العا / لم بانت له بيانَ النهار
رُبَّ مَن سألَني ليَعلم حالي
رُبَّ مَن سألَني ليَعلم حالي / قلتُ بي علّةٌ من الإخبار
زمنِي راح عابساً قمطريراً / بجميع الأبرار لا الفُجَّار
حالُنا في ذِلّة وسكون / مثل وصف الإله للكفّار
يوم لا ينطِقون فيه ولا يؤ / ذَن في هُوْلِه لَهمْ باعتذار
سَقِّياني بسَفْح دَيْرِ القُصَيرِ
سَقِّياني بسَفْح دَيْرِ القُصَيرِ / بين حُلْوانَ والنَقَا فسُدَيرِ
ما ترى الروض كيف قد حرّكْته / بنَداها دموعُ هذا المُطَير
وغيومُ السحاب تَنْشر سَكْباً / ثم تنجابُ تارةً عن قُمَير
أَنْحفَتْهُ أواخِرُ الشهرِ حتَّى / عاد في أُفْقِه كقَصِّ ظُفَير
فاسقِياني فليس للحمد والمج / د سِوائي وليس للراح غيري
ليس شعري وإن كسا المجدَ دُرّاً
ليس شعري وإن كسا المجدَ دُرّاً / بالغاً عُشْر ما حويتَ فغَفْرا
إنني عالم بذنبِيَ إن كن / تُ إذا قلتُ أشعرَ الناسِ طُرّاً
بهرتْني أضدادُ فضلك لمَّا / أن تجمَّعن فيك شَفْعاً وَوِترا
أنت شمسٌ وأنت بدرٌ منيرٌ / ليس من شاء كان شمساً وبدرا
ويقولون إنّ في الأرض بحرا / كَذَبوا ليس غيرُ كفِّيك بحرا
ما رأوا راحتيك تقذِف دُرّاً / ولُجيَناً إذا استهلَّت وتِبْرا
قد ملأتُ السماءَ فيك دعاءً / وملأتُ البلادَ والأرضَ شكرا
بِأبي الزائرُ الذي ملأَ اللح
بِأبي الزائرُ الذي ملأَ اللح / ظ بهاءً وكلَّ قلب سرورا
خِلْتُه البدرَ مقبلاً وقديماً / كان آباؤه الكرام بدورا
زاد داري أنساً فيا ليت أني / كلَّ يوم به أروح مَزُورا
أيها الماجد الّذي لم يقصِّرْ
أيها الماجد الّذي لم يقصِّرْ / عن معالي آبائه الأبرارِ
إنّ حقّ الوداد عند ذوي الآ / داب حقّ معظَّم المقدار
سيمَّا حقّ من صفا وتَناهَى / لكَ في ظاهرٍ وفي إضمارِ
أنا فيه مقدِّم لك عذرا / فأجِزْ بالقبول وجهَ اعتذاري
لا أُؤَدِّي حقوقَه وهْو فردٌ / كيف لمَّا شفعتُه بالجِوار
لم تعبِّر بلاغتي ولساني / منه عن عُشْر ما حوتْ أسراري
ليس أني ضعُفت عنه ولكن / ضعفتْ عن بلوغه أشعاري
زاد رَبْعي دنُّو رَبْعِك منه / أَنَساً في القلوب والأبصار
زان شعري لذيذُ شِعرِك فيه / مثلَ ما زان قربُ دارك داري
فهنيئاً لك المنازلُ والإق / بالُ والعمرُ دائَم الإيسار
لو أمِنتُ الذي حذرتُ إذاً زر / تُكَ فيهنّ أوّل الزُّوّار
قاضياً في زيارتي لك حقّاً / ليس تقضيه رُقْعتي واستتاري
إن تأخّرتُ باختيار زماني / عنك فاعلم أن الدنّو اختياري
ساعةٌ من جني حديثك ما بي / ن سماع الغِنَا وشُرْب العُقَار
ومعاطاتُك الكئوسُ على رو / ض المعاني ورِقّة الأفْكار
هو عندي ألذّ من مُلْك كِسَرى / وافتضاضِ الكواعب الأبكار
يا وحيدَ الكمالِ في كلّ فنّ / ووحيدَ الأيّام والأعصار
أبهج النِيلَ ما بنيتَ عليه / كابتهاج السماء بالأقمار
وكذاك البقاعُ تفخرُ بالأمْ / جاد فخراً يَحُطُّ كلَّ فخَار
صانك اللهُ مُبَقِّي مُعَلِّي / وَلَوى عنك حادثَ المقْدار
فيك للمكرمات سر خفي
فيك للمكرمات سر خفي / كامِنٌ وهو في البريَّة جهر
أنت ليثٌ وأنت بحر وغَيْثٌ / وسحابٌ جَزْلٌ وشمسٌ وبدرُ
كيف سمّوا في الأرض بحراً وقطرا / وندى راحتيك بحر وقَطْر
