القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخُبْز أَرْزي الكل
المجموع : 40
قُل لمولاي يا بديع الزمانِ
قُل لمولاي يا بديع الزمانِ / يا هلال الدجى على غصن بانِ
يا مريض الجفون أمرضتَ جسمي / مرضاً من تمرُّض الأجفانِ
يا غزالَ الجنان لا تحرمنّي / جنّةَ الوصل يا غزالَ الجنانِ
جَمَعَ اللهُ فيك يا قرَّة العي / ن جميعَ الصفات والإحسَانِ
فكأني من حُسن وجهك أرعى / ناظري في حدائق البستانِ
وكأني من غُنج ألحاظ عَينَي / كَ أناغي لواحظَ الغزلانِ
وكأني من شَكل قدِّك في شك / ل تثنيّ نواعم الأغصانِ
وكأني من ظَرف لفظك في لَف / ظِ نفيسِ الياقوت والمرجانِ
وكأني عند انبساطك نحوي / زلتُ عن مالكٍ إلى رضوانِ
وكأني عند انتشاقي لأنفا / سِكَ أشتَمُّ نكهة الضيمرانِ
وكأني من طيب ريحك في طي / ب نسيم الأزهارِ والريحانِ
وكأني من وجنتيك أُحَيّا / بجَنَاةِ التُّفّاح من لبنانِ
وكأني من نبت خَدَّيك في نب / تِ رياضِ النسيم والزعفرانِ
مَلَكٌ أَنت لا يُشَكُّ فلن تُج / مَعَ هذي الصفاتُ في إنسانِ
سمرةٌ فوق رقّةٍ تحت طِيبٍ / خَلطُ مسكٍ بماءِ وردٍ وبانِ
خُتِمت هذه الصفات بخالٍ / يصرف العينَ عنك عند العيانِ
سيدي أنتَ معدن الحسن ما ضَر / رَكَ لو كنتَ معدنَ الإحسانِ
يا طبيبَ القلوب قلبي عليلٌ / فتلطّف وافطن لبعض المعاني
ومتى يرتجي العليلُ شفاءً / وهو يلقى الطبيبَ بالكتمانِ
ما تركتُ الشكوى لصبري ولكن / في فؤادي ما لا يؤدّي لساني
فتعطّف بخَلوةٍ تبسط الأُن / سَ ببَثِّ العتاب والأشجانِ
فعسى أن تنالني رحمةُ الوَص / لِ فأنجو من سَخطة الهجران
لي حبيب قد شفَّني وبراني
لي حبيب قد شفَّني وبراني / هو دانٍ ووصلُه غير دانِ
إنما حسرتي لقلَّة حظي / من حبيب أراه نصب عياني
أنا كالسبط مات وهو يرى الما / ءَ وشيكاً بغلة الظمآنِ
أنا راضٍ بأن أموت كريماً / وأصونَ الهوى عن الإعلانِ
لم أجد في الهوى مُعيناً أميناً / فلذاك استعنتُ بالكتمانِ
وإذا ما الحبيب كان مَصوناً / صنتُ ودي له وصنتُ لساني
بي حذارٌ إذا أردتُ أُسميِّ / ه كأني أفطرتُ في رمضان
قد تجافيتُ عن هواه لإبقا / ئي عليهِ ولو درى ما جفاني
فكأني على صراطٍ من الصَّب / رِ أُرَجّي به حلولَ الجنانِ
كان ظنّي به جميلاً فصَرَّف / تُ ظنوني إلى وجوهٍ حسانِ
سوف أُخلي له فؤادي وعَينَي / يَ فعَلّي أخلو به في مكانِ
أو عسى أن أنال ما أتمنّى / فألاقي مفتاح باب الأماني
قد كتمنا الهوى مكاتمة الخو / ف عسى أن نفوز فوز البيان
فهجرناكمُ وسبحان مَن يَع / لَمُ ما تحت ذلك الهجرانِ
نار شوقٍ بلا دخانٍ تَلَظّى / هل رأيتم ناراً بغير دخانِ
كيف لا أتَّقي الهوى بتوقٍ / والهوى من محفِّزات الهوان
بيَ سكرٌ وقد تغافلتُ عنه / وطريفٌ تغافُل السكرانِ
غالطت عينيَ الرقيبَ عياناً / ومليحٌ مخالطات العيانِ
ومتى يرتجي العليلُ شفاءً / وهو يلقى الطبيبَ بالكتمانِ
ما تركتُ الشكوى لصبري ولكن / في فؤادي ما لا يؤدّي لساني