يا إماماً لولاه ما ستُمطِر الجو / دُ ولا كان للبريّة فخر
إنني فيك قائلٌ قولَ حقٍّ / ساعةٌ من فراق وجهك شهرُ
لعنة الله والعبادِ على مَنْ / ليس يهواك منه قلبٌ وصدر
ليس إلا الغِنَاء يُظهر بَثِّي
ليس إلا الغِنَاء يُظهر بَثِّي / ويُقَوِّي عليّ جيشَ السرورِ
يا ندِيمي اتَّخِذْ سوايَ فإِنّي / لستُ أَحْيا ما بين مَثْنىً وزِير
سيَّما إن بَدا بلَفْظٍ رخيم / وتردّى بلحظ طَرْف سَحُور
أيها الدِعْص والقضيب الذي قا
أيها الدِعْص والقضيب الذي قا / بَلَ بدرَ الدُّجى ببدر منيرِ
لا تمكِّن لَحَاظَ عينيك من قت / لِي فما اللّحظ فيه بالمعذور
لا تكن للنبيّ فيه خصيماً / عند ربّ النبيّ يومِ النُّشور
ربَّ ليل أنرتُه بثغورِ
ربَّ ليل أنرتُه بثغورِ / وصباح طمسْته بشُعورِ
ورقيبٍ خبأتُ شخصيَ عنه / أن يراني في مستكِنّ النُحور
بات حِصْني منه ذِراع ونهد / ومَجِنّي قلائد الكافور
أجتني البرقَ من لآلي ثغور الصْ / صفْرِ والورد في صحون البدور
تحت ليل كثوبِ يوسفَ في أج / فان يعقوبَ أو كقول البشير
قسمة الموت قسمةٌ لا تجور
قسمة الموت قسمةٌ لا تجور / كلُّ حيٍّ بكأسها مخمور
يستوي كل من تفاوت فيها / لا أميرٌ يبقى ولا مأمور
نحن في غفلة وللموت فينا / طالب مدرك مُجِدّ قدير
نستطيب المنى وهن عواصٍ / فنطيل الآمال وهي غرور
فِكره في الحياة وهيْ ضلال / إنّ في الموت يحسنُ التفكيرُ
ليس ينجو من الغرور سوى مَنْ / قبرهُ في فؤاده محفور
كدَّر الموتُ صفوَ عيشي وهل في الْ / أَرْضِ عيشٌ ما شابَهُ تكدير
وتذكرتُ بالمصائب قومي / وجدودي إني لقومي ذَكُور
أَيْنَ قومي الأُلَى الذين بهمْ كا / ن يموت الخنا ويحيا الفقير
لو حَمَى معشراً من القوم حامٍ / لحمتْ قوميَ العُلاَ والخِيرُ
أين آبائي الذين تفانَوْا / وبهمْ كانت الليالي تُنِير
أين جدّي حسينٌ بن عليّ / أين زيدُ المفجَّع الموتور
أين مهِدِيُّنا المملَّكُ والقا / ئمُ أين المعزّ والمنصور
أين تلك الحلوم والفضل والأَلْ / باب بل أين ذلك التدبير
أين ذاك السلطانُ والملكُ والمَنْ / عةُ والبطشُ والعلا والظهور
أين تلك الجيوشُ والعزةُ القَعْ / ساءُ والجمعُ والعديدُ الكثير
فرّقتهمْ يَدُ المنون فبادُوا / وَحوَتْهُمْ بعد القصور القبورُ
سَلَفٌ صالح وأملاكُ صِدقٍ / بهمُ تستوي وتُلْوَي الأمور
ثم عِشنا ثلاثةً بفم الحا / سد من عيشنا الثَرَى والصخور
فعمَرْنا بذاك مدَّة دهرٍ / كلُّنا ظاهرُ الرضا مسرور
لم يعِش للمعزّ نَسْلٌ سِوانا / كلُّ ميْتٍ بنجله مذكور
فأصابت يدُ المنون عَقِيلاً / وهو مثلُ القضيب غَضّ نضِير
حين هزّ الشبابُ أعطافَه الغِي / دَ وحين استوى له التعمير
لم يجاوِز حَدَّ الثلاثين إلا / بليالٍ ليست لها تكثِير
أين تلك البشاشةُ الغضَّةُ الطلْ / قةُ والنظَرُ البهِيُّ المنير
أين ذاك الطبعُ السليمُ وذاك ال / خُلُقُ العذْبُ والسَّنَا والنور
أين ذاك البِشرُ الذي كان يبدو / مِنْ سَناه للناظرين البشير
كان عفَّ الضمير عذبَ السجايا / ليس في سرّ أمره تعسير
صادقَ الودّ وارِيَ الزَنْد لا يَعْ / دُوهُ في كلّ حالةٍ تطهير
صار من بعد ذلك الأُنسِ وَحْشاً / وهُوَ في قعر حفرةٍ مهجور