فتعطّف بخَلوةٍ تبسط الأُن / سَ ببَثِّ العتاب والأشجانِ
فعسى أن تنالني رحمةُ الوَص / لِ فأنجو من سخطة الهجرانِ
سيدي لِم خدعتَني بالتمنّي
سيدي لِم خدعتَني بالتمنّي / لِمَ أعرضتَ إذ تمكَّنتَ منّي
تذنب الذنبَ ثم تغضب من ذن / بك عمداً يا ظالمي بتَجَنِّ
أنت روحي فمن يعيش بلا رو / حٍ أبِن لي إذا تغيَّبتَ عنّي
خنتَ عهدي وقد تبدَّلتَ بعدي / يا حبيبي ما كان ذلك ظنّي
إن يكن في البدور فنٌّ من الحُس
إن يكن في البدور فنٌّ من الحُس / نِ ففيمن أُحبُّه كلُّ فنِّ
يا مليح الدلال حلو التجنّي / غاب عنّي السرورُ مذ غبتَ عني
يا غزال الجنان أهداك رِضوا / نُ إلينا ففيك كلُّ التمنّي
أنت بانُ المِلاح من حور عدنٍ / جنس طيبٍ عليه من كلِّ حُسنِ
ليلُ شَعرٍ من تحته بدرُ وجهٍ / موج ردفٍ من فوقه قدُّ غصنِ
أين للبدر مثل هذا التَّلالي / أين للغصن مثل هذا التثنّي
شهدت خجلةٌ لخدَّيك عني / أنّ عينيك للعيون تُرَنّي
فإذا ما نظرتَ قَلَّبتَ هارو / تَ وماروتَ بين عينٍ وجفنِ
فلو اَنِّي اشتريتُ وصلك يوماً / بحياتي ما كانَ ذاك بغَبنِ
يا ظلاماً أحبّ من كلِّ نُورِ
يا ظلاماً أحبّ من كلِّ نُورِ / ليس فِعلُ الهتُوكِ فِعلَ السُّتُورِ
لا تُقَرِّب إلى المحبِّين سُرجاً / فالمحبُّونَ سُرجُهم في الصُّدورِ
إنَّما يُبصِر الهوى صورة الوص / لِ بحيث الرقيب غير بصيرِ
مُتَّ بالشعر يا غلام فأضحى
مُتَّ بالشعر يا غلام فأضحى / فوق خديك منكرٌ ونكيرُ
إن يكن موضعَ اللثام قليلاً / فهو في موضع المنال كثيرُ
وكذاك الكتاب عنوانه سط / رٌ وفي طَيِّه الخفِيِّ سطورُ
إنني ذاكرٌ لما أنت ناسِ
إنني ذاكرٌ لما أنت ناسِ / ومقاسٍ في الحبِّ ما لا تقاسي
فإذا أنت لم تُوَاسِ محبّاً / مخلصاً في الهوى فمن ذا يواسي
أيها اللابس الجمال أتستح / سنُ أن تجعل السقامَ لباسي
أنت في رقَّة الشمائل والنع / مة بِدعٌ فما لقلبك قاسي
فبحسن الدلال أسَّرت قلبي / وبسوء الفعال شيبت راسي
لم أزل أحرز اللسان على الكت / مان حتّى تكلَّمت أنفاسي
هام قلبي بمعدن الحسن حتى / صار فيه معادنُ الوسواس
أنا كاسٍ من الصبابة والوج / دِ لظبي من الملاحة كاسِ
بين أجفانه إذا مرض اللح / ظُ سيوفٌ لا تتقَى بتراس
مطمعٌ مخلفٌ قريب بعيدٌ / مازجٌ في الهوى رجاءً بياسِ
فجزى اللَه أهله كل خيرٍ / إنهم أحسنوا اشتقاقَ القياسِ
قد طوينا عهد الرجاء بياسِ
قد طوينا عهد الرجاء بياسِ / بعدما غرَّني بكم وسواسي
خدعتني أبوَّةٌ لك سارت / وظننتُ الفروعَ كالآساس
فرجونا بك القياسَ ولكن / فسد النسجُ من فساد القياسِ
ما توهمتُ أنَّ معدنَ تبرٍ / كائنٌ منه بُرَّة من نحاس
إن نسبنا إلى الكرام سجايا / ك رَقَعنا الحريرَ بالكِرباس
قد غرسنا لك المَلامة في الأن / فُس إذ حُلتَ عن كريم الغِراسِ
إن تناسيتَ أو نسيتَ فلا عُذ / ر فإنَّ المُهتمَّ ليس بناسِ
في هوى مثلِ ذا تطيب المعاصي