آهِ من لوعة لها في سواد الْ / عينِ دمعٌ وفي الفؤاد زفير
كيف يبقَى امرؤ توَلَّى أبوه / وأخوه فحبْلهُ مبتور
بأن أَصل وجُدَّ فرعيَ واللّ / هُ عليم بما تُجِنّ الصدور
فسأبكيك يا عَقِيل بقَلْبٍ / فيه من حزنه عليك سعير
كنتُ قِدماً أظنّ أنّي جَلِيد / ليس يَلِوي عزيمتي المحذور
فأراني مما بلا الصبر عيًّا / أيُّ قلبٍ على الخطوب صبور
ليس بُعْدُ الديار مِنا وإن شَطْ
ليس بُعْدُ الديار مِنا وإن شَطْ / طَ مزارٌ بِنا وقلّ ازديار
بمنوعٍ لنا من الشوق بل في الْ / بُعْدِ يَقْوَى الغرامُ والتَّذْكار
وإذا ما قُلوبُ قومٍ تناءتْ / لم يَرُحْ نافعاً لهنّ الجِوار
وإذا صحَّ مَعْقِدُ الحبِّ في الأَنْ / فُسِ واستأْنَسَتْ به الأَفكار
زادَ وكْداً في كلّ يوم وإنْ أكْ / ثَرَ واشٍ وإنْ تناءتْ ديارُ
شوقُنا مذ ظَعَنْتَ للحيِّ حَيٌّ / ليس تَخْبو له وإنْ بِنْتَ نار
والوفاءُ الذي علمِتَ مقيمٌ / ليس فيه عَمّا عهِدتَ انكسار
ولنا لوعةٌ لبُعدِك بِكْرٌ / ودموعٌ على نواك غِزار
وإذا ما اختصرتُ شِعريَ فاعلم / أَنّ وُدِّيك ليس فيه اختصار
أَظَلمَ الجوُّ مذ ترحَّلتَ إِظلا / ماً جفاه الصباحُ والإنفجار
واحتذتْ أَرْبُعُ المنامِة حتّى / طلع البَدْرُ وهو فِيها سِرار
إنّ صُبْحاً تغِيبُ عنه ظلامٌ / وظلاماً تكون فيه نهار
وقِفاراً تحلّ فيها دِيارٌ / ودِياراً تَبِين عنها قِفار
بأبى الزائر الذي ملأَ اللَّحْ
بأبى الزائر الذي ملأَ اللَّحْ / ظَ بهاءً وكلَّ قلبٍ سرورا
خِلْتُه البدرَ مقبِلاً وقديماً / كان آباؤه الكرامُ بدورا
زادَ داري أُنْساً فيا ليت أنِّي / كلَّ يومٍ به أروح مَزُورا
كم بديْرِ القُصَير لي من بكورٍ
كم بديْرِ القُصَير لي من بكورٍ / وراحٍ على الصّبا والعُقارِ
حيث أخلوا بما أُحِبّ من القَصْ / ف قليلَ الوقارِ لستُ أُداري
كم صبوحٍ شَدَدْته بغَبوقٍ / وظلامٍ وصلتُه بنهارِ
إنما العيشُ أن تروحَ عِشياً / قاصفاً عازِفاً خليعَ العذارِ
رِقَّتي فوق رقَّة الأبشارِ
رِقَّتي فوق رقَّة الأبشارِ / عَقْدُ سحر لأعينِ النُظَّارِ
من رآني رأى لهيباً وماء / وعجيبٌ لقاءُ ماءٍ ونار
أنا من نور جوهر الأنوارِ
أنا من نور جوهر الأنوارِ / خضعت لي في الحسن شمس النهار
ليس للشمس مثلُ خدّي وقدّي / وظُبَا مُقْلَتَيَّ والاحورار
من جمالي شُقّ الجمال وصلَي / ن لوجهي بواهرُ الأقمار
صاغني ذو العُلاَ حسنٍ / لوحيد الدنيا العزيز نزار
أي قلبٍ كوى الفِراق وهزّهْ
أي قلبٍ كوى الفِراق وهزّهْ / أيّ لبٍّ أَطاره واستفزّه
أيّ دمع جرى وقلب تلظّى / وفؤاد تداول البينُ وخزه
كم شموسٍ بعين شمس أُذيلت / لوداع رأى به الحِلْمُ عَجْزه
موقف جار فيه حكُم التصابي / وأصاب الأسَى العزاءَ فبزه
لو رآني كثير فيه ما ش / كّ بأنّي فيه كثيِّرُ عَزّهْ
ما غزتني كتائب البَثّ حتى / جعلوا موعد التلاقي بغزّهْ
فُرْقَة لا تزال في العين دمعاً / عند ذكرِي لها وفي القلب حَزَّه
سيدتِي أحسنُ من قد مشى / كذا أنا أحسن ما يُلْبَس
كأنني من رقّتي عاشق / ليس يُرَى سُقْما ولا يُلْمَس

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025