في هوى مثلِ ذا تطيب المعاصي / يوم وصلٍ بألف يوم قصاصِ
غصتُ في لجَّة الهوى حين أبصَر / تُ حبيبي كدُرَّة الغَوّاصِ
حُسنُ ذاك القوام قام بعذرٍ / لنفوسٍ على هواه حِرَاصِ
سبك الحسنُ فيه فضَّةَ لونٍ / فأذاب القلوبَ ذوبَ الرصاصِ
سيدي كم يكون هذا التَّعدي / إنَّ مِن دون ذا تشيب النَّواصي
فتحنَّن على محبٍّ قريبٍ / كم تَشَكّى له العُدَاةُ الأقاصي
طال بي ذا اللجاج لو قد تخلَّص / تُ وما كان من هواه خلاصي
غزالٌ عليه طُرَّةٌ وقُصاصُ
غزالٌ عليه طُرَّةٌ وقُصاصُ / يصيد فما للقلب منه مناصُ
تمكَّنتُ منه نظرةً فأذابني / كما ذاب بين الجمرتَينِ رصاصُ
وليس عليه حُجَّةٌ في قتيله / وليس عليه في الجروح قِصاصُ
أروم خلاصاً من تباريح حبِّه / وليس لمثلي من هواه خلاصُ
شفَّ قلبي مضاضةُ الإعراضِ
شفَّ قلبي مضاضةُ الإعراضِ / فتنغَّصتُ لذَّةَ الإغماضِ
كيف يُرجى شفاءُ مَن أمرَضَته / لحظاتٌ من الجفون المِرَاضِ
قد براني لهو الصدود وأضنا / ني عليلُ الصدود والإعراضِ
والذي أنبَتَ الرياضَ بخَدَّي / ك فأنبَتنَ حُمرةً في بياض
ما أُطيق السلوَّ عنك ولو جَر / رَعتني في هواك سمَّ مماض
أنا راضٍ بما صنعتَ فهل أن / تَ بقتلي يا أحسن الناس راض
إنَّ جسمي كمهجتي بك راضِ
إنَّ جسمي كمهجتي بك راضِ / فاحتكم فيهما فحكمك ماضِ
قد ملكتَ القيادَ فاحكم بما شِئ / تَ علينا وأنت خصمٌ وقاضِ
ليت شعري وليتني كنتُ أدري
ليت شعري وليتني كنتُ أدري / أيّ ذنب أتيتُ يوجب هجري
يا قليل الإنصاف قلَّة إنصا / فِك في الحبِّ مثل قلَّة صبري
لا تلمني إن ضاق عفوك عنّي / في الهوى أن يضيق بالشوق صدري
كلُّ عذري إليك عندك ذنبٌ / فأنا الدهرَ في اعتذارٍ لعذري
كنتُ أبكي من هجر يومٍ بيومٍ / كيف إذ صار هجر شهرٍ بشهرِ
شاقَني الأهلُ لم تشقني الدِّيارُ
شاقَني الأهلُ لم تشقني الدِّيارُ / والهوى صائرٌ إلى حيث صاروا
جيرةٌ فرَّقَتهمُ غربةُ البَي / نِ وبين القلوب ذاك الجوارُ
ليس تنسى تلك القلوبُ عهوداً / كذَّبَتها يوم النوى أبصارُ
أنت تدري أن الهوى ليس يحلو / طعمُه أو يكون فيه مرارُ
فأناس رعوا لنا حين غابوا / وأناس جفوا وهم حضّارُ
عرَّضوا ثم أعرضوا واستمالوا / ثم مالوا وجاوروا ثم جاروا
لا تلمهم على التجنّي فلو لم / يتجنّوا لم يحسن الاعتذارُ
وكذا لم تطب لنا البصرة الزه / راءُ لولا أميرها المختارُ
لم يكن للوصال عُرسٌ إذا ما / لم يكن للعتاب فيه نِثارُ
جار فيها جعل اللفيف على الآ / داب حتى أجارها المستَجارُ
مَن تكنّى من قَدرِه باشتقاقٍ / واسمه من ثباته مستعارُ
مَن نماه الخليل وهو خليلٌ / للمعالي والبِشرُ منه النُّضارُ
مَن تولّى فيما تولاه عدلاً / شفعته بصيرة واختبارُ
مَن تولّى التدبير منه برأيٍ / هو في ليلِ كلِّ خطبٍ نهارُ
مَن له في تبزُّع القول بَسطٌ / للَّيالي وللذكاء وقارُ
مَن به تلتظي الحروب وتخبو / فهو ماءٌ لدى الهِياج ونارُ
مَن يُذيل النفسَ الخطيرة في الرَّو / ع إذا كان بالنفوس احتكارُ
لو عددت اسمَ حدِّه مأثراتٍ / كان فيه على الأمير أمارُ
أيها السيد استجارت بك الأي / يامُ واستنصرت بك الأشعارُ
ضمنت لي علاك أن ليس يُثأى / لي ذمام ولا يُضاع ذِمارُ
ما تعدَّيتَ ما تولّيتَ لكن / لك ممّا أُتيتُ فيه اختيارُ
يا لقومٍ هاجوا هدير القوافي / وتضاغَوا إذ راعهم منه ثارُ
واستثاروا نار القصيد سَفاهاً / وتشكّوا لما ترامى الشرارُ
ولقد خيلوا سَراباً من القو / ل وبرهانُ ما ادَّعوه قَفَارُ
ورموني بأسهمٍ عن قسيٍّ / ما لها من حقيقةٍ أوتارُ
ألسُنٌ صادفت ميادينَ عيبٍ / فجرت وهي في الخِطام أسارُ
بهتوا غَيبتي ببهتان زُورٍ / عن قعودي فالزُّور فيه ازوِرارُ
أبداً أدرَأُ المكارهَ لكن / لك في ذا تعمُّدٌ واغتفارُ
جُدَريٌّ أضرَّ بالوجناتِ
جُدَريٌّ أضرَّ بالوجناتِ / زادَ حُسنَ الوجوه حُسنَ الصفاتِ
نمنم الوشيُ فوق ديباج وجهٍ / بنقوشٍ في شكله شكِلاتِ
سَلسَلَ الشَّعرَ فوق وجهٍ فحاكى
سَلسَلَ الشَّعرَ فوق وجهٍ فحاكى / ظلمةَ الليل فوق ضوء الصباحِ
أظهر الكبرياءَ من فرط زهوٍ
أظهر الكبرياءَ من فرط زهوٍ / فتلقَّيتُه بذلِّ الخضوعِ
وحباني ربيع خدَّيه بالور / د فأمطرتُه سحابَ الدموعِ
كم أقاسي لديك قالاً وقيلا
كم أقاسي لديك قالاً وقيلا / وعداتٍ تترى ومطلاً طويلا
جمعة تنقضي وشهر يولّي / وأمانيك بكرة وأصيلا
إن يَفُتني منك الجميل من الفع / ل تعاطيتُ عنك صبراً جميلا
والهوى يستزيد حالاً فحالاً / وكذا يَنسَلي قليلاً قليلا
ويك لا تأمنن صروف الليالي / إنها تترك العزيز ذليلا
فكأني بحسن وجهك قد صا / حت به اللحيةُ الرحيلَ الرحيلا
فتبدلت حين بدّلتَ بالنو / ر ظلاماً وساء ذاك بديلا
فكأن لم تكن قضيباً رطيباً / وكأن لم تكن كثيباً مهيلا
عندها يشمت الذي لم تصله / ويكون الذي وصلتَ خليلا
تتجنّى عَلَيَّ ذنباً وتعتل
تتجنّى عَلَيَّ ذنباً وتعتل / لُ بأن قد رأيتَ منّيَ ذِلَّهْ
لعن اللَهُ قربةً ليس فيها / لفتىً يطلب التعلَّةَ علَّهْ
من حديثي أن ابنَ بكرٍ دعاني
من حديثي أن ابنَ بكرٍ دعاني / لشقائي فليته ما دعاني
غرَّني منه منظرٌ ولباسٌ / وأثاث ومجلس وأَوَانِ
مجلس كالجنان حسناً ولكن / قبَّح الجوعُ حُسنَ تلك الجنانِ
فلعمري كان الخوانُ ولكن / لم يكن ما يكون فوق الخوانِ
وجفان مثل الجوابي ولكن / ليس فيهنَّ ما يُرى بالعيانِ
وَغضَار الألوان جاءت ولكن / ليس فيها روائح الألوانِ
فإذا ما أدرتُ فيها بناني / لم أجد ما أمسُّه ببناني
إنني ماضغٌ على غير شيءٍ / غير صكِّ الأسنان بالأسنانِ
ترجع الكفُّ وهي أفرغ منها / عند مدّي لها فدأبي وشاني
لو تراني والجوع يضحك منّي / عند غسلي يديَّ بالأشنانِ
زاد في السكر مسرفاً مثلما أس / رَفَ عند الطعام بالنقصانِ
والغضارات فارغات أتَتنا / وسقانا بالمترع الملآنِ
سكرةٌ فوق جوعةٍ تركتني / راحماً كلَّ جائعٍ سكرانِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025